أسباب الكذب عند المراهقين والتعامل مع المراهق عندما يكذب

ما هي أسباب كثرة الكذب عند المراهقين! تعرف إلى دوافع الكذب عند المراهقين والمراهقات ومتى يدل الكذب على اضطراب الشخصية
أسباب الكذب عند المراهقين والتعامل مع المراهق عندما يكذب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الكذب والخداع من السلوكيات الشائعة في مرحلة المراهقة والتي تعتبر امتداداً للكذب البريء في مرحلة الطفولة لكن بشكلٍ أكثر تعقيداً، ومن أكبر الأخطاء في التعامل الكذب في مرحلة المراهقة أن يأخذ الأهل الأمر على محملٍ شخصي، فيحولونه لصراعٍ مع المراهق لإثبات من الأذكى والقادر على الاكتشاف أو الإخفاء والقادر على فرض كلمته وسلطته.

  1. الفضول والاندفاع نحو التجارب الجديدة:

    أهم أسباب ودوافع الكذب عند المراهقين والمراهقات الرغبة الشديدة باستكشاف تجارب جديدة وعلى وجه الخصوص التي تشعرهم أنهم كبروا وتجاوزوا مرحلة الطفولة، وغالباً ما تكون هذه التجارب من المحظورات والممنوعات التي يعلم المراهق مسبقاً أنها مرفوضة من الأهل، لكن فضوله واندفاعه يتغلب على انصياعه للقواعد التربوية وعلى التزامه بالممنوع والمسموح، والكذب هو أول وسائله لخوض التجربة بأقل عواقب ممكنة!
  2. تغيّر نظرته للضوابط والقواعد:

    الكثير من الأمور الممنوعة التي يتعامل معها الأطفال كمسلّمات تصبح مرغوبة في مرحلة المراهقة وموضع فضول وتفكير وتساؤل لمَ هي ممنوعة! هذه التجارب التي يرغب المراهق بخوضها وهو يعلم أنها ممنوعة، تجعله يكذب ويضلل، والكذب في هذه الحالة قد يكون خوفاً من العقاب ورد الفعل أو خوفاً من إيذاء الأهل وتخييب أملهم، أو مزيجاً من الدافعين معاً.
  3. التحدي وإثبات الذات:

    من أسباب الكذب عند المراهقين والمراهقات -والتي قد تخفى عن الأهل- أن المراهقين يحاولون إثبات ذاتهم من خلال تحدي الكذب واجتياز التحقيق، يثبت المراهقون لأنفسهم من خلال الكذب المتقن أنهم أكثر فظنةً وذكاءً من الوالدين، ويثبتون لأنفسهم بالكذب والخداع أيضاً أنهم قادرون على فعل الكثير من الأمور الممنوعة دون أن ينكشف أمرهم، وسوء تعامل الأهل مع هذا الدافع يجعله لا نهائياً، كلما اكتشفته يكذب سيكذب كي لا تكتشفه!
  4. ضغط الأقران والتأثر بالأصدقاء:

    من أهم أسباب الكذب عند المراهقين التأثر بأصدقائهم والوقوع تحت ضغط الأقران، فعندما تقول ابنتك المراهقة لصديقتها "لن أستطيع الحضور" تقترح عليها صديقها كذبة تبرر غيابها عن البيت، وتضغط عليها لتنفيذ الكذبة وتتهمها بالتخاذل والضعف إذا لم استخدم هذه الحيلة التي يستخدمها كل أقرانها! والمراهق الوحيد القادر على مواجهة ضغط الأقران هو المراهق الذي يحظى بثقة أهله وتفهّمهم وحبّهم غير المشروط.
  5. تعويض الشعور بالنقص:

    من أسباب الكذب عند المراهقين التي تمتد من الطفولة أن يكذب المراهق لشعوره بالنقص، فيخترع القصص ويسنج الحكايات والبطولات لتعويض هذه المشاعر والحصول على نوع من المكانة بين الآخرين أو الانتماء للجماعة، أحياناً قد يكذب المراهق على أهله أنه ارتكب خطأ كبيراً ليثبت لهم أنه أصبح كبيراً بما يكفي لارتكاب هذا الخطأ.
  6. عدم الاقتناع بقواعد الوالدين:

    عندما يقوم الآباء بتوجيه الأوامر ووضع القواعد لأبنائهم دون توضيح المغزى أو الهدف من هذه القواعد، يتجه المراهقون للكذب بهدف التهرب من هذه القواعد بأقل خسائر ممكنة، فالمراهقين لا يقبلون في كثير من الأحيان التعامل معهم كما يعامل الأطفال، كما أنهم لا يرون أن قواعد آبائهم صحيحة أو ضرورية، ويعتقدون أن الهدف منها فقط التحكم وفرض السيطرة عليهم.
  7. الحفاظ على الخصوصية:

    تدخل الوالدين بكل تفاصيل حياة المراهق والتعامل معه بأسلوب المحقق من أكثر الأمور التي ترهقه وتدفعه للكذب على أهله، ذلك بهدف الاحتفاظ بمساحة خصوصية والبعد عن أسئلة الأهل المتعبة والتي لا تنهي، وتجنب اللوم والعتاب أو العقاب على أمرٍ يعتقد أنه يخصه وحده.
  8. الرغبة بالاستقلالية:

    يختلف الآباء مع أبنائهم المراهقين على عدة مواضيع تكون نظرة المراهقين لها أنها جزء من قراراتهم وحريتهم، وينظر لها الآباء على أنها حق من حقوق السلطة الأبوية، كأسلوب اللباس مثلاً والدراسة ونوعية الأصدقاء ومواعيد الخروج من المنزل والعودة وغير ذلك، فيلجأ المراهقون لحماية استقلاليتهم وتجنب فرض سلطة الآباء عليهم عن طريق الكذب.
  9. إخفاء الأخطاء والذنوب الذي يقترفها:

    الدفاع عن النفس ومحاولة إخفاء الأخطاء المرتكبة وإبعاد الشبهات عوامل ودوافع أساسية للكذب عند جميع الناس وخصوصاً المراهقين، فهم في هذه المرحلة العمرية كثيراً ما يتشاجرون مع آبائهم، لذا عندما يقعون بخطأ ما أو يرتكبون ذنب سواء بقصد أو غير قصد، يكذبون لمحاولة تجنب ذاك الشجار أو العقوبة التي سيؤول إليها الحديث مع الأهل ومصارحتهم.
  10. قواعد الأسرة صارمة:

    تعصب الأهالي لقواعد أسرية معينة وإجبار أبنائهم على الالتزام بها بشكل قاسي وعنيف سيؤدي في الكثير من الأحيان إلى خروج الأبناء عن سيطرة آبائهم، سواء بشكل علني عن طريق معاندة أوامر الأهل أو بشكل خفي عن طريق الكذب والخداع والمراوغة.
  11. سوء تعامل الأهل مع الكذب سابقاً:

    الطريقة التي بتعامل بها الأهل مع الكذب عند الطفل الصغير تلعب دوراً كبيراً في فهمه لعواقب الكذب وقيمة الصدق، وعندما لا تكون هذه الطريقة حكيمةً ولا تؤدي غرضها، فإن الطفل سيستمر بالكذب عندما يصبح مراهقاً، ومن الصعب على الأهل تعديل سلوكه إن لم يعدلوا طريقتهم في التعامل مع الكذب.
  12. الخوف على علاقتهم مع الوالدين:

    من دوافع وأسباب الكذب عند المراهقين التي يتجاهلها الأهل أن المراهق يكذب لأنه يشعر بالقلق من إفساد علاقته بوالديه إذا اكتشفوا ما يفعله! في هذه الحالة المراهق لا يخشَ من العقوبة بقدر ما يخاف على مشاعر والديه ويهتم بنظرتهم له. [2-1]
animate

الكذب عند المراهقين جزء طبيعي من تجربة المراهقة وإعادة اكتشاف العالم بعيون مختلفة، في معظم الأحوال لا يدل الكذب عند المراهقين والمراهقات على اضطرابات نفسية أو اضطرابات في الشخصية، ومخاطر الكذب الأكثر أهمية في أغلب الحالات هي الضرر المباشر الذي قد يقع على المراهق نتيجة تورطه في بعض التجارب دون معرفة الأهل بها، أو المشاكل التي قد يسببها لنفسه ولأهله بسبب الكذب.

مع ذلك هناك نمطٌ من الكذب المتكرر عند المراهقين يجب أن يأخذه الأهل بعين الاعتبار، وهو الكذب الانتقامي المتزامن مع سلوكياتٍ عدوانيةٍ واضطراباتٍ في السلوك، والذي يكون منيعاً تجاه محاولات تعديل السلوك أو العلاج المنزلي، هذا النمط من الكذب يسمى الكذب القهري أو المرضي (Lying Compulsively).

عادةً ما يرتبط الكذب القهري ويتزامن مع أعراض اضطرابات الشخصية الشائعة بين المراهقين مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والاضطرابات الوجدانية، ويمكن أن يلاحظ الوالدان ومقدمو الرعاية أعراضٍ أخرى مع الكذب المتكرر والقهري، مثل التخريب والعدوان والتقلبات الحادة بالمزاج والإدمان وغيرها.

لا يستطيع الأهل تشخيص مرض الكذب القهري عند ابنهم المراهق بمفردهم، يقتصر دورهم على الملاحظة والاهتمام بالحالة وتقديم الملاحظات الدقيقة للمعالج النفسي أو التربوي، ثم المساعدة في العلاج بناء على التوصيات التخصصية التي يحصلون عليها.

أهم ما يجب أن تعرفه للتعامل مع المراهق الذي يكذب أن الكذب من السلوكيات المغرية والمبررة والتي تتحكم بها المصلحة والمنفعة، والمنفعة من أقوى الدوافع الإنسانية، لذلك عليك أن تتقبل أن ابنك المراهق سيكذب وأن تتفهّم أن هذا أمرٌ طبيعي، وأن تركّز على حمايته من الأمور التي يكذب بشأنها، وبناء الثقة التي تجعله أكثر جرأة على قول الحقيقة والحديث مع أهله بصراحة:

  1. فهم أسباب ودوافع الكذب:

    الخطوة الأولى في التعامل مع كذب ابنتك المراهق أو ابنتك المراهقة أن تتفهم دوافعهم للكذب، هل يحاولون النجاة من العقوبة أم يخشون من فقدان حبك لهما بسبب ما فعلاه! هل يبحثون عن قدرٍ من الخصوصية؟ أم يختبرون قدرتك على اكتشاف الكذب! أم هم واقعون تحت تأثير الأقران والأصدقاء؟ فهم الدوافع إجراء حاسم في التعامل مع المراهق عندما يكذب.
  2. الحوار والتواصل الفعال مع المراهق:

    الحوار والتواصل الهادئ والفعال أكثر فائدةً من رد الفعل المباشر والانفعالي عند التعامل مع المراهق الذي يكذب، حاول أن يكون هذا الحوار مستمراً وليس فقط عندما يرتكب خطأ أو يقترف ذنباً، واجعل الهدف من الحوار هو الوصول إلى فهمٍ مشترك للأمر وليس الإدانة أو تسجيل النقاط!
  3. لا تكن مراوغاً!

    من أهم نصائح التعامل مع الكذب عند المراهقين ألّا تلعب دور المحقق المخضرم المراوغ الذي ينصب الفخ ويستدرج المتهم للوقوع، ثم يفرح بنجاح خطته! الأمر ليس كذلك أبداً، أفضل طريقة لمواجهة المراهق بكذبه إن كنت متأكداً هي الطريقة المباشرة، أن يبدأ الحوار بالتصريح أن أمره انكشف، وأن يفهم أن الهدف من الحوار فهم أسبابه وكيف يمكن ألّا يتكرر الخطأ ولا التستر عليه، وتحديد العاقبة والعقوبة أن لزم.
  4. بناء الثقة بينه وبين الأهل:

    إذا استطاع الأهل بناء الثقة مع أبنائهم منذ الطفولة فذلك سيوفر عليهم الكثير من الجهد في التعامل معهم في مرحلة المراهقة، لكن الأوان لم يفت إن لم تكن هذه الثقة متينة بما يكفي، حاول الحفاظ على أسرار ابنك المراهق والالتزام بوعودك تجاهه بما في ذلك وعد الإعفاء من العقوبة إذا قال الحقيقة أو كتمان أمره إذا تكلم بصراحة.
  5. التركيز على عواقب الكذب:

    التعامل مع الكذب عند الأطفال حتى سن 12 عاماً يقوم على نبذ سلوك الكذب وتعزيز قيمة الصدق، الأمر مع المراهقين مختلفٌ قليلاً لأنهم يدركون تماماً أن الكذب سلوكٌ مرفوض وغير مرغوب، لكن ما قد لا يدركونه بشكلٍ جيد هو عواقب الكذب، يجب أن يعرفوا أن الكذب قد يسبب لهم الأذى وقد يمنع عنهم المساعدة وقد يسبب الأذى للآخرين.
  6. تجنب اتهامه بالكذب بشكل مفرط:

    لتساعد ابنك المراهق على تجنّب الكذب عليك أن تتوقف عن وصمه ونعته بالكاذب، أو اتهامه بالكذب بشكل مفرط ودون قيد أو شرط أو دليل، فهذا الأسلوب بالتعامل يجعل المراهق يفكر بابتكار طرقٍ لا يمكن اكتشاف كذبه بها بدلاً من التفكير في قول الصدق.
  7. كن متسامحاً بحكمة:

    لنكن صريحين؛ الكذب نفسه ليس جريمةً والكبار يلوّنون الكذب بالأبيض والأسود! المشكلة بالكذب عند المراهقين هي ما قد ينتج عنه من ضرر لهم أو لغيرهم، وشعور الأهل بانخفاض قدرتهم على السيطرة والتحكم، لذلك يجب أن تكون متسامحاً قليلاً مع بعض درجات الكذب، بمعنى آخر تأكّد أن يكون رد فعلك متناسباً مع الكذبة نفسها وحجمها وضررها، ولا تبالغ بالمثالية والكمالية.
  8. اطلب استشارة من متخصص:

    لا يشترط أن يعاني المراهق من اضطرابٍ أو مشكلة نفسية لتطلب الاستشارة من متخصص، بل قد تحتاج أنت لهذه الاستشارة لتتمكن من التعامل مع مشكلة الكذب عند ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة.

تصل الكثير من الاستشارات من متابعي ومجتمع موقع حِلّوها حول التعامل مع الكذب عند المراهقين وطريقة علاج المراهق من الكذب المتكرر، وذلك أن مشكلة الكذب من المشاكل الشائعة بين المراهقين، ومن هذه التجارب نشارك معكم:

ابنتي المراهقة بدأت تكذب!

تقول صاحبة الاستشارة أن ابنتها في سن بداية سن المراهقة، وتغيّرت كثيراً وبدأت تكذب وتخفي ما يحدث معها، بعد أن كانت تشارك والديها بما يحدث في يومها، لكنها أصبحت تكذب في كل ما يخص المدرسة، وتكذب باستمرار وبدون سبب أو هدف، واستعملت معها أساليب مختلفة لكن دون جدوى.

أجابتها خبيرة التربية في موقع حلوها حول كيفية التعامل مع ابنتها المراهقة التي تكذب: المراهق يستخدم أسلوب الكذب ليخفي عن أهله ما يعتقد أنه يستوجب العقوبة أو التوبيخ، وقد يكون الكذب عند المراهقين والمراهقات شكلاً من أشكال أحلام اليقظة أو تعويض الشعور بالنقص، عليكِ التحدث مع طفلتك المراهقة وتجنب أساليب العقاب القاسية، وحاولي أن تكون صديقتها في هذا السن، واعملي عن تنمية مهاراتها الاجتماعية وتشجيعها على التواصل وإقامة علاقات صحيّة مع زميلاتها.
اقرأ القصة كاملة ورأي الخبراء في موقع حِلّوها وتفاعل القراء من خلال النقر على هذا الرابط.

ابني الكبير يكذب وسرق منا النقود!

تشكو السيدة في هذه الاستشارة أن ابنها البالغ 12 عاماً بدأ يكذب بشكل كبير ومتكرر منذ كان في العاشرة، وأصبح يأخذ النقود من والديه بدون علمهما وينكر ذلك عند المواجهة، ويتزامن ذلك مع سلوكٍ عدواني تجاه أخته الصغيرة على الرغم من المعاملة المتساوية بينهما من الأهل.

أجابتها الخبيرة في موقع حِلّوها ميساء النحلاوي: التعامل مع الأبناء في هذا السن متعب ومرهق ولكل طفلٍ طريقة للتعامل معه، لكن التعامل معه بقسوة كعقاب على الكذب أو العدوانية ليس هو الحل، بل على العكس سيجعله يعتقد أنه مكروه من أهله، حاولي تعزيز السلوك الإيجابي عنده من خلال المدح والثناء والمكافأة، وركزي على تنمية إحساسه بالمسؤولية ودوره كأخ وكابن، وشاركيه بعض القرارات والمسؤوليات في حياتكم.
اقرأ إجابة الخبيرة كاملةً على الاستشارة وتفاعل القراء مع القصة من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع