أثر تدخل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية مع د خليفة المحرزي

تدخل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية من الأسباب الرئيسية للمشاكل بين الزوجين، وربما يكون تدخل الأهل بين الزوجين سبباً للمشاكل الأكثر تعقيداً، لأن حل هذه المشاكل لا يحتاج فقط إلى تقريب وجهة النظر بين الزوجين، بل أيضاً إلى إرضاء الأهل على اعتبارهم جزءً من المشكلة!

شاهد في هذا الفيديو مستشار العلاقات الأسرية الدكتور خليفة المحرزي يتحدث عن أثر تدخل الأهل في العلاقة الزوجية وخطورة تدخل الأم على وجه الخصوص في حياة أبنائها الزوجية، واقرأ للمزيد مقالنا عن حلول تدخل الأهل في الحياة الزوجية للأبناء من خلال النقر على هذا الرابط.

أسباب تدخل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية

1. من أهم أسباب تدخل الأهل في حياة الأبناء الزوجية استمرار شعورهم بالمسؤولية تجاه الأبناء حتى بعد ما كبروا وتزوجوا، حيث تعتقد أمُّ الزوج مثلاً أنها ما زالت مسؤولةً عن مساعدة ابنها باتخاذ قراراته وإدارة حياته، ولا تستطيع بسهولةٍ التخلي عن هذا الدور أو التنازل عنه لصالح الزوجة!
2. الصراع بين جيل الأبناء وجيل الآباء من العوامل التي تحفز الأهل للتدخل في حياة أبنائهم الزوجية، فقد لا يستطيع الأهل تفهّم معايير الأسرة الحديثة أو طريقة إدارة الأبناء لحياتهم بأسلوب مختلف، والتدخل هنا يأخذ صفة الحراسة للعادات والتقاليد والأفكار التي يتبناها الأهل ويغيرها الأبناء.
3. الأهل الذين يتدخلون في حياة أبنائهم الزوجية عادةً ما يمتلكون سمات شخصية مميزة، مثل حب السيطرة والاستحواذ والرغبة الشديدة بالتحكّم والتسلّط، وعادةً ما يعلم الأبناء هذه الصفات أو السمات في الأهل لأنهم اختبروها على مدى حياتهم قبل الزواج.
4. أحياناً يكون تدخل الأهل بين الزوجين نتيجةً مباشرة لسوء إدارة الزوجين نفسهما لحياتهما الزوجية، وعدم رسم حدود واضحة للآخرين، أو ضعف شخصية أحد الزوجين أمام تدخلات الآخرين في حياته، وطلب النجدة من الآخرين لحل المشاكل الزوجية حتى السخيفة منها! سواء الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم.
5. في المجتمعات الشرقية يمتلك الأهل سلطةً أوسع على الأسرة الكبيرة، وقد يكون تدخل الأب والأمّ في حياة الأبناء الزوجية من باب الحفاظ على الأسرة الصغيرة، بالنظر إلى الزوجين والأحفاد كامتدادٍ لهذه الأسرة وليس كياناً مستقلاً عنها.
6. لا يمكن إنكار أن تدخل الأهل بين الزوجين في بعض الحالات يكون لازماً ومبرّراً، بل يكون واجباً على الأهل تجاه الأبناء، فإذا كانت العلاقة بين الزوجين سامّة فعلاً أو فيها شكل من أشكال العنف والاستغلال، عندها قد لا يستطيع الأهل ترك ابنهم أو ابنتهم يواجهون قدرهم بأنفسهم بهذه البساطة، وقد يتمكن الأهل أحياناً من جعل الأمور أفضل، لكنهم أيضاً قد يجعلونها أسوأ!

التعامل مع تدخل الأهل في الحياة الزوجية

1. رسم الحدود بالاتفاق بين الزوجين هو أول ما يجب القيام به لمنع تدخل الأهل في الحياة الزوجية للأبناء، ليس فقط الأهل! بل لمنع تدخل أي شخص غير معنيّ بحياة الأسرة الصغيرة ولا ينتمي إليها.
2. التواصل بين الشريكين ضروريٌّ لإيجاد حلٍّ لتدخل الأهل في الحياة الزوجية، فهذه المشكلة لا يمكن حلها بشكل انفرادي غالباً، وعلى الزوج أن يلعب الدور الأساس بوضع حدودٍ عادلةٍ لتدخل والدته في حياته مثلاً، كما ستلعب الزوجة الدور الأساسي لوضع الحدود العادلة لتدخل أهلها في حياتها الزوجية.
3. ينصح خبراء العلاقات الزوجية والأسرية الزوجين بإمساك العصا من المنتصف في التعامل مع تدخل الأهل في حياتهما الزوجية، فالأهل غالباً يبحثون عن امتداد دورهم التربوي والتوجيهي في حياة أبنائهم، ولذلك يجب أن يكون هناك نوعٌ من المسايرة والمراضاة، وفي نفس الوقت ضبطٌ للحدود.
4. من الحلول الضرورية لإدارة تدخل الأب والأم في حياة الأبناء الزوجية أن يتوقف الزوجان عن عرض مشاكلهما أمام الناس، فحلول المشاكل الزوجية في معظم الأحوال يجب أن تكون بين الزوجين دون طرفٍ ثالث، أو أن يكون هذا الطرف الثالث محايداً أو متخصصاً، وعرض المشاكل الزوجية على العلن يحرض الآخرين على التدخل في حياة الزوجين حتى بعد نهاية المشكلة.
5. كما لا يمكن إيقاف تدخل الأهل في الحياة الزوجية للأبناء دون التواصل معهما بهدوء والتعبير عن الشعور بالسوء بسبب هذه التدخلات أو الحديث عن المشاكل التي تسببها هذه التدخلات، وهنا لا نتحدث عن التدخلات البسيطة التي يمكن للزوجين تجاهلها، بل عن التدخل بأمور جوهرية في حياة الأبناء الزوجية.

حكم تدخل الأهل في الحياة الزوجية للأبناء

يقول الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أنه لا يحق للأهل التدخل في حياة الأبناء الزوجية بأي شكل من الأشكال، وهذا الحكم ينطبق على تدخل أهل الزوج وأهل الزوجة في حياة أبنائهما الزوجية على حدٍّ سواء، لكن حكم تدخل الأهل في الحياة الزوجية أنه غير جائز؛ لا يعني إهمال برّ الوالدين أو ترك الإحسان إليهما أو قطع وصلهما، فعلى الأبناء أن يجدوا الأسلوب المناسب لمنع ضرر تدخل الأهل في حياتهما الزوجية، مع الحفاظ على مكانة الأهل وواجب الأبناء تجاههم.