التعامل مع مشاكل الطفل بالمدرسة والشكاوى المدرسية

طفلي يكره المدرسة ويشكو دائماً من مشاكل المدرسة! ما هي أكثر شكاوى الأطفال المدرسية شيوعاً؟ وكيف تتعامل مع كره الطفل للمدرسة ومشاكل الطفل بالمدرسة؟
التعامل مع مشاكل الطفل بالمدرسة والشكاوى المدرسية

التعامل مع مشاكل الطفل بالمدرسة والشكاوى المدرسية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل يشتكي طفلك على الدوام من المدرسة؟ يقوم معظم الأطفال بذلك في مرحلة ما من مراحل حياتهم الأكاديمية، سواء كانوا في مرحلة الطفولة المبكرة أو في مراهقتهم. لا بد من أنكم تظنّون أن شكاوى أطفالكم تنم عن بعض اللحظات العابرة من الإحباط والملل، أنت محقّون في ذلك، إلا أن الأمر يتخطّى هذه المشاعر البسيطة في بعض الأحيان ليصبح الأمر متعلّقاً ببعض المشاكل الحقيقية. سنقوم ضمن هذا المقال بعرض أكثر شكاوى الأطفال تكراراً، وسنقوم بتحليلها وحلّها، كما سنتحدث عن بعض الإشارات التي تدل على وجود مشكلة حقيقية فيما يخص هذا الموضوع، تابعوا معنا هذا المقال لتعرفوا أكثر عن الموضوع.

ما هي مشاكل الأطفال في المدارس؟
هناك الكثير من المشاكل التي قد يتعرض لها الطفل في المدرسة بشكل عام مثل صعوبة الاندماج أو التنمر أو عدم الانسجام مع الطلاب والمعلمين؛ وقد تتحول هذه المشاكل إلى مشاكل نفسية تضغط على الطفل وتسبب له الإحباط والإرهاق النفسي والاكتئاب؛ لذلك من الضروري للغاية متابعة مشاكل الطفل بشكل مستمر عن طريق التواصل مع المدرسة وحضور اجتماعات أولياء الأمور بالمدرسة. وفي حال ازدادت هذه المشاكل بشكل كبير يكون من الضروري عندها مراجعة أخصائي نفسي لعلاج الطفل من المشاكل النفسية التي أصابته نتيجة مشاكله المدرسية.
(لن نتناول في هذا المقال مشاكل الطلاب، بل الشكاوى التي قد لا يكون لها أي مبرر؛ ولكن في حال أعجبكم هذا الموضوع، أخبرونا بالتعليقات لكي نقدم لكم مقالاً مفصلاً عن جميع المشاكل التي قد يتعرض لها الطفل في المدرسة وكيفية تجنبها).
 

animate

هل يعبّر طفلك عن نفوره من المدرسة؟ 
هل تشعر بأن طفلك لا يرى أي قيمة في ذهابه إلى المدرسة؟ هل تظن بأن طفلك لا يمتلك أي حافز أكاديمي؟ لا تقلق عزيزي القارئ فالأمر طبيعي وشائع للغاية. هنالك العديد من الشكاوى التي يرددها الأطفال حول المدرسة، ومن أكثرها شيوعياً هي الشكاوى المتعلقة بشعورهم بالملل وعدم فهمهم لفكرة الذهاب إلى المدرسة. تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن الموضوع[1].

"لماذا عليّ أن أذهب إلى المدرسة؟"
- ماذا يقصد الطفل؟

على الرغم من أن هذه الشكوى تعتبر غامضة بعض الشيء، إلا أنها تعني أن طفلك يشعر بالإرهاق أو الضغط بسبب شيء ما يحدث معه في المدرسة. قد تجد بأن طفلك يبدأ بتكرار هذه الشكوى عند دخوله في سن المراهقة، لأنها المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالتشكيك في كل شيء من حوله.

- كيف أرد؟
ننصحك عزيزي القارئ بأن تسأل طفلك عن السبب الذي يجعله يسأل سؤال كهذا، فإن كان طفلك لا يرى أي قيمة حقيقية في التعليم والدراسة يمكنك أن تقول له بأن المدرسة هي السبب الذي جعل مجتمعنا يتطور ويصل إلى هذه المرحلة، فالمدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الأشخاص القراءة ويكتسب فيه الناس المهارات الضرورية في حياتنا اليومية[2].

