هل الطفل كثير الحركة ذكي وهل النشاط علامة للذكاء؟
قد يرتبط النشاط الزائد عند الطفل أحياناً بوجود أنواع معينة من الذكاء لديه، ولكن لا يمكن تعميم هذا الرابط على كل الأطفال ذوي النشاط والحركة الزائدة، بل على العكس قد تشير كثرة الحركة أحياناً لنقص في الذكاء أو مهارات التعلم أو التركيز.
- يرى البعض أنه يوجد فعلاً علاقة غير مباشرة ملحوظة بين النشاط الحركي المرتفع عند الطفل وبعض جوانب الذكاء لديه، لا سيما الذكاء الحركي، والفضول المعرفي، وسرعة الاستجابة العصبية، فالأطفال كثيرو الحركة غالباً ما يتمتعون بدماغ نشط عصبياً، ويظهرون حسّ الاستكشاف والتفاعل مع البيئة، وهي مؤشرات إيجابية على تطور معرفي مبكر.
- مع ذلك لا يمكن اعتبار كثرة الحركة وحدها مؤشراً على الذكاء العام، لأن فرط الحركة قد يكون في بعض الحالات علامة على اضطرابات مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وهو لا يرتبط دائماً بذكاء أعلى ولا يدل أيضاً على انخفاض الذكاء لكنه يرتبط بالقدرة على التركيز والانضباط والتحكّم.
- بالتالي يمكن القول إن بعض الأطفال كثيري الحركة يظهرون صفات ذكية، لكن ليس كل طفل نشيط حركياً يُعد ذكياً بالضرورة، والتقييم الصحيح يتطلب النظر في طبيعة الحركة، والتركيز، والتفاعل العقلي والسلوكي بشكل شامل.
- الذكاء الحركي الجسدي: يظهر لدى الأطفال الذين يستخدمون أجسامهم للتعلم والتعبير، ويتميزون بالحركة المستمرة، والمهارات الجسدية الدقيقة، وحب التجريب البدني.
- الذكاء الفضولي أو الاستكشافي: يرتبط بالرغبة في استكشاف المحيط والتفاعل مع كل ما هو جديد، وهو ما يجعل الطفل نشيط حركياً لتجربة الأشياء بنفسه.
- الذكاء المكاني البصري: بعض الأطفال النشيطين يظهرون قدرة عالية على إدراك المساحات واتجاهات الحركة والتفاعل البصري الحركي، ما يجعلهم يبدعون في الألعاب التي تتطلب تنسيق عالي بين العين واليد.
- الذكاء الاجتماعي: النشاط الزائد لدى بعض الأطفال يكون موجهاً للتفاعل الاجتماعي، فيسعون للحركة بغرض جذب الانتباه أو الانخراط مع الآخرين.
هل الطفل كثير الحركة طبيعي؟
نعم في كثير من الحالات يكون الطفل كثير الحركة طبيعياً، خاصة في مراحل النمو الأولى، فالنشاط الزائد قد يعكس تطور حركي وعصبي سليم، ويمثل وسيلة الطفل لاستكشاف العالم من حوله، بشرط ألا يصاحبه تشتت مفرط أو صعوبة في الانضباط.
هل الطفل كثير الحركة مريض؟
لا يُعتبر كل طفل كثير الحركة مريض، لكن إذا كانت الحركة مفرطة بشكل يعيق الانتباه، أو تؤثر على التعلم والتواصل، فقد تكون علامة على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، ويُشخّص ذلك فقط من قبل مختصين وفق معايير طبية محددة.
ما أسباب كثرة الحركة عند الطفل؟
تعود أسباب كثرة الحركة إلى عوامل متعددة، منها طبيعة النمو العصبي الطبيعي، الوراثة، نمط التربية، قلة النوم، النظام الغذائي الغني بالسكريات، أو مشكلات في التنظيم الحسي، وفي بعض الحالات، تكون ناتجة عن اضطرابات عصبية أو سلوكية مثل ADHD.
كيف أعرف أن طفلي كثير الحركة ذكي؟
يمكن ملاحظة علامات الذكاء الأخرى لدى الطفل مثل سرعة التعلّم والتكيّف والقدرة على اكتساب المهارات الجديدة والتعامل مع الأدوات والمفاهيم بطريقة مميزة، هذه العلامات إلى جانب النشاط المرتفع تدل على الذكاء والتميّز، أما إذا كانت كثرة الحركة تعوق الطفل عن التعلم فهي تدل على وجود مشكلة تحتاج لمراجعة الأخصائيين.
