أفضل التمارين لأطفال التوحد وتقنيات العلاج باللعب

علاج التوحد عند الأطفال، تمارين علاجية لأطفال التوحد ومفهوم علاج التوحد باللعب، تمارين تحسين أداء طفل التوحد وألعاب فعالة للأطفال المصابين بالتوحد
أفضل التمارين لأطفال التوحد وتقنيات العلاج باللعب

أفضل التمارين لأطفال التوحد وتقنيات العلاج باللعب

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يقضي جميع الأهالي أوقاتهم في التفكير بمستقبل أطفالهم، خصوصاً الأهالي الذين يمتلكون طفلاً مصاباً بالتوحد. قد يفقد بعض هؤلاء الأمهات والآباء الأمل في إيجاد العلاج المناسب لطفلهم، إلا أن العلم يتقدم في كل يوم، وتتقدم معه الأساليب التي تساعد في علاج أطفال التوحد، تابعوا معنا هذا المقال لتتعرفوا على هذه الأساليب.

animate

محتويات المقال:

  1. تمارين تحسّن من أداء أطفال التوحد
  2. اللعب كعلاج للتوحد
  3. المراجع

تمارين تحسّن من أداء أطفال التوحد

جميعنا نعلم ما تقدّمه التمارين الرياضية من فوائد للأطفال بشكل عام، ولكن هل تعلمون أنها مهمة أيضاً لأطفال التوحد؟ هذه صحيح، حيث تشير الدراسات إلى أن 79% من أطفال التوحد يعانون من إعاقات في الحركة، والتي تتفاقم بسبب نمط الحياة غير النشط الذي يعتمدونه؛ لذا تعتبر الأنشطة البدنية مفيدة لصحة جسدهم وللتخلّص من سلوكياتهم السلبية، إضافة إلى تعزيز حالتهم المزاجية وتحسين مهاراتهم في التأقلم وجودة حياتهم[1].
قدّم لنا العلم أساليباً للرعاية الطبية بأطفال التوحد، إلا أن دور الأهل لا يقل أهمية عن دور الطبيب حيث توجد العديد من التمارين المنزلية التي تحسّن من قدرات طفلكم المصاب بالتوحد، كل ما عليكم فعله هو إيجاد بيئة هادئة واستخدام التعزيز الإيجابي معه، على سبيل المثال "أن تخبروه بأنه يقوم بعمل رائع". تابعوا معنا مجموعة التمارين العلاجية لأطفال التوحد[2].

تمرين الدب الزاحف

يساعد هذا التمرين المذهل طفلك المصاب بالتوحد في تطوير وعيه بجسده، كما أنه يعزز تنسيقه وتخطيطه الحركي بشكل رائع. إضافة إلى ذلك، يمكنكم أن تلاحظوا أن طفلكم سيكتسب قوة أكبر في الجزء العلوي من جسده بعد تكراره لهذا التمرين. ننصحك عزيزنا القارئ بأن تشارك طفلك في هذا التمرين كي يشعر بالدعم والطمأنينة أثناء تنفيذه.

كيفية التطبيق تمرين الدب الزاحف

  1. نبدأ القيام بهذا التمرين بالركوع على أيدينا وأرجلنا، منتبهين إلى وضع أيدينا تحت أكتافنا وركبنا تحت وركنا.
  2. نقوم بعدها بتمديد الساقين قليلاً، ومن ثم نفتح أيدينا كي تلامس أصابعنا الأرض بشكل مباشر.
  3. ابدأ أنت وطفلك بالمشي باستخدام اليدين والقدمين لمسافة لا تتجاوز 3-6 أمتار في الغرفة.
  4. والآن سنقوم بالعودة إلى مكاننا الأصلي بنفس الطريقة، لكننا سنقوم بالسير إلى الخلف.
  5. إن كنت تبحث عن أفضل النتائج، ننصحك بأن تزيد وتبطئ من سرعتك في كل مرة تكرر فيها التمرين.