المدرسة مملّة للغاية!"
- ماذا يقصد الطفل؟

هل تدرك كم هو ممل أن تجلس وتستمتع إلى شخص يتحدث طوال النهار؟ هذا ما يقوم به طفلك في نهاره المدرسي يومياً! لكن لماذا لا يشعر جميع الأطفال بالملل في المدرسة؟ يعود السبب إلى افتقار طفلك لبعض المهارات التي تجعله لا يفهم كل ما يشرحه المدرس أو المدرسة في الصف. إلا أن هذا السبب ليس وحده من يتسبب في مشكلة كهذه، فمن المحتمل أن طفلك لا يتأقلم مع أسلوب المعلم، إن كان طفلك يحب الحركة لن يتمكّن من تحمّل معلّم يقوم بالشرح النظري وقراء النصوص معظم الوقت!

- كيف أرد؟
إن كانت مشكلة طفلك الأساسية تكمن في أسلوب المعلم أثناء عرضه للمعلومات في الصف، ننصحك بأن تبحث عن معلّم آخر في المدرسة التي يدرس فيها طفلك، اختر مدرساً ذو أسلوب تعليمي تفاعلي قادر على إدخال الأنشطة البدنية أثناء شرحه للمعلومات. تذكّر أنه لا يوجد طريقة صحيحة واحدة للتعلم، فمن الممكن أن يتعلّم طفلك بشكل أفضل مع مدرّس يتّبع أسلوب آخر، غير الأسلوب الصارم.
أما إن كانت المشكلة تكمن في كره طفلك لمادة معيّنة كالرياضيات أو اللغة الإنكليزية على سبيل المثال، قم بتذكيره بأننا يجب أن نتعلّم شيئاً بسيطاً من كل شيء كي تصبح معرفتنا أكثر شمولية وتكاملاً. أخبره أنه من الممكن أن يكره الرياضيات في الوقت الحالي، لكنه سيستمتع بها لاحقاً وسيستفيد منها في المستقبل أيضاً[3].
 

هل يخبرك طفلك أن المدرسة صعبة؟ هل يكره طفلك حل الوظائف المنزلية؟
بعد أن تحدّثنا عن اثنتين من الشكاوى المدرسية المكررة عند الأطفال، سنقوم ضمن هذه الفقرة بسرد بعض الشكاوى الأخرى التي تعتبر مهمة وجدية للغاية. إن كنت تشعر بأن طفلك يجد صعوبة في التأقلم مع المدرسة أو أنه ببساطة لا يتقبّل فكرة حل الوظائف المنزلية، أو إن كان طفلك يعاني ويشتكي من هذه الأمور ننصحك بأن تكمل قراءة هذه الفقرة معنا[1].

"أكره الوظائف المدرسية"
- ماذا يقصد الطفل؟

تعتبر هذه الشكوى واضحة للغاية، فلا يوجد أي غموض يلفّ الأمر! ببساطة، طفلك لا يحب القيام بالوظائف المنزلية. فكّر في الأمر، هل كنت محباً لهذه الوظائف عندما كنت في سنّه؟ إنه أمر طبيعي واعتيادي جداً، كما أنه يحصل مع معظم الأطفال. 

- كيف أرد؟
إن كان طفلك يرفض القيام بوظائفه المنزلية لأنه يرغب بالقيام بنشاطات أخرى مسلية في الوقت ذاته، حاول أن تنظّم جدولاً تضع فيه الأوقات التي يجب عليه القيام بوظائفه فيها بشرط ألا تتعارض مع الأنشطة التي يحبها أو البرامج التلفزيونية التي يتابعها. أما إن وجدت بأن طفلك يعاني من الوظائف المنزلية بسبب مواجهته لبعض الصعوبات، فننصحك بأن تجلس مع طفلك كي تكتشف مواطن ضعفه وتحاول تقويتها[4].

