آداب التعامل مع الأصدقاء للأطفال وأهمية الصداقة للطفل

أهمية الصداقة في حياة الأطفال وتأثير الأصدقاء والأقران على شخصية الطفل، آداب التعامل مع الأصدقاء للأطفال، ومساعدة الطفل على تكوين صداقات جيدة
آداب التعامل مع الأصدقاء للأطفال وأهمية الصداقة للطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الصداقة بالنسبة للأطفال هي أكثر من مجرد علاقات وظيفتها اللعب والتسلية، فالطفل يتعلم من أصدقائه وهم يتعلمون منه والصداقة في مرحلة الطفولة لها دور كبير في تحديد نمط الشخصية الذي سوف يكون عليها الطفل مستقبلاً، ومن هنا فتعلم آداب الصداقة منذ الطفولة له أهمية وتأثير كبيرين على بناء الشخصية الاجتماعية المستقبلية للطفل وطريقة تعامله مع الآخرين.

للصداقة أهمية كبيرة في حياة الطفل لأنها تؤثر على صحته العقلية والبدنية كما تساعد في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية والعاطفية وهنا بعض النقط التي تبين أهمية الصداقة في حياة الطفل: [1]

  1. الصداقة في مرحلة مبكرة من العمر تجعل الطفل يكسر حاجز عزلته لأن الطفل في مراحله المبكرة يكون أمام والديه فقط ويشعر بالخجل والاستغراب من وجود أي شخص خارج نطاق العائلة الصغيرة لذلك الصداقة تجعله أكثر ألفة تجاه المجتمع.
  2. كما أن الصداقة تساهم بشكل كبير في تنمية مهارات الطفل حيث أنها تقوي قدرته على المحادثة وربط الجمل بشكل صحيح وتجعل الطفل يقول ما يفكر فيه بشكل متناسق دون خجل أو ارتباك، بالإضافة لأن الصداقة تؤثر في سلوك الطفل وتعلمه آداب التعامل مع الناس.
  3. وبعدها عندما يكبر الطفل قليلاً ويصبح في المرحلة الابتدائية يكون للصداقة دور في اندماج هذا الطفل بالمجتمع وتعلمه أن يكون قويا بعيداً عن أهله.
  4. كما أن للصداقة دور في الاستقرار النفسي للطفل حيث أن وجود الطفل مع أصدقائه واللعب معهم يشعره بالسعادة والأمان.
  5. بالإضافة لأن الصداقة تساعد الطفل على النضج فتساعد في تقليل التوتر والتغلب على المشكلات التي تواجه الطفل في المراحل الأولى لبناء شخصيته.
animate

الصداقة شيء مهم في جميع مراحل الحياة فمهما كبر الإنسان يحتاج دوماً لشخص يفهمه، أما بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص تساهم الصداقة في مراحل مبكرة من العمر في بناء شخصية الطفل بشكل صحيح ومستقر دون تشكل فجوات نفسية قد تظهر فيما بعد، ومن آثار الصداقة على شخصية الطفل نذكر: [1-2]

  1. الصداقة تجعل الطفل أكثر جرأة في الحياة الاجتماعية، خاصة عندما يبدأ الطفل في ارتياد روضة الأطفال، حيث أن تواجده في الروضة يقوي علاقته بأبناء جيله ويعلمه كيف يتعامل مع الأشخاص على الرغم من اختلافهم، فمثلاً يتعلم الطفل من خلال تواجده في روضة الأطفال كيف يحب أصدقائه وكيف يحترم معلمته وكيف يكون مهذباً بعيداً عن أمه كما أن روضة الأطفال تعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه.
  2. الصداقة تجعل الطفل محباً بعيداً عن الأنانية حيث أن الأصدقاء في عمر صغير يتشاركون في الألعاب والطعام وهذا يجعل الطفل يبتعد عن الأنانية ويميل نحو طبع الإيثار والود.
  3. أما في المرحلة المدرسية تؤثر الصداقة في بناء شخصية الطفل من خلال تحفيزه من الداخل على الإبداع والمنافسة ويتعلم الطفل من خلال الصداقة المودة والحب، هذه الأسباب تجعل شخصية الطفل تنمو بشكل صحيح خاصة من خلال تعليم الأهل لطفلهم أن يتعامل بمحبة مع أصدقائه.
  4. كما أن حياة المدرسة تنمي لدى الطفل مشاعر الشعور بالآخرين وتجعل الطفل يعامل أصدقائه في المدرسة بلطف وتواضع.
  5. بالإضافة إلى أن الأصدقاء في المدرسة يساهمون في تغيير سلوك الطفل، فمثلاً الطفل الهادئ والخجول عندما يلعب مع عدد كبير من الأصدقاء يتخلص من طبع الخجل والهدوء ويصبح اجتماعي بشكل كبير.
  6. وبعد ذلك يدخل الطفل في مرحلة ما قبل المراهقة حيث تصبح علاقته بأصدقائه مبنية على المساعدة ويصبح الطفل في هذه المرحلة قادر على تقييم سلوك أصدقائه وهنا تظهر الثقة وهي معيار للصداقة الناضجة، ولأول مرة يكون في هذه المرحلة من غير السهل حل الخلافات، ففي السابق كانت المشكلات بسيطة على الألعاب مثلاً وبعد ساعات ينسى الطفل سبب شجاره مع أصدقائه، ولكن في هذه المرحلة يكون من غير السهل إصلاح الخلافات كما في مرحلة الطفولة المبكرة فهنا تحتاج لمبررات واعتذار.
  7. وفي أواخر مرحلة الطفولة تؤثر الصداقة في تقوية المهارات ويصبح هنالك وعي أكبر لمشاركة الأنشطة وممارسة الهوايات المفيدة مثل لعب كرة القدم أو ركوب الدراجة أو التعلم على استخدام الكمبيوتر وما إلى ذلك.