تمرين رمي الكرة الطبّية

يعتبر هذا التمرين خطوة مهمة جداً في طريق علاج الأطفال المصابين بالتوحد، فهو قادر على تحسين قوة الجسم وتعزيز توازنه، كما أنه يساعد الطفل على تحسين مهارات التنسيق. يتميز هذا التمرين بأنه قادر على تحقيق فوائد علاجية أساسية لطفلك، كتحفيز مراكز الدماغ المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى. 
قبل أن نبدأ بخطوات تنفيذ التمرين، علينا أن نذكر لكم أعزاءنا القراء أهمية اقتناءكم لكرة طبّية للقيام بهذا التمرين. وهي تعرف أيضاً باسم كرة التدريب أو كرة اللياقة البدنية، عادة ما يكون قطرها تقريبا بعرض الكتفين (حوالي 13,7 بوصة)، وهي مصممة خصيصاً لإعادة التأهيل وتقوية المتدرب.

تطبيق تمرين رمي الكرة الطبية

  1. ساعد طفلك في الوقوف بشكل جيّد، واعطه الكرة حتّى يمسك بها بكلتا يديه.
  2. علّم طفلك أن يرفع يديه فوق رأسه، ومن ثم ساعده في تثبيت ذراعيه بشكل مستقيم.
  3. أخبر طفلك بأن يرمي الكرة بكل ما أوتي من قوّة على الأرض.
  4. علّمه أن يحني ركبتيه فقط كي يلتقط الكرة.
  5. ننصحكم أعزاءنا الأهالي بتكرار التمرين ما لا يقل عن 20 مرة.
  6. إن شعرتم بأن طفلكم يقوم بالتمرين على أكمل وجه، يمكنكم أن ترفعوا مستواه من خلال رمي الكرة إلى هدف معين أو من خلال زيادة وزن الكرة قليلاً.

تمرين قفزات النجوم

تعتبر التمارين الرياضية التي تتضمن القفز أحد أفضل التمارين على الإطلاق، فهي قادرة على مساعدة الجسم بأكمله. يقوم هذا التمرين بتحسين قدرة التحمل القلبي الوعائي لدى طفلك، كما أنه يعزز له قوة ساقيه بشكل خاص. لعل أحد أفضل نتائج هذا التمرين المذهل هي زيادة وعي الطفل بجسده، الأمر الذي يعتبر في غاية الأهمية.

كيفية التطبيق

  1. اجلس مع طفلك في وضعية القرفصاء، احرص على ثني ركبتيه وترك قدميه مسطّحتين على الأرض وذراعيه مثبتتين باتجاه الصدر.
  2. علّم طفلك أن يقفز بسرعة من وضعية القرفصاء، مع الانتباه لأن تكون ذراعيه وساقيه ممتدين على شكل حرف X.
  3. بعد أن يتم طفلك القفزة الأولى، علّمه أن يرجع إلى الوضعية الأصلية، ومن ثم قوموا بتكرار العملية مالا يقل عن 20 مرة.

تمرين دوائر الذراعين

إن كنتم تمتلكون طفلاً مصاباً بالتوحد فأنتم حتماً تعلمون أن أحد السلوكيات المتكررة التي يقوم بها أطفال التوحد هي رفرفة الذراعين والتصفيق. وعلى الرغم من أن الأهل يسعون دوماً لتخليص طفلهم من هذه السلوكيات عن طريق منعه عنها، إلا أن الدراسات وجدت بأن قيام الطفل بحركات رياضية مشابهة لسلوكياته المتكررة تساعده في توفير التغذية الراجعة المطلوبة للجسم ليقوم بإبطالها[3]. إضافة لذلك، يساعد هذا التمرين طفلك في تقوية الجزء العلوي من جسده، إضافة إلى زيادة مرونته وقوّة كتفيه وظهره.

