طرق علاج الكذب عند المراهقين والتعامل مع كذب المراهق

كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة التي تكذب! تعرفوا إلى كيفية التعامل مع المراهق عندما يكذب والتعامل مع كذب البنت المراهقة
طرق علاج الكذب عند المراهقين والتعامل مع كذب المراهق
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الكذب عند المراهقين يختلف تماماً عن الكذب عند الأطفال الصغار، حيث يدرك المراهقون القيم والمفاهيم المجردة ومنها الصدق والكذب، ويكذبون بشكلٍ متعمّدٍ وواعٍ وغائي هادف، ولذلك تختلف طرق التعامل مع الكذب عند المراهقين عن التعامل مع الكذب عند الأطفال، ويحتاج علاج الكذب المتكرر عند المراهقين إلى إدراك هذا الاختلاف والتعامل معه بالطريقة الملائمة.

يمكن أن يكون الكذب عند المراهقين والمراهقات مرضاً نفسياً أو اضطراباً في الشخصية عندما يكون متكرراً وغير مستجيبٍ لمحاولات تقويم وتعديل السلوك وفي نفس الوقت متزامناً مع سلوكيات أخرى تشير إلى وجود اضطرابات الشخصية أو المشاكل النفسية، مثل تزامن الكذب المتكرر عند المراهقين مع السلوكيات الانتقامية والمؤذية وأعراض الشخصية المعادية للمجتمع، وفي هذه الحالات يسمى الكذب القهري أو المرضي.

لكن لا يجب أن تتسرع بالحكم على المراهق الذي يكذب أنه مريضٌ أو مضطرب! فهناك الكثير من الظروف والعوامل الخاصة بمرحلة المراهقة التي تدفع المراهقين للكذب بشكل متكرر، منها رغبتهم بكسر القيود والقواعد التي انصاعوا لها في الطفولة، ومحاولة النجاة من عواقب هذا التمرد، إضافة إلى المشاعر المتضاربة والمتخبطة التي يشعرون بها والتي قد تجعلهم يكذبون دون أسباب واضحة بالنسبة للأهل.

