أعراض وعلاج التهاب اللوزتين

ما هو التهاب اللوزتين وكيف يحدث؟ ما هي مخاطر الإصابة؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية من حدوثه في المستقبل؟
أعراض وعلاج التهاب اللوزتين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

اللوزتان (Tonsils) هما كتلتان من الخلايا والأنسجة المناعية توجدان في القسم الخلفي من الحلق، وتلعبان دوراً في تنقية الهواء من العوامل الممرضة التي قد تدخل معه إلى الطرق التنفسية، كما أن هاتين الغدتين تتنشطان في حال حدوث عدوى وتنتجان مركبات مناعية تحارب الجراثيم والفيروسات.
يحدث التهاب اللوزتين (Tonsillitis) عندما يتم غزو هاتين الكتلتين بالعوامل الممرضة (وهي غالباً فيروسات لكن الجراثيم يمكن أن تسبب التهاباً وتقيحا في اللوزتين أيضاً)، وهو مرض شائع يصيب الملايين حول العالم كل عام، يمكن أن يسبب هذا الالتهاب كثيراً من الأعراض المزعجة من ألم الحلق وصعوبة البلع وتضخم اللوزتين والعقد اللمفية في منطقة العنق.
في المقال التالي سنتعرف بشكل مفصل على الأعراض والعلامات المميزة لالتهاب اللوزات، بالإضافة إلى أسباب هذا المرض والإجراءات المتبعة في علاجه.

ما هي الشكاوى الملاحظة في التهاب اللوز؟
تتضمن الأعراض والعلامات الشائعة لالتهاب اللوزتين ما يلي:

- ألم الحلق.
- عسرة البلع (Dysphagia) أو الألم عند البلع.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تضخم واحمرار اللوزتين بالإضافة إلى ظهور بقع بيضاء مليئة بالقيح أحياناً.
- الصداع.
- الألم في الأذنين والعنق.
- التعب المستمر.
- الأرق.
- السعال المستمر.
- تضخم العقد اللمفية على جانبي العنق وتحت الفك خصوصاً.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أعراض أقل شيوعاً لا نشاهدها لدى الجميع منها:
- ألم البطن.
- القياء.
- الغثيان.
- تضخم واحمرار اللسان.
- تبدل في لحن الصوت.
- رائحة الفم  الكريهة.
- صعوبة في فتح الفم (بسبب تشكل خراج داخل اللوزة أو بجانبها).
- تشكل ترسبات متكلسة في منطقة الالتهاب تعرف باسم حصيات اللوزتين.
 

animate

ما هي العوامل الممرضة المسؤولة عن التهاب اللوزتين؟
تعتبر اللوزتان مكاناً شائعاً لحدوث الالتهاب بسبب موقعهما كخط أول للدفاع ضد العوامل الممرضة، عادة ما يكون هذا الالتهاب ناتجاً عن الإصابة بالفيروسات الشائعة التي تسبب أمراضاً تنفسية، لكن الجراثيم قادرة أيضاً على إحداث هذا المرض.
خلال سنوات الطفولة تعتبر اللوزتان جزءاً أساسياً من جهاز المناعة خصوصاً من ناحية حماية جهاز التنفس، لكن وظيفتهما المناعية تتراجع بعد سن البلوغ لذلك تتراجع حساسيتهما واستعدادهما للالتهاب مع التقدم في السن.

أسباب التهاب اللوزتين الفيروسي، من الفيروسات التي تسبب التهاب اللوزتين:
- الفيروس الأنفي (Rhinovirus)
: وهو العامل الممرض الأكثر شيوعاً كسبب لنزلة البرد.
- الفيروس الغدي (Adenovirus): وهو فيروس مرتبط بإحداث نزلات البرد الشائع والتهاب الحلق.
- فيروس الإنفلونزا (Flu Virus): المسؤول عن إحداث مرض الإنفلونزا.
- الفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory Syncytial Virus): وهو فيروس مرتبط بالكثير من التهابات الطرق التنفسية العلوية والسفلية خصوصاً عند الأطفال.

