فوائد البابونج الصحية وآثار الكاموميل الجانبية

ما هي الفوائد المؤكدة علمياً للبابونج؟ وما هي أهم المواد الصحية التي تحتويها عشبة البابونج؟ وهل للبابونج أثار جانبية؟
فوائد البابونج الصحية وآثار الكاموميل الجانبية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

منذ مئات السنين تم استخدام البابونج (Chamomile) لعلاج من حالات الالتهاب، كذلك حالات القلق واضطرابات النوم كذلك مشاكل الجلد، وقد تم تطوير العديد من المستحضرات المختلفة باستخدام البابونج، لكن الشكل الأكثر شعبية هو شاي الأعشاب من البابونج، وفي الواقع يتم استهلاك أكثر من مليون كوب من شاي البابونج يومياً حول العالم.. تابع القراءة لمعرفة الفوائد الصحية المثبتة علمياً لعشبة البابونج.

المركبات النشطة في البابونج
يمتلك البابونج العديد من الخصائص العلاجية لأنه يحتوي على مركبات مختلفة مثل: التيربينويدات (Terpenoids) والفلافونيدات (flavonoids): 
التيربينويدس:
- (α-bisabolol): ألفا بيسابولول.. زيت عطري ذو خصائص مضادة للسرطان وخفض السمية في الخلايا البشرية. 
- (Bisabolol oxide A & B): أكسيد البيسابولول وهو من المركبات الموجودة في زيت البابونج، يتمتع بخصائص تخفيف الألم.
- (Chamazulene): كيميسيلين.. مركب عطري يحتوي على تأثيرات مضادة للالتهاب ومضادات الأكسدة أيضاً.
- (Farnesene): فرنيسين.. هو هيدروكربون الذي يقلل من الإجهاد التأكسدي.

مركبات الفلافونويد:
- (Apigenin): أبيغينين.. مركب فعال مضاد للسرطان ومضاد للالتهاب.
- (Quercetin): كيرسيتين.. مركب في النباتات؛ يحارب الشيخوخة والتوتر المؤكسد.
- (Patuletin): بيتويليتن.. مركب يخفف من تشنج العضلات.
 

animate

الفوائد التي يحملها البابونج لعلاج الالتهابات
خلصت دراسة أجريت على الفئران إلى أن مركبات البابونج التريبوينويدية (α-bisabolol، وأكسيد بيسابولول أ، وجوايازولين)، تقلل الالتهاب عن طريق تثبيط تراكم أنزيمات الأكسدة الحلقية (COX) وأوكسيد النيتريك (NO)، (يتم إنتاجها بواسطة خلايا الدم البيضاء ردا على التهديد بالمرض)، وعندما تتراكم بكميات كبيرة يمكن أن تكون سامة وتؤدي إلى التهاب، حيث تشير الدراسات إلى أن البابونج هو عامل فعال مضاد للالتهاب؛ من خلال تقليل إنتاج أكسيد النيتريك.
 

أظهرت دراسة أجريت على 149 مريض أن البابونج بالاشتراك مع أعشاب الأخرى، قلل من حرقة المعدة لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، مع ذلك ولأن العلاج كان بتركيبة تشمل أعشاب مختلفة، لم يتم قياس فعالية البابونج وحده في علاج حرقة المعدة.

البابونج يعالج مرض التهاب الأمعاء
أمراض الأمعاء الالتهابية هي اضطرابات مزمنة تتميز بعرقلة الوظيفة الهضمية وتقرح في الجهاز الهضمي، وأثبتت المستخلصات العشبية على أنها علاج فعال وطبيعي لأعراض مرض التهاب الأمعاء، بحيث كشفت دراسة على عينات القولون لدى فئران مصابة، "أن مستخلص البابونج قادر على تقليل الالتهاب عن طريق خفض مستويات الجزيئات الالتهابية".

البابونج يخفف التهاب الأغشية المخاطية
التهاب الغشاء المخاطي هو التهاب مؤلم وتقرح في الأغشية المخاطية المبطِنة للأمعاء، وخلصت دراسة شملت 98 مريضا أن غرغرة الفم بالبابونج أيضاً؛ تقلل من أعراض التهاب الفموي ومنع حدوث الالتهاب الشديد فيه لدى المرضى.

