دليل الحوار مع الطالب وأنواع المحادثة مع الطلاب

كيفية الاستعداد للمحادثات بين المعلّم والتلميذ.. ما هي أنواع المحادثات التي يخوضها المعلم مع الطالب؟ كيف تساهم حوارات الأستاذ مع الطالب في العملية التربوية؟
دليل الحوار مع الطالب وأنواع المحادثة مع الطلاب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعرفنا في مقال سابق على السلوكيات العنيدة التي سيتعين عليك كمدرّس التعامل معها حتى تتقاعد ولمدة طويلة قد تستغرق كل يوم خلال حياتك المهنية، في هذا المقال سنتحدث عن بعض أفضل الطرق، التي يمكنك من خلالها التعامل مع مشاكل السلوك في الفصل الدراسي، من خلال الحوار وإجراء مختلف المحادثات مع التلميذ.

الخطوات التي عليك اتخاذها في المحادثة التمهيدية
إذا حددت مشكلة ما، فأنت تريد إبلاغ زملائك الآخرين، الطالب، الإدارة، المرشد النفسي... الخ، تدعى هذه المحادثة "بالمحادثة التمهيدية للمشكلة"، حيث تمنحك معلومات حول الطالب والمشكلة ومدى حاجته إلى مساعدتك، علاوة على ذلك فإنها توفر الفرصة للحديث عن الأشياء والتنفيس عما يزعج مزاجه أيضاً، وإليك بعض الخطوات المهمة للمحادثة التمهيدية:

1- الهدف والمناسبة: لبدء المحادثة عليك توضيح سبب رغبتك في هذه المحادثة، فأخبر الطالب أنك بحاجة إلى توضيح أو تفسير مزيد من المعلومات حول المشكلة، حيث عليك التعبير عن مخاوفك، كذلك إظهار مدى اهتمامك بقصة الطالب، بهذه الطريقة أنت تخلق جواً من الأمان والثقة.

2- اطرح سؤالاً مفتوحاً: أدخل الطالب في المحادثة في الموضوع مباشرة، مع سؤال مفتوح فإن إجابات الطالب ستكون أوسع، والمقصود بالسؤال المفتوح؛ ألا تكون الإجابة عنه بمجرد "نعم" أو "لا".

3- اطرح أسئلة واضحة: عن طريق طرح السؤال المفتوح قدر الإمكان، فإن الطالب سيقدم أقصى حالة صدق في الأجوبة، فأنت لا تزال توجه المحادثة، حتى تحصل بالضبط على المعلومات التي تبحث عنها، من خلال الإصغاء والاستماع باهتمام إليه، كذلك اتخاذ موقف مرن اتجاه ما يقوله الطالب وطرح الأسئلة التكميلية ليجيبك عنها جميعاً.

4- التلخيص: من خلال إعادة الصياغة تقوم بالتحقق مما إذا كنت قد فهمت الطالب بشكل صحيح، فيعرف أنك تستمع إلى قصته باهتمام أيضاً، كذلك تتعامل بجدية مع محتوى حديث ومشاعر الطالب خلال حديثه، على سبيل المثال يمكن أن تقول: "إذاً أنت تشعر بالإهمال والإقصاء لأنك جديد في هذا الصف؟" ثم عليك أن تنتبه إلى لغة جسدك، وإذا كان هناك العديد من الأطراف في المشكلة، حاول أن تكون وجهات النظر المختلفة، إنها مهمة صعبة.. أليس كذلك؟

5- إنهاء المحادثة: أغلق المحادثة بملخص شامل لجوهرها، ولا تنسَ إبرام اتفاق مع الطالب حول ما سيحدث مع هذه المعلومات التي تحدث عنها، يمكنك أيضاً التخطيط لإجراء محادثة متابعة محتملة.

