ثنائية العلاقة بين الأم وابنتها ومشاكلها

مقال تقدمة الدكتورة سراء فاضل حسين الانصاري عن علاقة الأم بابنتها والمشاكل التي تحدث بينهما وأسبابها ونتائجها
ثنائية العلاقة بين الأم وابنتها ومشاكلها

ثنائية العلاقة بين الأم وابنتها ومشاكلها

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

"أكره أمي ...أو أكره نفسي،لا ادري!"
الكراهية تتعب والتعود عليها لا يحل المشكلة، لذلك أحببت أن أتطرق لهذا الموضوع الهام والمتكرر والمطروح عليّ كثيراً في موقع حلوها، وفي الحياة العملية، وفي العيادة النفسية بأشكال مختلفة.
فما هي نوعية العلاقة الشائكة وأسبابها؟، وما هي الإشارات والدلائل التي تنبه أن هناك خلل في العلاقة ؟ نتائجها المتوقعة آنياً ومستقبلياً ؟ وما هي النصائح العامة حولها؟.

animate

علاقة الأم ببناتها أو ابنتها علاقة حساسة جداً، طبيعتها تعتمد على الأم بالدرجة الأولى لأنها الأكبر والأنضج والتي بيدها الأمور أكثر بينما الطفلة ليس بيدها إلا مزاجها العام وشخصيتها المتوارثة، لذلك على الأم الإنتباه جيداً وبذل الجهد للمحافظة على علاقة صحية بينهما يسودها الإحترام والثقة وإلا سيدفع الثمن كليهما .
قد لا تكون العلاقات طيبة مع الفتى أيضاً ولكن تأثيرها أقل بسبب طبيعة كل منهما والحرية الممنوحة للفتى أكثر ونظرة المجتمع مختلفة.

أسباب خلل العلاقة بين الأم وابنتها:
1- طبيعة شخصية البنت، فقد تكون مجرد مختلفة عن شخصية الأم، فلا تتقبل الأم الإختلاف وتعتبره خطأ أو تحدي يجب تقويمه إذا كانت لا تتمتع بالوعي والثقافة، رغبة الأم بأن تفكر الابنة وتشعر وتدرك مثلها تماماً والإ ستكون غير مرغوبة وتتعرض للنقد والتهجم حتى يتولد التمرد والعصيان لدى الابنة أو الانزواء والهجران فتبدأ الأم هنا بالشكوى .
2- ضغوط نفسية، مادية، اجتماعية وعاطفية تعاني منها الأم فتفقد التوازن وينعكس على تربيتها لابنتها .
3- تربية الأم نفسها، قد تكون قاسية وتعرضت للإساءة والإهمال وأساس علاقتها مع أمها غير جيدة ، فلا تعرف الأسلوب الصحيح .
4- انشغال الأم بأمورها الخاصة أو عملها أو حياتها الاجتماعية فتهمل الاهتمام بشؤونهم التي تعتبرها صغيرة أو غير مهمة .
5- شخصية الأم قد تكون أنانية أو نرجسية تركز على نفسها فقط واحتياجاتها فتهمل الاخرين .
6- عدم الانتباه على التغييرات الفزيولوجية والنفسية التي تطرأ في فترة المراهقة ولذلك لا تجد الفتاة الدعم والإسناد والتوجيه فتكبر الهوة بينهما، إضافة إلى عدم اهتمام الأم بشؤون الابنة الخاصة أو الاستماع لها.
7- برودة عواطف الأم وعدم اعترافها  بالحب وتأثيراته أو عدم نفعه ينعكس على العلاقة بينهما .
8- نقص الملامسة الحسية بينهما من تبادل العناق والضم وتبادل العبارات الجميلة الرقيقة،أحياناً بسبب التربية الشديدة أو عدم التعود أو عدم القدرة .
9- تكرار انجاب الإناث والرغبة بالذكور قد يولد لدى الأم شعور بالغضب الداخلي ينعكس على بناتها .
10- الاضطرابات النفسية للأم أو الابنة .

إشارات وعلامات خلل العلاقة بين الأم وابنتها:
هناك إشارات تظهر على الابنة ويجب على الأم والعائلة الانتباه إليها لأنها تدلل أن هناك خلل أو صعوبة في العلاقة  وهي :
1- الإنزواء أو الإنطواء وقضاء وقت أطول في غرفتها أو بعيداً عن العائلة .
2- محاولة إيجاد بديل عن الأم في الخالة أو في العمة أو المعلمة أو أمهات صديقاتها، وتتنمنى أن يكون هذا الشخص لها وحدها .
3- توجيه عواطفها نحو الأب إن أعطاها الاهتمام والدعم .
4- محاولة جذب انتباه الأم وكسب تقديرها بمحاولة التفوق في جوانب الحياة المختلفة كالدراسة أو الرياضة أو أعمال البيت والمطبخ .
5- علاقات عاطفية غير ناضجة أو مشوشة.
6- اللجوء إلى تربية الحيوانات الأليفة والتعلق بها.
7- برودة في العواطف كرد فعل وكحماية لها.

النتائج الآنية المتوقعة:
1- طفولة صعبة وطفلة عنيدة.
2- مراهقة ليست سهلة وبها مشاكل متعددة .
3- تمرد وعصيان ومشاكل تعبير عن الغضب الداخلي .
4- اضطراب الاكتئاب خصوصاً في مرحلة المراهقة أو حتى في مرحلة الطفولة.
5- الفشل الدراسي والفشل في تكوين العلاقات.
6- محاولة التفوق الدراسي وبإصرار وحرص زائد .
7- محاولة قضاء معظم الوقت خارج البيت في التمشي أو الحديقة العامة أو المكتبة كنوع من الهروب.
8- اللجوء إلى الخيال للتعويض والتحدث إلى لعبة ما أو كتابة المذكرات أو الخواطر للتعبيرعن الذات وأحلام اليقظة .

النتائج المستقبلية المتوقعة :
1- انعدام الثقة بالنفس .
2- علاقات عاطفية متكررة وفاشلة .
3- زواج مبكر لغرض الهروب من جو البيت .
4- البحث عن الحب وقد يؤدي الى زواج غير متكافئ ، المهم أن يكون يحبها، والمبالغة في حب الزوج ورعايته للحصول على الحب والدعم .
5- بذل الذات والاهتمام الزائد مع أطفالها والمسامحة الزائدة كرد فعل إثر معاناتها السابقة للتغلب على القلق في أن تكون كوالدتها وهذا ما يسلب طاقتها وحيويتها .
6- الإدمان على العمل وبذل الذات وجلدها للتفوق والتميز في أحد مجالات الحياة لتعويض تقدير الذات .

نصائح عامة :
1- نحن نتعلم أشياء كثيرة ولكن لا نتعلم أسس الزواج والتربية وتربية الأولاد ، فيجب الانتباه كمجتمع إلى هذا الأمر .
2- الاهتمام بشؤون الأولاد وخصوصاً البنات فهي مهمة جداً في نظرهم و تبدو بسيطة في نظر الأم والاستماع لها .
3- مراقبة التغيرات التي تطرأ عليهم وعلى شخصياتهم وعلى سلوكهم والتغييرات الفيزولوجية في مرحلة المراهقة وتوجيهم ودعمهم .
4- النصح بذكاء ومرونة، وعدم النقد المستمر والجارح، وعموماً ليس أمام الآخرين، واختيار المكان والوقت المناسب .
5- إعطاء الحب الغير مشروط وتقبل أولادنا كما هم ومحبتهم كما هم وعدم التفريق بينهم في الحب واحترامهم وتعليمهم احترام أنفسهم .
6- استعمال العبارات الجميلة الرقيقة والثناء عليهم .
7- المرونة في التعامل والتنويع وعدم تقليد أمهات الأخريات فما ينفع لغيرهم قد لاينفع لهم .
8- الانتباه للفتاة في هذه الأمور المهمة :
أ- التغييرات الفيزياوية في مرحلة المراهقة .
ب- النظافة الشخصية .
ج- النقاش حول أمور الحب والعلاقات .
د- تقدير الذات وزيادة الثقة بالنفس .
ه- تعلم قول لا عندما يتطلب الامر .