animate
  1. بناء الثقة المتبادلة بين المراهقين والأهل: العلاج الأنجح لمشكلة الكذب عند المراهقين والمراهقات أن يشعروا بالثقة المتبادلة مع الأهل، أن يكونوا هم محل ثقةٍ ويثقون بأهلهم، يكون ذلك بتفهم الأهل لاحتياجات المراهقين وتقديرها والتقرب من ابنهم أو ابنتهم قدر المستطاع والبعد عن أساليب التعنيف في التعامل معهم أو الازدراء والسخرية من آرائهم ومتطلباتهم.
  2. التسامح مع بعض الأخطاء: رد الفعل العنيف على تجارب المراهقين الجديدة والأخطاء التي يقعون بها لأول مرة قد تزيد من الأمر تعقيداً وتجعل المراهق يفضل الكذب، عندما يقع المراهق في خطأ للمرة الأولى من الأفضل محادثته بطريقة ودية والشرح له أن كل الناس يخطئون لكن المهم هو فهم التصرف الخطأ ومحاولة عدم تكراره والتعلم منه، وإن كان قد أخفى شيئاً فيمكن الاكتفاء بالمعاتبة البسيطة والحوار معه وإقناعه بخطئه.
  3. تجنب أسلوب العقاب القاسي: يجب التخلي عن فكرة إخافة المراهق من العقاب القاسي أو ضربه فهذا يجعل المراهق ينفر من التعامل مع والديه في أمور حياته ويزيد رغبته في البعد عنهما وإخفاء ما يفعله عنهما، مما يعني المزيد من الكذب والخداع والتخفي، وخصوصاً أن المراهق في هذا العمر يشعر بالذل والإهانة في العقاب وهذا يعقد الأمور ويضر بعلاقته ومشاعره تجاه أهله.
  4. عامله كصديق: باتباع أساليب تقوية العلاقة كالتحدث معه بين الفترة والأخرى واستشارته في بعض الأمور والحديث معه عن المشاكل الشخصية البسيطة، بالإضافة إلى الاستفسار المستمر عنه وعن أحداث يومه ودعمه في أوقات تعبه وحزنه والاستماع له حتى لو كان مخطئاً وقضاء وقت معه والخروج في نزهات ممتعة. 
  5. حفزه ليتحدث عن مشاكله: يكون ذلك بالاهتمام به ومراقبة تصرفاته ومحاولة الحديث معه كصديق عندما يبدو أنه ليس على ما يرام، وإذا لم يرغب بالكلام لا تجبره أو تضغط عليه وإنما فقط عبر عن رغبتك في مساعدته وأنك موجود معه دائماً وجاهز للتحدث معه في أي وقت إن رغب بذلك.
  6. وضح له أهمية الصدق: قد لا يدرك المراهقين أضرار الكذب على المدى البعيد وعواقبه الخطيرة، وقد لا ينتبه الأبناء المراهقون لتأثير الكذب على حياتهم وشخصيتهم وكيف يجعلهم متوترين وخائفين من افتضاح أمرهم، بالإضافة إلى خطورة تعود المراهق على الكذب، لذا وضح له أهمية الصدق في تجنب كل ذلك وكيف سيجعل منه مرتاحاً وسيبني له شخصية يحترمها الناس ويحبونها ويثقون بها.
  7. احترام الخصوصية: الخصوصية هي من حق المراهق، لذا يجب تقديرها وإتاحة مساحة خاصة له في حياته، هذا لا يعني إهمال الأهل لحياة المراهق والابتعاد عنها بشكل تام وجعله يفعل ما يحلو له، بل بالعكس لا بد من استمرار المراقبة لكن بشكل حكيم لا يضع المراهق في موقف تجبره على الكذب.
  8. مناقشة بعض القواعد: فالمراهق كلما تعرض لأسلوب الفرض والإجبار في حياته كلما خرج عن المسار بشكل خفي وسري دون علم الوالدين مع التظاهر أمامهم بالصورة المثالية التي يريدانها، لذا فعند وجوب العمل على ضبط سلوك وتصرفات المراهق يجب أن تكون بالتفاهم والمناقشة والإقناع التي تجعل منه يشعر بالمسؤولية تجاه تصرفاته سواء بالسر أو بالعلانية ومقتنعاً بأن يفعل ما هو صحيح.
