الثقافة الزوجية والصحة الجنسية للمرأة

ما الذي تعنيه الثقافة الزوجية وما هي الصحة الجنسية للمرأة؟ تعرفي إلى الاحتياجات الجنسية وأساسيات الثقافة الزوجية والجنسية وطرق التواصل مع الشريك
الثقافة الزوجية والصحة الجنسية للمرأة

الثقافة الزوجية والصحة الجنسية للمرأة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد يعتبر الجنس مجرد وظيفة جسدية من الوظائف التي يؤديها جسدنا يحركها هرمون مصمَم لإدامة النوع لكنه بالمقابل نشاط ممتع وصلة عظيمة تساعد في تعزيز الروابط بين الزوجين، وتقوية مشاعرهما وزيادة ارتباطهما، وهو شيء أساسي ومهم في حياة البشر عموماً لذا سنولي اليوم اهتماماً للصحة الجنسية للمرأة ونخبرك الكثير عما ترغبين بمعرفته وقد تخجلين من الإفصاح عنه.

تعد الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة بمثابة الصحة الجسدية الجيدة للمرأة، بل إنه أمر أساسي لتمكينها من اتخاذ الخيارات والقرارات المتعلقة بحياتها، بما في ذلك موضوع إنجاب الأطفال.
لذا سيدتي لا تتعلق صحتك الجنسية والإنجابية برفاهيتك الجسدية فحسب، بل تتضمن حقك في علاقات صحية ومحترمة، وخدمات صحية شاملة وآمنة وتمكينك من الحصول على معلومات دقيقة بما يخص كل شيء عن الأمراض المنقولة جنسياً والحمل والإنجاب، ووسائل منع الحمل الفعالة والميسورة التكلفة، والحصول على الدعم والخدمات في الوقت المناسب في فيما يتعلق بالحمل غير المخطط له.
إضافة لمعلومات حول الحيض والخصوبة وفحص عنق الرحم ومنع الحمل والحمل والمشكلات الصحية المزمنة (مثل الانتباذ البطاني الرحمي ومتلازمة تكيس المبايض) وانقطاع الطمث.
إذ يمكن أن يساعد الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والمعلومات الجيدة حول الحفاظ على نمط حياة صحي، وخدمات الصحة البدنية والعقلية، وبالتالي تساعدك على تحقيق الصحة والرفاهية الأمثل. [1]

    animate

    في دراسة تاريخية نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في عام 1999، على سبيل المثال، كشف عالم الاجتماع بجامعة شيكاغو إدوارد أو. لومان عن النتائج التي توصل إليها بأن 30% من النساء لديهن رغبة جنسية منخفضة أو معدومة (هذا الاختلاف في الرغبة الجنسية هو أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للنساء والأزواج لطلب العلاج الجنسي.)
    ولكن كان هناك أيضاً جانب إيجابي: إذا مارست هؤلاء النساء الجنس واستمتعت به، فإنهن في النهاية يشعرن بالرغبة.
    المفتاح المغفل لرغبة المرأة.. في عامي 2000 و2002، أجرت طبيبة نفسية في جامعة كولومبيا البريطانية تدعى روزماري باسون مقابلات مع مئات النساء اللاتي ذكرن أنهن يشعرن "بالحياد الجنسي" في بداية ممارسة الجنس فقط عندما بدأوا في ممارسة الحب واستمتعوا به بدأوا في الإحماء وشعروا برغبة حقيقية.
    في السنوات التي تلت ذلك، أكد باحثون آخرون النتائج التي توصلت إليها باسون؛ في أكبر دراسة استقصائية شملت 3687 امرأة.
    وجدت الباحثة البرتغالية في الجنس آنا كارفالهيرا أن النساء اللواتي قلن إن الجنس يسبق الرغبة يفوق عدد النساء اللواتي أبلغن عن الرغبة أولاً بهامش 2 إلى 1.
    أما اليوم، يقبل المعالجون الجنسيون بشكل متزايد وجهة نظر باسون القائلة (إن لم يكن معظم) النساء، فإن الرغبة ليست سبب ممارسة الجنس، بل نتيجتها.
    لكن إذا كانت المرأة لا تشعر بالشهوة قبل ممارسة الجنس فلماذا تمارسه وفقاً لباسون، ليس الهدف الأساسي هو الحصول على هزات الجماع، بل مشاركة العلاقة الحميمة، هذا يعني أن الرجال يصبحون حميمين للحصول على الجنس، في حين أن النساء يمارسن الجنس لاكتساب العلاقة الحميمة والعاطفة.
    لذا تعتمد احتياجات المرأة الجنسية على الشعور بالحب والحنان وتحفيز الجسد بالكامل كالعناق والتقبيل وبعض المساج واللمسات اللطيفة والحنونة فهذا النمط الجنسي لكامل الجسم الذي يسمح للمرأة بتجربة الرغبة هو نفس النهج الذي يوصي به المعالجون الجنسيون للرجال الذين يرغبون في زيادة الانتصاب والحفاظ عليه والاستمتاع بالتحكم في القذف.
    بمعنى آخر، هو ما يتيح للمرأة وقت الإحماء الذي تحتاجه لتجربة الرغبة ويصبح الزوجان عاشقان متحمسان، وتحسن الوظيفة الجنسية للرجال وتعزز رضا الطرفين. [2]

      القدرة على التحدث عن الجنس وتحديد احتياجاتك هي مهارة مهمة حقاً كما يمكن تعلم هذا الأمر بقليل من الممارسة والوقت لذا سنعطيك بعض الأفكار لتساعدك: [3]

      1. توضيح وفهم أفكارك: بداية قبل أن تشرعي بالتحدث حول احتياجاتك الجنسية عليك التفكير قليلاً في احتياجاتك ورغباتك على سبيل المثال: لماذا تريدين التحدث عن الجنس مع شريكك؟ هل تشعرين بعدم الرضا في مكان ما بعلاقتكما الجنسية؟ مما يساعدك على تجنب قول أي شيء قد يبدو عاماً أو سلبياً بعض الشيء مثل: "أنا فقط لا أستمتع" أو شيئ من هذا القبيل.
      2. التعرف على رغباتك: بالطبع قد لا تعرفين تماماً ما الذي تريدينه، لكن البدء في التفكير بشكل عميق في هذا النوع من الأشياء يمكن أن يكون على الأقل نقطة انطلاق عندما تبدأي أنت وشريكك في اكتشاف ذلك معاً.
      3. معرفة ما الذي يشعرك بالمتعة الحقيقية: قد يمنحك التفكير بشكل عام بالجنس وطرق ممارساته وأنواعه؛ قدرة على إيجاد طريقة للتحدث بشكل أكثر تحديداً عما ترغبين في التخلص منه من الجنس، أو ما تريدينه من علاقتك قد يشمل هذا الحديث عن مدى أهمية الجنس بالنسبة لك في العلاقة، وعدد المرات التي ترغبين فيها بإقامة علاقة وما الذي يثيرك أو يزعجك.
      4. كيف تعبرين عن نفسك: فيما يتعلق بكيفية الحديث عن الجنس، لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. لكن هناك مبدأين سيساعدانك في تجاوز الأمر احرصي على مراعاتهما هما الصدق واللطافة، لذا حاولي أن تكوني صريحة بشأن ما تريدينه سواء كان ذلك في عدد المرات التي تمارسان فيها الجنس، أو ما هي أنواع الأشياء التي ترغبين في القيام بها أو ما إذا كان هناك نشاط معين ترغبين في القيام به بشكل مختلف قد يكون الأمر محبطًا أو حتى محيراً لشريكك إذا كنتِ غامضة لذا كوني صريحة!

      ولكن من المهم أيضاً محاولة أن تكوني حساسة ولطيفة إذا كان هناك شيء تريدين تغييره حاولي صياغة أي طلبات بعبارات إيجابية مثل: "أحب حقاً...، لكني سأحب ذلك إذا استطعنا أن نجرب العمل على...."، بدلاً من " نحن لا نفعل... " بهذه الطريقة، من غير المرجح أن يشعر شريكك بالهجوم أو الأذى وسيدرك أنك تعبّرين عن نفسك أو رغبة أو حاجة لديك بدلاً من شيء يتعلق به وبأدائه.

        قد يكون التحدث عن الجنس مع شريكك أمراً صعباً حقاً حيث يقلق العديد من الأشخاص بشأن إيذاء مشاعر شريكهم من خلال طرح الموضوع خاصةً إذا كان الموضوع يتعلق بعدم الشعور بالرضا، فقد يجدون الحديث عنه بصراحة محرجاً، إذ ربما لم ينشؤوا في بيئة كان للجنس فيها نصيباً بالطرح والمناقشة الصريحة! [4]
        من خلال إجراء هذه المحادثات، يمكن أن يكون لعلاقة شريكك فوائد عاطفية ونفسية وعقلية. تشمل الموضوعات الجنسية التي تناقشها المرأة مع زوجها ما يلي: [5]

        • كم مرة نحب ممارسة الجنس: تتطلب كل علاقة جنسية صحية التواصل المستمر فمن المهم التركيز على كل من احتياجاتك واحتياجات شريكك.
        • كيف تستكشف المجهول.
        • كيف نتعامل مع الاختلافات فيما نتمتع به نحن وشركاؤنا.
        • الأمراض المنقولة جنسياً: يعد التحدث عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي جزءاً من امتلاك صحتك الجنسية.
        • ممارسة الجنس الآمن وتحديد النسل: تاريخياً، تقع مسؤولية تحديد النسل على عاتق النساء، وكان ذلك عبئاً لا داعي له يجب أن يكون جميع الشركاء على دراية ويشاركون في الوصول إلى طرق فعالة لتحديد النسل واستخدامها بشكل مسؤول، لذا عليكما الاتفاق حول وسائل منع الحمل التي تناسبكما وعدد الأطفال الذي ترغبان بإنجابه.

          أظهرت دراسة تلو الأخرى أن الدافع الجنسي للرجال ليس فقط أقوى من النساء، ولكنه أكثر وضوحاً على النقيض من ذلك، يصعب تحديد مصادر الرغبة الجنسية لدى النساء.
          قد يختلف الناس عموماً لكن سنخبرك عن سبعة أنماط من الدافع الجنسي للرجال والنساء اكتشفها الباحثون: [6]

          1. الرجال يفكرون أكثر في الجنس: غالبية الرجال البالغين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يفكرون في الجنس مرة واحدة على الأقل يومياً، وفقاً لتقرير لومان تقول "إن حوالي ربع النساء فقط يفكرن في الأمر كثيراً" مع تقدم الرجال والنساء في العمر، يتخيل كل منهم أمور جنسية أقل، لكن الرجال لا يزالون يتخيلون ضعف عدد المرات التي تتخيل أ تفكر فيها المرأة بالجنس.
            في دراسة استقصائية تقارن الدافع الجنسي للذكور والإناث، وجد عالم النفس الاجتماعي في جامعة ولاية فلوريدا، روي بوميستر، أن الرجال أبلغوا عن المزيد من الإثارة الجنسية العفوية ولديهم تخيلات أكثر تواتراً وتنوعاً في تحقيق الرغبة.
          2. يسعى الرجال إلى ممارسة الجنس بشغف أكبر: ويخلص بوميستر إلى أن "الرجال يرغبون في ممارسة الجنس أكثر من النساء في بداية العلاقة، وفي منتصفها، وبعد سنوات عديدة من ذلك". يقول الرجال أيضاً إنهم يريدون المزيد من شركاء الجنس في حياتهم، وهم أكثر اهتماماً بالجنس العرضي (غير المخطط له).
          3. إن الانقباضات الجنسية للنساء أكثر تعقيداً من الرجال: يقول باحث في الجنس بجامعة نورث وسترن: "الرجال صارمون للغاية ومحددون بشأن من يثيرونهم، ومن يريدون ممارسة الجنس معه، ومن يقعون في حبه". على عكس النساء اللواتي يجدن صعوبة بالتحديد.
          4. الدافع الجنسي لدى النساء يتأثر أكثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية: تتغير وجهات نظر النساء بالنسبة لممارسة الجنس فمع الوقت نجد أن المرأة تتأثر بوجهات نظرها الجنسية وفقاً لأقرانها وقراراتهم أو تبعاً لمستواها الثقافي وطريقة تفكيرها كما قد يؤثر واقعها الديني على آرائها وممارساتها
            كذلك كانت النساء أكثر عرضة من الرجال لإظهار التناقض بين القيم المعلنة عن الأنشطة الجنسية مثل الجنس قبل الزواج وسلوكهن الفعلي.
            تقول لومان "إن الرجال لديهم كل الحافز لممارسة الجنس لتمرير مادتهم الجينية. على النقيض من ذلك، قد تكون النساء مجتهدات في اختيار شركائهن بعناية، لأنهن من يمكن أن يحملن وينتهي الأمر برعاية الطفل على عاتقهن. من المحتمل أن يكونوا أكثر انسجاماً مع جودة العلاقة لأنهم يريدون شريكاً سيبقى حولهم للمساعدة في رعاية الطفل".
          5. تأخذ النساء طريقاً أقل مباشرة نحو الإشباع الجنسي: يتجه الرجال والنساء في مسارات مختلفة قليلاً للوصول إلى الرغبة الجنسية تقول الطبيبة النفسية في مدينة نيويورك إستر بيريل: "أسمع نساء يقولن في مكتبي أن الرغبة تنبع بين الأذنين أكثر مما تنبع بين الساقين فبالنسبة للنساء، هناك حاجة إلى حبكة ومن هنا تأتي الرواية الرومانسية يتعلق الأمر أكثر بالتوقع، وكيف تصل إلى النشوة؛ إنه الشوق هو وقود الرغبة" كما تقول: "على النقيض من ذلك، لا يحتاج الرجال إلى نفس القدر من الخيال، لأن الجنس أبسط وأكثر وضوحاً بالنسبة لهم.
          6. النساء يعانين من هزات الجماع بشكل مختلف عن الرجال: يستغرق الرجال، في المتوسط​​، 4 دقائق من نقطة الدخول حتى القذف، وفقاً لما ذكره لومان تستغرق النساء عادة حوالي 10 إلى 11 دقيقة للوصول إلى النشوة الجنسية إذا حدث ذلك.
          7. يبدو أن الرغبة الجنسية لدى النساء أقل استجابة للأدوية: نظراً لأن الدافع الجنسي لدى الرجال يبدو أكثر ارتباطًا بشكل مباشر بالبيولوجيا عند مقارنته بالنساء، فقد لا يكون من المفاجئ أن يتم علاج الرغبة المنخفضة بسهولة أكبر من خلال الأدوية لدى الرجال بينما مع النساء، أثبت البحث عن عقار لتعزيز الدافع الجنسي أنه بعيد المنال وليس فيه نتائج مرجوة 100%.

          إذا شعرت أن علاقتك الجنسية مع شريكك لا تسير على ما يرام أو شعرت بأعراض جسدية غريبة أو مؤلمة عليك استشارة الطبيب.
          في النهاية الجنس والاحتياجات الجنسية موضوع مهم أن تتعرفي عليه وتفهميه بشكل جيد لتصلي لأفضل وضع ممكن بعلاقتك وحياتك، وصحتك الجسدية، والنفسية، والعقلية.

          المراجع