صفات الطالب الذكي والتعامل مع الطالب المميز في المدرسة والبيت

علامات الذكاء عند الطلاب وصفات الطالب الذكي، كيفية التعامل مع الطفل الذكي في البيت والمدرسة، نصائح للمعلم وللوالدين للتعامل مع الطفل الذكي والاهتمام بالطالب المميز
صفات الطالب الذكي والتعامل مع الطالب المميز في المدرسة والبيت

صفات الطالب الذكي والتعامل مع الطالب المميز في المدرسة والبيت

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الطلاب الأذكياء والمميزون مهمون جداً في المجتمع، نظراً للدور الذي من المحتمل أن يلعبوه في التطور الحضاري لبلد ما، في حال تم تقديم المتطلبات الخاصة لهم، من اهتمام وتعليم متطور ومتابعة سواء في البيت أو المدرسة، في مقالنا معلومات ونصائح حول التعامل مع التلميذ الذكي سواء كنت أحد الوالدين أو معلماً في صف من الأطفال الأذكياء، فأنت تعلم أن كل طفل مميز.

لا يتشابه الطلاب الأذكياء والموهوبون بالضرورة من حيث بناء الشخصية فقد يكون بعضهم قوي الشخصية ومشارك ويحب الظهور، بينما يفضل بعضهم العزلة أو يتصف بقدر من الخجل، لكن عادة ما يتشابه التلاميذ الأذكياء بطريقة التعامل مع المعلومات ودقة الملاحظة، والتصميم على تحقيق الأهداف، ونعرض فيما يلي أهم صفات الطالب الذكي أو الموهوب: [1،2،3]

  • الصفات العقلية والعلمية للطالب الذكي: يعتمد الطلاب الموهوبين والأذكياء على التفكير العميق كما أن تعلمهم للمعلومات يتم بشكل مختلف عن الطلاب العاديين، وفيما يلي بعض الخصائص والقدرات التي تميز الطلاب الأذكياء:
    1. قدرة كبيرة على التعلم، وسرعة معالجة المعلومات.
    2. أدمغتهم بحاجة دائمة إلى التعلم المعرفي.
    3. لديهم رغبة في فهم العالم، ويحبون أن يكون العالم من حولهم منطقياً وعادلاً.
    4. تجميع القواسم المشتركة بين المعلومات والأفكار وربطها مع بعضها البعض، لتكوين استنتاج محدد.
    5. لا يتوقفون عن طرح الأسئلة والاستفسار، وملاحظة الفروق البسيطة في المعلومات والنتائج والتي قد تمر على غيرهم من الطلاب مرور الكرام.
    6. عادة ما يكون لديهم وعي للحياة يسبق سنهم.
    7. يتعمقون في الاستكشاف، وخاصة في المواضيع العلمية.
    8. عادةً ما يلزمون أنفسهم بالمعايير والقيم العلمية العالية.
    9. الشعور بالملل والإحباط من تكرار اهتمامات مختلفة عمن هم في سنهم.
    10. من المرجح إن يكونوا قادرين على القراءة مبكراً أو يتقنوا مفاهيم الرياضيات في سن مبكرة.
  • الصفات الشخصية والنفسية للطلاب الأذكياء والموهوبين: قد يتشارك الطلاب الأذكياء في بعض صفات الشخصية العميقة، وليست الظاهرية، وفي بعض الصفات النفسية، فقد يلاحظ هذا التشابه في هذه الصفات:
    1. الطالب الذكي ليس مدمن دراسة:حيث يجب عدم الخلط بين الدراسة المكثفة والذكاء، غالباً ما يحصل الطلاب الأذكياء على معدلات عالية في موادهم وامتحاناتهم بالرغم من معدل دراسة أقل من عادية.
    2. الطالب الذكي مستقل علمياً وتعليمياً: عادةً ما لا يعتمد الطلاب الأذكياء على المعلمين والأهل بشكل كامل، بل يعتمدون على بحثهم الذاتي، ويجهدون أنفسهم في إيجاد الحلول للمسائل والأسئلة، ويغضبون لو تعاملت معهم باستخفاف، فحاولت مثلاً إقناعهم بطريقتك في حفظ جدول الضرب للعدد 9.
    3. يتميزون بالفكر النقدي: دائما ما يبحث الطالب الذكي عن الأسباب تلقائياً، ويتخذ قراراته بناء على استقرائه، ويشك لذا غالباً ما ينجح.
    4. التصميم على تحقيق الأهداف: في العادة يتضح للطالب الذكي والموهوب صورة اهتماماته، والأمور التي يبدع فيها، منذ المراحل الأولى لتعلمه، فيضع أهدافه مبكراً، وتكون كل فترات الدراسة اللاحقة هي عبارة عن بلورة لهذا الهدف، لذا غالباً ما يصل الطالب الذكي لأهدافه، وخاصة العلمية منها.
    5. عادةً ما لا يخاف من النتائج والعواقب: يعلم جيداً أن الفشل جزء من التجربة وجزء من النجاح، لذلك فهو يستفيد من أخطائه، ويصمم أكثر على النجاح.
    6. الطلاب الأكياء منسجمون مع مشاعرهم: "لا يوجد فصل بين العقل والعواطف، فالعواطف والتفكير والتعلم كلها مرتبطة" هذا ما قاله الباحث ومؤلف كتاب التعليم الفعال وكتاب الفقر والتعليم إيريك جنسن (Eric Jensen)، فالدراسة وتقبل العلم ممتعة بالنسبة للطالب الذكي، وعادةً ما يكون الذكاء العاطفي متطور لديهم بالنسبة لأقرانهم.
    7. لديهم قدرة خارقة على الإبداع: وعلى حد قول العالم الألماني ألبرت أينشتاين "العلامة الحقيقة للذكاء هي الخيال وليست المعرفة"، فالإبداع هو ما يجعل الطالب الذكي قادر على التوصل إلى حلول جيدة ومبتكرة لمشكلة معينة.
    8. القابلية للتكيف بشكل كبير: وفقاً لعالم الرياضيات البريطاني بيتر هيلتون (Peter Hilton) فإن "القدرة على التكيف مع التغير هي سمة مميزة في حد ذاتها، للتعليم الناجح"، إذ عادة ما يكون الطلاب الأذكياء منفتحين على المتغيرات، ومرنين في تقبل التبدلات، خاصة في المتغيرات الناتجة عن الانتقال بين المراحل التعليمية وخاصة الأكاديمية.
    9. الأفكار الجيدة الجديدة: الطالب الذكي الحقيقي ليس فقط من ينال التحصيل العلمي، بقدر ما تكون لديه القدرة على الإضافة واكتساب المهارات اللازمة لتطوير المجتمع والحياة.
animate

من الممكن أن تكون المدرسة أكثر أهمية للطالب الذكي من غيره، وذلك لأنها قد توفر له مكاناً مناسباً وآمناً لتفريغ وتهذيب قدراته المميزة، وتوجيه هذه القدرات بحيث تكون أدوات قوية بين يدي الطالب الذكي والموهوب، ليستفيد منها في حياته المستقبلية ويفيد بها مجتمعة، وذلك من خلال: [4،7]

  • الجانب العقلي:
    1. تساهم المدرسة في تطوير عمليات التفكير لدى الطالب الذكي، وتحسين العمليات الرياضية مثلاً، أو تعليم القراءة والكتابة وتحفيز الدماغ من خلال الأسئلة العلمية، وطرق التعامل مع المسائل والتحديات.
    2. تقدم الأدوات والطرق اللازمة للبحث والتجارب وتقصي النتائج، وهي أدوات مدروسة حسب متطلبات المسألة التعليمية.
    3. تقدم تقريراً منهجياً وعلمياً، عن واقع قدرات الطفل ونقاط القوة والضعف لديه، فتعزز نقاط القوة وتحاول معالجة نقاط الضعف.
    4. تقدم المدرسة مناخاً محفزاً من التنافس المعرفي، بين الطلاب من ذوي القدرات المتقاربة، مما يدفع كل منهم لتقديم أفضل ما لديه، ويدفعهم إلى زيادة الاهتمام بالدراسة ومتابعة البحث والاستكشاف.
  • الجانب الاجتماعي:
    1. يتعلم الطالب المهارات الاجتماعية والعمل الجماعي، وطرق الإنجاز ضمن الفريق وتطور المدرسة من حس الطالب الذكي في التعامل السليم مع الآخرين، كما تعزز لديه القيم الاجتماعية التي ستجعل منه فرداً فعالاً في المجتمع مستقبلاً.
    2. يتعرف الطالب أكثر على شخصيته ويحاول أخذ مكانة مميزة بين زملائه.

قد يبدي الطالب الذكي أو الموهوب عدداً من المواصفات التي تشير إلى قدراته العقلية، والتي عادةً ما تميزه عن زملائه في الدراسة وعادةً تكون ملاحظة بشكل جلي من قبل المعلمين والمشرفين، وأهمها: [1،7]

  • طرح الكثير من الأسئلة، فإذا كنت معلماً مثلاً سيدهشك مقدار وكمية الأسئلة التي يطرحها طالب معين، قد يسأل أكثر من الصف بأكمله، وذلك يعود لطريقة عمل دماغه الاستقصائية والتحليلية.
  • عادةً ما يسأل الطالب الذكي أسئلة وجودية، أو سببية فقد يسأل عن أشياء أو يطرح أفكار يعتبرها معظم أقرانه من المسلمات، أو قد يطرح أسئلة وجودية كالسؤال عن نشأة الكون، أو المجرّات، أو عن بداية الحياة وأسبابها.
  • يميل الطلاب الأذكياء إلى فهم الرياضيات والمسائل العلمية أسرع من زملائهم، كما يفضلون الدروس العلمية على غيرها.
  • عادة ما يتعلمون القراءة والكتابة أسرع من أقرانهم.
  • يميلون إلى تفسير الظواهر التي يشاهدونها، بينما تمر بعضها على زملائهم كأي شيء عادي.

كيف تعامل طفلك الذكي في المنزل؟ أن يكون الولد ذكي لا يعني بالضرورة أن يكون ناجحاً، وعلى العكس من ذلك قد يحتاج من الوالدين إلى جهد مضاعف، لتوجيه إمكاناته وتطويرها وتحفيزها وخاصة أن بعض هؤلاء المميزين قد يصابون بالإحباط والملل في المدرسة، ويعود ذلك إلى أن الدراسة والمعلومات التي يتلقونها لا ترقى إلى مستواهم المعرفي وقدراتهم العقلية، لذا قد تكون بعض الخطوات من الوالدين كفيلة في تطوير وتوجيه قدرات ابنهم الذكي وأهمها: [5،7]

  1. شجع ابنك على القيام بأشياء جديدة: من الطبيعي للأولاد الموهوبين أن يستمتعوا خارج أماكن حياتهم المعتادة، فأدمغتهم مخصصة للاستكشاف والاستقصاء، ستحفزهم نشاطات جديدة، أو معلومات غريبة، أو كتب مصورة أو كتب علمية لم يروها من قبل، وبهذا سيكتشف الطفل الموهوب شغفه الحقيقي، فقد يمتلك الطفل الذكي الكثير من القدرات، لكنه لا يزال طفلاً في الحقيقة، لذا فإن التوجيه والدعم الصحيح، قد يكون حاسماً في نجاحهم مستقبلاً.
  2. حضر للطالب الذكي الأدوات التي يحتاجها: قد يفعل ذلك الآباء لأولادهم بغض النظر عن إمكاناتهم ومواهبهم، لكن بالنسبة للأطفال الموهوبين وذوي الذكاء العالي قد تحتاج إلى المزيد من التفكير حتى لو عنى ذلك شراء سلسلة كاملة من الموسوعات العلمية المتسلسلة والتي تتحدث عن موضوع علمي معين، فلا بأس.. إنها خطوة مهمة قد تعني للطفل الذكي الكثير، كما قد تكون زيارة المتحف أو المقر العلمي والتكنولوجي؛ حافزاً لتطوير قدراته أيضاً، كما قد تكون بعض الأدوات العلمية كالتلسكوب البسيط، أو العدسة المكبرة أكثر أهمية بالنسبة للطفل الذكي من سيارة تعمل بجهاز تحكم.
  3. لا تطالبه بالكمالية:أن تحظى بولد موهوب ذكي ومميز، لا يعني أن يكون كاملاً، فقد يكون لديه العديد من الإمكانات التي تميزه في العلوم والمعرفة، لكنه قد لا يستطيع الرسم، تقبل الأمر ولا تعتبره مشكلة، لذا لا بأس من توقعات عالية بشأن مستقبله، لكن لا تبالغ في تنويع المجالات وتوقع النتائج من طفلك الذكي.
  4. تقديم التحديات الفكرية والعقلية: قد تسبب سهولة المعلومات في المدرسة وسرعة فهمها بالنسبة للطالب الذكي في حالة من الشعور بالرضا لأنه يقوم بعمل جيد بالنسبة لأقرانه، مما يقلل من أهمية العمل الجاد بالنسبة له، لذا يتوجب على الوالدين وضع خطة أو جدول يتضمن تعليم أكثر كفاءة بالإضافة إلى تضمينه قدراً كافياً من وقت المتعة والمرح والتمتع بالطفولة واللعب، ويمكنك إتاحة فرصة للطفل للقيام بالتعلم المستقل أيضاً.
  5. حاول تجنب المقارنات: عادةً ما يكون الأطفال الأذكياء عرضة للمقارنات مع الآخرين، لكن الناس مختلفين فيما بينهم، فإذا كان طفلك موهوباً دعه يكتشف هذا التميز لوحده، كن مشجعاً وصادقاً، أعطه عبارات التشجيع، مثل "أنت ذكي ومميز"، لكن حاول التقليل من المقارنة، لأن المقارنة ستقييد الطفل وتلزمه بالبحث عن الكمال ورفض الفشل وهذا أمر خطر على تطور ذكائه، سيما وأن الأذكياء حساسون جداً وكثيراً ما تقودهم العواطف والمشاعر في حالات الانفعال فرحاً أو حزناً، كأن تقارن الطفل الذكي مع شقيقه الأصغر الذي يستطيع الانصياع لأوامرك وقت الغداء أسرع من طفلك الذكي، الذي قد يكون منشغلاً خلال هذه اللحظة بمحاولة حل مشكلة ما في لعبة بازل!
  6. حفز الطفل الذكي على العمل الجاد: كن صادقاً معه بشأن قدراته وذكائه، لكن ذكر طفلك الذكي دائماً أن الذكاء وحده غير كافٍ للنجاح، فالنجاح يحتاج إلى العمل والمثابرة والاهتمام، وأعطي أمثلة عن أشخاص ناجحين، ذوي إمكانيات ذكاء عادية، وأن لكل موهبة حدود، وما يطور هذه الموهبة والتفوق هو السعي لتحقيق الهدف والثقة بالنفس وزيادة المهارات.
  7. قد تكون بحاجة إلى استشارة: تنبهك بأن ابنتك أو ابنك ذو القدرات الخاصة، سيحتاج أيضاً إلى عناية خاصة، فلا بأس إن استعنت بمرشد تربوي مميز، أو مدرس متخصص، أو حتى الالتحاق بالمدارس أو المعاهد الصيفية التي تدعم المواهب، فالطالب الذكي بحاجة إلى شبكة دعم تستحوذ على اهتمام طاقته وإمكاناته.

