الداحس أو التهاب ما حول الظفر والاصبع المدحوس (paronychia)

ما هو الداحس (Paronychia)؟ ما هي أعراض الإصبع المدحوس؟ وما العوامل المؤهبة للإصابة به؟ وكيف يمكن الوقاية من الداحس وعلاج الإصبع المدحوس؟
الداحس أو التهاب ما حول الظفر والاصبع المدحوس (paronychia)

الداحس أو التهاب ما حول الظفر والاصبع المدحوس (paronychia)

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعد أمراض الجلد والأظافر شائعة حول العالم ونظراً لكثرة الإصابة بها قد يجتهد الكثيرون سواءً من أخصائيي الأمراض الجلدية أو غيرهم في علاجها، وعلى الرغم من أن العلاج يفيد في نسبة كبيرة منها إلا أن إهمالها أو علاجها بشكل عشوائي قد يودي إلى أضرار جسيمة.
في المقال التالي سوف نتحدث عن مرض يصيب الأظافر وهو ما يعرف بالداحس أو التهاب ما حول الظفر(Paronychia)، ما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به؟ وكيف يتم علاجه؟ وما هي الوسائل المتبعة للوقاية منه؟
 

ما هو الداحس أو التهاب ما حول الظفر؟ وما هو العامل المسبب للإصبع المدحوس؟
الداحس هو عبارة عن إنتان يصيب الجلد المحيط بالظفر، قد يصيب أظافر اليدين و كذلك القدمين ويمكن أن يكون يظهر بشكل حاد أو مزمن[1]:
• الشكل الحاد:  يظهر بشكل مفاجئ و سريع عادة خلال يوم أو يومين وتكون الأعراض صارخة وشديدة، تتهم الجراثيم بكونها السبب الرئيسي لظهور هذا النوع من الالتهاب إذ توجد أنواع محددة من الجراثيم تشتهر بكونها السبب الرئيسي للداحس الحاد مثل العنقوديات المذهبة (StaphyloCoccous) وهي الأكثر مشاهدة، الزوائف (Pseudomonas)، العقديات (StreptoCoccus) وغيرها من الجراثيم.

• الشكل المزمن: عادة يظهر بشكل تدريجي وبطيء إذ يحتاج وقتاً أطول لظهور أعراضه فقد تأخذ عدة أسابيع، في هذا النمط تكون الأعراض أقل شدة ووضوحاً وتعتبر الفطور العامل الرئيسي لحدوث هذا الشكل من الالتهاب وأهمها الخمائر وفطور تسمى المبيضات البيض  (candida albicans)، كذلك قد يجتمع العاملان في إصابة واحدة أي يكون الإنتان جرثومي فطري و هنا قد يصعب العلاج.
 

animate

ما هي العوامل المحرضة لحدوث الداحس؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به؟
غالباً ما يحدث الشكل الحاد من الداحس على أرضية رض أو أذية في الجلد المحيط بالظفر وبالتالي فإن كافة الناس معرضين للإصابة بهذا الشكل من الآفة، من أهم العوامل المؤهبة لحدوث الداحس الحاد نذكر:
- انكسار الظفر أو انضغاط ثنية الظفر (ارتداء الأحذية الضيقة).
- عند الأطفال بشكل خاص، ناجم عن وضع الطفل لإصبعه في فمه وبالتالي الزيادة في رطوبة الجلد حول الظفر وتشكيل بيئة مناسبة لنمو الجراثيم.
- الاستخدام الكثيف لطلاء الأظافر يساهم في منع تهوية الظفر وبالتالي تشكيل وسط كتيم.
- الظفر الناشب (نمو الظفر نحو الداخل).
- تقليم الأظافر بشكل جائر.
- بعض الأدوية تسبب نقصاً في الدوران الدموي في الجلد وبالتالي يكون لها دور في تشكل الإصبع المدحوس  ومن الأمثلة على هذه الأدوية Isotretinoin، Acitretin ، وغيرها.

