طرق التصالح مع النفس وفتح صفحة جديدة

كيف أتصالح مع نفسي؟ كيف أعيد ترتيب أوراقي وأعيد تكوين نظرتي إلى ذاتي؟ كيف أفتح صفحة جديدة وأبدأ من جديد؟
طرق التصالح مع النفس وفتح صفحة جديدة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نقسو كثيراً على أنفسنا بلومها وانتقادها على أتفه الأشياء،؟، ويتعدى الأمر مع البعض حدود القسوة لتصل إلى كره الذات وعدم تقديرها والنظرة لها نظرة دونية، وهذه الأمور التي نلوم أنفسنا عليها لو حدثت مع غيرنا سنجد أنفسنا نهوّن عليهم ونلتمس لهم الأعذار، فلماذا لا نفعل ذلك مع أنفسنا؟
يفهم البعض "حب الذات" بشكل مشوّه، ويعتقدون أنه يدل على الأنانية والطمع، بينما حب الذات هو الأصل في حب كل شيء آخر، فإذا لم تحب نفسك وتقدرها، لن تفعل ذلك مع الآخرين. 
وحب النفس هنا ليس رؤيتها بشكل متعالٍ، وإنما تقديرها ومعرفة مواطن تميزها وجمالها، ومنحها المعاملة التي تستحقها، لذلك إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على بداية علاقة جديدة مع ذاتك، ومن ثم مع العالم.

أحيانًا يكون الإنسان هو أكبر منتقد لنفسه، فيحاصره صوته الداخلي بالتشكيك به، مما ينعكس على نظرة الآخرين له، وكما يقول الكاتب الإنجليزي وليام هازليت: "الذي يقلل قيمة نفسه يقلل الآخرون من قيمته".
لذلك كن منتبهاً لصوت النقد الداخلي، وأوقفه فوراً، ولا تسمح بالاسترسال مع الأفكار التي تقلل من قدرك، ولا يتنافى هذا مع مراجعة النفس، وتصحيح الأخطاء، والسعي للتطور، وإنما يجعلك منتبهاً للأفكار والكلمات السلبية المحبطة.
ولن تتمكن من تحقيق ذلك، إلا بالتوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، فعلى الرغم من أن العالم كله حولنا يشجعنا على عقد المقارنات طوال الوقت، بتشجيع فكرة المنافسة، إلا أنك إذا أردت أن تفتح صفحة جديدة مع ذاتك، وتحبها وتقدرها، فكف عن تضييع الوقت بمقارنتها مع الآخرين، واعتز بما لديك، وطوّر مواهبك، واستمتع بحياتك بعيداً عن التنافس، واعلم إنك مميز.

animate

يقول الفيلسوف الأمريكي رالف والدو إيمرسون: "الحماس هو المحرك الرئيسي للجهد، وبدونه لا يتحقق شيء عظيم"، وإذا أردت الحفاظ على حماسك دائماً، لابد أن تدرك مدى شجاعاتك وجسارتك، وحجم الإنجازات التي حققتها، فربما في خضم المقارنات والنقد المستمر لا تلاحظ إنجازاتك، لذلك توقف قليلاً، وامنح نفسك الثناء الكافي، يكفي أنك بذلت قصارى جهدك، حتى ولو لم تظهر النتائج الملموسة، فرحلتك ملهمة، وستثمر قريباً.
كثيراً ما نركز على الأشياء التي قمنا بها بشكل خاطئ، وننسى ما قمنا به بشكل صحيح، مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من الإحساس بالسوء والتقصير والفشل.
وفي الأغلب يركز الناس على فشلهم أكثر من إنجازاتهم، ربما للحماية الذاتية من الإخفاقات المستقبلية، ولا بأس بالاعتراف بالأخطاء، ولكن إذا كنت حقاً تريد بدء صفحة جديدة مع نفسك، فعليك أن تركز على أفعالك التي قمت بها بشكل صحيح، وتأكد أنه حتى أصغر الأشياء تحدث فرقًا، وتستحق الثناء.

في عصر تسيطر عليه الصورة، يعتقد كثيرون أن الشكل الخارجي لا يعبر عن قيمتهم، فيصيبهم الإحباط والقلق وضعف الثقة بالنفس.
ولابد أن تدرك أن مظهرنا لا يحدد من نحن، ولا يحكم علينا، وإذا كانت الصورة الخارجية تترك الانطباع الأول لدى الناس، إلا أنهم سرعان ما يتجاوزونها إلى الشخصية والطريقة والطباع والعادات.
حينما تنظر في المرآة ركز على ما يعجبك، واعتز بشكلك كما هو، وإذا راودتك أفكار سلبية، تذكر أنك أكبر من مجرد هذه الصورة المنعكسة.
إن الجمال الخارجي عرضة للتغير، وأصبح سهل الوصول إليه بالجراحات والمستحضرات والحيل، كما أنه أمر نسبي يختلف الناس في تقديره وتذوقه، أما جمالك الداخلي فهو كنزك الحقيقي الذي لا يزيده تقدم السن إلا نضارة وحسناً.

اعتني بنفسك جسداً وعقلاً وروحاً، فهو أمر أساسي للمحبة الذاتية، خصص وقتاً لك لتفكر فيما يسعدك حقًا، وثق أن إسعادك لنفسك هو ما يجعلك ناجحاً ونشيطاً ومحباً للآخرين ومؤثراً بشكل إيجابي في حياتهم.
جرّب أن تكتب هذا السؤال على ورقة: "سأحب نفسي أكثر حينما أفعل.."، وقم بملء هذه النقاط بما تشعر أنه حقاً يسعدك، مهما كان بسيطاً أو تفصيلياً، وهذه بعض الاقتراحات:
أتمرن 20 دقيقة في اليوم.

  • أتأمل وأسترخي في هدوء.
  • أتعلم شيئاً جديداً.
  • أقضي المزيد من الوقت مع الأصدقاء.
  • أحصل على جلسات تدليك بشكل منتظم.
  • أتطوع في نشاط خيري يهمني.
  • أحصل على أجازة.
  • أبدأ مشروعي الخاص.
  • أتناول طعاماً صحياً.
  • أتنزه في الطبيعة.

بعد أن تعد قائمة أشيائك المفضلة، اختار التركيز على واحدة أو اثنتين منها، ومع الوقت أضف المزيد لتصبح عادات يومية في حياتك وليست مجرد أنشطة موسمية.

أحلامك ليست رفاهية، ولكنها تبدو غائمة وبعيدة لأنها غير مرسومة في خيالك بوضوح.
إن الخطوة الأولى لتحقيق الأحلام هي أن ترسم في الخيال، كل الإنجازات الموجودة حولك بدأت هناك في الخيال وكانت أحلاماً آمن بها أصحابها، وكما يقول والت ديزني: "كل أحلامنا يمكن أن تتحقق إذا امتلكنا الشجاعة لمطاردتها".
الأحلام التي تتحول لأهداف ومن ثم إلى واقع يجب أن تكون أصيلة، نابعة حقاً من داخلك، وليست مجرد انعكاس لآراء الآخرين وأهدافهم، لا يهم أن يكون الحلم كبيراً ومثار إعجاب الناس، يكفي أن يلمس قلبك ويثير شغفك.
فاترك لخيالك العنان، كما لو كنت طفلاً ترسم حياتك كما تريد، ثم على أرض الواقع ابدأ بالأهداف الصغيرة، وحوّل الحلم الكبير إلى مراحل، وهذه المراحل إلى إنجازات جزئية.