التعامل مع غيرة الطفل من صديقه وهل يحسد الأطفال بعضهم!

هل يحسد الأطفال بعضهم! تعرف إلى أسباب غيرة الطفل من أصدقائه وأقرانه وكيفية التعامل مع الغيرة بين الأطفال
التعامل مع غيرة الطفل من صديقه وهل يحسد الأطفال بعضهم!
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

غيرة الأطفال من بعضهم ومن أصدقائهم مسألة شائعة لدى الكثير من الأطفال إن لم نقل معظمهم أو حتى جميعهم في موقف ما من حياتهم، وهذه الغيرة قد تكون مؤذية في كثير من الأحيان بل إنها قد تصل لحد الحسد، ما قد يسبب تأثيرات نفسية وعاطفية وسلوكية على الطفل، ما هي أوجه أو أسباب غيرة الطفل من أصدقائه، وهل يحسد الطفل أصدقائه، وكيف يمكن التعامل مع مشاعره الغيرة والحسد عند الطفل؟

نعم قد يشعر الطفل بالحسد تجاه أصدقائه، خاصة عندما يلاحظ أن أحدهم يمتلك شيئاً يرغب هو في امتلاكه، مثل الألعاب، أو النجاح في المدرسة، أو اهتمام الكبار، ورغم أن الحسد عند الأطفال لا يكون معقداً كما هو عند الكبار، فإنه يظهر في شكل مشاعر سلبية مثل الانزعاج أو الغضب أو الرغبة في تقليد الصديق أو التقليل من شأنه.

علمياً يُعتبر الحسد انفعالاً طبيعياً يبدأ بالظهور عند الطفل في سن الخامسة تقريباً، ويُرافق تطوّر وعي الطفل بذاته وبالآخرين، وقد يكون الحسد بسيطاً يدفع الطفل إلى تحسين نفسه، أو سلبياً يجعله يتمنى زوال ما لدى صديقه، ويزداد احتمال ظهور هذه المشاعر في البيئات التي تُشجّع على المقارنة أو التنافس.

ومن المهم التمييز بين الغيرة والحسد حيث أن الغيرة تتعلق بالخوف من فقدان العلاقة أو المكانة، أما الحسد فيتعلق بالرغبة في امتلاك ما لدى الآخر، وأحيانا بالرغبة بزوال ما لدى الآخر وإن لم يمتلكه الطفل!

animate

تبدأ مشاعر الغيرة بالظهور لدى الأطفال في مراحل الطفولة المتوسطة، وهي ترتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية تتداخل فيما بينها، من أبرز هذه العوامل المقارنة الاجتماعية، إذ يميل الطفل بطبيعته إلى مقارنة نفسه بالآخرين، سواء من حيث القدرات أو المظهر أو ما يمتلكه من أشياء، وعندما يرى أن صديقاً له يحظى بميزة معينة لا يملكها، فقد يشعر بالنقص، وهذا يولّد الغيرة، هذا ما تفسره نظرية المقارنة الاجتماعية، التي تشير إلى أن الأفراد بمن فيهم الأطفال يسعون لتقييم أنفسهم من خلال مقارنة إنجازاتهم بغيرهم.

كذلك فإن الاهتمام غير المتكافئ من الكبار قد يكون سبباً في شعور الطفل بالغيرة، فعندما يلاحظ أن معلمه أو أحد والديه يولي اهتماماً خاصاً بأحد أصدقائه، قد يشعر بأن مكانته مهددة، ويؤدي ذلك إلى مشاعر الغيرة بدافع الحاجة إلى التقدير والانتماء.

ومن الأسباب الأخرى التنافس على الموارد أو الامتيازات، فإذا امتلك أحد الأصدقاء لعبة جديدة، أو كان أكثر شهرة في محيطه، قد يشعر الطفل بعدم العدالة، ويُعتبر هذا انعكاساً لمفهوم العدالة التوزيعية في علم النفس الاجتماعي، حيث يتأثر الأطفال بعدم التوازن في توزيع الفرص أو الامتيازات.

أيضاً يلعب ضعف مفهوم الذات دوراً مهماً في مشاعر الغيرة، فالطفل الذي لا يثق بنفسه أو يفتقر إلى تقدير الذات، يكون أكثر عرضة لتفسير نجاحات أصدقائه على أنها تهديد له، ما يزيد من احتمالية شعوره بالغيرة، إلى جانب ذلك قد تنشأ الغيرة من الخوف من التهميش أو فقدان العلاقة، فعندما يخشى الطفل أن يتم استبعاده من علاقة صداقة أو استبداله بصديق آخر، تظهر لديه مشاعر الغيرة كرد فعل لهذا التهديد العاطفي.