أما الشكل المزمن من الداحس فهو يحدث عند مجموعات معينة من الناس وتتمثل بما يلي:
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة.
- مرضى السكري.
- الأشخاص الذين على تماس دائم مع الماء أو مواد التنظيف مثل المزارعين، بائعي السمك، عمال التنظيف، ربات البيوت، أطباء الأسنان، مصففي الشعر وغيرها من المهن التي تساهم في تأمين وسط رطب لنمو العوامل الممرضة حيث تسبب الرطوبة الدائمة تخرب في الحاجز الطبيعي لبشرة الجلد مما يسمح للفطور والجراثيم بالنمو وتشكيل الخمج.
 

ما هي أعراض التهاب ما حول الظفر(paronychia)؟
يتظاهر الداحس سواء كان حاداً أو مزمناً بأعراض متشابهة نوعاً ما تتمثل بالاحمرار، الألم، الحرارة موضعية، التورم في الجلد المحيط بالظفر، التغير في حافة ولون وبنية الظفر المصاب كما قد يحدث نزّ قيحي إلا أن الاختلاف يكون عادةً من حيث شدة الأعراض و سرعة ظهورها.

- الداحس الحاد: يتظاهر الداحس الحاد عادة بأعراض صارخة تتطور بسرعة خلال وقت قصير يتراوح من يوم إلى يومين (أقل من 6أسابيع) إذ يعاني الشخص من ألم نابض وشديد في المنطقة المحيطة بالظفر، احمرار موضعي، حرارة موضعية، وتورم في الجلد المحيط بالظفر المصاب، كذلك نجد نزّ قيحي ناجم عن الإصابة الجرثومية المسببة لهذا النوع من الالتهاب، يتوضع القيح عادة بجانب الظفر وقد نجده تحت الظفر نفسه وعادة ما يصيب الشكل الحاد ظفر واحد و هو من أحد العلامات التي تميزه عن المزمن.

- الداحس المزمن: يسبب الشكل المزمن من الداحس أعراضاً أخف شدة كما يستغرق وقت أطول في التظاهر و يعطي أعراضه بشكل تدريجي خلال بضعة أسابيع (أكثر من 6 أسابيع) يشكو فيها المريض من ألم في المنطقة حول الظفر(مضض)، احمرار، تورم، وحرارة موضعية ولكن بشكل أخف مما هو عليه في الشكل الحاد، كذلك تكون البشرة حول الظفر متآكلة في هذا الشكل ورطبة مما يؤهب لنمو الفطور المسببة لهذا النمط، عادةً ما يصيب الداحس المزمن عدة أظافر في اليد الواحدة وهي علامة واسمة للإصابة الفطرية.

كما ذكرنا سابقا قد نجد إصابة مشتركة (جرثومية فطرية)، وفي هذه الحالة سوف تتراوح الأعراض بين الحاد والمزمن وما يترتب عليها من علاج مشترك للشكلين.
 

كيف يتم تشخيص الداحس Paronychia؟
غالباً حتى ولو كان لديك درجة خفيفة من الالتهاب فأنت قادر أن تتوقع الإصابة بنفسك، فسوف تشعر بألم شديد حول الظفر وستلاحظ تورم واحمرار وسخونة في المنطقة نفسها.
إذا كان لديك مرض معين كالسكري أو أحد أمراض المناعة الذاتية أو كان لديك أضرار عديدة في أكثر من إصبع عليك الإسراع في مراجعة الطبيب.
يمكن للطبيب أن يقوم بوضع التشخيص من خلال الفحص السريري والتأمل فقط إذ ليس هنالك ضرورة لفحوص نوعية، بينما قد يقوم في بعض الحالات المعقدة بأخذ عينة من القيح الناجم عن الالتهاب وإرسالها للدراسة المخبرية وذلك من أجل تحديد نوع العامل المسبب واتباع الدواء المناسب له، لكن عموماً ليس هنالك داع للفحوص الخاصة والمتعددة  المتبعة في هذه الحالات.
 

