أشعر بالذنب لأنني لم أنقذ أمي رغم أنني طبيبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشعر بالذنب لأنني لم أنقذ أمي رغم أنني طبيبة أنا طبيبة أمي منذ سبع سنين مريضة بأحد أنواع السرطان من الأنواع التي تتجاوب عادة مع العلاج الكيماوي ظلت أمي لمدة خمس سنوات حالتها مستقرة وجيدة ولم تكن بحاجة إلى علاج
نحن إخوة كثيرون لكنني كنت الوحيدة المعنية بهذا الموضوع رغم أنه ليس تخصصي في سنة 2023 ظهرت أعراض مقلقة فاتصلت بطبيبة تعمل معي في نفس المستشفى وتخصصها هذا المجال فطمأنتني وقالت لي إن الموضوع بسيط وشرحت لي الإجراءات التي يجب أن أتبعها ومن هنا بدأت رحلتي أنا وأمي مع جلسات العلاج الكيماوي مع العلم أنها امرأة في الثمانين من عمرها
في البداية كانت نتائج العلاج مطمئنة ولما أوشكت على الانتهاء منه ناداها منادي الحج فاستشرنا الطبيبة ووافقت على سفرها لكن بعد الحج تدهورت حالتها الصحية فغيّرت الطبيبة بروتوكول العلاج وهذه المرة لم تستطع أمي تحمّله فقد كان أقوى وكانت له أعراض جانبية شديدة
لم أخبر أمي يومًا بنوعية مرضها ولا بنوعية العلاج وتحملت مسؤولية كل القرارات مع العلاج الجديد بدأت رحلة عذاب جسدي ونفسي لنا نحن الاثنتين كانت تحتاج لنقل دم بشكل متكرر ومستعجل وبما أنني اخترت المستشفى الذي أعمل فيه وكانت إمكانياته محدودة اضطررت إلى القيام بكل شيء والاهتمام بكل تفاصيل حالة أمي بالإضافة إلى عملي الذي كان مرهقًا وشاقًا أيضًا
طلبت المساعدة من إخوتي لكنني لم أجد دعمًا حقيقيًا شعرت أنني أغرق وأنه إن غرقت ستضيع أمي معي حاولت أخذ آراء أطباء آخرين أو نقلها إلى مستشفى آخر تكون فيه العناية أفضل وتقل مسؤوليتي لأتمكن من التركيز أكثر معها لكن دون جدوى لأن العلاج قد وصل إلى مرحلة معيّنة والمضاعفات كذلك فلم يشجعني أحد على النقل مع العلم أن المال لم يكن هو المشكلة فقد كنت مستعدة لأن أدفع الغالي والنفيس لأجلها خاصة أنها كانت تتمتع بتغطية صحية
وصل مرضها إلى مرحلة معينة من الاستقرار وكنت أتابع أوامر طبيبتها وفي أحد الأيام شعرت بحرارة أقلقتني فاتصلت بطبيبتها واتبعت التعليمات لكن بعد ذلك ظهرت علامات تشير إلى أنها ربما تمرّ بمضاعفة خطيرة وأنا كنت أعرفها جيدًا بحكم مراقبتي الدقيقة لها طردت الفكرة من ذهني ورفضت تصديقها وانتظرت يومين آخرين لكن عندما لاحظت أن حالتها تتدهور تأكدت من شكوكي فاتصلت بالطبيبة وطلبت منها أن نقوم بإدخالها المستشفى
المشكلة أن في مستشفانا كان علي أن أقوم بكل شيء وكنت في حالة تعب تفوق الوصف وقلة حيلة وعجز وخوف قررت أن آخذها إلى مستشفى خاص لكنهم وبعد خمس ساعات من الانتظار أعلموني مع الأسف أنه لا يوجد مكان شاغر شعرت حينها أن العالم كله قد تخلى عنها وعنّي أعوذ بالله العظيم
أعدتها إلى مستشفانا واتبعت خطة العلاج كانت تلك الأيام عطلة وكنت أبيت معها لأراقبها وكنت في نفس الوقت أعمل وأبحث عن الأدوية في صيدليات الحراسة وأذهب إلى مركز الدم للحصول على دم يوافق دمها
في ليلة كنت معها في المستشفى وحالها ليس بجيد رغم نقل الدم ورغم العلاج شعرت بآلام لم أستطع التعامل معها بالشكل الصحيح لأنني كنت كالمخدرة من شدة التعب وقلة النوم في تلك الليلة لم أكن طبيبة كنت ابنة حائرة عاجزة اتخذت قرارات لم تُعطِ نتيجة وربما زادت الوضع سوءًا وتأخّرت كثيرًا في طلب المساعدة من طبيبة المناوبة التي جاءت للمساعدة
