علاج الخوف عند الأطفال والتعامل مع الطفل الخواف

مقال عن كيفية علاج الخوف عند الأطفال من طارق حبيب وكتاب مقاومة الخوف والسلوك الفردي عند الأطفال، وطرق الوقاية من خوف الأطفال والتعامل مع الطفل الخواف.
علاج الخوف عند الأطفال والتعامل مع الطفل الخواف

علاج الخوف عند الأطفال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ابني يخاف من الظلام.. ابني يخاف من الناس.. ابنتي تخاف من الأصوات العالية.. طفلي يخاف من الأطفال الآخرين... وغيرها من الشكاوى التي تصلنا يوميًا على موقع حلّوها! فما هو علاج الخوف عند الأطفال؟
كنّا قد تحدثنا في مقال سابق عن أنواع الخوف عند الأطفال، سواء كانت مخاوف مرضية أو مخاوف طبيعية كالخوف من النار أو الخوف من الغرباء، وكلّها مخاوف مفيدة وصحية تقيه من المخاطر وتحفظ نفسه. ولكن متى تتفاقم المشكلة في هذا الجانب؟ حين يصبح شعور الخوف قيدًا يلف حياة الطفل، ويهدد سلامه وأمنه الداخلي، وتبدأ علامات الخوف عند الطفل بالظهور على سلوكياته وتصرفاته؛ ليتجه نحو الخوف المرضي الذي لا بد من علاجه. وفي مقالنا هذا سنتحدث عن الخوف الزائد عند الأطفال وكيفية علاج خوف الأطفال وطريقة التعامل مع الطفل الخواف.

 

الخوف حالة انفعالية طبيعية عندما يكون في إطاره الصحيح، الذي يسمح فيه بإثارة العقل ليبقى يقظًا مستعدًا لمواجهة أي خطر. أما الخوف الزائد عند الأطفال فهو عبارة عن خوف غير طبيعي (مرضي) يلازم الطفل، وهذا الخوف لا يستند إلى أي أساس واقعي، ومع ذلك فهو يعتريه ويتحكم في سلوكه، ويلحق به أشد الأضرار، ويمكن أن يستمر معه مدى الحياة، مؤثرًا على نتاج شخصيته وطريقة تعاملاته. 
لذلك من المهم أن نقي أطفالنا من الوقوع في هذا الفخ، ونعالج المشكلة من بداياتها حتى لا ترافق الطفل في مراحل حياته القادمة؛ لنحصل على فرد سليم وفعال في المجتمع.

 

animate

مهما اختلفت أنواع المخاوف المرضية التي تعتري الطفل، إلا أن طريقة علاج الخوف تشترك لجميع الأنواع بما يلي:

- تقليل الحساسية أو إزالتها، إن هدف إزالة المخاوف من الأطفال هو أن نجعلهم أقل حساسية تجاه الأمور التي يخشونها. ولنتمكن من ذلك يجب  إقران موضوع الخوف بأي شيء سار "إشراط مضاد" مما سيجعل حساسية الأطفال من الخوف تقل بالتدريج. وعلى سبيل المثال يمكن أن يقوم الطفل بتمثيل بعض المشاهد في غرفة خافتة الإضاءة كخطوة أولى للتغلب على الخوف من الظلام، وبهذا يتحول الخوف عند الطفل إلى نشاط ممتع بمشاركة أفراد الأسرة، يشعره بالأمان.

- مشاهدة نموذج ما، يمكن استعمال الأفلام للتقليل من مخاوف الطفل المرضية، وتعويده على مشاهدة مواقف أكثر إخافة، بحيث يرى الطفل بعض المواقف التي تحفزه وتشعره بالطمأنينة.

- مكافأة الطفل على شجاعته، وذلك بمدح كل خطوة شجاعة يُقدم عليها الطفل، وتقديم الجوائز له، وكون الطفل يتمكن من تحمل جزء من موقف يخيفه، فيجب مكافأته عليه.

- التفكير بإيجابية والتحدث مع النفس، بأن يقال للطفل: إن التفكير في أشياء مخيفة يجعلك أكثر خوفًا، وأما التفكير بإيجابية فيؤدي إلى مشاعر أهدأ وإلى سلوكيات أشجع.

- تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه تدريجيًا، فالإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة، تؤدي إلى الضرر بالطفل وليس نفعه، كذلك النبذ والنقد والتهديد والاستخفاف بمشاعر الطفل ومخاوفه واتهامه بالجبن، وغير ذلك من الأساليب القاسية التي تؤدي إلى كبت المخاوف وتفاقم المشكلة، لذلك على الأهل احترام الطفل وتشجيعه على التعبير عن مخاوفه والتغلب عليها.

 

أوضح استشاري الطب النفسي الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب طارق الحبيب بأنه يجب الانتباه لحالة الطفل بشكل مبكر، وتحديد إذا كان خوف الطفل عرضًا لمرض أو مرضًا مستقلًا، وبالتالي يجب التعرف على أسباب مخاوف الطفل والعمل على إزالتها، فهذا هو حجر الأساس في العلاج.

وإذا كان لدى الطفل مخاوف شديدة، فلابد من استشارة طبيب نفسي؛ لتقييم الحالة والتعرف على السبب، وتصميم خطة متكاملة يشترك فيها غالبًا الطفل والأهل.

وقدم الدكتور طارق الحبيب بعض العبارات الشرطية التي يجب أن يضعها الأبوان أمام أعينهما، ومنها:

- إن كان الطفل ضعيف الثقة بالنفس، أنت لا تشجعه أو تسخر منه باستمرار!
- إن كان طفلك جبانًا، أنت تدافع عنه أو تخيفه وترعبه!
- إن كان طفلك ضعيفًا، أنت تستخدم التهديد!

وفعلًا، تشير الدراسات إلى أن الأبوين هما من يزرعان الخوف في نفس الطفل وقد أثبتت الدراسات أن هذا الخلل يكون نتاجًا للحرص الشديد والقلق المستمر، أو قد يكون نتاجًا لتخويفه بشدة، وأحيانًا نتاجًا لإظهار الهلع والفزع أمامه حتى بمواقف لا دخل له فيها.

 

والآن، كيف يمكننا التعامل مع الطفل شديد الخوف؟
اتبعي هذه النصائح، في تعاملك مع طفلك:

- احرصي بشدة على عدم إظهار أي مخاوف أو هلع جراء موقف ما.

- حاولي أنتِ وزوجك الاتزان وتمالك الأعصاب، والابتعاد عن الصراخ والغضب أمام الطفل.

- إياكِ وتهديد طفلك أو تخويفه حتى لو بالمزاح، لا تكوني مصدر خوفه!

- حاولي دومًا منح الحب والحنان والأمان والضمات والقبلات لطفلك لكن دون دلال مبالغ.

- تحاوري معه بلغته وموقفه الخاص، اسمحي له بالتعبير عما يجول في باله من حزن أو غضب أو خوف بالكلمات، وكوني صبورة على ذلك.

- لا تسخري منه وتنعتيه بالجبان أو الخواف أو ضعيف الشخصية أو عبارات مثل "أنت لست رجلًا"، وغيرها من الألفاظ السلبية.

- صفيه بالكلمات الإيجابية مثل (أنت شجاع، أنت قوي، أنت رجل بمعنى الكلمة)، لكن لا تقارنيه في الوصف مع غيره، كأن تقولي له: "أنت أقوى إخوتك، أنت أشجع زملائك".

- اقرئي له قصصًا تتكلم عن الشجاعة والقوة والبطولة والانتصارات.

- لا تعودي طفلك على مشاهدة أفلام الرعب والإجرام أو قراءة قصص الرعب.

- لا تسمحي للآخرين بأن يؤذوا طفلك، وقبل أن تدافعي عنه في أوقات المشاجرات وجهيه للدفاع عن نفسه.

- خصصي من وقتك لطفلك وشاركيه أنشطته وهواياته، كوني صديقته.

- كلفيه بمسؤوليات على قدر سنه وامدحيه على إتمامها أمام أبيه وإخوته.

- سجلي طفلك في مجموعات رياضية أو دينية أو فنية؛ ليتعلم روح الفريق والعمل الجماعي.

 

من سبل الوقاية من مشكلة الخوف لدى الأطفال:

- الإعداد اللازم للتكيف مع المشكلة، فمرحلة الطفولة هي أنسب المراحل لإعداد الطفل للتكيف ومواجهة المشاكل الخاصة به ومن ضمنها مشكلة الخوف. بجانب ذلك يجب على الوالدين تقديم التفسيرات المناسبة والتطمين للطفل. ولا تنسَ أن مرحلة الطفولة هي الأرض التي نزرع بها؛ لنتاج المراحل القادمة في حياة الطفل.

- التعريض المبكر والتدريجي لمواقف مخيفة، بحيث يعتاد الطفل على مواجهة مواقف مشابهة إن وقعت بشكل مفاجئ، وسيساعد ذلك في منع حدوث مخاوف عميقة لدى الطفل.

- الحرص على توفير الجو الهادئ، الذي يسمح بمشاركة النشاطات مع الطفل، ومشاركة مشاعره في الجو الذي يعيش فيه، حتى يتعلم أن الهموم والمخاوف هي بالأمور المقبولة، وأن كل إنسان عنده مخاوف من أشياء معينة، وكل إنسان قد يخاف في وقت معين.

- يجب على الآباء معالجة مخاوفهم الخاصة بهم، فعلى سبيل المثال: خوف الآباء من الموت، سينتقل أثره السلبي إلى الطفل بمشاعره التي ستتحول إلى خوف من الموت. فيجب التزام الهدوء، وحث الطفل على أن يستمتع بوقته، وأن يكون جاهزًا عندما يأتي الموت، وإفهامه أن الموت سيتعرض له الجميع، وهكذا.

ختامًا عزيزي القارئ، لا تستهِن بأي شعور يعتري طفلك، وتذكر أن الطفل يمر بمرحلة تقلبات وتغيرات وبحث، ولم يصل لمرحلة كافية تمكنه من فهم مشاعره والسيطرة عليها، وهو ليس إلا نتاجًا من مشاعر الأبوين، فاحرصا على توفير التربية النفسية السليمة أولًا وأبدًا.

 

كتاب مقاومة الخوف والسلوك الفردي عند الأطفال للدكتور محمد خير أحمد الفوال
سوبر ماما