بحث حول العنف المدرسي الأسباب والحلول

تأثير العنف المدرسي على الطلاب والتحصيل الدراسي وحلول العنف المدرسي
بحث حول العنف المدرسي الأسباب والحلول
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أصبحت ظاهرة العنف المدرسي من أكثر القضايا الاجتماعية جدلاً في الآونة الأخيرة بسبب انتشارها بشكل ملحوظ في العديد من البيئات المدرسية وتسببها في العديد من المخاطر على صحة الأطفال والمراهقين، وهذا ما خلق العديد من المخاوف عند الآباء حيال احتمالية تعرض الأبناء لمثل هذا النوع من العنف أو اكتسابه من بيئة المدرسة، وفي هذا الصدد نستعرض في هذا المقال بحث كامل عن موضوع العنف المدرسي يتضمن أسباب العنف المدرسي وظواهره والنتائج السلبية التي قد يسببها بالإضافة إلى أهم الحلول لمكافحة العنف المدرسي.

العنف المدرسي هو ظاهرة من ظواهر السلوك العدواني الذي يحدث ضمن نطاق المدرسة ويؤثر على أي فرد له علاقة بالمجتمع المدرسي، سواء أكانوا طلاباً أم مدرسين أو موظفين يعملون في المدرسة، ويشكّل العنف المدرسي عائقاً يحول دون سير العملية التعليمية بشكل سليم وصحيح ومتكامل.

العنف المدرسي له عدة أشكال ومظاهر ويمكن أن يمارسه العديد من الأشخاص، حيث يمكن أن يقوم به الطلاب تجاه طلاب آخرين أو تجاه مدرسين، أو يمكن أن يتسبب به المسؤولون عن إدارة المدرسة من موظفين ومدرسين تجاه الطلاب، وحتى أنه يمكن أن يشمل الممتلكات المتعلقة بالمدرسة وكل ما يوجد داخلها من معدات.
أما عن مكان حدوثه فهو يرتكز بشكل أكثر شيوعاً ضمن الحرم المدرسي، لكنه قد يحصل في أي محيط له علاقة بالمدرسة، كالرحلات المدرسية، خلال الطريق إلى المدرسة، بالقرب من المدرسة بعد الخروج منها.

وعلى الرغم من أن العنف المدرسي يواجه مختلف الأعمار، إلا أن الفئة الأكثر عرضة له والأكثر تأثراُ به هم الأطفال والمراهقون الصغار، حيث يمكن أن يواجهوا حالات من العنف المدرسي شديدة الخطورة قد تنتهي بالوفاة. [1]

animate
  1. تقليد المشاهد العنيفة: سببت المشاهد العنيفة المنتشرة بكثرة في الألعاب والأفلام وبعض البرامج إلى استسهال العنف من قبل الأطفال والمراهقين والرغبة في تقليده للإحساس بالقوة والسيطرة، بالإضافة إلى أن تقليد العنف قد يكون بسبب مشاهدة هذا العنف في المنزل كأن يكون الزوج يضرب زوجته أمام الأطفال فيقومون بتقليد ذلك في المدرسة.
  2. عدم قدرة المدرس على ضبط الطلاب: قد يؤدي أحياناً كثرة شغب الطلاب أثناء أحد الحصص الدراسية وعدم انضباطهم بالشكل الكافي إلى اتباع المدرس لأساليب عنيفة كالضرب ومعاقبة الطلاب كمحاولة لتخويفهم وضبط تصرفاتهم.
  3. هوس الهيمنة والسيطرة: يكون هوس السيطرة ممارساً من أحد الطلاب تجاه آخرين، وخصوصاً في مرحلة المراهقة، وفي أحيان أقل يكون لدى أحد المدرسين أو الإداريين العاملين في المدرسة هوس للسيطرة والتحكم بالمدرسين الآخرين أو الطلاب.