تصرفات الطبيبة لم أفهمها حينها لكنها فهمت أن حالة أمي حرجة جدًا وأنها تحتضر أما أنا فلم أستطع استيعاب ذلك وظللت في حالة جمود لفترة طويلة ثم ماتت أمي
ومنذ ذلك الحين أشعر بألم لا يوصف ولا تغيب عن ذهني صورتها وهي تتألم أشعر بالفشل وأنني خذلتها وهي التي كانت تثق بي أنا أؤمن بالقضاء والقدر وأن تلك كانت ساعتها مهما كانت الأسباب لكنني لا أستطيع مسامحة نفسي لأنني ارتكبت أخطاء كثيرة أشعر أنها تسببت في موتها وهي تتألم، أفيدوني جزاكم الله خيرًا
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال

كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
يا حبيبتي ، بكيت اشد البكاء عند قراءة قصتك ، أنا أختك تونسية من إيطاليا ، والله انكي لم تقصري بل بالعكس بذلتي قصارى جهدك و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها حسيت بك جدا عندما قلتي انكي رجعتي مرهقه إلخ ، تفكرت حالي مع والدتي اللتي حصلت لها جلطة و انهارت الدنيا في عيني ، كنت نفسك بالظبط كل اليوم اركض يمين و شمال و اعمل أقصى جهدي ، بكيت من قصتك و أريد ان أقول لكي هوني عل نفسك بالله هذا قضاء الله و قدره لم يكن ليغيره اي شي انتهى عمر ووالدتك و هي حجت بيت الله تبارك الرحمان و ماتت و هي تشوف قرة عينها تنتبه عليها ولم تتركها حسيت بكي لأنني لدي خمس اخوان و أنا الوحيده اللتي تنتبه عل أمها في كل تفاصيل حياتها ، هوني عل نفسك ارجوك ، توفت والدتك وهي راضيه عنك و ربي راضي عنك و قاعد يشوف مجهودك و قلبك الله يفرج همك و يرحمها يا رب تصدقي عليها خليكي عل تواصل معها بالصدقةأنا لله و أنا اليه راجعون
نفس اللي صار في عيلتنا لقد شعرزوجي بالذنب الشديد حيال امه فهو طبيب ولكن عاطفته حلت محل مهنته ووضعته في أخطاء متكررة وماتت وسااءت حالته وهجرته. لكن انصحك ان تؤمني بأنك بذلتي قصارى جهدك وان ربك اختارها لتموت وكان قادر على شفائها حذاري من دوامة لوم النفس الشديد فهذا من الشيطان
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 11-07-2025
لقد اخطأت بالفعل وتأخرك في اتخاذ قرارات حاسمة وعدم نقل والدتك في وقت مناسب ساهم فيما حدث محبتك لها لا تبرّر التردّد ولا الخوف كان عليك التصرف كطبيبة لا فقط كابنة لكن ما جرى قد جرى واللّه غفور لكن لا بد ان تعترفي بتقصيرك وتطلبي المغفرة بصدق
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 10-07-2025
هوّني على نفسك ولا تزيدي ألمك ضعفين..فعلتي كل ما بوسعك وانتي في النهاية بشر سويتي اللي في هذيك اللحظة كنتي تظنين انه صحيح..أتعلمين ان موعد وفاتها مكتوب وهي في بطن أمها؟ عمرها مكتوب وكل شي مقدر ومكتوب نحن فقط أسباب..الان بريها بالدعاء والصدقة عنها ولا تلومي نفسك على ما حدث..لانها حتى لو ذهبت افضل مستشفى في العالم كان مقدّر لها الوفاة في هذه الساعه وهذه الدقيقة وهذه اللحظة..الله يرحمها ويغفرلها ويقويك ويصبرك على فقدها
للأسف hospice and palliative care غير موجودين في عديد الدول و العلاج يتم بشكل قاسي رغم عدم جدواه خاصة مع كبار السن. نفس القصة حصلت لي في العائلة و لازلت أتجرع مرارة تذكر ما جرى من علاج متذبذب قاسي بلا معنى و إهمال. كبار السن و خاصة من هم فوق السبعين نوعية الحياة عندهم أهم من أمد الحياة
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قضايا نفسية
احدث اسئلة قضايا نفسية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين