سلبيات الحوار الانفعالي بين الزوجين مع د. خليفة المحرزي

animate

تشير الدراسات إلى أن الأزواج الأكثر نجاحاً في زواجهم هم الذين يحافظون على حوارٍ متعمّدٍ وهادفٍ لمدَّةِ 10 دقائق على الأقل كلَّ يومٍ، هذه الدقائق الحوارية القليلة التي يسعى الزوجان للحفاظ عليها كلَّ يومٍ من أسرار السعادة الزوجية، وبطبيعة الحال يجب أن يتميَّز الحوار بين الزوجين بالهدوء والعقلانية، وأن يكون الهدف منه هو التواصل والتفاهم على مختلف الأمور والقضايا والمشاكل.

في هذا الفيديو يتحدث مستشار العلاقات الأسرية الدكتور خليفة المحرزي عن الحوار الانفعالي السلبي بين الزوجين، والذي يعاني منه 8 من كل 10 أزواج، فكيف ينعكس الحوار الانفعالي على الحياة الزوجية ومتى يجب على الزوجين العمل بجد للانتقال إلى الحوار الإيجابي!


صفات الحوار الانفعالي السلبي بين الزوجين

  1. الحوار الانفعالي بين الزوجين هو حوار الطرشان! فأول مؤشرات الحوار السلبي الانفعالي بين الزوجين أنه ليس حواراً متبادلاً، بل كلٌّ يغني على ليلاه، ولا أحد يستمع لما يقوله الآخر.
  2. الهدف من الحوار السلبي هو إدانة الآخر والبحث عن فرصة لإظهار عيوبه أو أخطائه وتذكيره بها وإن كانت أخطاء قديمة! فالحوار الانفعالي بين الزوجين يدور حول تسجيل النقاط والمواقف.
  3. في الحوارات الانفعالية بين الزوجين دائماً يضيع السبب الرئيسي للحوار أو الهدف منه، يبدأ الحوار حول نقطة معينة، لكن بسبب الانفعالية ورغبة كلٍّ من الطرفين بإدانة الآخر، تتوه نقطة البداية ويصل الحوار إلى مكان آخر!
  4. لا ينتهي الحوار الانفعالي بإيجاد أية حلول، فالحوار لا يهدف أصلاً لإيجاد حل بقدر ما هو نوع من النزاع لأجل النزاع.
  5. أسباب النقاش ليست هي أسبابه الحقيقية! فالحوارات الانفعالية تبدأ من أحداث أو أمور ليست هي المثيرة للغضب فعلاً، وإنما يتستر الزوجان على مشاكلهما الحقيقية بافتعال مشاكل صغيرة والشجار حولها.
  6. يصل إلى الخرس الزوجي، فأحد أهم أسباب الصمت الزوجي هو تكرار تجربة الحوار الانفعالي السلبي غير المجدي، الذي يجبر الزوجان أو أحدهما في نهاية المطاف على تجنب الحوار من أصله!