يزيل البابونج الطفيليات في الأمعاء
أظهرت دراسة إلى أن مستخلصات البابونج تظهر نشاطاً مضاداً للطفيليات؛ من نوع هيمونتشوس كونتورتس (Haemonchus contortus)، حيث يثبط البابونج تفريخ بيويضات هذه الطفيليات كما يؤدي إلى شلل الدودة و / أو موتها؛ حتى عند تركيزات منخفضة من مستخلص البابونج، والبابونج نافع للتخلص من الأنساكيوسيز (Anisakiasis) وهو مرض طفيلي بسبب وجود الديدان من جنس (Anisakis) في الأمعاء، عادة ما تتم العدوى بهذا المرض عن طريق استهلاك الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً، وتشمل أعراض هذا الداء (التقيؤ والغثيان وآلام المعدة والإسهال).
وخلصت دراسة أجريت على الحيوانات إلى أن زيت البابونج؛ يمكن أن يعالج داء اللانسيتيسيا (Anisakiasis) عن طريق إحداث تلف في الجهاز العضلي والهضمي لهذه الطفيليات، وفي النهاية قتلها.
 

البابونج يقلل من التهاب الأكزيما
الأكزيما هي التهاب يسبب حكة في الجلد، وخلصت دراسة على الجرذان؛ إلى أن زيت البابونج الألماني يخفف التهاب الجلد المرافق للأكزيما، بعد تطبيقه على الجلد لمدة 4 أسابيع.

البابونج يعزز شفاء الجلد من الجروح والتقرحات
أظهرت العديد من الدراسات أن مستخلص البابونج يعزز شفاء الجروح، حيث زاد هذا المستخلص من معدل انكماش الجرح وتشكيل خلايا الجلد لدى الفئران المصابة؛ عن طريق زيادة هيدروكسي برولين (وهو ببتيد؛ من روابط في الأحماض الأمينية.. الموجود في خلايا الجلد والمسؤول عن الشفاء)، كما أشارت دراسة أجريت على 72 مريضاً، إلى أن الجروح التي يعالجها البابونج والتي تسببها العمليات الجراحية؛ تشفى بشكل أسرع مقارنةً بتلك الجروح التي تُعالج بكريم الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone).
 

البابونج يحسن نوعية النوم
أظهرت دراسة على 80 امرأة بعد الولادة تعانين صعوبة في النوم، "أن شرب شاي البابونج؛ حسن بشكل كبير في نوعية النوم لدى هؤلاء النسوة بعد أسبوعين"، كما شملت دراسة أخرى 80 شخصاً من كبار السن، حيث "تحسنت نوعية نومهم بعد شهر واحد؛ من تناول مستخلص البابونج عن طريق الفم".

البابونج يخفف من حدة القلق والاكتئاب
يمكن استخدام البابونج كعلاج للمرضى الذين يعانون من اضطراب القلق العام عن طريق الحد من الاكتئاب، كذلك الأرق والقلق المستمر، حيث خلصت عدة دراسات إلى أن استهلاك البابونج على المدى الطويل يقلل من أعراض اضطراب القلق العام دون آثار جانبية كبيرة، علاوة على ذلك فقد كشفت دراسة أخرى، أن روائح زيت البابونج... ساهمت على مدى أسبوعين في خفض السلوكيات الشبيهة بأعراض الاكتئاب عند الجرذان.
 

قد يبطئ البابونج من انتشار بعض أمراض السرطان
المركبات المضادة للأكسدة في البابونج لها آثار مضادة للسرطان، حيث يمنع ويبطئ مستخلص البابونج من تطور سرطان الثدي لدى البشر؛ ذلك وفق دراسة حول دور مستخلص البابونج في "قمع غزو وانتشار الخلايا السرطانية"، كما أن النوع المسمى البابونج الروماني، يقمع نمو خلايا سرطان الثدي عن طريق قتل الخلايا السرطانية وفق دراسة أخرى، بحثت الموت المبرمج الذي يحدثه مستخلص البابونج الروماني في هذه الخلايا التي تسبب سرطان الثدي، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن مركب في البابونج هو (Apigenin) وموجود في العديد من النباتات؛ "يحول دون نمو الخلايا السرطانية في القناة الهضمية".
إحدى الفوائد الرئيسية للبابونج هي لا تسبب الأذية للخلايا الطبيعية إلا في الحد الأدنى، على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به مستخلصات هذا النبات في الوقاية أو علاج أو كبح انتشار خلايا أمراض سرطان مختلفة كما رأينا، وقد أظهرت دراسة أن البابونج له آثار سمية منخفضة، كذلك في دراسة أخرى تأكيد على إن للبابونج تأثيره الأدنى في تثبيط نمو الخلايا الطبيعية أو أذيتها... بالطبع كل ما يتعلق بدور البابونج ومستخلصاته الطبية في علاج السرطان تحتاج للمزيد من الدراسات، ورغم ذلك هذا النبات على عكس الكثير من النباتات قد لا يؤثر بشكل سلبي على الخلايا طبيعية النمو.
 