هنالك عدة آداب للصداقة يجب على الأهل تعليمها لطفلهم في البداية ومن ثم يصبح الطفل يكتسب قواعد تعامله مع أصدقائه من خلال احتكاكه المتواصل معهم سواء في روضة الأطفال أو في المدرسة ومن هذه القواعد نذكر: [3-5]

  1. يجب على الأهل مساعدة الطفل في تنمية مهاراته الاجتماعية بشكل إيجابي من خلال تعليم طفلهم أهمية المشاركة ومراعاة مشاعر الآخرين ومعاملة أصدقائهم باحترام.
  2. يجب على الأهل مساعدة طفلهم في الحصول على أصدقاء لديهم اهتمامات مماثلة على سبيل المثال ممكن أن يضع الأهل طفلهم في نادي للسباحة أو للرماية أو فريق كرة قدم بهذه الطريقة يضمن الأهل أن طفلهم يختار أصدقاءه بناءً على اهتمامات وهوايات مشتركة.
  3. كما يجب على الأهل مساعدة أطفالهم في العثور على مجالات اهتمام جديدة ومساعدتهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال المواقف اليومية التي يتعرضون إليها.
  4. في حال اختلف طفلك مع طفل آخر هنا يجب على الأهل مشاركة طفلهم ببعض النصائح المفيدة وإعطاء الطفل المجال للتعبير عما يزعجه ومساعدته في حل هذه المشكلة.
  5. يجب على الأهل تعليم الطفل أن يكون لطيفا ودوداً مع أصدقائه هذا يحث الأطفال الآخرين على الترحيب بطفلهم واللعب معه سواء في الحديقة أو في المدرسة، وهذه الطريقة تجعل الطفل مليئاً بالحيوية والطاقة الإيجابية وتجعله يستمتع بوقته ويشعر بالفرح طوال الوقت.
  6. كما يجب تعليم الطفل الإخلاص منذ نعومة أظافره هذه الصفة تجعل الطفل أهلاً للثقة وتساعده في تكوين صدقات أكثر وتكبر هذه الصفة مع الطفل فيشعر الآخرين فيما بعد أنه يمكن الاعتماد على هذا الشخص مما يجعله صديقاً محبوباً وهذا يساهم في استقراره النفسي.
  7. ولمساعدة الطفل على تكوين صداقات جيدة يجب تعليمه صفات الإيثار وعدم الأنانية واحترام الذات والثقة بالنفس حيث أن الصداقة تمكن الأطفال من معرفة أنفسهم وتحديد هويتهم الخاصة.
  8. يجب على الأهل تعليم الطفل منذ بدء وعيه أن يكون صادقاً، حيث أن ابتعاد الطفل عن الكذب يجعله محبوباً من قبل أصدقائه وتجعله يكبر مع هذه الصفة.
  9. كما أن الاحترام من أهم الصفات التي يجب أن يتعلمها الطفل في صغره فمن المهم أن يتعلم الطفل منذ صغره الاستماع عندما يتكلم أحد ما، وأن يحترم الالتزامات التي تتوجب عليه، ويحترم ما تعهد به، ويحترم من هم أكبر منه سناً حتى ولو كانوا على خطأ هذه العادات تجعل الطفل محبوباً من قبل أصدقائه.
  10. وفي النهاية يكون الطفل غير قادر على التمييز بين الصديق الجيد والسيئ لذلك يتوجب على الأهل معرفة أصدقاء أطفالهم دوماً وتكون المسؤولية الكاملة عليهم في انتقاء الأصدقاء الجيدين.

