ابني يعضني! كيف تمنع طفلك من العض؟

ما هي الأسباب التي تدفع الأطفال للعض؟ كيف تمنع الطفل من عض نفسه أو الآخرين؟ وكيف تتصرف في حال لجأ طفلك الصغير إلى سلوك العض؟
ابني يعضني! كيف تمنع طفلك من العض؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

طفلك قد يزعج نزهة أو زيارة تقوم بها عندما يُقدم بكل شرّ على عض طفل آخر، لكن العض هو جزء طبيعي من نمو الطفل، ويعض الأطفال الصغار لأسباب عديدة مختلفة؛ بدءاً من التسنين إلى رؤية رد الفعل الذي يثيره، كما يمر العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 3 سنوات بمرحلة عض، لكنهم يتجاوزوها في النهاية، فعندما ينضج الأطفال ويكتسبون قدرة التحكم في الذات، ويطورون مهارات حل المشكلات؛ فإنهم يتفوقون في العادة على هذا السلوك، لكن قد تريد أن توقف هذا السلوك عند طفلك قبل ذلك، ولحسن الحظ هناك بعض الطرق الناجحة لمنع الطفل عن العض.

يعض الأطفال لعدة أسباب ومعظمهم لا يقصدون الضرر
هناك بعض الأسباب المتعلقة بنمو الطفل وتتعلق مباشرة بسلوك العض، وقد لا يقصد الأطفال الأذى في اتباعهم هذا السلوك ولاسيما وهم صغار جداً أو في مرحلة التسنين، وأكثر الأسباب التي تدفع الطفل للعض هي: 
- الطفل يشعر بالألم: عندما يعض الأطفال، فعادةً ما يكون السبب هو التسنين، إنهم يفعلون ذلك فقط لتخفيف آلام اللثة المنتفخة.

- إنهم يستكشفون عالمهم: الأطفال الصغار جداً يستخدمون أفواههم لاستكشاف العالم المحيط، تماماً كما يستخدمون أيديهم، تقريبا كل شيء يلتقطه الرضع أو الأطفال الصغار في نهاية المطاف سيضعونه في أفواههم، فالأطفال ليسوا قادرين على منع أنفسهم من العض.

- إنهم يبحثون عن رد فعل: وجزء من الاستكشاف هو الفضول، حيث يجرب الأطفال الصغار لمعرفة نوع رد الفعل الذي ستثيره أفعالهم؛ سوف يعضون صديق أو شقيق لسماع التعجب المفاجئ لدرجة أنهم يبتسمون بخبث.. أحياناً! بحيث لا يدركون مدى الألم الذي تسببه هذه التجربة للآخر.

- إنهم يتوقون إلى الاهتمام: سلوك العض لدى الأطفال الأكبر سناً، يعد أحد السلوكيات السيئة العديدة التي تُستخدم لجذب الانتباه، وعندما يشعر الطفل بالتجاهل؛ يعد خرق الانضباط طريقة واحدة على الأقل للفت الانتباه، حتى لو كان داعي الانتباه سلبياً وليس إيجابياً.

- إنهم محبطون: العض مثل الضرب، هو وسيلة لبعض الأطفال الصغار؛ لتأكيد أنفسهم عندما لا يستطيعون التعبير عن المشاعر بفعالية من خلال الكلمات، بالنسبة إلى طفلك، فإن العض هو وسيلة لاستعادة لعبة مفضلة مثلاً، أو إخبارك بأنه غير سعيد، أو أن يخبر طفلاً آخر أنه يريد أن يُترك بمفرده.
 

animate

الوقاية بحيث يكون طفلك أقل عرضة للعض في المقام الأول
أهم ما يمكنك اتباعه لمنع طفلك عن العض بشكل نهائي؛ الوقاية من الأسباب التي تدفعه للتعبير عن نفسه بالعض:

- إذا كان طفلك يعاني من التسنين: تأكد دائماً من وضع عضاضة التسنين أو منشفة مبللة في متناول يدك، وإلا فمن المحتمل أن تغوص أسنان طفلك الحادة المدببة النابتة ببطء.. في ذراعك أو على ذراع أخيه أو طفل آخر.

- تجنب المواقف التي يمكن لطفلك أن ينزعج فيها لدرجة أن يعض: تأكد من أن جميع احتياجات طفلك (بما في ذلك تناول الطعام ووقت القيلولة)، قد تم الاهتمام بها قبل خروجه للعب أو النزهة، كذلك أحضر معك وجبة خفيفة لتهدئة طفلك، إذا كان يشعر بالاضطراب بسبب الجوع.

- بمجرد أن يبلغ طفلك عمر القدرة على الكلام: شجعه على استخدام الكلمات "أنا غاضب منك" أو "هذه لعبتي" بدلاً من العض، كما أن طرق أخرى للتعبير عن الإحباط أو الغضب تشمل احتضان لعبة حيوان محشو أو اللكم على وسادة، في بعض الأحيان.. يمكن أن يساعد تقصير الأنشطة أو إعطاء طفلك استراحة في منع الإحباط المتزايد، الذي قد يؤدي إلى العض وغيرها من السلوكيات السيئة.

- امنح طفلك ما يكفي من وقتك طوال اليوم: على سبيل المثال، من خلال القراءة أو اللعب معاً، حتى لا يعض لأنه من سلوكيات لفت الانتباه، والاهتمام الإضافي مهم بشكل خاص عندما يمر طفلك بتغيير كبير في الحياة، مثل الترحيب بمولود جديد في العائلة، إذا كان طفلك عرضة للتعبير من خلال العض؛ راقبه مع أقرانه وتدخل عندما يبدو أن المشاجرة تحتدم. 

- حتى مع بذل قصارى جهدك للوقاية من اتباع طفلك سلوك العض؛ فقد تستمر حوادث العض أحياناً، وعندما يعض.. أخبر طفلك بقوة أن هذا السلوك غير مقبول بالقول: "لا.. نحن لا نعض!" اشرح له أن العض يضرّ الشخص الآخر، ثم أخرج طفلك من الموقف وامنحه الوقت ليهدأ. 

- ربما تكون قد سمعت من الآباء الآخرين أنه إذا عض طفلك، فقم بعضه في المقابل!! هذه ليست نصيحة جيدة... حيث يتعلم الأطفال عن طريق التقليد، إذا قمت بعض طفلك.. فسوف يكون لديه انطباع بأن هذا السلوك مقبول، وأنه من المحتمل أن يفعل ذلك مرة أخرى، الشيء نفسه ينطبق على ضرب طفلك عندما يعضك أو يعض طفلاً آخر.

إذا كنت غير قادر على جعل طفلك يتوقف عن العض، فقد يبدأ السلوك في التأثير على المدرسة والعلاقات الأخرى، قد تضطر أنت أو أي شخص بالغ إلى الإشراف عن كثب على التفاعلات بين طفلك وأطفال آخرين، عندما يصبح العض عادة أو تستمر بعد سن الرابعة أو الخامسة، فقد تنبع من مشكلة عاطفية أكثر خطورة، تحدث إلى الطبيب، أو استعن بمساعدة طبيب نفساني أو معالج نفسي. 
 

ما الذي يمكن فعله لمنع العض؟
هناك مجموعة متنوعة من الأشياء التي يمكن للعائلات القيام بها لمنع العض عند الأطفال الصغار، بحيث تساعد الأفكار التالية:
- حدد توقعات مناسبة لسن طفلك بناءً على مهاراته وقدراته الحالية، فطفل في الثانية من عمره قد يجرب العض ليعرف كيف سيكون الشعور من خلال فمه، وطفل في الخامسة قد يعض ليثبت قوته وقدرته على السيطرة.
- تأكد من جدول طفلك (الروتين والانتقالات التي يمكن التنبؤ بها): حاول أثناء تناول الطعام وأوقات النوم القيام بالأشياء بالطريقة نفسها وفي نفس الوقت، الأطفال الصغار يتعلمون عندما يعرفون ماذا سيحدث بعد ذلك.
- قدم أنشطة ومواد تسمح لطفلك بالاسترخاء وإطلاق التوتر: مثل اليوغا أو تقنيات التنفس العميق. 
- قدم له ألعاب ممتعة: مثل كرات إسفنجية ولعبة نفخ فقاعات الصابون وألعاب تصدر موسيقى ناعمة.. وعناصر أخرى لتخفيف الضغط.
- استخدم استراتيجيات توجيه إيجابية لمساعدة طفلك على تطوير ضبط النفس: وتأكد من صياغتها بطريقة تخبره بالسلوكيات المتوقعة منه، مثل قول: "تأكد من تعليق معطفك على الخطاف" و"ضع نقطة صغيرة من معجون الأسنان على الفرشاة، لن تحتاج الكثير لتنظيف أسنانك". 
- وفر أدوات العض في مرحلة التسنين: مثل حلقات التسنين أو المناشف النظيفة والرطبة والباردة من الثلاجة، هذا يساعد الأطفال على تعلم ما يمكنهم عضه بأمان، دون إيذاء أي شخص آخر. 
 

كيف يجب أن تتصرف عندما يلجأ طفلك إلى سلوك العض؟
في حين أن كل موقف مختلف، إليك بعض الإرشادات العامة للاستجابة عندما يعض الطفل طفلاً آخر أو شخصاً بالغاً:

فإذا عض طفلك الرضيع: إذا أخذ طفلك عضة تجريبية على ثدي الأم أو كتف الجد، ابق هادئاً واستخدم إشارات واضحة للتعبير عن أنه ليس من الجيد أن يعض شخص آخر، بالقول :"لا" أو "لا عض!" وهي استجابة مناسبة.

الأطفال الصغار وفي مرحلة ما قبل المدرسة: حيث لديهم الكثير من العواطف القوية التي يتعلمون إدارتها، وقد يعض الأطفال الصغار للتعبير عن الغضب أو الإحباط، أو لأنهم يفتقرون إلى المهارات اللغوية اللازمة للتعبير عن مشاعرهم، وعلى العموم العض أقل شيوعاً في رياض الأطفال مقارنة بالأطفال الصغار ما قبل المدرسة، ويمكن التصرف عند مشاهدة حادثة العض؛ من خلال الخطوات أدناه.. مع كل من الأطفال الصغار وفي مرحلة ما قبل المدرسة:
1- إذا رأيت حادثة العض: انتقل سريعاً إلى مكان الحادث واركع إلى مستوى الأطفال، ويمكنك الرد على الطفل الذي قام بالعض؛ بلهجة قوية وجادة من خلال قول: "لا عض إنه يضر، لا يمكنني السماح لك بإيذاء هذا الطفل (اذكر اسم الضحية) أو أي شخص آخر" بعد ذلك قدم خياراً: "يمكنك المساعدة في جعل صديقك (فلان) يشعر بتحسن"، أو "هل يمكنك الجلوس بهدوء حتى أستطيع التحدث معك؟".. ساعد الطفل على متابعة الاختيار إذا كان هذا ضروري.
2- قم بالحديث مع الطفل (ضحية العض) الذي تألم من خلال توفير الراحة بالكلمات والإجراءات: "أنا آسف لأنك تألمت، دعنا نضع بعض الجليد على يدك"، وقم بإجراء الإسعافات الأولية إذا لزم الأمر، حيث يمكن للطفل الذي قام بالعض المساعدة في تهدئة الطفل المتألم، إذا وافق الطرفان طبعاً.
3- أول ما يجب فعله لأي إصابة قاسية بسبب عضة طفلك؛ هي غسل المنطقة بالماء والصابون، حتى الأسنان الصغيرة يمكن أن تمزق الجلد، إذا كان مكان العضة ينزف ويبدو أن الجرح عميق، قد تحتاج إلى علاج طبي، الذي يمكن أن يشمل العلاج بالمضادات الحيوية.
4- أخيراً.. تحدث إلى الطفل الذي قام بالعض: حافظ على التواصل بالعين وتحدث بكلمات بسيطة باستخدام نغمة صوت هادئة، في محاولة لمعرفة ما حدث.. وما الذي أدى إلى الحادث، أعد التأكيد على القاعدة: "لا يُسمح بالعض"، وناقش كيف يمكن للطفل أن يستجيب في مواقف مماثلة مستقبلاً.

لا ينبغي أن تستخدم هذه الاستراتيجيات لمعالجة عادة عض الطفل.. أبداً:
- تجنب وصف الطفل على أنه "مريض"، يمكن أن تؤثر الكلمات السلبية على طريقة نظرتك لطفلك، وحتى تؤثر على مشاعر الطفل تجاهك واتجاه نفسه.
- لا تعض الطفل أبداً لمعاقبته أو لتوضح له كيف يشعر بالعض، عض الطفل يرسل رسالة مفادها أن استخدام العنف هو سلوك مقبول لحل المشكلات.
- تجنب الغضب أو الصراخ أو إطلاق الكلمات القاسية على الطفل.
- تجنب إعطاء الكثير من الاهتمام للطفل الذي يعض بعد وقوع حادث، في حين أن هذا عادة ما يكون اهتماماً سلبياً، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يعزز السلوك ويؤدي إلى تكرار هذا السلوك.
- لا تجبر الطفل الذي يتألم بسبب عضة طفلك وطفلك على اللعب معاً.

في النهاية.. لا تعاقب الأطفال الذين يعضون: العقوبة لا تساعد الأطفال على تعلم الانضباط وضبط النفس، بدلاً من ذلك.. فإنه يجعل الأطفال غاضبين، مستاءين، متحدين، محرجين، كما أنه يقوض العلاقة بينك وبين طفلك.