  4. البيئات الاجتماعية المتخلفة: دائماً ما يسود السلوك العنيف في البيئات الاجتماعية المتخلفة التي تنتشر فيها ظواهر الجهل والفقر وارتفاع معدلات الجريمة، فتؤدي الفوضى الحاصلة على إثر ذلك وعدم سيطرة القوانين وتدني المستويات الثقافية والتعليمية إلى انتشار العنف على مختلف الأصعدة بما في ذلك المدارس، وغالباً ما نرى في هذه البيئات اعتماد الضرب القاسي من المدرسين للطلاب في المدارس وانتشار الفوضى بين الطلاب بحد ذاتهم واستخدام الأسلحة وغير ذلك.
  5. التعرض للرفض الاجتماعي: يترك الرفض الاجتماعي الكثير من الآثار السلبية في نفسية الأطفال والمراهقين قد يكون أحد أهمها الانحراف وتطور السلوك العدواني العنيف الذي يسبب ممارستهم للعنف المدرسي، وذلك كمحاولة لإرضاء النفس ومواجهة هذا الرفض وإيقافه ونسيان الألم الذي يسببه.
  6. التعنيف المنزلي: تعرض الأطفال والمراهقين للتعنيف ضمن المنزل يعكس في العديد من الحالات تطور سلوك عدواني عنيف يُمارس ضمن نطاق المدرسة غالباً.
  7. ضعف الاهتمام الأسري: عدم انتباه الأهل وأفراد الأسرة على تصرفات الأبناء واللامبالاة في مشاعرهم يخلق لديهم إحساس بالوحدة وعدم رغبة الاهل بوجودهم، مما قد يؤدي إلى الانجرار في العديد من السلوكيات السلبية التي منها العنف والعدوانية وسرعة الغضب تسبب بدورها العنف المدرسي.
  8. الألعاب العنيفة: مع الأسف أصبحت أنواع الأسلحة المؤذية منتشرة بكثرة على شكل ألعاب للمراهقين وقد سهلت ممارسة العنف وجعلت المراهقين راغبين بشدة للحصول عليها لفرض قوة أكبر وجعل العنف الممارس أكثر سهولة.
  9. الغيرة: الغيرة بين الزملاء أحياناً بسبب التفوق أو تباين اهتمام المدرسين ببعض الطلاب دون الآخرين قد تثير غضب بعض الطلاب، فيندفعون للاعتداء على زملائهم وتعنيفهم بهدف التقليل من قيمتهم.
  10. الأصدقاء العنيفين: الانخراط ضمن مجموعة من الأصدقاء العنيفين قد يشجع على استخدام العنف، ويجعل المراهق خصوصاً، يراه كأسلوب لإثبات شخصيته وقوته أمام أصدقاءه. [3-2]
  1. الأذى الجسدي: وهو نوع العنف المدرسي الذي يعتمد على استخدام القوة الجسدية لإزعاج الضحية والتحكم بها والتسبب بالضرر والألم لها، يُمارس ضد الطالب إما من قبل أحد المدرسين أو من قبل أحد الزملاء، واعتماداً على ذلك يمكن ذكر العديد من الأمثلة كالضرب باستخدام اليد أو باستخدام أداة ما كالعصا أو الكتاب أو أي شيء آخر، أو بالركل والخدش والدفع، أو الإجبار على القيام بأعمال متعبة ومؤلمة واتخاذ وضعيات غير مريحة كالوقوف لوقت طويل وغير ذلك.
  2. التنمر المدرسي: أكثر أنواع العنف المدرسي انتشاراً، حيث يُعاني الكثير من الأطفال من تنمر الأصدقاء في المدرسة أو تنمر المعلمين أحياناً، ويمكن أن يأخذ التنمر عدة أشكال كالإساءة بالكلام أو فضح الأسرار أو السخرية من لباس الطالب أو شكله أو عرقه أو مستواه الدراسي أو نشر الأخبار المسيئة والكاذبة، ويتميز التنمر المدرسي بأنه يكون متكرر ومتعمد لنفس الشخص.
