بناء الصحة النفسية للطفل

طرق تستخدمها بشكل يومي لتعزيز صحة طفلك الروحية.. لماذا نحتاج جميعاً الاهتمام بالصحة العقلية والعاطفية في مرحلة الطفولة؟
بناء الصحة النفسية للطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إذا كانت لديك رغبة واحدة فقط لمستقبل طفلك، فماذا ستكون؟.. قد يقول الكثير منا "أريد أن يكون طفلي سعيداً"، لكن ماذا يعني ذلك حقاً؟ هل يعني أن طفلك سوف يكبر ليحب من سيكون عليه، كذلك معرفته لنقاط القوة في مواجهة التحديات، كما يكون قادر على لعب دوره في هذا العالم بطريقة مجدية؟.. أم هل يعني ذلك أن طفلك لديه مهارات الذكاء العاطفي للتعبير عن مشاعره وتعديل الصعبة منها بطريقة صحية، كذلك التفاعل الإيجابي والوفاء بالعلاقات مع من حوله؟ هل يعني ذلك أن طفلك سيكون لديه المرونة في التعامل مع أحداث الحياة الصعبة؟.. كل ذلك هو من المكونات الرئيسية للصحة الذهنية والروحية والنفسية، والتي تستطع تعزيزها منذ يكون الطفل جنيناً.

طرق تعزيز الصحة الذهنية والروحية لأطفالك
الكثير منا يركز على العناية بالأمور الصحة البدنية للطفل، بل ويعاني الوالدين لاسيما مع طفلهما الأول من رعب إصابته بارتفاع الحرارة مثلاً، لكن بالإضافة إلى اهتمامك برفاه أبنائك الجسدي؛ لا بد أيضاً من الاهتمام بالنواحي النفسية والروحية والعقلية لدى الطفل، وبالطبع من السهل الشعور بالعجز.. عندما ننظر حولنا ونشعر بثقل الحياة والظروف التي تؤثر علينا، وما قد تنساه وسط مهام الأبوة والأمومة القائمة على الخوف؛ هو أن الآباء يتمتعون بقوة كبيرة عندما يتعلق الأمر بصحة أطفالهم الروحية والعقلية، حيث تقدم البيئة التي توفرها لطفلك كل يوم العديد من الفرص لتغذية الصحة النفسية الجيدة من الآن وحتى سن الرشد، وبداية هذه هي الطرق التي تضمن لك تربية صغيرك.. تربية روحية وعقلية ونفسية صحية:

1- الحب دون قيد أو شرط، والتحدث عن المشاعر.
2- الإصغاء أولا، الحديث ثانياً، والانضباط مع الاحترام وليس مع الشعور بالذنب.
3- السماح بالكثير من الوقت للعب، والسؤال عن يوم طفلك كل يوم.
4- دعه يفعل أشياء بمفرده، ودعه يكون مستقلاً في بعض القرارات والأفعال.
5- عوده عادات النوم الجيدة، وكن نموذج الرعاية الذاتية الإيجابية.
6- أخبر طفلك بما تحبه، وكن صادقاً معه وفقاً لعمره.
7- اعتذر له عندما تغضب أو تخطأ أو تسبب فوضى، ودعه يعرف أن الأخطاء هي فرصة للتعلّم.
8- دعه يعبر عن مشاعره بشكل مناسب، وساعده على الانخراط في حل المشكلات.
9- لا تصرخ عليه لأداء واجبه المدرسي أو عندما تعلّمه شيئاً جديداً.
10- توفير بيئة آمنة جسدياً وعاطفياً لطفلك، وتوفير الأطعمة المغذية كاملة.
11- التمسك بقواعد صحية لتحديد أوقات مشاهدة التلفزيون واستخدام الكمبيوتر.
12- التحقق من مشاعره، والمحافظة على الهدوء عندما يغضب، كذلك السماح له بتجربة العواقب الطبيعية لسلوكياته السيئة، وأثني عليه وامدحه عندما يتبع القواعد.
13- تنمية ثقافة الأسرة السعيدة، ودعه يعرف أنك دائماً موجود إذا احتاج إلى التحدث.
14- علم طفلك أن جسده ملك له، وكيفية حماية نفسه.
15- أظهر لهم كيفية أخذ نفس عميق إذا شعر بالغضب أو الحزن والإحباط.
16- دائماً تذكر أن الأطفال سوف يتصرفون كأطفال.
17- العب مع طفلك، وتعرف على أصدقائه.
18- علم طفلك أن يحدد الأهداف ويعرف متى تتوقف حريته عند حدود حريات الآخرين.
19- السماح له بطرح أفكاره وآرائه، كذلك عليك احترام حدود طفلك.
20- أظهر أمامه القدرة على الصبر وأهمية شكر النِعم، التي تتمتع بها عندما تمر في الظروف الصعبة.
21- شجعه على تجربة نشاط جديد وهواية جديدة؛ ليتعلم تطوير عقلية النمو لديه. 
22- كن على علم بمحفزاته العاطفية الإيجابية، وقم بإنشاء روتين صحي لحياته.
23- استخدم النبرات والإيماءات المحترمة عندما تطلب منه شيئاً.
24- يجب أن تعرف أن سلوك طفلك.. هو من أشكال التواصل.
25- علّمه احترام طقوس الأسرة.
26- الحرص على صحته البدنية وأخذه إلى الطبيب عند كل وعكة والالتزام بالعلاج.
27- استكشاف أشياء جديدة مع طفلك.
28- علمه احترام الآخرين بكونك نموذج للاحترام أمامه.
29- تذكر أنه كلما كبر يمكن أن يصبح أكثر إرهاقاً لك.
30- قدم الهدايا لطفلك، وكن دوماً في صفه عندما يشعر بالظلم.
31- قم بإغلاق هاتفك وخصص الوقت لأطفالك بعد يوم العمل.
32- علمه الكثير من الكلمات للتعبير عن مشاعره.
33- اعمل على تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك.
34- تذكر أنه يريد أكثر الوقت معك للعب.
35- كن متسقاً وحازماً في تنفيذ ما تقوله أمامه.
36- احضن طفلك وقبله وعبر له عن حبك خلال اليوم.
37- ممارسة الأنشطة الذهنية معاً (الشطرنج – البازل...).
38- ابتسم عندما تراه قادماً من المدرسة ومن يوم اللعب.
39- تشجيع الإبداع لدى طفلك، كذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
40- مراقبة الأجهزة الإلكترونية والمحتوى الذي يتابعه.
41- تذكر أن الانضباط يعني "التعليم". 
42- تواصل مع معلمي طفلك في المدرسة والنوادي الصيفية. 
43- توفير فرص للتفاعل الاجتماعي أمام طفلك. 
44- أخبر لطفلك بنقاط قوته، وشجعه على تقبل سلبياته.
45- اسمح له بالتعبير عن مشاعره من خلال الفن.
46- توقع الأفضل من طفلك.
47- كن نموذج صحي له واحرص على تناول وجبات الأسرة معاً.
48- أسس لبيئة معيشية صحية وانتبه لمصالح طفلك.
49- قراءة الكتب معاً والتحدث عن الشخصيات التي يحبها الطفل.
50- امدحه على جهوده عند الإنجاز، وأعطه المسؤوليات المنزلية.
51- اقبل طفلك كما هو تماماً.

الصحة النفسية الجيدة ضرورية للصحة العامة لدى كل طفل، عندما تقوم بتعزيز الصحة الروحية والذهنية لطفلك؛ فإنك لا تؤثر فقط بشكل إيجابي على شعور طفلك وتصرفاته، بل تزيد فرص نجاحه في المدرسة ومع أقرانه وفي الحياة الآن ومستقبلاً.
 

animate

طرق سهلة لوقاية الصحة النفسية والعاطفية في مرحلة الطفولة
إذا لم تكن قد عانيت من مخاوف تتعلق بالصحة العقلية أو العاطفية لدى أطفالك حتى الآن، فمن السهل أن تشعر بعدم التأثر أو الاهتمام بالموضوع، لكن من خلال اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة.. يمكنك أن تبدأ في تحديد مخاوف الصحة النفسية في مرحلة الطفولة قبل أن تشكل تهديداً لصحة أطفالك وسلامتهم:

قم بإجراء بضع دقائق سريعة من البحث: هناك الكثير من الموارد التي يمكن الوصول إليها والتي تساعدك في فهم ما يمكن أن يبدو عليه الاكتئاب لدى طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات أو حقيقة أن العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا مفرطي النشاط على الإطلاق، حيث يستغرق الأمر بضع دقائق من البحث على (Google) إذ لا يساعد الوقت المستثمر أسرتك فقط، لكنه قد يثبت أنها معلومات مفيدة تستخدمها مع أطفال أصدقائك أو أقاربك.

تحدي قناعاتك الخاصة: خذ بضع دقائق للتفكير في آرائك ومشاعرك فيما يتعلق بموضوع الأمراض العقلية للأطفال والتشخيص مثل: القلق والاكتئاب على سبيل المثال لا الحصر؛ لدى الأطفال.. من أين نشأت هذه الآراء والمشاعر؟ هل جاءت من مكان واقعي أم من معرفة مسبقة أو تحيز ثقافي؟ إن اتخاذ المبادرة لتوسيع نطاق مداركنا وقبولنا لنضال الأسر الأخرى، التي لديها مخاوف ومشاكل تتعلق بالصحة العقلية هو خطوة هائلة نحو الحد من وصمة العار التي تحيط بالصحة النفسية والروحية للطفل في مجتمعاتنا.