أسباب التهاب اللوزتين الجرثومي
هناك عدد كبير من سلالات البكتريا القادرة على إحداث التهاب في اللوزتين، تدعى أكثرها شيوعاً باسم المكورات العقدية المقيحة (Streptococcus pyogenes)، وهي الجراثيم ذاتها التي تسبب التهاب الحلق الحاد.

من عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بالتهاب اللوزتين:
- العمر:
يحدث التهاب اللوزتين عادة لدى الأطفال الصغار، لكنه نادر تحت عمر السنتين، يعتبر الشكل الجرثومي من التهاب اللوزتين شائعاً في الفئة العمرية بين 5 و 15 سنة، أما الشكل الفيروسي فعادة ما يصيب الأعمار الأصغر.
- التعرض المستمر للعوامل الممرضة: الأطفال في سن المدرسة يتعرضون للكثير من الجراثيم والفيروسات القادرة على إحداث التهاب اللوزتين بسبب الاختلاط والاحتكاك المستمر بالأطفال الآخرين مما يساعد على نشر أي عدوى بشكل سريع ضمن مجموعة الأطفال.
 

كيف يتم تصنيف التهاب اللوزتين؟
يقسم الأطباء التهاب اللوزتين إلى 3 أنواع اعتماداً على أعراض الالتهاب والمدة المتوقعة للشفاء:
- التهاب اللوزتين الحاد (Acute Tonsillitis): تستمر أعراض هذا النوع من الالتهاب 3 إلى 4 أيام عادة، لكنه قد يستمر حتى أسبوعين.
- التهاب اللوزتين الناكس (Recurrent Tonsillitis): في هذا النمط يحدث الالتهاب الحاد بشكل متكرر عدة مرات خلال العام الواحد.
- التهاب اللوزتين المزمن (Chronic Tonsillitis): يعاني مريض الالتهاب المزمن من أعراض مستمرة أهمها الألم في الحلق ورائحة الفم الكريهة.
يهتم الأطباء بتحديد نمط الالتهاب لأن كلاً من الأنماط السابقة يحتاج إلى التعامل معه بشكل مختلف.
 

وسائل منزلية لعلاج التهاب اللوزتين
يمكن لبعض الوسائل والإجراءات المنزلية البسيطة أن تخفف من أعراض التهاب اللوزتين سواء كان سببه الجراثيم أو الفيروسات، فإذا كان السبب هو الفيروسات لن يصف الطبيب أي مضادات حيوية (Antibiotics)، أما إذا كان التهاب اللوزتين ناتجاً عن الجراثيم فقد يحتاج الطفل إلى أدوية إضافية للقضاء على الجراثيم.

عادة ما يشفى التهاب اللوزتين الحاد خلال أسبوع إلى 10 أيام، ومن الوسائل المنزلية المتبعة في تسريع عملية الشفاء نذكر:
- الراحة ضرورية لتوفير طاقة الجسم من أجل التركيز على محاربة العدوى والقضاء عليها، لذلك عليك تشجيع الطفل على النوم لفترة كافية ومريحة.
- شرب كمية كبيرة من السوائل يفيد في حماية الحلق من الجفاف، كما أن الجسم يحتاج إلى كمية إضافية من الماء في حالات الالتهاب بشكل عام، يفضل تناول المشروبات الدافئة والخالية من الكافيين.
- المضمضة بالماء الدافئ والملح من أجل تخفيف ألم الحلق.
- تجنب المواد المهيجة للطرق الهوائية مثل الجو المليء بالدخان ودخان التبغ بشكل خاص.
- تناول الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول والبروفين.
 

الوسائل الدوائية والجراحية المستخدمة في التهاب اللوزتين
إضافة إلى الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة سابقة الذكر، تستخدم المضادات الحيوية في علاج التهاب اللوزتين الناتج عن العدوى بالبكتريا، يصف الطبيب في هذه الحالة شوطاً يتضمن كمية محددة من الدواء يجب تناولها بشكل كامل للقضاء على العامل الممرض حتى لو تحسنت الأعراض قبل أن ينتهي الشوط لأن عدم إكمال شوط المضاد الحيوي يزيد احتمال حدوث الالتهاب المزمن والمضاعفات الخطيرة الأخرى.
تعتبر مجموعة البنسلين (Penicillin) الدوائية خصوصاً دواء أوغمنتين (Augmentin) وأموكسيسيلين (Amoxicillin) أكثر المضادات الحيوية استعمالاً لأنها فعالة ضد جراثيم المكورات العقدية المقيحة التي تسبب التهاب اللوزتين الجرثومي بشكل شائع.
عادة ما يطلب الطبيب تناول الدواء لمدة 10 أيام إذا لم يوجد سبب لتغيير هذه الخطة، تذكر أن تخبر الطبيب في حال وجود أي مشاكل صحية أو إذا كان الطفل يعاني من حساسية دوائية أو يتناول أدوية أخرى لعلاج مرض ما.