"المدرسة صعبة للغاية، لا أريد الذهاب بعد الآن!"
- ماذا يقصد الطفل؟

قد تعني هذه الشكوى أن طفلك يفتقر إلى بعض المهارات الضرورية لإنجاز مهامه في المدرسة، كما أنه من الممكن أن تعني أن طفلك يشعر بالإحباط نتيجة تواجده في المدرسة بسبب سوء علاقته بالمعلم أو بزملائه. في كلتا الحالتين، لا داع للشعور بالقلق فالأمر قابل للحل عن طريق التعاون بين الأهل والكادر التدريسي والإداري في مدرسة الطفل. لكن ننصحكم بأن تنتبهوا من تكرار هذا الأمر لأنه قد يعني أن طفلكم يعاني من صعوبات في التعلم، أي أنه بحاجة إلى زيارة أخصائي لتحليل مشكلته وحلّها.

- كيف أرد؟
يكمن الحل عزيزي القارئ في حوارك مع طفلك، فعليك أن تسأله عن الأمور التي يجد فيها صعوبة، وإن كان يواجه مشكلة في جانب واحد، ننصحكم بأن تساعدوه في إيجاد طريقة لتسهل عليه الأمر، كما يمكنكم أن تتصلوا مع المعلم في المدرسة لإعلامه بمشكلة طفلك وإيجاد حل مشترك.
ننصحكم أيضاً بأن تعتمدوا أسلوب المكافآت في التعامل مع صعوبات أطفالكم، أخبروهم بأنهم سيحصلون على الألعاب التي يرغبون بها عند قيامهم بالعمل بجد في المدرسة وفي حال إنجازهم للوظائف المنزلية بشكل صحيح. 
 

مؤشرات سلوكية تدل على مشاكل حقيقية
بعد أن تكلّمنا عن الشكاوى الأكثر تكراراً لأطفالنا حول المدرسة، يتوجب علينا أن نتعمق أكثر في هذه الشكاوى التي يمكن أن تنتج عن مشاكل أكثر تعقيداً. في بعض الأحيان، لا يشعر طفلك بالملل أو بكره المدرسة لأسباب بسيطة وسطحية، بل قد يكون طفلك خاضعاً لبعض المشاكل الحقيقية في المدرسة. سنتابع ضمن هذه الفقرة بعض الإشارات السلوكية التي ينبغي عليك التوقف عندها[5].

- تحوّل كبير في سلوكه تجاه المدرسة
يكره العديد من الأطفال المدرسة، وفي بعض الأحيان يقومون بالبكاء وتزييف المرض كي يهربوا من الذهاب إليها. إلا أن الأمر يختلف في حالتنا هذه، إن أصبح طفلك فجأة غاضباً وكارهاً للمدرسة فعليك أن تنظر في أبعاد الأمر بشكل أعمق. إن التغير المفاجئ في سلوك طفلك وفي رأيه بخصوص المدرسة يعني أمراً واحداً، وهو أن الأمور في المدرسة لا تسير على ما يرام.
ننصحك عزيزي القارئ بأن تذهب إلى مدرسة طفلك وتبحث في جميع الجوانب التي يمكن أن تؤذي طفلك نفسياً أو جسدياً أو عاطفياً أو اجتماعياً، فمن الممكن أن تكون مشكلته متمثلة بعلاقته مع زملائه في المدرسة أو حتى مع معلمه!

- تحوّل كبير في سلوكه داخل المدرسة
إن تحدّث معك أحد المسؤولين عن طفلك في المدرسة ليخبروك بأن طفلك يتصرّف بشكل غير لائق مع زملائه أو معلّميه، ننصحك عزيزي القارئ بأن تبدأ البحث عن أسباب هذه التصرفات قبل أن تعاقب طفلك بشكل متسرّع. عادة يكون سوء التصرّف في المدرسة مجرد وسيلة يعبّر فيها الطفل عن ذاته عندما يريد أن يلفت انتباه من حوله، فلا يستطيع الطفل أن يخبر أهله أو معلّمته بأنه يعاني من بعض المشاكل في الفهم أو الاستيعاب مثلاً، فيقوم بالتصرف بهذه الطريقة كي ينتبه إليه الآخرون[6].
 