تقديم الدعم من خلال الانفتاح والقبول: بغض النظر عما إذا كان طفلك قد عانى من مشاكل الصحة النفسية أو العاطفية؛ سيكون من الصعب العثور على أحد الوالدين الذي لم يختبر صراعاً مع الطفل في مرحلة ما في محيطك، فكر مرة أخرى في الضغط والعزلة التي قد تشعر به عندما تكافح مع طفلك، شارك الأهل الآخرين وكن أذناً مصغية لشكواهم وحاول تقديم الدعم لهم، فبسبب وصمة العار.. لا يشعر آباء الأطفال الذين يعانون من مرض أو مشكلة نفسية بالأمان للكشف عن النضال مع طفلهم، خوفاً من أحكام الآخرين، وإذا كان صديق أو فرد من العائلة قد بدء محادثة معك حول طفله، فلا تحكم عليه أو تقدم مشورة؛ قد يكون الإصغاء والتعاطف كافيين لتشجيع الوالدين على اتخاذ الخطوة الأولى نحو البحث عن العلاج اللازم لطفلهما.
 

دعم أطفالك عندما يشعرون بالإرهاق والإحباط والأذى
عندما يجسد الآباء المثل العليا التالية، فمن المؤكد أنهم سيخلقون بيئة يشعر فيها طفلهم بالإعجاب والدعم والاحترام:

- كن مرشداً حازماً: قبول ودعم طفلك خلال أوقات الفوضى والسلوكيات السيئة؛ لا يعني أننا لا نضع معياراً واضحاً لما هو متوقع، حيث يحتاج الأطفال إلى الأمان وراحة الحدود التي يضعها الوالدين بثقة، وعندما يفترض الأهل أن طفلهم يعرف ما هو متوقع منه؛ فإن فرصة التعلّم قد ضاعت.. ينمو الأطفال عندما يتحدث البالغون بثقة واحترام عن التوقعات والقيم، متمسكين بها بثبات وحزم قدر الإمكان، لذا علّمه أن التعاون أكثر فعالية من السيطرة، وعندما يُسمح للطفل أن يكون له صوت.. فإنه يشعر بالاحترام والتقدير، بالتالي يطور حافزاً جوهرياً لينمو ويفعل ما بوسعه، كما لا بد أن تسمح لطفلك باستعراض عضلات الدفاع عن نفسه وقدرته الذاتية على حل المشكلات.

- الإصغاء بعمق: لا يمكن الاستهانة بالقوة المذهلة للاستماع في علاج المشكلات وخلق الروابط، فالبشر مفطورون بشكل مثير؛ للعمل خلال تحدياتهم الخاصة عند إعطائهم البيئة المناسبة، لذا يتيح لك الاستماع البسيط والقوي إلى طفلك؛ حرية حل المشكلات في تحدياته.

- دع طفلك يكون من هو: عندما نكون قادرين على فصل أجندتنا وعواطفنا عن أطفالنا، فإننا نحررهم للازدهار في تفردهم، فقبول أطفالنا يأتي في كل لحظة، حتى في أصعب الأوقات، لذا ينضجون حتى مع نوبات الغضب والإرهاق العاطفي، حيث يتم تحقيق الرفاه العاطفي والصحة النفسية الجيدة عندما ندرك أن جميع المشاعر صحيحة وصالحة ولها مكانها؛ عندما نقبل ونتحقق من التجربة العاطفية الكاملة لأطفالنا، ونظهر لهم طرقاً صحية وآمنة للعمل من خلال عواطفهم الكبيرة.

- بناء الثقة باحترام: في كثير من الأحيان يرتكب الكبار خطأ نسيان معاملة الأطفال كبشر، وإذا كان الهدف هو إعطاء أطفالنا نموذجاً لنوع العلاقة التي نأمل أن يبحثوا عنها في المستقبل، عندئذ يجب أن تبدأ ثقافة الاحترام معهم، لا يمكننا التأثير على مواقف أطفالنا بشأن معاملة الآخرين بكرامة واحترام إلا بأن نكون نموذجاً لهم، وعندما يتمكن أطفالنا من الاعتماد علينا للتفاعل معهم بطريقة محترمة؛ يتعلمون الثقة.

في النهاية.. يستمد الأطفال راحة كبيرة من الروتين وطقوس الأسرة والتقاليد، التي تشكل أرضاً خصبة للروابط العائلية القوية، حيث يمكنك أن تظهر لأطفالك معنى وجودهم في حياتك من خلال إدارة وقتك ومواردك، والمحافظة على صحتهم النفسية والروحية والبدنية.. شاركنا رأيك من خلال التعليقات؛ ما هي الطرق التي تعتمدها لبناء بيئة آمنة وثقافة أسرية تحمي من خلالها أطفالك؟