بعض المطبّات التي قد يقع فيها المعلم  خلال المحادثة الاستطلاعية:
- يتكلم كثيرا ولا يترك مجالاً للطالب حتى يقول ما عنده أو يجيب على الأسئلة.
- بتسلم السيطرة في المحادثة، بذلك لا يحصل على المعلومات التي يحتاجها.
- يسأل الكثير من الأسئلة الخطابية أو المغلقة.
- لا يوفر التركيز والوقت الكافي للمحادثة.
 

animate

إذا احتاج الطالب إليك لسبب ما فتحضر لمحادثة المشورة
إذا كان هناك طلب محدد للمساعدة، يمكنك دعم الطالب بالمشورة على الأقل، ومحادثة المساعدة طريقة فعالة لمساعدة الطلاب على التوصل إلى حل مشكلاتهم، حيث يتم تحفيز التفكير الذاتي والنابع من الشخص الذي يعاني مشكلة ما؛ بشكل أفضل من الحل الذي يتم الحديث عنه مع الآخرين أو الذي ينصحك به الآخرون، وبعض الخطوات المهمة في محادثة المشورة والمساعدة:
1- استكشاف المشكلة: عليك أولاً أن تعرف ما يجري، هنا قد تقوم بالاتفاق مع الطالب حول السرية، واستخدام أسئلة واضحة ومفتوحة، مثل: "كنت أتساءل... ما يبقيني قلقاً هو... ما لا أفهمه تماماً هو..."، هكذا حتى يتم استكشاف المشكلة كاملة.

2- تحديد احتياجات أو توقعات الطالب: من خلال الاستماع بنشاط وطرح الأسئلة المفتوحة، يمكنك محاولة تحديد احتياجات وتوقعات الطالب، فهل يريد حلًا لمشكلته من خلال هذه المحادثة؟ ماذا يريد أن يفعل؟ ما هو معقول من حلول بالنسبة له، وما هو غير معقول؟

3- تحديد احتياجاتك واستعدادك وإمكانياتك للمساعدة: قلة الوقت ونقص الخبرة والكثير من تشويش التفكير وما إلى ذلك، كل هذه الأسباب تعني أنه لا يمكنك إجراء المحادثة، فلا بد من توضيح سبب أو عدم إمكانية الاستمرار، أخبر الطالب كم من الوقت لديك أو حاول تحديد موعد جديد.

4- استكشاف الحلول الممكنة: يجب أن يكون لديك قائمة بجميع الحلول الممكنة، كما أنه ليس عليك القيام بكل العمل بل يجب أن تُشرك الطالب في التفكير والاختيار، على سبيل المثال: "هل فكرت بالفعل في الحل الممكن؟ ماذا نفعل برأك أنت؟ هل هناك أي احتمالات أخرى؟".

5- مناقشة الحلول الممكنة.

6- اختيار حل واحد أو صياغة المشورة: أثناء هذه الخطوة.. فما الذي سيحققه الحل المختار؟ وهل يعطي الحل النتائج المرجوة؟ وهل الآثار الجانبية غير مرغوب فيها؟.. وعندما تقدم حلّك، تتغير المحادثة من كونها محادثة مشورة.

7- تخطيط محادثة متابعة: تحقق مما إذا كان الحل الذي تم اختياره هو الأفضل.

الأخطاء التي قد يقع فيها المعلم خلال محادثة المشورة:
- أن لا يأخذ وقتاً طويلاً لاستكشاف المشكلة والتحول بسرعة إلى الحلول.
- عدم تحفيز الطالب بشكل غير كافي لإيجاد حل من تلقاء نفسه.
- تقديم المشورة بسرعة كبيرة.
 