  3. الرفض والإقصاء: إن أسلوب الرفض المتعمد هو من أشكال العنف الممارس غالباً من قبل الجماعة، حيث يقوم مجموعة من الطلاب برفض وجود طالب آخر بينهم وعدم قبول الاختلاط أو الحديث معه وعدم السماح له بالتقرب من أي أحد.
  4. سلوكيات غير أخلاقية: تشمل مجموعة من السلوكيات المنحدرة، كالسرقة والتخريب ورمي الأشياء على الضحية كالماء والإذلال ورمي الفتن بين الطلاب أو بين المدرسين وغير ذلك.
  5. التسلط: وهو عندما يقوم شخص أو مجموعة أشخاص باستغلال ضعف الضحية للتسلط عليها بأخذ أغراضها أو إجبارها على القيام بأعمال تخدم المتسلط أو منعها من القيام بعمل آخر، وأكثر من هم عرضة لهذا النوع من العنف المدرسي هم الأشخاص الذين لهم انتماء مختلف عن باقي الأفراد في المدرسة، كطائفة معينة أو عرق معين أو بسبب وجود مرض معين عند الضحية.
  6. التنمر الإلكتروني: أصبحت أساليب التنمر الإلكتروني منتشرة بشدة في المدارس، وتتمثل بنشر صور خاصة مسروقة أو صور محرجة غير حقيقة، تلفيق أخبار غير صحيحة، نشر تعليقات مؤذية وخبيثة، الرسائل والاتصالات المزعجة، سرقة البيانات أو الصفحات الخاصة الموجودة على مختلف وسائط الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي واستخدامها بشكل مسيء.
  7. العنف الجنسي: من أخطر أنواع العنف الذي يمكن في كثير من الحالات تواجده ضمن النطاق المدرسي، يشمل ذلك حوادث التحرش الجنسي، والاعتداء الجنسي الجسدي أو اللفظي، التلميحات الجنسية والتخويف بها، الإكراه الجنسي، وارتكاب جريمة الاغتصاب. [2]
  1. الأذية الصحية والجسدية: تشمل الإصابات والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها الطالب بسبب العنف المدرسي، كالجروح والخدوش والكسور العظيمة والكدمات، وقد يمتد ذلك لأماكن أكثر خطورة كالإصابة بإعاقات جسدية أو جروح خطيرة وفي أحيان نادرة التسبب بالوفاة.
  2. أضرار نفسية: والتي تعني تعرض الطالب لاضطرابات نفسية عديدة على إثر التعرض للعنف المدرسي، كالحزن والاكتئاب والشعور بالوحدة، الخوف من الذهاب إلى المدرسة، ضعف الشخصية، قلة الثقة بالنفس، الأرق واضرابات النوم.
  3. تغيرات سلبية في السلوك: حيث يسبب التعرض للعنف المدرسي حدوث تغير في مستوى سلوكيات الطالب على عدة أصعدة، فيلاحظ العصبية والغضب الدائمين، الميل للعدوانية وأذى الآخرين وخصوصاً في نطاق المدرسية، تعنيف من هم أقل قوة كالأطفال الأصغر أو الحيوانات، تخريب الأغراض والألعاب بشكل عنيف، السرقة، التلفظ بكلام وشتائم غير لائقة وغير ذلك.
  4. مشاكل اجتماعية: تتمثل بضعف قدرات الطفل على التواصل، عدم الرغبة في الانخراط مع الآخرين، العزلة والوحدة، رفض التفاعل في النشاطات المدرسية، قلة الثقة بالآخرين، عدم التكيف مع الجو المدرسي.
  5. تراجع التحصيل الدراسي والصعوبات الأكاديمي: كالتدني في المستوى الدراسي، التسرب من المدرسة، عدم الرغبة في الدراسة والتعلم والرفض الدائم للذهاب إلى المدرسة، وآثار بعيدة المدى تمنع الطالب المتعرض للعنف المدرسي من التطور في المجال الأكاديمي وربما تؤدي به إلى عدم إكمال الدراسة.