  9. عبر عن أهميته لك وفخرك به: لا يدرك المراهقون -وخصوصاً الصغار منهم- أن غضب الأهل وردود أفعالهم العنيفة في كثير من الأحيان نابعة عن خوفهم من وقوع أبنائهم في المشاكل وحرصهم أن يكونوا في أفضل حال، وعدم تعبير الأهل عن ذاك الخوف وتلك المحبة يقود بعض المراهقين للاقتناع بأن الأهل فقط يريدون التحكم بهم والسيطرة عليهم.
  10. خفف من المثالية والتوقعات! إذا كنت تريد فعلاً إبعاد ابنك المراهق عن الكذب؛ عليك مراجعة التوقعات المرتفعة والمثالية المفرطة التي تنظر من عينها إلى أبنائك وبناتك، لا تتوقع منهم عدم الوقوع بأي خطأ وأن يكونوا دائماً على دراية بما هو صحيح وما هو خاطئ، هذا شيء غير ممكن، لذا من المهم دائماً أن يوضح لأبنائهم مدى حبهم لهم وحرصهم عليهم، بالإضافة إلى وجوب تقبل أخطاء المراهق وفهمها وجعله يشعر بأن أهله فخورين به حتى لو أخطأ أحياناً. [4-3-2]
  1. التحقق من الكذب ومعرفة ما إذا كان فعلاً يقصد الكذب، وهذه الخطوة ضرورية لتجنب ظلم المراهق وإهانته وإزعاجه بشيء لم يرتكبه، فينفر من التعامل مع والديه ويشعر بقلة ثقتهما به.
  2. البحث في أسباب ودوافع الكذب قبل الحديث مع المراهق عن كذبه، يجب أولاً معرفة السبب الذي دفعه للكذب لتعرف وتتوقع مبرراته، وتتفهّم ما يشعر به، سيساعد هذا في وضع تقدير صحصح للموقف وفهم كيفية التعامل مع المراهق على أساس سبب كذبه.
  3. تقدير خطورة الموقف فليست كل كذبة يكذبها المراهق هي خطأ فادح يجب معالجته وإيقافه، قد تكون كذبة بيضاء بسيطة نابعة من موقف معين وغير مؤذية، في هذه الحالة لا يجب إعطاء الموضوع أكبر من حجمه ويمكن الاكتفاء بتجاهل الموقف ما لم يتكرر، أما الأكاذيب الخطيرة التي تعبر عن انحراف المراهق أو تعرضه للأذى بشكل أو بآخر فهي التي تحتاج لعلاج.
  4. السيطرة على الغضب أثناء الحديث مع ابنك المراهق وسؤاله عن كذبة قام بتلفيقها، فمن المهم محاولة السيطرة على الانفعالات وعدم تركها تنفجر بوجه المراهق بحيث يرى الغضب والصراخ والتوبيخ أمامه، فهي أمور تخرب المحادثة وتجعلها غير مجدية ولا تقدم سوى التوتر والانزعاج لكلا الطرفين وتصعب حل المشكلة.
  5. شجعه على الحديث وابتعد عن أسلوب المحقق، لا تجعل من حديثك مع ابنك المراهق وكأنه محاضرة عن المثاليات غير المقنعة وغير الممكنة، بل حاول أن تشجعه على تبادل الحديث والأفكار وفهم ما يريده كل منكما من الآخر وحثه على مشاركتك بأسباب كذبه لكي تستطيعا تجاوزها سوية بعيداً عن أسلوب التحقيق  والسعي للإدانة وتوجيه الأسئلة الكثيرة والموترة.
  6. إذا لاحظت علامات التوتر والخوف على ابنك المراهق أثناء الحديث حاول أن تهدئه وتقلل توتره، وأخبره أنك لا تنوي العقاب إذا كان صادقاً معك.
  7. في حال إصرار ابنك المراهق على الإنكار واستمراره في قول الأكاذيب يمكن أن تتخذ منحاً آخراً في أسلوب الكلام يكون أكثر جدية ويوضح بعض العواقب التي ستضطر لتنفيذها بسبب عدم ثقة ابنك المراهق بك وإصراره على الخطأ.
  8. لعلاج ابنك المراهق من الكذب لا تعايره أبداً بكذبه ولا تتبع أسلوب وصمة العار كأن تناديه "بالكاذب" أو تتهمه دائماً بالكذب دون أدلة فقط لأنه كذب أكثر من مرة والمتوقع منه أن يكون كاذباً! بالعكس تماماً، عليك أن تشعره أن الأصل فيه الصدق والكذب انحراف عن طبعه وليس طبعاً ثابتاً فيه يوصم به. [4-3]