هل يحتاج الطالب الذكي إلى معاملة خاصة في المدرسة؟ في حال حظيت بطفل ذكي، يمتلك قدرات عقلية عالية فمن الأفضل عند وصوله إلى سن المدرسة، انتقاء مدرسة طفلك بعناية، بحيث يُفضل أن يكون فيها عدة نواحي من شأنها تعزيز قدرات طفلك الذكي وليس العكس: [6،7]

  • خطة اكتشاف المميزين: أن يكون لدى المدرسة خطة مكتوبة حول اكتشاف المواهب والقدرات الخاصة لدى الطلاب، وسياسة واضحة في التعامل معهم (كل طالب حسب تميزه).
  • المدرسين المؤهلين: يتوجب على كل مدرسة أن توظف مدرساً مختصاً في مجال المواهب الخاصة، مهمته تنفيذ السياسة الخاصة بهم بالشكل الأفضل، من ثم يقود بعد ذلك جدول أعمال الطلاب الأذكياء الموهوبين ويحفزهم.
  • توفير فرص تعليم خاصة: يحتاج الطلاب الأذكياء ذوي القدرات العالية، إلى تجارب علمية صعبة أو مسائل رياضية خاصة، يمكن أن تساهم المدرسة عن طريق بعض الدروس المسائية أو أيام العطل في تحقيق هذه الميزة، أو دمج الطفل في بعض الدروس للطلاب الأكبر سناً عندما يكون ذلك مناسباً.
  • تعليم الطلاب الأذكياء في الفصول الأكبر سناً: قد يكون هذا الخيار مناسباً لبعض الحالات الخاصة فقط وهي حالات نادرة، بالنسبة لبعض الآباء سيبدو ذلك حلاً سهلاً لتطوير قدرات أطفالهم العالية، مثلاً قد تجدي نفعاً في بعض الحالات تقديم الطفل لعام أو عامين في الصف الدراسي، لكن ذلك قد يضعهم في بيئة غير مناسبة، حيث يمكن أن يكون محيطاً معادياً، فيتعرض الطفل للتنمر، فمع أن لطفلك هذه القدرات العقلية والمعرفية التي تسبق عمره، لكن الأمر لن ينطبق على المهارات الجسدية والاجتماعية، لذا وفي حال ترفيع طفلك الذكي لصف أو صفين لا بد لك من المتابعة الدائمة والاستفادة من التقييم المستمر، واللجوء لاستشارات متواصلة بين المرشد المشرف وإدارة المدرسة والوالدين.

في النهاية.. أن تحظى بطفل ذكي من ذوي القدرات العالية، أو المواهب المميزة إحدى أجمل الهدايا، التي قد توهبها لك الحياة، لكنها في نفس الوقت ستلقي على كتفيك جهداً مضاعفاً للتعامل معه، ثم الفخر بما زرعت من جهد لدى إنسان سيكون فاعلاً في حياته ومجتمعه.

المراجع