ما الفرق بين ادمان الحشيش وإدمان الكحول
يمكن الفرق الأساسي بين الكحول والحشيش في طبيعة الإدمان، فبينما يعتبر إدمان الكحول ادمان جسدي بالأساس، يعتبر ادمان الحشيش حالة نفيسة، بالإضافة لبعض الفروق في الأعراض والتأثير المخدر، في هذا المقال نضيء على أهم الفروق بين الحشيش والمخدرات.
الفرق بين إدمان الحشيش وإدمان الكحول بشكل أساسي هو طبيعة المواد المخدرة في كل منهما وآثارها المباشرة وغير المباشرة والأعراض الانسحابية عند العلاج أو الإقلاع.
حيث يعتبر الحشيش أقل تأثيراً على الوعي من الخمور التي تسبب حالة من الانفصال التام عن الواقع، كما تكون آثار المشروبات الكحولية أوضح على المدمن، من جهة أخرى فإن أعراض الانسحاب الكيميائي للخمور أشد وأكثر قوّة من الحشيش، وغالباً ما تكون أعراض الاعتماد النفسي أيضاً أشد في المشروبات الكحولية.
لا يمكن المفاضلة بين الحشيش والخمر من حيث أيهما أفضل أو أقل ضرراً! الفرق هو في آلية التأثير المخدّرة، فهذه المقارنة قد تجعل البعض يتعامل مع الحشيش بوصفه أقل ضرراً وهذا ليس صحيحاً، فأضرار الحشيش الصحية والنفسية والاجتماعية ما تزال خطيرة ومدمّرة وإن كانت الخمور أكثر فتكاً أو ضرراً.
الحشيش يحتوي على مادة (تتراهيدروكانابينول) التي تؤثر في المستقبلات الكانابينويدية في الدماغ، وتسبب تغيّر في الإدراك والمزاج، أما الكحول هو مادة مثبطة للجهاز العصبي المركزي، تؤثر على مستقبلات GABA وNMDA، وتؤدي إلى تهدئة الأعصاب، اختلال التوازن الحركي، وضعف السيطرة التنفيذية.
الكحول يُحدث اعتماداً جسدياً ونفسياً واضحاً يترافق مع أعراض انسحابية قد تكون شديدة وخطيرة (مثل الارتعاش، التهيؤات، نوبات الصرع)، بينما الحشيش يُسبب غالباً اعتماد نفسي أكثر منه جسدي، وأعراض الانسحاب منه تكون أخف نسبياً، لكنها تشمل القلق، اضطراب النوم، والتهيج.
إدمان الكحول يرتبط بضعف الوظائف التنفيذية، السلوك العدواني، واضطراب التقدير الاجتماعي، أما الحشيش فغالباً ما يؤدي إلى ضعف التركيز، تراجع الذاكرة قصيرة الأمد، واللامبالاة أو الانسحاب العقلي.
الاستهلاك المزمن للكحول يؤدي إلى تلف الكبد (تشمع الكبد)، أمراض القلب، واعتلالات عصبية دائمة، أما الحشيش مرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الذهان، خاصة عند التعاطي في سن مبكرة أو بتركيزات عالية، إضافة للأمراض التنفسية المرتبطة بالتدخين.
الكحول قد يؤدي إلى الوفاة نتيجة التسمم الكحولي الحاد نتيجة الإفراط في الشراب في الجلسة الواحدة أو تشمع الكبد كنتيجة طويلة الأمد للإدمان، وهو خطر غير شائع في الحشيش، حيث أن الجرعة الزائدة القاتلة من الحشيش نادرة جداً في الأدبيات الطبية.
من منظور طبي وعلمي يُعدّ الإقلاع عن الحشيش من الناحية الفيزيولوجية أسهل نسبياً من الإقلاع عن الكحول أو بعض المخدرات الأخرى مثل الأفيونات (الهيروين) أو المنبّهات (الكوكايين أو الأمفيتامينات)، وذلك لأن الحشيش لا يُسبب عادةً اعتماداً جسدياً مفرطاً ولا أعراضاً انسحابية خطيرة تهدد الحياة.
ومع ذلك، فإن الإقلاع عن الحشيش ليس سهل بالضرورة، خاصة من الناحية النفسية والسلوكية، فنسبة من المدمنين يعانون من متلازمة انسحاب القنّب والتي تشمل القلق، الأرق، الاكتئاب، التهيّج، وانخفاض الشهية، وتستمر عادةً من أسبوع إلى أسبوعين.
أما الكحول فقد يؤدي الإقلاع المفاجئ عنه لدى المدمنين إلى أعراض انسحاب شديدة مثل الهذيان الارتعاشي، نوبات الصرع، واضطرابات في ضغط الدم قد تستدعي تدخّل طبي عاجل.
هل الحشيش أخبث من الخمر؟
من الناحية العلمية لا يمكن تصنيف الحشيش أو الخمر بأنه أخبث بشكل مطلق، لأن كليهما يحمل مخاطر مختلفة تعتمد على كمية الاستخدام، مدة التعاطي، وحالة الشخص الصحية، الكحول قد يؤدي إلى تلف الكبد وأعراض انسحاب قاتلة، بينما الحشيش يؤثر بشكل أكبر على الصحة النفسية والإدراك، خصوصاً عند التعاطي المزمن.
ما هو الفرق بين الخمر والمخدرات؟
الخمر (الكحول) يُصنَّف علمياً كمادة مثبّطة للجهاز العصبي المركزي، وهو نوع من المخدرات، لكن له تصنيف خاص بسبب انتشاره وشرعيته في بعض الدول، أما المخدرات فهي مجموعة أوسع تشمل مواد منشطة، مهلوسة، ومثبّطة، تؤثر على الدماغ بطرق متعددة، وبعضها يسبب اعتماد جسدا ونفسي شديدًا.
أيهما أخطر الحشيش أم الكحول؟
الكحول يُعتبر أخطر من الحشيش من حيث احتمال الوفاة الناتجة عن التسمم، الأضرار الجسدية (مثل فشل الكبد)، وسلوكيات العنف المرتبطة به، أما الحشيش فرغم أن أعراضه الجسدية أقل، إلا أنه يرتبط بزيادة خطر الذهان، الاكتئاب، وضعف الأداء العقلي، خصوصاً في فترات النمو المبكر، فالخطر نسبي ويعتمد على نمط الاستخدام ومدى الاعتماد.