ما هي الخطوات التي عليك اتباعها للحوار التحفيزي مع الطالب؟
الحديث التحفيزي مناسب في بعض الحالات على سبيل المثال؛ عندما ترغب في تحفيز الطالب على أداء واجباته المدرسية مثلاً، حيث لا يمكن أن يكون الطلاب وأولياء الأمور غير متحمسين للتعاون مع الإجراءات التي تقترحها المدرسة هنا؛ مهما كانت الأسباب، وبعض الخطوات المهمة في المحادثة التحفيزية:
1- استكشاف المشكلة: أنت تقدر الجهد الذي يبذله الطالب وذويه لإجراء هذه المحادثة، والاستماع لمخاوفك بشأن ما بدر عن الطالب من سلوك، فاطلب الاهتمام بالموضوع بتوضيح الحقائق بوضوح، وانتبه على ردود فعل الطالب أو الوالدين.

2- القصة وراء القصة: استمع أولاً إلى قصتهم حول المشكلة المحددة، تعرف من خلال ذلك على ظروفهم واهتماماتهم ودوافعهم، ولا بد أن تحاول التعاطف معهم، في محاولة للوصول إلى "القصة الحقيقية" أو السبب الحقيقي الذي دفع الطالب إلى هذا الموقف، إذا نجحت في ذلك، فهذا يجعل مهمتك.. ضمن الرعاية المشتركة للطالب مع أهله.

3- ابحث عن الإجراءات الممكنة: هل هناك أي فرص يراها الوالدين؟ دعهم يصممون بدائل وحلول مع ابنهم، الآن يمكنك معرفة نوع الجهد الذي يرغب الوالدان أو الطالب القيام به، وأكد على جهودهم في المشاركة، مما يساعدهم عل اتخاذ القرارات.. في النهاية يجب على الطلاب وأولياء الأمور تحفيز النواحي الإيجابية بأنفسهم.

4- تخطيط لمحادثة المتابعة.

المطبات التي قد يقع فيها المدرس خلال حوار تحفيزي:
- يقدم وعظاً أخلاقياً في بداية المحادثة.
- يمنع المناقشات التي قد تنشأ خلال الحوار، ولا يتأكد أن عناد الطالب أو حتى ذويه قد تلاشى.
- يقدم الحل الذي يرى هو أنه الأنسب؛ مما قد يساهم في معاندة الطالب أو ذويه.
 

كيف تجري محادثة لحل نزاع نشب بين الطلاب؟
بالنسبة لحالات الشجار بين الطلاب، ضع في اعتبارك أن الصراع قد يحتد عادة في حال تدخل طرف ثالث (وهو أنت في هذه الحال)، فالخطوات المهمة في هذه المحادثة:
1- ابدأ المحادثة بتوضيح الهدف: وهو إيجاد حل للنزاع واستعادة التعاون بين الطلاب، ولتحقيق هذا الهدف يجب على كلا الطالبين المتشاجرين الاستماع لبعضهما البعض، ناقش بعض القواعد التي توافق عليها معهما لتسير المحادثة في الاتجاه الصحيح، من خلال تحفيز الجميع للتحدث، على سبيل المثال يمكنك قول عبارة: "أجد صعوبة في التواصل معك" بدلاً من "لا يمكن لأحد أن يتكلم معك". 

2- تلخيص المحادثة بشكل واضح: مع التحيز متعدد الأطراف، وتجنب إصدار الأحكام الشخصية، فحاول تسمية الحقائق فقط.

3- هذا هو الوقت الذي تظهر فيه معظم العواطف: عليك أن تتحكم بالمحادثة، من خلال منح كلا الجانبين الفرصة لصياغة المشكلة من وجهة نظره، وتأكد من أنهم يستمعون لبعضهم البعض واطلب أمثلة محددة مثل: "ما الذي تحاول أن توضحه؟ ماذا تقصد بالضبط؟ "في هذه الحالة، تتم دعوة الطالبين المتشاجرين للتفكير والتأمل.  