البابونج يساعد على الحد من مضاعفات مرض السكري
أظهرت دراسة على الفئران أن مستخلص البابونج ينقص سكر الدم عن طريق الحد من امتصاص الجلوكوز في الأمعاء، كما خلصت دراسة على الجرذان المصابة بداء السكري، إلى أن مستخلص البابونج يمكن أن يحسن شفاء قرحات الفم المرافقة لمرض السكري؛ عن طريق إبطاء معدل موت الخلايا في بطانة الأوعية المخاطية، وفي دراسة ضمت 64 مريضاً بالسكر، أظهر شاي البابونج آثاراً مفيدةً في السيطرة على نسبة السكر في الدم، كذلك لعب دور مضادات الأكسدة.. لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
 

فوائد البابونج في تخفيف حدة الآلام
ألم المعدة كذلك ألم العجان هو الشكوى الأكثر شيوعاً من قبل الأمهات بعد عمليات الولادة القيصرية أو الولادات الطبيعية التي تحتاج إلى إجراء جراحات في منطقة العجان، حيث أظهرت دراسة على 114 امرأة؛ "أن كريم البابونج يمكن أن يقلل من هذا الألم لدى النساء اللواتي تكون هذه ولاداتهن الأولى"، كذلك وفقاً لدراسة على المرضى الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة، "يقلل زيت البابونج بشكل كبير من حاجة المرضى لمسكنات الألم".
 

البابونج يعالج رائحة الفم الكريهة وجفاف الفم
سبب جفاف الفم المعروف أيضا باسم متلازمة جفاف الفم (Xerostomia Symptoms)، يكون سببها انخفاض كمية اللعاب، وفي دراسة شملت 74 مشارك يعانون من متلازمة جفاف الفم؛ أظهر البابونج فعالية في تخفيف الأعراض لدى المشاركين الأكبر سناً، كما أن المشاركين الذين تناولوا البابونج؛ اختبروا الراحة في الفم عند ابتلاع الطعام، وانتعشت رائحة الفم التي كانت مرافقة لجفاف الحلق.
 

هل من تأثيرات سلبية للبابونج على الصحة؟
بالطبع.. حيث تشمل هذه التأثيرات الجانبية، التي قد تكون خطرة أحياناً؛ ما يلي:
- قد يسبب البابونج ردود فعل تحسسية: مثل الطفح الجلدي والربو والتهاب العيون، لكن وفي حالات نادرة قد يؤدي البابونج إلى الحساسية المفرطة، التي تهدد الحياة ويجب علاجها على الفور.
- قد يتداخل البابونج مع بعض الأدوية: حيث يتفاعل مع الأدوية مثل الوارفارين (warfarin)، وهو مضاد للتجلط (تخثر الدم)، بحيث يتفكك هذا الدواء بنوعين من البروتينات، التي يتم تثبيطها عن طريق البابونج، كما جاء في دراسة حالة مريض يتناول الوارفارين مع البابونج وعانى من نزيف داخلي متزايد، كذلك يتداخل البابونج مع  السيكلوسبورين (Cyclosporine) هو دواء يستخدم على نطاق واسع في عمليات زرع الأعضاء لمنع رفض العضو الجديد، بالتالي يجب على المرضى الذين يتناولون السيكلوسبورين تجنب منتجات البابونج لمنع تراكم السموم في الجسم... لذا فإن تجنب الاستخدام المتزامن للمستخلصات العشبية مع الأدوية هو إجراء حكيم، حتى تستبعد الدراسات السريرية البشرية أي تفاعل محتمل.

في المحصلة.. على الرغم من أن النتائج التي توصلت إليها معظم هذه الدراسات التي تحدثنا عنها أعلاه على الحيوانات.. سواء فيما يخص الفوائد أو بعض الأعراض الجانبية للبابونج؛ فلا يمكن ترجمتها مباشرة على البشر، إلا في حال تمت تجارب سريرية بشرية تثبت صحة ما توصل إليه العلماء حول فوائد البابونج، ومع ذلك لاحظنا أنه لا أثار جانبية خطرة لتناول البابونج بكثرة؛ إذا يبقى مشروباً عشبياً تتعدى فوائده الملموسة أي نتائج ضارة أو سلبية على الصحة.

وفي النهاية... واحدة من الطرق الأكثر شهرة لاستخدام البابونج هو صنع كوب من شاي البابونج، والوصفة الأكثر شيوعا هي ملعقة طعام من زهور البابونج المجففة.. لكل لتر من الماء الساخن، كما يمكن أيضاً استخدام الشاي بارداً كغسول للفم أو الغرغرة، كما يمكنك أيضاً تطبيق البابونج على الجلد في هيئة كريم أو مرهم للحد من التورم والألم، ويستخدم زيت البابونج في العلاج، حيث ينصح باستنشاق رائحة الزيت لتخفيف القلق والانزعاج العام، مع كل هذ الفوائد التي لا تنتهي لهذه العشبة العجيبة؛ سارع إلى تحضير كوب ساخن من البابونج قبل نومك لتنعم بليلة هانئة.