كيفية تعزيز الحوار الإيجابي بين الزوج والزوجة

  1. فهم الأهداف من التواصل والحوار بين الزوجين هو الخطوة الأولى لتعزيز الحوار الإيجابي والفعال، فالهدف من الحوار ليس إثبات الذات أو الانتقاص من الآخر، وقد لا يكون دائماً الهدف هو حل المشكلة، بل الهدف الأسمى هو الحفاظ على الصلة والتواصل بين الزوجين.
  2. الاستماع ثم الاستماع، فالإنصات للشريك من أهم قواعد الحوار الإيجابي في العلاقة الزوجية، وذلك من خلال إجبار الذات على الإنصات وعدم المقاطعة وإظهار الاهتمام الكامل بما يقوله الطرف الآخر مهما كان غير منطقي أو سخيف، وإظهار رد فعل ينمُّ عن سماع كل التفاصيل والاهتمام بها.
  3. التخلي عن اللوم ولعب دور الضحية، فالحوار بين الزوجين لا يجب أن يكون حواراً بين ضحيةٍ وجلاد! بل بين زوجين متحابين متفاهمين، يدرك كلٌّ منهما واجباته وحقوقه، ويعترف بأخطائه، لذلك الاعتراف بالمسؤولية من أهم قواعد الحوار الإيجابي بين الزوجين.
  4. من شروط تقوية الحوار بين الزوجين أن يتحلى كلّ منهما أو أحدهما على الأقل بروح المبادرة، فإذا كانت زوجتك تميل إلى إنهاء الحوارات بسرعة أو تجنب النقاشات، لا تتخذ موقفاً حاداً وفكّر بأسباب كرهها للحوار وتجنبه، وكيف يمكن أن تدفعها إلى محاورة إيجابية.
  5. من أفضل وسائل تعزيز الحوار بين الزوجين والتخلص من الحوار الانفعالي أو الصمت الزوجي، أن يلتزم الزوجان بدقائق الحوار اليومية بانتظام، أن يحددا موعداً يومياً ثابتاً ليتحاورا بهدوء لمدة 10 دقائق مثلاً، لا يشترط أن يكون هذا الحوار جاداً أو حول قضايا مصيرية دائماً، لكن المهم أن يلتزم كلٌّ من الزوجين بقواعد الحوار الإيجابي الهادئ وبشكل مستمر.
  6. إظهار المودة والمحبة من خلال الحوارات القصيرة، حتى وإن كانت مدة الحوار تقتصر على (كيف كان يومك حبيبي) والجواب يقتصر على (كان جيداً لا بأس)، لكن الإصرار على هذا النمط من الحوار يعمّق العلاقة ويزيد من قدرة الزوجين على إدارة حوار إيجابي.
  7. الحوارات البينية مهمة لتعزيز الحوار الإيجابي بين الزوجين، وهي الحوارات التي لا تتعلق بالزوجين أو حياتهما الزوجية، بل تتعلق بأمور عامة، قد تكون حول الأفلام والمسلسلات وقد تكون حول القضايا السياسية أو الدينية أو غيرها.

أهمية الحوار بين الزوجين

  1. الحوار بين الزوجين هو مقياس جودة العلاقة، حيث يمر الزواج بمراحل وتغيرات كبيرة مع الوقت، وربما يكون الحوار بين الزوجين هو المؤشّر الأكثر دقة لرصد تأثير منعطفات وتغيرات الزواج على العلاقة بين الزوجين، فإمّا أن يصل الزوجان بعد بضع سنين إلى الحوار الانفعالي السلبي المشحون، أو إلى الصمت الزوجي -وهو أسوأ- أو أن يحافظا على الحوار الإيجابي البنّاء والهادئ.
  2. يسهّل الحوار الإيجابي بين الزوجين حلّ جميع المشاكل، بل أن جزءً كبيراً من المشاكل والخلافات الزوجية تبدأ من سوء الفهم أو غياب التواصل والحوار، وبناء كلّ من الزوجين افتراضاتٍ وسيناريوهات بشكلٍ منفردٍ بعيداً عن الشريك، أما التأسيس لأسلوب الحوار الإيجابي بين الزوجين فيوفّر حدوث الكثير من الخلافات، ويساهم في حلّ ما يقع منها بسرعة.
  3. للحوار فوائد مادية أيضاً، فالأولويات المادية من أهم القضايا التي يختلف عليها الأزواج، ووجود نافذةٍ للحوار والتفاهم ستساعد على توحيد الرؤى والوصول إلى أرضية مشتركة فيما يتعلق بالادّخار والإنفاق والأولويات، لا تستغرب أن الزوجين المتفاهمين المتحاورين أكثر قدرةً على شراء الأصول والممتلكات بشكّلٍ مخطّطٍ له بعناية مقارنةً بالأزواج المتناحرين!
  4. أفضل وسيلة للوقاية من الانقلابات الكبيرة في الحياة الزوجية، فالحوار الإيجابي بين الزوجين يضمن بقاء الزوجين على معرفة دوريّة ببعضهما، وملاحظة التغيرات الصغيرة -التي تؤدي لتغيرات كبيرة- والنقاش حولها في وقتها.
  5. وجود حوار هادئ وإيجابي بين الزوجين ينقل هذه الخبرة للأبناء، من جهة يعزز الحوار العائلي بين الآباء والأبناء، ومن جهة أخرى يتعلم الأبناء هذا الأسلوب في الحوار الذي سيكون منهجاً لهم في أسرهم المستقبلية.
  6. يدعم الحوار الزوجي الإيجابي الود والمساندة بين الزوجين، لا يشترط أن يكون هذا الحوار عميقاً كلّ يوم، لكنه لا بد أن يكون حواراً يومياً، يشعر فيه الطرفان بالاهتمام والونس.

فيديوهات ذات صلة