4- تعيين الأسباب وتنظيمها: رتب التفاصيل حسب الأهمية، بحيث تتصدر أكبر المتاعب القائمة، مع إشراك مصالح جميع الأطراف، فما هي مصالح الأطراف في هذا الصراع؟ كذلك ما هي المصالح المشتركة؟ وكيف سيتابعان معاً في نفس الصف دون وجود ضغينة بينهما؟

5- إيجاد واختيار الحلول: ألقِ نظرة على القائمة مرة أخرى، واطلب من الطلاب المساهمة في إيجاد حل ممكن للمشكلة، يمكن بعد ذلك مناقشة الاقتراحات، أخيراً يختارون الحل معاً، لا تنسَ التحقق مما إذا كان هناك ما يكفي من الدعم للحل من قبل الطرفين.

6- وضع خطة عمل وتقييم: ضع خطة عمل.. وأنت تحدد الخطوات التي يجب اتخاذها، من سيفعل ماذا ومتى يجب أن يحدث شيء ما، وأنت توافق كذلك على موعد إجراء تقييم للتحقق، فيما إذا كانت الحلول تعمل أم لا.
 

متى عليك أن تحدد وجوب إحراء محادثة مع الطالب؟
هناك حاجة إلى تعيين الحدود عندما يُظهر الطالب سلوكاً غير لائق، على سبيل المثال: لم يسلم أحد طلابك واجبه المنزلي للمرة الثالثة، وهذا يجب أن يتوقف.. بعض الخطوات المهمة لإجراء حوار بنّاء مع الطالب:
1- الهدف والمناسبة: افتح الحوار من خلال الإشارة إلى أن الطالب قد تجاوز قاعدة في الصف، وأن هذا غير مقبول. 

2- وضّح الحدود: قم بتسمية القواعد واشرح أين تجاوز الطالب حدوده، من حيث السلوكيات التي لاحظتها، واحذر لا تقوم بتصور التفسيرات واتخاذ التحيزات ضد الطالب على أساس كيدي.

3- دع الطالب يتفاعل معك ويشرح وجهة نظره.. واصغي إليه.

4- اشرح له الطريقة التي تريد من خلالها رؤية تغير سلوكه مستقبلاً.

5- دع الطالب يتفاعل ويبحث عن حل معك: استمر في المحادثة حتى يدعم الطالب موقفك وحاول أن تحقق نتائج ملموسة.

6- انهي المحادثة باتفاق: وأذكر مرة أخرى التحسينات المطلوبة والمهمة، التي يجب على الطالب تحقيقها.

7- تخطيط لمحادثة متابعة.

بعض الأخطاء التي قد يقع فيها المعلم:
- أن يبدأ مناقشة الانتهاك للحدود الذي بدر من الطالب بحد ذاته.
- لا يعني التحسين في السلوك المقترح من قبل المعلّم أي شيء للطالب أو لا يمكنه تحقيقه.
- لا يتحدث المعلّم عن السلوك التخريبي بوضوح حتى يشعر التلميذ بأنه مرفوض.
- ينسى المعلم الإشارة إلى رغبتك في رؤية التغييرات السلوكية لدى الطالب.

في الختام.. وجود محادثات مع الطلاب وأولياء الأمور والزملاء يبدو سهلاً.. فما الذي تريد تحقيقه من خلال هذه المحادثة؟ كيف تفتتح الحوار؟ ماذا تفعل إذا لاحظت خروج المحادثة عن مسارها؟ في كل مرة ستواجه نفسك ومدى مهارتك في مهنة التدريس، ومهما كانت المشكلة أو الموقف أو السبب الذي يدعوك كمعلم لإجراء محادثة مدروسة مع الطالب؛ فإن الأمر يستحق منك التحضير الجيد، ولاحظت أنني لم أورد الكثير من الأمثلة خلال الخطوات أعلاه، لأن المعلّم يواجه يومياً مشكلات مختلفة تدعوه لحوار التلميذ لمساعدته على تجاوز أي موقف، لذا ما عليك إلا أن تختار نوع المحادثة المناسب للظرف الذي تواجه؛ وتحاول تطبيق الخطوات.. وأخبرنا من خلال التعليقات على المقال، هل نجح الأمر؟