من المهم أن يكون لدى الطفل صداقات جيدة لأنها تساعده على اكتساب مهارات التخاطب كما أن الصداقة تعلم الطفل كيف يتعامل مع الآخرين وتساهم في استقرار الطفل العاطفي، لذلك يجب مساعدة الطفل على تكوين صداقات جديدة دائماً وهنا بعض النصائح لمساعدة الطفل على تكوين صداقات:[4]

  • تدريب مشاعر الطفل والتحكم بردات فعله تجعله يكوّن صداقات جيدة لأن كل شخص لديه مشاعر سلبية ودوافع أنانية يجب تدريب الطفل على جعل هذه المشاعر تحت السيطرة وهنا دور الأهل يكون في احتواء مشاعر طفلهم بطريقة متعاطفة وإيجاد حل مع عدم الاستخفاف بمشاعرهم حتى يساعدوا أطفالهم على إيجاد أصدقاء ودودين ومحبين.
  • تعليم الطفل كيف يتحدث بطريقة مهذبة ويتكلم بحوار واضح وجيد عندما يتواصل مع أصدقائه من خلال جعل هذا الطفل يشارك في الحوار مع الأسرة وتقديم نصائح لهذا الطفل تدعمه في صداقاته.
  • يجب جعل الطفل يبتعد عن التنافس غير البنّاء من أجل تكوين صداقات ودودة فالتنافس يولد مشاعر غيرة غير مرغوبة بين الأصدقاء وبدلاً من ذلك يجب حث الطفل على التعاون مع أصدقاءه وتقديم المساعدة لهم هذا يجعل حول الطفل أصدقاء كثيرون.
  • ويجب تدريب الطفل على أن يكون لبقاً مع الأصدقاء ومحباً وصادقاً كي يستطيع أن يكون حوله دائرة لا بأس بها من الأصدقاء.
  • الطفل يكتسب أصدقاء كثيرين عندما يذهب إلى أماكن يتواجد فيها أطفال من عمره في هذه الحال يجب على الأهل وضع طفلهم في نوادي خاصة للرياضة والسباحة وما إلى ذلك.
  • يجب على الأهل تدريب طفلهم على كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية الصعبة التي تواجه هذا الطفل، فمثلاً في حال رأى هذا الطفل مجموعة من الأطفال يلعبون ويريد الانضمام إليهم فيقوم بمراقبة ما يفعلونه ويفعل مثلهم ويتقرب منهم بشكل خفيف وفي حال شعر بأنه غير مرغوب فيه يجب أن يبتعد مباشرة.
  • ومن الأفضل أن يكون تكوين أي صداقة جديدة تحت إشراف الأهل ويجب مساعدة الطفل في اختيار أصدقائه لأن هنالك بعض الأطفال يتصفون بسلوكيات سيئة ولا يجب اللعب معهم كي لا يكتسب الطفل عادات سيئة منهم.

تبدأ شخصية الطفل بالنمو بين والديه فهم أول من يصادقهم ويثق بهم ولكن يكبر هذا الطفل ويصبح بحاجة لأصدقاء حوله من عمره وللأهل هنا الدور الأكبر في تقوية علاقة الطفل بأصدقائه من خلال: [4-5]

  • يجب على الأهل دعم الطفل وتشجيعه على تكوين صداقات في روضة الأطفال أو في المدرسة فيما بعد ويجب حثه على كسر حاجز الخجل والاندفاع نحو الأصدقاء واللعب معهم.
  • يسمح تواجد الطفل في النوادي التي تطور من مهاراته بتكوين أصدقاء جديدين يحبهم ويتفاهم معهم.
  • كما أن إقامة حفلات للطفل في المنزل كالاحتفال بعيد ميلاده مثلا يسمح للأهل بالتعرف على الأصدقاء ويقوي علاقة الطفل بأصدقائه.
  • في حال كان لدى الأهل أصدقاء لديهم أطفال أيضاً تساعد زيارتهم المتكررة على تقوية علاقة الأطفال ببعضهم وجعلهم أصدقاء دائمين ويضمن الأهل في هذه الحالة أن أصدقاء طفلهم ذو تربية وأخلاق جيدة.
  • كما يجب الاهتمام بهوايات الطفل فمثلاً في حال كان يميل الطفل إلى الرسم أو العزف فتطوير هذه الهوايات تجعل الطفل يصادق أطفال يقاسمونه نفس الاهتمامات.

المراجع