قد يكون التعامل مع كذب البنات في مرحلة المراهقة أكثر حساسية ويحتاج للمزيد من المراعاة لضبطه والتخلص منه، وبالإضافة إلى الخطوات المذكورة في الفقرة السابقة سنأتي على بعض التفاصيل الخاصة بالتعامل مع كذب البنت في مرحلة المراهقة:

  1. قوّي علاقتك بابنتك المراهقة: يكون من الصعب على الفتاة المراهقة التحدث بأريحية مع والدها عن أفكارها ومشاعرها ومجريات حياتها، فمفتاح علاقتها مع الأسرة يكون عن طريق الأم، وكلما قلت قوة العلاقة بين المراهقة ووالدتها وكانت ذات طابع سلبي، اضطرت الفتاة للعيش في الخفاء والخداع والكذب لخوض تجاربها ورغباتها، لذا فإن تقرب الأم من بنتها المراهقة والاستماع لها ودعمها أمر أساسي لإبعادها عن الكذب.
  2. ابدئي الحديث مع ابنتكِ بمحبة: عندما تكتشفين كذب ابنتك المراهقة لا تحاولي الضغط عليها بشكل غير مباشر أو محاصرتها لتقول الحقيقة وهي محرجة وخائفة، حاولي أن تتحدثي معها بهدوء وأن يبدأ الحديث أنكِ عرفتِ بالأمر والهدف من الحديث هو علاج المشكلة وليس الاتهام والعقاب، وإن لزم العقاب فهو حقٌّ على قدر الذنب.
  3. اكسبي ثقة ابنتك المراهقة: عندما تعدين ابنتك المراهقة أنكِ لن تعاقبيها إذا قالت الحقيقة، لا تعاقبيها، وعندما تعدينها أنّك لن تخبري أحداً بسرّها إياك البوح به، تصرفي معها بأسلوبٍ يجعلها تثق بكِ وتخبرك بالحقيقة دائماً دون ترددٍ أو خوف.
  4. تعاوني معها لتشبع فضولها وتكتشف عالمها: وهي إحدى طرق كسب ثقة ابنتك المراهقة بأن تساعديها في تلبية بعض رغباتها كي لا تضطر إلى الكذب والخداع لتستطيع تحقيقها.
  5. اتركي لها مساحة من الحرية: بعض المراهقات يتم الضغط عليهن بشكل مبالغ به من الأهل وهذا ما يخلق عادات سيئة عند المراهقة لا ينتبه لها الوالدان، من أهمها البدء بالكذب والنفاق للتخلص من الضغوط والقيود المفروضة، لذا يجب ترك مساحة بسيطة من الحرية تتناسب مع عمر المراهقة، والمراقبة من بعيد بدون اللجوء لممارسة الضغوط والأوامر والعنف وأسلوب الإجبار على كل شيء.
  • الغضب المبالغ به: الغضب ورد الفعل العنيف والمبالغ به على المراهق الكاذب أخطاء فادحة في التعامل مع المراهق وتؤثر على شخصيته بشكل كبير وتؤدي إلى تعلقه الزائد بالكذب بدلاً من التخلي عنه.
  • نعت المراهق بالكاذب: اتهام المراهق بأنه كاذب بشكل متكرر ودائم أيضاً تصرف خاطئ قد يجعل من المراهق يتبنى الكذب بقية حياته فيكبر ويصبح بالفعل إنساناً كاذباً. 
  • إهانة المراهق والسخرية من تصرفاته: هذه الأشياء والتقليل من قيمة المراهق كنوع من الرد على كذبه تصرف غير مقبول يسبب آثاراً سلبية على نفسية المراهق قد تؤول إلى نتائج أسوء من الكذب، كالعدوانية وتعلم السرقة وغير ذلك.
  • العقاب بالحرمان المبالغ به: حرمان المراهق لفترة طويلة من ممارسة أنشطة يحبها أو يريدها أيضاً ليس بعلاج صحيح لمشكلة الكذب وإنما خطأ يحبط المراهق ويزرع بنفسه الحقد والكراهية ويدفعه للمزيد من السلوكيات الخاطئة.
  • التعصب للرأي: عدم الاستماع للمراهق وفهم أسبابه ودوافعه للكذب يكون فيه ظلم نوعاً ما ويزيد قناعته بأن الكذب أفضل من قول الحقيقة.
  • التجاهل: تجاهل المراهق لفترة طويلة كنوع من العقاب يؤثر سلباً على علاقته بوالديه ويجعله مؤمناً بعدم حبهم له واهتمامهم بمشاعره فيزداد الكذب عنده في المستقبل ويصبح أكثر بعداً عن أهله.

المراجع