  6. التعاطي والإدمان: أخطر مظاهر وآثار العنف المدرسي هي الانجرار لسلوكيات الإدمان وتعاطي المخدرات، وهي غالباً تابعة للآثار النفسية السيئة التي يقع بها الطالب، وخصوصاً بالنسبة للمراهق، فتدفعه إلى الانحدار السلوكي وتعاطي المخدرات.
  1. فرض قوانين صارمة في المدارس: بحيث تكون هذه القوانين قادرة على ضبط سلوك كل من الطلاب وحتى المعلمين ومنع أحد من أذية الآخر، كقانون منع ضرب المدرسيين لطلابهم، وضع كاميرات مراقبة للحد من الأعمال الهجومية بين الطلاب، تفتيش الطالب الذي يلاحظ عليه السلوك العدواني لتفقد وجود أي سلاح أو آلة حادة مؤذية، معاقبة أي طالب يقوم بتعنيف زميل له، طرد الطلاب الذين يؤذون غيرهم ولا يستجيبون للإنذارات، منع استخدام الهواتف المحمولة في المدراس ومصادرتها، معاقبة المعلمين الذين يعنفون طلابهم.
  2. الاستعانة بأخصائيين لتقديم الرعاية للطلاب في المدرسة: يشمل ذلك الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين الذين يقدمون المساعدة والرعاية لأي طالب يتعرض أو يعاني من أي مشكلة نفسية، كالانطواء والعزلة والغضب والسلوك العدواني وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تقديم حصص وجلسات توعية حول موضوع العنف المدرسي والتأثير السلبي الذي يتركه على نفسية الطالب وحياته.
  3. التوعية حول الإخبار عن العنف: حيث من المهم جداً في المدرسة أن يتم تقديم التوعية حول ضرورة الإخبار عن أي حالة عنف تُشاهد أو يتم التعرض لها، وأن المدرسة والإدارة تستطيع مساعدة أي طالب تتم مهاجمته وإزعاجه سواء من زملائه أو مدرسيه.
  4. تقوية العلاقة بين الطلاب والمعلمين: يقضي الطلاب أكثر وقتهم في المدرسة مع معلميهم، فإن لم تكن العلاقة بين الطالب والمعلم تجري بشكل سليم سيخلق هذا العديد من المشاكل كالعنف المدرسي، لذا للحد من ظاهرة العنف المدرسي وحلها يجب دوماً التشجيع على تقوية العلاقة بين الطلاب والمعلمين والعمل على ذلك.
  5. طلب مساعدة الأهالي: حيث إن التواصل مع الآباء خطوة هامة في عملية كبح العنف المدرسي والحد من آثاره السلبية، فكما ذكرنا في الأسباب قد يكون انحراف سلوك الطالب وخصوصاً لو كان في مرحلة الطفولة هو انعكاس لمشاكل أسرية يتعرض لها الأبناء في المنزل، لذا يُطلب من الأهالي الانتباه لحالة الابن النفسية في المنزل ومراقبة تصرفاته والحذر في أسلوب التعامل معه ومحاولة التحدث إليه والتقرب منه لمعرفة سبب العنف الذي يبدر منه أو الذي يتعرض له ضمن المدرسة والوصول للحل المناسب بمساعدة الإدارة المدرسية.
  6. تنبيه الأسرة لتصرفات الأبناء في المدرسة: ويتضمن ذلك إخبار الأهل بأي تصرف غريب يبدر من الأبن، كالوحدة والانطوائية، عدم المشاركة في الدروس، ويجب اتباع هذا خصوصاً لو كان تصرف الطالب عدواني وعنيف كالميل للغضب والعدوانية مع الزملاء أو مع المعلمين، تخريب أي غرض أو مهاجمة أي طالب في المدرسة وغير ذلك. [4]

المراجع