أسباب العنف الأسري وآثاره وطريقة التبليغ عن العنف الأسري

ما هو العنف الأسري؟ وما هي أسبابه؟ ماذا أفعل إذا تعرضت للعنف الأسري؟ ما هي أرقام التبليغ عن العنف الأسري؟
أسباب العنف الأسري وآثاره وطريقة التبليغ عن العنف الأسري
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد العنف الأسري من أكثر أنواع العنف البشري انتشاراً في وقتنا الحالي، حيث يتعرض الفرد للعنف من قبل أقرب الناس إليه، ولكننا في هذا المقال سنقف على تعريف العنف الأسري، أسبابه وآثاره، والعنف الأسري ضد الأطفال بالإضافة إلى سبل علاجه.

تشتكي العديد من النساء من التعنيف من قبل أزواجهن الذين يضربونهن أو يضربون  أولادهن، أو يؤذونهن نفسياً، أو لفظياً، وكل هذه الأشكال من التعنيف، تعتبر من أنواع العنف الأسري.

يُعرّف العنف الأسري على أنه عنف الزوج تجاه زوجته، أو عنف الزوجة تجاه زوجها أو عنف الوالدين تجاه أولادهما، وبالعكس، ويشمل العنف الأسري العنف الجسدي والجنسي واللفظي[1]، من خلال التهديد والعنف الاجتماعي والفكري.
 

animate

للعنف الأسري كغيره من الظواهر الاجتماعية، أسباب كامنة، تتحكم في سلوك الفرد العنيف، وتؤثر على سلوك المعنَّفين. فما هي أسباب العنف الأسري؟
-
من أبرز أسباب العنف الأسري عدم وجود تفاهم وتوافق بين الزوجين، في مختلف جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية والبيئية.
- كما يعد ضعف الوازع الديني لدى الأفراد من أسباب العنف الأسري.
- وجود خلل واضطرابات في تربية أحد الوالدين أو كلاهما، ما ينعكس سلباً على تربية أبنائهم.
- ومن أسباب العنف الأسري الأحوال الاقتصادية السيئة التي تسود العائلة، حيث أن الفقر وقلة المادة تنعكس على كافة جوانب الحياة.
- صعوبة إيجاد لغة حوار مناسبة بين أفراد العائلة.
- العادات والتقاليد التي اعتاد عليها مجتمع ما، والتي تتطلب من الرجل أن يمارس سلطته على الأسرة من خلال العنف والقوة والضرب.

 

    قد تتعرض الزوجة للعنف من قبل زوجها من خلال الضرب أو إيذاء أولادها، أو إيذائها نفسياً أو جسدياً أو كلامياً، وكذلك قد يتعرض الزوج للعنف من قبل زوجته، أو يتعرض الأولاد للعنف من قبل الوالدين، ولكن ما هي الآثار التي يمكن أن يتركها العنف الأسري في نفوس المعنّفين؟[2]

    ينعكس العنف الأسري سلباً على المعنّفين، وقد يتحكم في حياتهم القادمة، وشكل علاقاتهم مع الآخرين، وإليك عزيزي القارئ، مجموعة من آثار العنف الأسري السلبية:

    - يعمل العنف الأسري على تشكيل العقد النفسية لدى المعنفين، والتي قد تتطور إلى سلوكيات لا أخلاقية أو إجرامية مستقبلاً.

    - تعد الأسرة النواة الأولى في التربية، فإذا كانت تمارس العنف الأسري على أبنائها، فستدفع الأبناء لممارسة العنف في المستقبل على أولادهم، لنبقى ندور في الدائرة نفسها من العنف.

    - يعمل العنف الأسري على تفكيك الأسرة، وانعدام الثقة والإحساس بالأمان.

    - يؤثرالعنف الأسري على المجتمع بأسره، باعتبار الأسرة نواة المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع بأكمله وإذا خربت خرب المجتمع كله.
     

    سنتناول هنا واحداً من أشد أنواع العنف الأسري فتكاً، وهو العنف ضد الأطفال، المُسبب من قبل أحد الوالدين أو كليهما، وعلينا أن نتفق في البداية، الأصل في الأسرة المودة والرحمة والتعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد، فإذا ضاع أحد هذه الأساسات ضاعت الأسرة[3].

    أسباب العنف الأسري ضد الأطفال:
    أسباب اقتصادية:
    من أهم أسباب العنف ضد الأطفال قلة توفر المال في أيدي الأب، مما يدفعه إلى  الانفعال، وتفريغ هذه الشحنات في أولاده.
    المفاهيم الخاطئة حول تنشئة الأبناء: وذلك من خلال يقين أحد الوالدين أو كليهما أن العنف هو الطريقة المُثلى في التعامل مع الأبناء.
    أسباب اجتماعية: راجعة إلى التفكك الأسري والخلافات الزوجية، وكبر حجم الأسرة، وإدمان المخدرات.
    وسائل الإعلام والبرامج التي تشجع على العنف، وتعمل على زرعه في نفوس أطفالنا.
    عدم تفعيل القوانين المعنية بالعنف ضد الأطفال، وعدم إيقاع عقوبات جادة على المعنِّف.

    أنواع العنف ضد الأطفال: يمكن تقسيم أنواع العنف ضد الأطفال إلى قسمين:
    أولاً: العنف الجسدي ضد الأطفال،
    وهو تعرّض الطفل للعنف أو الضرب الجسدي، ولهذا النوع أشكال عدة:
    - النوع القاتل: وهو فقدان الطفل حياته بسبب الشدة أو القسوة في التعامل.
    - النوع الخطر: وهو ما ينتج عنه إصابات خطيرة كالكسور، وإصابات الرأس، والحروق الشديدة.
    - النوع الأقل خطراً: وهو ما يكون له آثاراً على الجسم كشكل كدمات وتجمعات دموية في مناطق مختلفة من الجسم.

    ثانياً: العنف الجنسي ضد الأطفال، وهو تعرض الطفل لأي نوع من أنواع الأذى الجنسي، ويمكن سرد عدة أمثلة:
    الاتصال الجنسي: وهو قيام شخص بالغ بالاتصال الجنسي مع الطفل.
    سفاح الأقارب: وهو قيام أحد الوالدين أو الأقارب بإقامة علاقة جنسية مع الطفل.
    الاغتصاب: وهو تعرض الطفل للاعتداء الجنسي من قبل شخص راشد.
    الشذوذ الجنسي: وهو الاعتداء الجنسي الشاذ من قبل شخص راشد مماثل له بالجنس.
    التحرش الجنسي: وهو الإساءة الجنسية للطفل من خلال الكلام أو الفعل دون اعتداء جنسي.
    الاستغلال الجنسي: هو استغلال أو استدراج الطفل لاستغلاله جنسياً. 

    نتائج العنف ضد الأطفال:
    شعور الطفل بالإحباط والاكتئاب والوحدة.
    اضطرابات في تكوين شخصية الطفل.
    نقص الثقة بالنفس.
    صعوبة التواصل مع الآخرين.
    الاحساس بالحقد وكراهية المجتمع.
    يولّد العنف لدى الأطفال، والرغبة في إيذاء الآخرين، سواء بالأقوال أو الأفعال.
    اللجوء إلى التدخين وإدمان المخدرات.
     

      لعلك تتساءل عزيزي القارئ عن سبل الحدّ أو التخلص من العنف الأسري، إليك بعض الوسائل التي قد تساعد في حل المشكلة[4]:
      - نشر الوعي بين أفراد المجتمع بخطورة العنف الأسري وأضراره على الأسرة بالكامل والأطفال بشكل خاص، وذلك من خلال المحاضرات العامة وبرامج التوعية المجانية وتوزيع النشرات (البروشورات).
      - الحرص على تنشئة الأبناء التنشئة السليمة وزرع القيم الدينية والأخلاقية الصحيحة في نفوسهم.
      - العمل على تصحيح العادات والتقاليد المتحكمة في الزوجة والأبناء.
      - التجرد من ممارسة العنف الجسدي مع الأطفال، والعمل على اتباع أساليب حديثة في التربية.
      - وضع القوانين الصارمة والرادعة للعنف الأسري.
      - محاولة إبعاد الأطفال عن برامج العنف والتي تؤثر بشكل غير مباشر على سلوكيات الأبناء.
      - أن نحاول قدر المستطاع البعد عن كل الضغوطات التي تسبب العنف ضد الأطفال.
       

      وهناك طريقتان يمكن اتباعهما في هذه الحالة[4]:

      معالجة الأمر ذاتياً، داخل الأسرة: وتكون بأن يجلس الفرد مع نفسه، ويعيد تقييم الأمور بحيادية، ويحاول تحليل أسباب هذا العنف، ويبادرفي سبيل تجنيب نفسه الظلم، من خلال فتح قنوات الحوار مع المعنِّفين، ومحاولة الوصول إلى لغة حوار ملائمة، كما يمكن أن يتواصل مع أصدقاء مقربين، أو مع حكماء العائلة الكبيرة، ويأخذ بنصائحهم، لأنهم قد يرون المشكلة من زاوية أكثر حيادية، فيكون نصحهم أكثر موضوعية، وبعيداً عن التشنج، أو قد يكون لديهم القدرة على ثني المعنِّف عن فعله من خلال الإقناع بالحكمة.

      اللجوء إلى الجهات المختصة: قد لا تجدي الطريقة الأولى نفعاً، ولا توصل إلى نتيجة، وقد تزيد أحياناً حجم العنف الواقع على الفرد، وفي هذه الحالة يكون الحل باللجوء إلى الجهات المختصة، والتي تتبنى بدورها تقديم خطط علاجية، إذ تجنح جمعيات الحماية الاجتماعية إلى الإصلاح الذي يتم التركيز فيه على حل المشكلة ودياً بين الأطراف، والتأهيل الاجتماعي الذي يتم التركيز فيه على الجلسات العلاجية والإرشادية للحالات المتعرضة للإيذاء، إلى جانب التأهيل النفسي الذي يتم التركيز فيه على الجلسات النفسية العلاجية للحالة، وأخيراً الإيواء بعد التأكد من عدم وجود من يرعى الحالة وسط محيطها العائلي. من هذه الجهات المختصة، جمعيات حماية المرأة، وجمعيات تنظيم وحماية الأسرة والطفل، ووزارة التنمية الاجتماعية، ومنظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى بعض الجمعيات المحلية التي تكافح العنف ضد الأسرة وتوفر خطاً مجانياً ساخناً للتواصل معها على مدى 24 ساعة في اليوم في حال التعرض لأي نوع من العنف.
       