كيفية التطبيق دائر الذراعين

  1. قف إلى جانب طفلك وعلّمه أن يقف بثبات مباعداً بين قدميه ومثبّتاً ذراعيه إلى جانب ساقيه.
  2. قوموا بعدها بمدّ الذراعين إلى الأمام حتّى تصبح بمحاذاة الكتفين.
  3. حان الآن وقت صنع دوائر صغيرة بأيديكم دون تحريك ذراعيكم.
  4. قوموا تدريجياً بجعل الدوائر أكبر وأكبر.
  5. ننصحكم بتكرار العملية 20 مرة في اتجاه واحد، ومن ثم 20 مرة أخرى في الاتجاه الآخر.

تمارين المرآة

نعلم جميعنا مدى صعوبة تفاعل طفل التوحد مع الآخرين والبيئة المحيطة به، لذا قمنا باختيار هذا التمرين الرائع لكم. تشجع تمارين المرآة طفلك المصاب بالتوحد على محاكاة ما يقوم به شخص آخر مما يعني زيادة وعيه وتنسيقه الجسدي إضافة إلى تعزيز مهاراته الاجتماعية.

تطبيق تمارين المرآة

  1. لا يمكن أن يقوم طفلك بهذا التمرين وحده، لذا قف مقابلاً له ثم ضعوا ذراعيكما إلى جانب ساقيكما.
  2. قم ببعض الحركات السهلة والبسيطة ببطء باستخدام ذراعيك كأن تصنع بعض الدوائر في الهواء وقم بعدها بجعل الحركات أصعب.
  3. على طفلك أن يقلّد جميع الحركات التي تقوم بها وكأنه يقف أمام مرآة. على سبيل المثال، إن قمت بتحريك يدك اليمنى اجعل طفلك يحرك يده اليسرى.
  4. حاول أن تقوم بملامسة يدي طفلك أثناء هذا التمرين كي يشعر بالاطمئنان والأمان.
  5. قوموا بممارسة هذا التمرين لمدة 1-2 دقيقة، وحاول في كل مرة أن تغير نمط التمرين كأن تحرك رأسك أو ساقك بدلاً من ذراعك.

اللعب كعلاج للتوحد

ما علاقة العلاج باللعب بأطفال التوحد؟... بعد أن تعرّفنا سويّة على التمارين الرياضية والأنشطة البدنية التي تساعد أطفال التوحد على تعزيز قوة جسدهم وقدراتهم الذهنية والعقلية، سنقوم الآن بالتحدّث عن طريقة علاجية مشابهة. تابعوا معنا تفاصيل العلاج باللعب لأطفال التوحد[4].

اللعب بين الطفل الطبيعي وطفل التوحد
هناك فرق كبير بين أطفال التوحد والأطفال الطبيعيين فيما يتعلق باللعب، ولكن ما هو هذا الفرق؟ يتعلّم الأطفال الصغار بشكل عام الكثير من الأشياء عن طريق اللعب، ويمكننا أن نرى بأن الأطفال الطبيعيين يقومون ببناء مهاراتهم البدنية والاجتماعية من خلال اللعب. حيث يتيح لهم اللعب تجربة شخصيات مختلفة عن طبيعتهم والتعرف إلى مجموعة كبيرة من الأصدقاء. 
بينما يمكننا أن نلاحظ بأن أطفال التوحد يقومون باللعب بطرق مختلفة كلّياً عن أساليب الأطفال الطبيعيين، حيث يقومون باللعب بمفردهم، حتّى أنهم يكررون اللعبة ذاتها دون هدف ويرفضون التجديد. لذا غالباً ما نرى أطفال التوحد معزولين وغارقين في وحدتهم، وغير قادرين على استكشاف قدراتهم واهتماماتهم بمفردهم.
يعتبر العلاج باللعب أداة مهمة لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد كي يصبحوا أكثر وعياً واكتمالاً، كما يمكن أن نراه كأداة مهمة لمساعدة الآباء على تعزيز ارتباطهم الفعّال بأطفالهم[5].

مفهوم العلاج باللعب
قد يجهل العديد من الأشخاص أن علاج اللعب في البداية كان وسيلة للعلاج النفسي الخاص بالأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية وأزمات القلق والأمراض العقلية، وبعد ذلك أصبح اللعب أداة يستخدمها الأطفال لفهم مشاعرهم وإيجاد آليات مناسبة للتكيف مع محيطهم.
أصبح اللعب طريقة علاجية يستخدمها المختصين مع الأطفال المصابين بالتوحد مع تطور العلم، وخصوصاً تقنية تسمى بـ "وقت الأرضية". تعتمد هذه التقنية على تعزيز اهتمامات أطفال التوحد لتطوير مهارات العلاقات والتواصل لديهم. كما يوجد تقنية أخرى تسمّى بـ "مشروع اللعب" وهي نهج علاجي يستخدم اللعب من أجل بناء مهاراتهم أيضاً.

العلاج باللعب الفعّال
من المهم جداً أن يجلس المختص بالعلاج باللعب مع طفلك على الأرض ويشجّعه ويساعده على اللعب. على سبيل المثال، قد يقوم المختص بوضع الألعاب التي يحبّها طفلك أمامه ويجعله يختار اللعبة التي يجدها مثيرة للاهتمام. إن اختار طفلك لعبة على شكل قطار ليلعب بها، سيقوم المختص بعرقلته بقطار آخر، كي يصبح اللعب ذو هدف وكي يستجيب الطفل لهذا الفعل بشكل لفظي أو غير لفظي.

إن لم يكن طفلك يستجيب بشكل فعّال، فلا داع للقلق! سيقوم المختص بالبحث عن خيارات أخرى لجعل الطفل أكثر فاعلية أثناء اللعب. ستجدون أعزاءنا القراء بأن طفلكم سيبدأ باكتساب مهارات إبداعية وتفكيرية وسلوكية، كما أنه سيصبح أكثر قدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين.
ننصح أعزاءنا من الأمهات والآباء الذين لم يجدوا اختصاصياً أو مركزاً في مجال التعامل مع أطفال التوحد أو في مجال العلاج باللعب بأن يقوموا بهذا العلاج التعليمي بمفردهم في المنزل. يمكن للأهالي أن يقوموا بشراء مجموعة من الألعاب التفاعلية واستخدامها لبناء مهارات أطفالهم، وذلك عن طريق مشاركتهم باللعب وتمثيل أدوار مختلفة (تظاهروا بأنكم تقومون بالطبخ باستخدام أدوات طبخ مصغّرة مثلاً).

في النهاية، أطفالنا هم نعمة الله علينا وزينة الحياة الدنيا وعلينا أن نرعاهم بكل الوسائل الممكنة؛ لذلك نرجو أن يساعدكم هذا المقال على تحسين مهارات طفلكم الاجتماعية وتطوير قدراته على التواصل.


المراجع:

  1. دراسة.لمجموعة من الأخصائيين، "ضعف في المهارات الحركية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد"، المنشورة على موقع Sage Journals، تمت المراجعة في 23/5/2019.
  2. مقال.لمدرب اللياقة البدنية المختص دانييل بوبينز Daniel Bubnis " خمسة تمارين مهمة لأطفال التوحد"، المنشور على موقع Healthline، تمت المراجعة في 25/5/2019.
  3. دراسة.لمجموعة من الأخصائيين، "ممارسة الرياضة البدنية والأفراد الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد: مراجعة منهجية"، المنشورة على موقع Elsevier، تمت المراجعة في 23/5/2019.
  4. مقال.للناشطة الاجتماعية في مجال التوحد ليزا جو جودي Lisa Jo Judy، "فوائد العلاج باللعب وعلاقته بالتوحد"، المنشورة على موقع Very well Health، تمت المراجعة في 23/5/2019.
  5. دراسة.لـ أوريت جوزيفيOrit Josefi وفيرجينيا رايان Virginia Ryan، "علاج اللعب غير التوجيهي للأطفال الصغار المصابين بالتوحد: دراسة حالة"، المنشورة على موقع Sage Journals، تمت المراجعة في 23/5/2019.