العلاج الجراحي لالتهاب اللوزتين:
أما من ناحية الجراحة، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال اللوزتين في حال حدوث التهاب اللوزتين بشكل ناكس أو مزمن أو في حال عدم استجابة المريض على المضادات الحيوية، يعتبر التهاب اللوزتين الناكس المتكرر مرشحاً لإجراء الجراحة في حال استوفى أحد الشروط التالية:
- تكرر الالتهاب أكثر من 7 مرات خلال عام واحد.
- تكرر الالتهاب 4 إلى 5 مرات خلال السنة الواحدة لعامين متتاليين.
- تكرر الالتهاب أكثر من 3 مرات في العام لـ 3 أعوام متتالية.

يمكن إجراء جراحة استئصال اللوزتين إذا أدى الالتهاب إلى أحد الاختلاطات التالية:
- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea) الذي ينتج عن تضيق الطرق الهوائية.
- صعوبة التنفس.
- صعوبة البلع خصوصاً أثناء تناول اللحوم والأطعمة القاسية.
- تشكل خراج لا يتراجع بعد العلاج بالمضادات الحيوية.
 

اختلاطات خطيرة تنتج عن التهاب الأذن الوسطى
في بعض الحالات النادرة (خصوصاً إذا كان السبب هو البكتريا وليس الفيروسات) يتطور التهاب اللوزتين الحاد إلى مضاعفات قد تكون خطيرة، فقد ينتشر الالتهاب إلى مناطق أخرى من الجسم ويسبب إحدى الإصابات التالية:
- التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media).
- خراج كوينزي الذي يتكون من تجمع القيح في المنطقة ما بين اللوزة وجدار البلعوم مما يؤدي إلى صعوبة البلع وارتفاع الحرارة والألم الشديد عند فتح الفم.
- متلازمة انقطاع النفس الانسدادي خلال النوم التي تسترخي فيها عضلات جدار البلعوم عندما ينام المريض مما يؤدي إلى الشخير والاستيقاظ المتكرر من النوم مما يمنع المصاب من الحصول على نوم كاف.

من المضاعفات النادرة الأخرى:
- الحمى القرمزية (Scarlet Fever):
التي تظهر على شكل طفح جلدي واحمرار الفم واللسان بالإضافة إلى ألم الحلق.
- الحمى الرثوية (Rheumatic Fever): وهي مرض التهابي مناعي يظهر بعد التهاب اللوزتين ويصيب القلب والمفاصل والجلد والجهاز العصبي.
- التهاب كبب الكلية التالي للإصابة بالعقديات: وهو التهاب مناعي آخر يصيب الكليتين ويؤدي إلى اضطراب في عملية طرح الفضلات والحفاظ على توازن مكونات الدم.

وفي الختام.. يعتبر التهاب اللوزتين مرضاً شائعاً ومنتشراً إلى حد بعيد لكن هذا لا يعني أنه أمر بسيط ولا يستدعي الانتباه، وهنا يبقى الحل الأفضل لتجنب المضاعفات الخطيرة هو الوقاية من المرض عبر اتباع القواعد الصحية وقواعد النظافة الشخصية، درب طفلك على غسل يديه بشكل متكرر وعدم مشاركة أدوات الطعام والشراب مع باقي الأطفال، ولا تنس تبديل فرشاة أسنانه بعد تشخيص الإصابة بالتهاب اللوزتين حتى لا تكون فرشاة الأسنان مصدراً لالتقاط الجراثيم وعودة العدوى.