فوائد هرمون البروجسترون (Progesterone)

هل من مخاطر مع تناول البروجسترون الاصطناعي (المصنّع في المختبر أو من مواد طبيعية) بعد انقطاع الطمث؟ كيف تحافظين على مستويات البروجستيرون الطبيعية؟
فوائد هرمون البروجسترون (Progesterone)
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ضمان التوازن الصحيح بين هرمون السعادة البروجسترون (Progesterone)، يمكن أن يضمن للمرأة خاصة أن تكون بعيدة عن القلق كذلك يضمن النوم جيداً، وقلة المعاناة من التعرق، بالإضافة إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب) ومنع زيادة الوزن، هذا ويمكن أن تحدث الاختلالات الهرمونية في وقت مبكر من حياة المرأة، نتيجة للإجهاد المزمن والمرض والتعرض البيئي للسموم والرعاية الطبية غير الملائمة.

لمحة مختصرة حول أهمية هرمون البروجسترون
أثار البروجسترون الكثير من الاهتمام حول قدرته على تحقيق التوازن التام بين الهرمونات عند النساء، والحد من "هيمنة الأستروجين"، كذلك تأخير الشيخوخة، لكن قلة من الناس يعرفون ما هو البروجسترون الطبيعي.. فهو ليس مجرد هرمون جنسي أنثوي، (حيث يفرزه الرجال لكن بكميات قليلة) إنه واحد من الإشارات الغريبة التي يستخدمها جسمنا لتحقيق تأثيرات واسعة النطاق، ويحمي خلايا الدماغ من الإصابة والالتهابات، كما يساعد نشاط الناقلات العصبية.
ينشأ البروجستيرون في الدم غالباً من المبيضين، في حين أن البروجستيرون المُنتج في الغدة الكظرية عادة ما يتحول إلى الكورتيزول، ولا يبقى البروجسترون في الدم لفترة طويلة، كما أنه مرتبط بالبروتينات ويصل بسرعة إلى الكبد ليتم استقلابه، ثم يتم إزالته من الجسم عن طريق البول.
بعد انقطاع الطمث ومع توقف الإباضة؛ تنخفض مستويات البروجسترون، هذا لأن المصدر الرئيسي للبروجسترون، لم يعد يتشكل في المبيضين.. ولدى النساء بعد سن اليأس، يستمر إنتاج البروجسترون فقط في الغدة الكظرية بكميات أقل بكثير، لذا فإن مستويات بروجسترون صحية هي أمر ضروري للحفاظ على الخصوبة لدى النساء قبل سن اليأس إلى جانب الهرمونات الأخرى، كما تتم معالجة مشاكل ما بعد انقطاع الطمث باستخدام هذا الهرمون بشكله الاصطناعي والطبيعي.

الفرق بين البروجسترون الطبيعي والاصطناعي
كثيرا ما نسمع عن منتجات البروجسترون "الطبيعي" مقابل البروجسترون "الاصطناعي"، حيث يتم طرح شروط إضافية مثل: "البروجسترون الحيوي" أو "البروجسترون الطبيعي"، وقد تسمع في بعض الأحيان أيضًا مصطلح "البروجيستينات"، والفرق الرئيسي بينهما بسيط للغاية:
- البروجسترون الاصطناعي متطابق كيميائياً مع البروجسترون المصنع من مصادر نباتية.
- يتكون البروجسترون الاصطناعي من خلال التعديل الكيميائي لجزيء البروجسترون، الذي يحدث بشكل طبيعي، حتى أن بعض هذه الأدوية يتم تركيبه عن طريق تعديل التستوستيرون، بالتالي ومن الناحية الفنية لم تعد هذه الجزيئات الجديدة هرمون بروجسترون، لكن يطلق عليها "البروجستين الاصطناعي"، فهي تحاكي بعض تأثيرات البروجسترون الذي يفرزه الجسم، لكن لها بعض التأثيرات المختلفة.
- البروجستينات هي مصطلح شامل يغطي كلا من البروجسترون الطبيعي والبروجستين الاصطناعي.
 

animate

الآثار الصحية لهرمون البروجستيرون
مع كل الجدل حول البروجستيرون الطبيعي (المصنع من مواد طبيعية)، أو الاصطناعي (المركب مخبرياً)، ريثما تثبت الدراسات أي معلومات أو مخاطر حول استخدام هذا الهرمون كمكمل غذائي أو مرهم موضعي بعد انقطاع الطمث، دعنا نتحدث عن الآثار الصحية والفوائد العديدة للبروجستيرون:

البروجستيرون في العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث: إذاً يمكن أن يخفض علاج هرمون انقطاع الطمث الأعراض بفعالية، حيث يتألف العلاج من هرمون الأستروجين والبروجستين؛ لتعويض انخفاض مستوياتها لدى النساء ذوات الرحم السليم، وقد يساعد هذا العلاج في الهبات الساخنة وتقلبات المزاج والأرق والتعرق الليلي وجفاف المهبل، ويمكن استخدام تركيبات مختلفة من الإستروجينات الطبيعية أو الاصطناعية أو البروجستينات، التي ترتبط كلها بمخاطر ومزايا صحية مختلفة:
1- تُستخدم البروجستينات الاصطناعية والطبيعية غالباً في العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، وقد حفزت الكثير من الاهتمام بسبب زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث وجد بحث على النساء بعد سن اليأس أن البروجسترون الطبيعي جنبا إلى جنب مع هرمون الأستروجين، مرتبط بمخاطر أقل لسرطان الثدي مقارنة مع البروجستين الاصطناعي.
2- بعد انقطاع الطمث يتوقف الرحم عن تلقي إشارات هرمونية، ويمكن أن يؤدي الأستروجين وحده إلى زيادة النمو في بطانة الرحم ويؤدي إلى الإصابة بالسرطان دون هرمون البروجسترون الذي يحقق التوازن، لذا فإن إضافة البروجستيرون إلى العلاج بعد انقطاع الحيض يحمي بطانة الرحم ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان، هذا يفسر أيضاً سبب عدم استفادة النساء اللواتي أزيل الرحم جراحياً لديهن من البروجسترون، كما لا يزال من الممكن أن يكون للجمع بين الاثنين (العلاج بالأستروجين والبروجستيرون)؛ فوائد أخرى للنساء دون رحم، لكن هذه الدراسات السريرية لم تؤكد ذلك، ومما يثير الاهتمام هو أن البروجسترون الفموي الطبيعي؛ يقلل من نمو الخلايا في الرحم (أي أنه مضاد للتكاثر) في حين لا يحتوي البروجستين الاصطناعي على هذه الميزة، كما البروجسترون الطبيعي المهبلي لا يمكن أن يتساوى مع هذه الميزة، وكل الأشكال الاصطناعية من البروجستيرون عن طريق الفم والشكل الطبيعي المهبلي منها؛ لا يؤديان إلا إلى حدوث تغييرات إفرازية في الرحم.

يقلل هرمون البروجستيرون من الالتهابات التي قد تصيب الدماغ: له تأثير جيني مضاد قوي للالتهاب، مما يقلل من نشاط الجينات التي تسبب الالتهاب وتعيق شفاء نسيج الدماغ التالف.

البروجستيرون قد يقلل مشاعر العدوان والقلق: نظراً لتأثيره الكبير على الدماغ والسلوك، قد يزيد البروجسترون من سلوك الرعاية والاسترخاء، فزيادة مستويات هذا الهرمون بعد الولادة قد تفسر وفق دراسة "لماذا تصبح الفئران الإناث أثناء الرضاعة أقل عدوانية"، قد يقوم البروجسترون بتفعيل مستقبلات ومستشعرات الهدوء في الدماغ، ويجري بحثه كبديل للحد من العدوان لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية واكتئاب وقلق، ومن ناحية أخرى فإن البروجستيرينات الاصطناعية الموجودة في حبوب منع الحمل؛ قد تسهم في انخفاض المزاج والرغبة الجنسية.

يحسن البروجستيرون النوم: يساعد البروجسترون في بدء النوم، كما يساعد على الحفاظ على التنفس الطبيعي أثناء النوم.

يحسن الإدراك والتحفيز للعمل: البروجسترون مهم بشكل خاص للصحة العقلية عند النساء، فكل من هرمون الأستروجين والبروجيسترون مهمان لخلايا الدماغ لإجراء اتصالات جديدة وللعمليات الرئيسية للإدراك وصحة الدماغ، كما يزيد البروجسترون نشاط السيروتونين في الدماغ، مما يساعد على تحسين المزاج، وتؤثر العوامل الوراثية والعمر على تأثيرات البروجسترون على المزاج وحتى الاستجابة لمضادات الاكتئاب الشائعة.

قد يساعد البروجسترون في تخفيف الوزن: الرجال الذين لديهم مستويات هرمون البروجسترون في الطرف الأعلى من المعدل الطبيعي هم أقل بدانة، لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل ومحيط الخصر أصغر، كما أن النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بمستويات بروجسترون منخفضة جداً، كما أدى مزيج من هرمون البروجسترون والأستروجين في تجربة على فئران الهامستر؛ إلى خفض مخازن الدهون وزيادة الوزن.

قد يخفض البروجستيرون ضغط الدم: تعاني النساء غالباً من ارتفاع ضغط الدم بعد انقطاع الطمث، فالنساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 65 سنة يعانين من الزيادة في ضغط الدم بشكل أسرع من الرجال، ووفقاً لدراسات أجريت على أكثر من 40 ألف امرأة، تزداد فرص ارتفاع ضغط الدم بمقدار ضعفين بعد انقطاع الطمث، وهو خطر يمكن خفضه باستخدام العلاج بالهرمونات، في دراسة أجريت على 270 امرأة، فإن البروجسترون الطبيعي والاصطناعي خفض ضغط الدم؛ بعد فترة وجيزة من انقطاع الطمث. 

قد يحمي البروجسترون العظام: بعد انقطاع الطمث تكون النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام، ولفترة طويلة كان يعتقد أن اللوم يقع على انخفاض هرمون الأستروجين، لكن العلاج التقليدي بفيتامين (د) والكالسيوم والأستروجين يمكن أن يؤخر فقط؛ لكن لا ينعكس على معالجة هشاشة العظام، ثم تحول الأطباء والعلماء إلى البروجسترون بحثاً عن الرابط المفقود، حيث أن دور البروجسترون هو شريك الأستروجين الدقيق الذي يحافظ على صحة العظام، ولدى النساء قبل انقطاع الطمث أيضاً، من المهم الانتباه إلى العديد من العوامل التي قد تقلل من هرمون البروجسترون وتؤهب لهشاشة العظام في وقت لاحق من الحياة، إذ يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات البروجسترون كل من الإجهاد اليومي وفقر النظام الغذائي، كذلك انعدام الأمن العاطفي والاجتماعي والمالي، بالإضافة إلى الالتهابات والأمراض، كما أن مستويات منخفضة من هرمون البروجستيرون هي أكثر شيوعاً لدى المراهقين، ولدى النساء قبل فترة وجيزة من انقطاع الطمث وفقاً للدراسة المشار إليها أعلاه، حول دور هذا الهرمون في الوقاية والعلاج من مرض هشاشة العظام.

البروجستيرون يحسن كتلة العضلات: في دراسة أجريت على 12 امرأة بعد سن اليأس، زاد البروجسترون كتلة العضلات، على عكس هرمون الأستروجين، وزيادة البروجسترون أيضا تنشط الجينات التي تساعد على بناء العضلات.

يبطئ هرمون البروجسترون شيخوخة الجلد: في دراسة أجريت على 40 امرأة (بعد انقطاع الطمث وفترة ما بعد انقطاع الطمث)، خفّض كريم البروجيسترون نسبة 2٪ التجاعيد وزاد من مرونة البشرة، طبعاً هناك حاجة ماسة لبحوث جديدة حول استخدام هذا الكريم لتحديد آثاره مقارنة بحبوب البروجستيرون الفموية، فعلى عكس الحبوب لا تتطلب الكريمات التي تحتوي على البروجسترون الطبيعي عادةً وصفة طبية، وتفضلها بعض النساء، حيث لا يزال يُعتبر الكريم "بديلاً" للحبوب، كما ذكرنا يحتاج إثبات ذلك لدراسات أكثر مع وجود نتائج غير متناسقة للدراسات التي تمت على كريمات البروجستيرون، الذي يطبق على الجلد، بحيث يكون له تأثيرات مشابهة مثل الشكل الفموي، وقد تم اختباره على الهبات الساخنة، ففي إحدى الدراسات التي أجريت على 54 امرأة، أدى استخدام كريم بروجسترون طبيعي وأستروجين؛ إلى تخفيف أعراض انقطاع الطمث.

وجود مستويات متوازنة من البروجسترون طوال دورات الحيض المختلفة يحافظ على دورات صحية ومنتظمة: حيث يمكن أن يسبب ارتفاع هرمون البروجسترون والتغيرات الهرمونية الأخرى  إلى أعراض مثل: نزيف أثقل في دم الحيض.

قد يمنع البروجسترون نمو الشعر غير المرغوب فيه: في دراسة على أنسجة الجلد، منع تناول البروجسترون الطبيعي؛ الإنزيم الذي يسبب تراكم الهرمونات الجنسية الذكرية ويساهم في نمو الشعر غير المرغوب فيه لدى النساء، كما أن منع هذا الأنزيم خفّض مستويات هرمون التستوستيرون العالية، هذا ولم يكن للبروجستين الاصطناعي المستخدم بشكل شائع أي تأثير على هذا الإنزيم وفق دراسة.
 

المخاطر والآثار الجانبية للبروجستيرون
يمكن أن تتسبب أقراص البروجسترون في حدوث الآثار الجانبية التالية:

- احتقان الثدي.
- الصداع.
- احتباس السوائل.
- الإعياء.
- الدوخة والنعاس.
- الكآبة.
- الهبات الساخنة.
- انتفاخ أو تشنجات في المعدة.
- زيادة خطر العدوى الفيروسية.
- السعال.

الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي فهي: الإجهاد -  الكافيين التدخين - تضخم الغدة الكظرية الخلقي، ومن أعراض ارتفاع مستويات هذا الهرمون: التوتر الشديد وانخفاض الدافع الجنسي والكآبة والنزيف الثقيل في دم الدورة الشهرية.

في النهاية.. كيف يمكنكِ المحافظة على البروجستيرون من دون تناول البروجستيرون الاصطناعي بشكليه (المخبري) أو (المصنع من مواد طبيعية)؟ والإجابة... من خلال الحفاظ على وزن صحي للجسم، لأن السمنة والوزن الزائد يمكن أن يسبب انخفاض هرمون البروجسترون، كما يساعدك فقدان الوزن في منع انخفاض مستويات البروجسترون، بالإضافة إلى التركيز على الأغذية الغنية بالفيتامين (C) كذلك الفيتامين (B6) والشاي الأخضر والخضروات.