ولا يمكن إغفال تأثير البيئة الأسرية، فحين يكبر الطفل في أجواء يسودها التمييز أو كثرة المقارنات بينه وبين إخوته أو أقرانه، يتعلّم النظر إلى العلاقات بشكل تنافسي، ما يعزز ميله للغيرة، بالتالي فإن عدم نضج المهارات الانفعالية والاجتماعية لدى الأطفال يجعلهم غير قادرين على تنظيم مشاعرهم أو فهم المواقف الاجتماعية بشكل متوازن، ما يزيد من احتمالية شعورهم بالغيرة عند مواجهة مواقف معينة.

  • ​​​​​​​الاعتراف بالمشاعر دون لوم: على الأهل تقبّل مشاعر الغيرة التي يظهرها الطفل دون توبيخ أو إنكار، هذه المشاعر طبيعية في الطفولة، وإنكارها قد يدفع الطفل إلى كبتها أو التعبير عنها بطرق غير صحية.
  • الامتناع عن المقارنة: يجب تجنّب المقارنة بين الطفل وأصدقائه أو إخوته، سواء من حيث الإنجازات أو الصفات، فالمقارنة تُضعف الثقة بالنفس وتُعزز الشعور بالنقص والغيرة.
  • تعزيز نقاط القوة الفردية: من الضروري أن يُشعَر الطفل بأنه محبوب ومميز في ذاته، من خلال تسليط الضوء على صفاته الإيجابية وقدراته، وليس من خلال تفوقه على الآخرين.
  • فهم مصدر الغيرة: على الأهل مراقبة الظروف التي تظهر فيها الغيرة لفهم جذورها، مثل شعور الطفل بالتفضيل أو الإقصاء، أو رغبته في امتلاك ما لدى غيره.
  • الاستجابة المتّزنة والمستمرة: يتطلب التعامل مع الغيرة انضباطاً في ردود الفعل الأبوية واستمرارية في الدعم والتوجيه، إذ لا تكفي ردة فعل واحدة لتعديل سلوك متكرر أو شعور متجذّر.
  • ​​​​​​​تسمية المشاعر والتعبير عنها: يجب تعليم الطفل أن يُعبّر عن مشاعره باستخدام كلمات مناسبة، من خلال سؤاله وتوجيهه هل تشعر بالحزن لأن صديقك نال شيئاً كنت تريده؟ فهذا يعزز وعيه العاطفي.
  • تطبيع الشعور دون تغذيته: ينبغي إخبار الطفل أن الغيرة شعور طبيعي، لكنه لا يبرر السلوك السلبي، الاعتراف بالمشاعر دون تضخيمها يساعد الطفل على التوازن الداخلي.
  • توجيه الغيرة إلى دافع إيجابي: يمكن للأهل استثمار مشاعر الغيرة في تحفيز الطفل لتطوير نفسه، والعمل على أهدافه الشخصية بدلاً من التعلق بما لدى الآخرين.
  • تعليم مهارات التفاعل الإيجابي: ينبغي تدريب الطفل على التقدير والتعاطف مع الآخرين، والاحتفاء بإنجازات أصدقائه، وتشجيعه على التعاون والمشاركة بدل التنافس الضار.
  • استخدام القصص واللعب التمثيلي: يساعد توظيف القصص أو التمثيل في عرض مواقف مشابهة لما يمر به الطفل، ما يسهل عليه استيعاب المشاعر والسلوكيات المرتبطة بالغيرة من خلال وسائل غير مباشرة.
  • تقديم القدوة العملية: الطفل يتعلّم من خلال تقليد الكبار، لذا من الضروري أن يرى الأهل يتصرفون بتقدير ورضا عند تفاعلهم مع الآخرين، ما يعزّز السلوك الإيجابي في شخصيته.
  • ​​​​​​​ضعف الثقة بالنفس: يؤدي التركيز المستمر على ما يملكه الأصدقاء من مزايا أو امتيازات إلى شعور الطفل بالنقص والدونية، ما يضعف ثقته بقدراته ويقلل من تقديره لذاته.
  • تدهور العلاقات الاجتماعية: الغيرة والحسد الموجهان نحو الأصدقاء يسببان مشاعر التوتر والانفصال للطفل، وقد تدفعه إلى تجنب أصدقائه أو الدخول معهم في صراعات متكررة، ما يؤثر سلباً على تطوّره الاجتماعي.
  • سلوكيات عدوانية أو انسحابية: قد تظهر الغيرة بشكل غير مباشر عبر العدوان اللفظي أو الجسدي، أو عبر التقليل من إنجازات الآخرين، أو الانسحاب من التفاعل الجماعي خوفاً من المقارنة أو الإحراج.
  • صعوبات في التعلّم والمنافسة الصحية: الحسد الناتج عن تفوق الأصدقاء في مجال دراسي أو نشاط معين قد يؤدي إلى إضعاف دافعية الطفل للتعلم، خاصة إذا شعر بأن النجاح مرتبط فقط بما يمتلكه الآخرون وليس بجهده الشخصي.
  • تشوّه صورة الصداقة والتعاون: عندما يرتبط الصديق في ذهن الطفل بمصدر للتهديد أو المقارنة المستمرة، يفقد الطفل القدرة على رؤية العلاقات بوصفها مصدر دعم وتكامل، ويتجه نحو التنافس السلبي بدل التعاون البنّاء.
  • نمو أنماط تفكير سلبية تجاه الآخرين: تراكم مشاعر الغيرة والحسد دون معالجة قد يؤدي إلى تكوين اتجاهات عقلية سلبية، كالشعور الدائم بعدم الإنصاف، أو توقع الأذى من الآخرين، أو التمني بزوال ما عندهم، وهو ما يُضعف تطور الضمير الأخلاقي لدى الطفل.
  • إعاقة النمو العاطفي: الغيرة والحسد غير المعالجين يعوقان الطفل عن تعلم مهارات مثل ضبط النفس، والرضا، والتعاطف، والقدرة على الفرح لإنجازات الآخرين، وهي مهارات أساسية للنضج الانفعالي.
  • ​​​​​​​النجاح الأكاديمي أو التفوق الدراسي: الأطفال يغارون غالباً من أصدقائهم المتفوقين في الدراسة، خاصة إذا نالوا تقديراً من المعلمين أو مكافآت من الأهل، يظهر ذلك في مواقف مثل إعلان نتائج الامتحانات، أو عندما يُثنى على الطالب المتفوق أمام زملائه.
  • المظهر الجسدي أو الجاذبية الشخصية: قد يشعر الطفل بالغيرة من صديق يبدو في نظره أجمل، أطول، أو أكثر قبولاً اجتماعياً، يزداد هذا النوع من الغيرة عندما يحصل الطفل الآخر على اهتمام خاص من الكبار أو الأقران بسبب مظهره.
  • امتلاك مقتنيات مميزة: الأطفال غالباً ما يغارون من أصدقائهم الذين يملكون ألعاباً جديدة، ملابس عصرية، أو أدوات مدرسية فاخرة، والغيرة تزداد إذا كانت هذه الأشياء مرتبطة برغبات غير مشبعة لدى الطفل، أو إذا حظيت باهتمام المجموعة.
  • العلاقات الاجتماعية والقبول من الآخرين: الطفل قد يغار من صديق يحظى بشعبية أكبر، أو لديه أصدقاء أكثر، أو يتم اختياره في الأنشطة الجماعية بشكل متكرر، تشمل هذه الغيرة أيضاً حالات مثل دعوة صديق لحفلات أو مناسبات دون الآخر.
  • الاهتمام والرعاية من الكبار: عندما يرى الطفل أن أحد أصدقائه يحظى باهتمام خاص من معلم، أو يتلقى مديحاً متكرراً من الوالدين أو الأهل، فقد يشعر بالغيرة، هذا يشمل أيضاً الغيرة من الطفل المفضل عند الكبار في الصف أو العائلة.
  • النجاح في الأنشطة غير الأكاديمية: يمكن أن يغار الطفل من صديق ناجح شيء ما أكثر منه مثلاً في الرياضة، الفنون، أو الأنشطة المدرسية كالتمثيل أو الإلقاء، تظهر هذه الغيرة عندما يُبرز إنجاز الصديق أمام الآخرين أو يحصل على تكريم خاص.
  • الحرية والاستقلالية: بعض الأطفال يغارون من أصدقاء يسمح لهم آباؤهم بمزيد من الاستقلالية، مثل استخدام الإنترنت بحرية، أو الخروج دون رقابة، أو السهر خارج المنزل، تنشأ هذه الغيرة من مقارنة نمط التربية في البيتين.
  • الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي: كثيراً ما يمكن أن يشعر الطفل بالغيرة من صديق يعيش في منزل أكبر، أو يسافر أكثر، أو ينتمي لأسرة ذات مكانة اجتماعية أعلى، حتى لو لم يُصرّح الطفل بذلك، تظهر هذه الغيرة عبر سلوكيات مثل الانتقاص من الآخر أو تجنبه.
  • القدرة على التعبير أو القيادة: بعض الأطفال يغارون من أصدقاء يمتلكون شخصية قوية أو قدرة عالية على التعبير والكلام أمام الآخرين، هؤلاء الأطفال عادةً ما يُنظر إليهم كمحور اهتمام في المجموعة.

المراجع