أخطر التغيرات التي قد تظهر على الطفل
في بعض الأحيان، تتسبب المشاكل المدرسية في خلل أكاديمي عند الطفل، فنلاحظ بأنه أقل قدرة على التركيز وتحمّل المسؤوليات، وبالتالي يشهد الطفل تراجعاً في مستواه الأكاديمي وتدني واضح في درجاته المدرسية. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل من الممكن أن تؤثر المشاكل المدرسية على حياة طفلك اليومية، فتقل شهيته للطعام أو تزيد بشكل ملحوظ، كما أمه من الممكن أن يعاني من مشاكل في النوم أيضاً. تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن عوامل الخطر هذه[7].

- تراجع في مستوى الطفل الأكاديمي
لا بدّ من أنكم تفكّرون الآن بدرجات أطفالكم، يميل الكثير من الأهالي وحتّى المعلّمين إلى سوء الظن بالطفل في حال كانت درجاته تتدنى مع الوقت، وهو أمر مؤسف حقاً! نرى العديد من الآباء والمعلمين يقولون بأن السبب في تراجع الطفل الأكاديمي هو عدم حبّه لمادة من منهاج المدرسة أو عدم فهمه لشرح المعلم بسبب قلة تركيزه. ندعوكم أعزاءنا القراء إلى التفكير من زاوية أخرى كي لا تقوموا بظلم أطفالكم.
على الرغم من أن تدني درجات الطفل في المدرسة لا يعني دائماً وجود مشكلة حقيقية، إلا أنه إن تكرر فيجب علينا أن نبحث أكثر في الأسباب والنتائج. من المحتمل أن تكون المشكلة تتعلق بعلاقات طفلك الاجتماعية والعاطفية داخل وخارج المدرسة، كما من الممكن أن يكون أسلوب المعلّم غير محبب لدى طفلك. ننصحكم بأن تحاولوا النظر في الموضوع من جميع نواحيه قبل أن تحكموا على أطفالكم أو تعاقبوهم.

- مشاكل في الأكل والنوم
إن كنت تشعر بأن شهية طفلك للطعام تتغير أو أنه يعاني من بعض المشاكل في النوم، عليك أن تعلم أن طفلك يعاني من القلق. يحاول معظم الأطفال أن يعملوا بجد كي يكسبوا رضى أهلهم ومعلّميهم، فالأمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم خصوصاً في سن مبكر. فإن حاول طفلك إرضاءك ولم يستطع أن يحقق ما يتمنّاه سيشعر بالقلق والضغط مما يؤدي إلى مشاكل في الأكل والنوم. لذا حاولوا أن تدعموا أطفالكم وتوفّروا لهم جوّاً من الدفء والطمأنينة كي تتجنبوا حدوث مشكلة كهذه.

في النهاية، تحدّثنا في مقالنا هذا عن أشهر وأهم شكاوى الأطفال حول المدرسة، ونتمنى أن تشاركونا رأيكم في التعليقات، أو تطلبوا منا التعمق في تفاصيل الموضوع أكثر إن كنتم مهتمين به.
 

[1] مقال، "كيف تتعامل مع أشهر 7 شكاوى للأطفال حول المدرسة"، المنشور في موقع verywellfamilly.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[2] دراسة Laura D. Pittman وAdeya Richmond سنة (2007)، "الأداء الأكاديمي والنفسي في مرحلة المراهقة المتأخرة: أهمية الانتماء المدرسي"، المنشورة في موقع tandfonline.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[3] دراسة Mora, Richard سنة (2011)، "المدرسة مملة للغاية: اختبار المخاطر العالية والملل في مدرسة حضرية متوسطة"، المنشورة في موقع eric.ed.gov، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[4] دراسة Kathleen V. Hoover-Dempsey وAngela C. Battiato سنة (2001)، "دور الأهل في الوظائف المنزلية"، المنشورة في موقع tandfonline.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[5] مقال، "سبع إشارات تحذيرية تدلّ على أن طفلك يعاني في المدرسة"، المنشور في موقع verywellfamilly.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[6] دراسة Steven B. Sheldon وJoyce L. Epstein سنة (2002)، "تحسين سلوك الطلاب والانضباط المدرسي مع إشراك الأهل والمجتمع"، المنشورة في موقع journals.sagepub.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.
[7] دراسة J J Puder وS Munsch سنة (2010)، "الارتباط النفسي لسمنة الأطفال"، المنشورة في موقع nature.com، تمت المراجعة في 20/8/2019.