ماهي الوسائل الممكنة لعلاج التهاب ما حول الظفر؟
على الرغم من سهولة تشخيص الداحس وسهولة ملاحظة أعراضه إلا أن معالجته قد تأخذ وقتاً طويلاً وتحتاج لمتابعة حثيثة، وكما ذكرنا سابقا أنه عند التعنيد على العلاج يقوم الطبيب بأخذ عينة من المفرزات القيحية الموجودة إلى جانب أو تحت الظفر وتدرس مخبرياً لمعرفة نوع الدواء الفعال في علاجها وتكون مدة العلاج معتمدة على نوع الداحس فمثلاً يستمر علاج الداحس الحاد لمدة حوالي 5-10 أيام في حال تطبيق العلاج المناسب أما المزمن يستمر علاجه لعدة أسابيع،   وفي الحالتين قد تتكرر الإصابة إذا عادت العدوى ثانية أو لم يتم اتباع النصائح الوقائية.
يكون نوع العلاج معتمداً على نوع الداحس[2]:

- علاج الداحس الحاد: في هذه الحالة يمكنك تطبيق العلاج المنزلي الذي قد يعطي نتائج رائعة في العلاج، حيث يكون بإمكانك أن تقوم بوضع إصبع الظفر المصاب بالماء الفاتر لمدة لا تقل عن 15 دقيقة وتكرر هذه العملية عدة مرات في اليوم (2_4) مرات، في حال لم تبد طريقة العلاج هذه النتائج المرجوة أو تطورت المفرزات القيحية حول الظفر المصاب فيجب عليك مراجعة طبيبك لتدبير الإصابة.
 عادةً إذا كانت إصابتك متوسطة أو شديدة سيصف لك الطبيب المضادات الحيوية الفموية، في حال تراكم المفرزات القيحية سيقوم الطبيب بتنضير المنطقة و من ثم تجفيفها إذا كان الأمر ضروري وقد يتم قطع جزء من الظفر من أجل التأكد من خلو المنطقة من الإصابة.

- علاج الداحس المزمن: إن علاج الداحس المزمن أصعب من علاج الحاد، في هذه الحالة غالباً ما تكون العلاجات المنزلية غير ناجحة إذ يتوجب عليك زيارة الطبيب فور ملاحظة التبدلات، وبما أن العامل الرئيس المسبب للداحس المزمن هو الفطور فإن الطبيب سيقوم بوصف مضادات الفطور الموضعية التي تمتص عن طريق الجلد مثل كلوتريمازول clotrimazole أو الكيتوكونازول ketoconazole، يطبق العلاج يومياً عدة مرات في اليوم، في الحالات الشديدة قد يضطر المريض لتناول مضادات الفطور الفموية أو الستيروئيدات الجهازية للحصول على علاج فعال.
 قد تحتاج الحالة في حال تفاقمها إلى إجراء استئصال للمنطقة المصابة من الظفر ويجب أن ننوه إلى ضرورة إبقاء المنطقة المصابة جافة وعدم تعريضها للرطوبة لمنع النمو الفطري فيها، يمكن استخدام كل العلاجات التي تهدف للحد من الالتهاب في تدبير الإصابة.
 

ما هي الطرق والنصائح التي يمكن اتباعها للحد من الإصابة بالتهاب ما حول الظفر؟
هنالك العديد من النصائح التي يمكن أن تقي من الإصابة بالداحس:
- الحفاظ على جفاف أصابع القدمين وكذلك اليدين.
- تجنب استخدام الأحذية الضيقة وكذلك عدم ارتداء الأحذية المغلقة لفترة طويلة.
- ارتداء القفازات عند استخدام مواد محرضة مثل المواد الكيميائية.
- التقليم اللطيف للأظافر  وتجنب القص الجائر للظفر.
- إذا كنت مريض سكري، ننصحك بالحفاظ على مستوى سكر الدم لديك ضمن الحدود الطبيعية واتباع حمية غذائية مناسبة من أجل حماية الأظافر من الإصابات المهمة. 

وفي الختام... نؤكد على أهمية متابعة تطور الإصابة بالداحس وعدم إهمال تعليمات الطبيب، لأنه على الرغم من أن النتائج العلاجية لهذه الحالة غالبا ما تكون مرضية إلا أن أي إهمال قد يؤدي إلى إصابات مهمة مثل التهاب العظم والنقي في الإصبع المصاب لذا يتوجب عليك أن تبقى على تواصل مع طبيبك وتخبره بكافة التطورات.
 

1- (Fitzpatricks Dermatology in General Medicine, 8th Edition (2012
2- (Rook's Textbook of Dermatology 8th Edition (2010