      في حال تعرض المرأة أو الطفل أو حتى العجزة للتعنيف من قبل أي شخص في الأسرة، يمكنه التواصل مع أحد أرقام حماية الأسرة في دولته.

      أرقام هواتف جمعيات ومنظمات حماية الأسرة والمرأة والطفل في الدول العربية:

      التبليغ عن العنف الأسري في السعودية:

       - وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، رقم الهاتف: 1919

      - برنامج الأمان الأسري الوطني 

      الرياض: 00966118040022  

      جدة: 0966126240000

      التبليغ عن العنف الأسري في الإمارات:

      - مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، رقم الهاتف: 800111 

      خط نجدة الطفل: 800700

      التبليغ عن العنف الأسري في الكويت:

      - الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان، هاتف: 0096525321377

      التبليغ عن العنف الأسري في قطر:

      - المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة، رقم الهاتف: 4467944

      - مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، الخط الساخن: 108

      رقم المؤسسة: +974 4467 9444

      التبليغ عن العنف الأسري في سلطنة عمان:

      - دائرة الحماية الأسرية - وزارة التنمية الاجتماعية، الخط المجاني: 77788-800

      التبليغ عن العنف الأسري في فلسطين:

      - مؤسسة سوا، الرقم المجاني لمنطقة القدس: 1800500121 

      رقم المؤسسة: 00972 22418100

      - حركة السوار النسوية: 04-8533044

      - جمعية تنظيم وحماية الاسرة الفلسطينية:  6283636-02 

      التبليغ عن العنف الأسري في لبنان:

      - منظمة كفى، الخط الساخن: 009613018019

      هاتف المنظمة: 009611392220

      التبليغ عن العنف الأسري في الجزائر:

      - وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، هاتف: 00213021449946

      التبليغ عن العنف الأسري في المغرب:

      - وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية: 0537.68.40.64

      - الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والأسرة، هاتف: 022266929

      التبليغ عن العنف الأسري في تونس:

      - وزارة المرأة والأسرة والطفولة، الرقم الأخضر: 80101030

      - فضاء تمكين، هاتف: 56162726 / 55552726 

      التبليغ عن العنف الأسري في ليبيا:

      - المنظمة الليبية لمناهضة العنف وخطاب الكراهية: 00218 91-0003771

      - المنظمة الليبية للتنمية: 00218 92-2746320

      التبليغ عن العنف الأسري في السودان:

      - وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، هاتف: 83770329

      التبليغ عن العنف الأسري في اليمن:

      - منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، هاتف: 009671210755

      التبليغ عن العنف الأسري في البحرين:

      - دار الأمان للمتعرضات للعنف الأسري، رقم الهاتف: 80008001

      التبليغ عن العنف الأسري في الأردن:

      - الجمعية الأردنية لتنظيم وحماية الأسرة، رقم الهاتف: 5715358 - 5161037

      - إدارة حماية الأسرة - وزارة التنمية الاجتماعية، رقم الهاتف: 065815838 / 065819436 / 065815738

      - اتحاد المرأة الأردنية، خط الإرشاد: 0096265675729

      التبليغ عن العنف الأسري في العراق:

      - مديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري - وزارة الداخلية، رقم الهاتف: 139

      -  جمعية نساء بغداد هاتف: 009647906973103

      التبليغ عن العنف الأسري في مصر:

      - الخط الساخن لنجدة الطفل المصري: 16000

      - مكتب شكاوى المرأة، الخط الساخن: 08008883888

      - المجلس القومي للمرأة، الخط الساخن: 01007525600

      - مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، الخط الساخن: 01210009192

      إن العائلة هي مسكن الأرواح، الذي من المفترض أن تسكن إليه أرواح الأفراد، لتأمن من الخوف والعنف الذي يثيره الغرباء، فإذا ما أصبحت وكراً للخوف، لم تعد أسرة!
       

      [1] مقال "ما هو العنف الأسري؟" منشور في thehotline.org، تمت مراجعته في 1/9/2019.
      [2] مقال Melinda Smith و Jeanne Segal "العنف الأسري وإساءة المعاملة" منشور في helpguide.org، تمت مراجعته في 1/9/2019.
      [3] مقال الدكتور Toby D. Goldsmith "ما هي أسباب العنف الأسري؟" منشور في psychcentral.com، تمت مراجعته في 1/9/2019.
      [4] مقال "ما هو العنف الأسري وكيف يمكن التعامل معه؟" منشور في au.reachout.com، تمت مراجعته في 1/9/2019.