مشاكل الذكاء عند الأطفال ومفهوم الذكاء المحدود

ما الذي يعنيه الذكاء المحدود عند الأطفال، وما هي أوجه محدودية ذكاء الطفل، ثم ما هي العوامل التي تؤدي لضعف ذكاء الأطفال، وكيف يمكن والتعامل مع الطفل ضعيف الذكاء؟
مشاكل الذكاء عند الأطفال ومفهوم الذكاء المحدود

مشاكل الذكاء عند الأطفال ومفهوم الذكاء المحدود

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أن يكون لدى الطفل ضعف من حيث ذكائه أو قدراته العقلية أو درجه فهمه واستيعابه لبعض ضروريات الحياة وأولوياتها، فتلك مأساة لا يستهان بها وتعاني منها العديد من الأسر، ولأسباب عديدة وعوامل متنوعة قد يعاني الطفل من محدودية في ذكائه وضعف ملحوظ في قدراته العقلية أو سويته النفسية، وفي هذه الحالة يجب عدم ترك الطفل وحيداً في مواجهة مأساته وتحمل عواقبها التي قد تنعكس في تأثيرها على أدق وأبسط تفاصيل حياته اليومية ومستقبله، ومن هذا الباب كان من الواجب التعرف على أسباب هذه الظاهرة والنظر في أنواعها ومعناها ودرجة تأثيرها تمهيداً للتخفيف من نتائجها على الطفل وأسرته.

أن يكون الطفل ضعيف أو محدود الذكاء يعني أنا نلاحظ عليه:
مستوى أقل من التكيف الاجتماعي والنفسي والعاطفي، قدرات عقلية أقل، نتائج ضعيفة في الامتحانات المدرسية أو اختبارات الذكاء والقدرات العقلية، صعوبات في التعلم والتطور والقيام بالمهام والواجبات العادية والطبيعية مقارنة مع باقي أفراد المرحلة العمرية ذاتها، من خلال هذه الخصائص والصفات يمكن فهم وتفسير معنى أن يعاني الطفل من محدودية في ذكائه وأن يكون مستواه الإدراكي والاستيعابي أقل من أقرانه.

animate

قد لا يتوقف الأمر على التأخر الدراسي، وتحصيل نتائج ضعيفة في الامتحانات المدرسية أو عمليات التعلم، وإنما قد يمتد ضعف الذكاء في أشكاله ونتائجه إلى حدود أبعد من ذلك، كالأمراض العقلية والنفسية أو سوء التكيف الاجتماعي والنفسي أو الذكاء العاطفي والمعرفي، ومن بعض أوجه ضعف الذكاء عند الأطفال:

  1. تأخر في المستوى التعليمي: فالأطفال الذين يعانون من ضعف الذكاء يحققون مستوى أقل من التحصيل العلمي والدراسي، وينتج هذا عن عدم قدرتهم على مجاراة أقرانهم في أداء الامتحانات والواجبات المدرسية وعدم القدرة على التركيز أثناء شرح الدروس من قبل المعلم.
  2. ضعف القدرات البديهية البسيطة: كالتأخر في تعلم اللغة والكلام أو الأشياء والعمليات البسيطة التي يمكن لأي طفل القيام بها أثناء لعبه أو واجباته أو قضاء حاجاته اليومية الاعتيادية مثل ارتداء حذائه أو ملابسه أو حتى الاستحمام والاعتناء بنظافته الشخصية.
  3. ضعف التركيز والانتباه: وهذه الخاصية تعتبر من أسباب وأوجه ضعف الذكاء فهي من القدرات العقلية الطبيعية التي تساعد الفرد على فهم واستيعاب المواقف والأحداث، ووجود ضعف في هذه الخصائص سوف يؤدي لضعف في القدرات العقلية ومستوى الذكاء.
  4. سوء التكيف مع المحيط: فالأطفال ذوي الذكاء المحدود لا يتمكنون من التكيف مع الظروف الجديدة أو مجاراة الأحداث وتحليل نتائجها وما تطلبه من أفعال أو ردود أفعال.
  5. مستوى إدراكي ضعيف: فنتيجة لضعف الذكاء يؤدي الطفل المحدود في قدراته العقلية نتائج أدنى في العمليات العقلية والإدراكية والتي تحتاج إلى حسابات وعمليات ذهنية، مثل الحفظ والتذكر أو العمليات الحسابية البسيطة أو فهم المعاني المجردة.
  6. البلادة: وهي عبارة عن بطء في البديهة أو في الاستجابات الحركية والانفعالية المناسبة مع الظروف والمواقف المختلفة.
  7. عدم القدرة على المتابعة في العمليات الذهنية المجردة: مثل القدرة على تعلم واستخدام اللغة أو الحسابات الرقمية وضعف في استيعاب المواد العلمية التي تحتوي على أمثلة أو معاني مجردة بعيدة عن الواقعية المباشرة، مثل المنطق أو الرياضيات أو الهندسة.

بين عوامل تربوية وأخرى نفسية أو عقلية مرضية أو حتى العوامل البيئية في بعض الأحيان، يمكن تفسير السبب وراء ضعف وتأخر الطفل في ذكائه والمحدودية في قدراته العقلية أو الذهنية، وتبعاً لمعنى تأخر الذكاء وأشكاله وأبعاده من حيث الآثار والنتائج يمكن تحديد مجموعة من الأسباب والعوامل المؤدية إليه:

  1. أسباب مرضية نفسية لضعف الذكاء عند الأطفال
    • عدم الثقة بالنفس ومحدودية الذكاء: الطفل غير الواثق من ذاته والذي لا يستطيع تقدير إمكاناته معرض لبعض الهواجس والأفكار التي تعيق تنمية خبراته وقدراته وتطوير مهاراته، وفي مثل هذه الحالة سوف يتأخر هذا الطفل عن أقرانه سواء من حيث مستواه التعليمي والدراسي أو من حيث الخبرات والمعارف التي من المفروض أنه قد تجاوزها وتعلمها حال وصوله لمرحلة عمرية معينة، وهنا سوف تزداد قدراته العقلية ضعفاً وبالتالي سينعكس هذا على مستوى ذكائه.
    • اضطرابات وأمراض نفسية تؤثر سلباً على مستوى ذكاء الطفل: فبعض الأطفال قد يولدوا ولديهم مشاكل أو اضطرابات نفسية متعددة أو قد يمروا ببعض الظروف التي تخلق لديهم مثل هذه الاضطرابات والأمراض مثل مشاكل الشخصية أو الفوبيات ولوم الذات، وفي جميع الأحول فإن هذه الاضطرابات النفسية سوف تشغل الطفل عن تطوير قدراته العقلية ومهاراته وخبراته المعرفية حتى ولو كان عقله سليماً بما ينعكس سلباً على مستوى ذكائه وقدرته على التعلم والتطور.
    • الأسباب الوراثية وضعف القدرات العقلية لدى الطفل: عدم التوافق بين الوالدين أو إصابة أحدهما بمرض معين أو حدوث بعض الطفرات الهرمونية والجينية أثناء الحمل أو عملية التلقيح، غالباً ما تؤدي هذه العوامل إلى حدوث أمراض واضطرابات لدى الجنين وفي كثير من الأحيان تصيب هذه الاضطرابات القدرات العقلية والذهنية للطفل.
  2. أسباب عقلية لمحدودية ذكاء الطفل
    • التخلف العقلي وضعف الذكاء: وهو أحد الأمراض العقلية المتعددة والتي تنتج عن أسباب وراثية أو خلقية في بعض الأحيان أو إصابة الدماغ بسبب الحوادث أو الصدمات النفسية خلال الحياة الاعتيادية، وهذا التخلف العقلي له العديد من الأنواع تختلف بحسب طبيعة أثرها على مستوى ذكاء الطفل وقدرته على التعلم والتطور ونوعية الضرر في الدماغ، وقد يصل بها الأمر إلى درجة لا يستطيع فيها الطفل المريض تحمل مسؤولياته حتى تناول الطعام بنفسه.
    • ضعف الذاكرة وأثرها على مستوى ذكاء الطفل: لأسباب عديدة قد تكون الذاكرة لدى بعض الأطفال ضعيفة، وحالات ضعف الذاكرة متنوعة أيضاً تبعاً لعدة درجات وأشكال من أمراض الذاكرة، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة واسترجاعها هو من أهم الأسباب الذي يؤدي لضعف الذكاء وعدم القدرة على التعلم.
    • تشتت الانتباه والتركيز ومحدودية ذكاء الطفل: وهي من الأسباب والنتائج المرتبطة بضعف الذكاء، فالطفل الذي لا يتمكن من تركيز انتباهه نحو ما يتعرض له من مواقف وما يتعلمه من أشياء لن يتمكن من فهم هذه المواقف واستيعاب مجرياتها وبالتالي تعلم دروسها.
    • الأمراض العصبية أو الدماغية وضعف القدرات العقلية: مثل أنواع الإعاقة الجسدية أو العقلية أو النفسية المتعددة مثل سرعة الغضب أو ضعف الاستجابة والتي تجعل الطفل أساساً أقل قدرة على مجاراة أقرانه في ما يستطيعون القيام به وانجازه كونه أساساً لا يتمتع بالقدرات الطبيعية التي لديهم.
  3. أسباب اجتماعية بيئية وتربوية لضعف الذكاء عند الأطفال
    • البيئة ودورها في تنمية ذكاء الطفل: فلمنزل الطفل والبيئة التي يعيش فيها أثر بالغ في تحديد مستوى ذكائه أو قدراته على التعلم والتطور، فبعض البيئات قد تؤدي لضعف في ذكاء الطفل بسبب عدم التشجيع وعدم توفير الأجواء والظروف المناسبة لتنمية مهارات الطفل أو قدراته الإدراكية في الفهم والاستيعاب والتعلم، ونتيجة لذلك ينشأ الطفل ويكبر في مستوى تعليمي ودراسي وثقافي ضعيف وبالتالي لا يتمكن من تطوير معارفه وزيادة خبراته أو تحقيق نتائج جيدة في متطلبات الحياة منه.
    • الأهل والأسرة: من حيث أسلوبهم التربوي المتبع مع الطفل أو تشجيعهم له لتنمية قدراته وتطوير نفسه أو الامتناع عن هذا التشجيع وما لكل ذلك من آثار ونتائج على مستواه العقلي والإدراكي.
    • المدرسة: فبعض الأشياء التي قد يتعرض لها الطفل في مدرسته كالاعتداء من قبل الأقران أو الخوف من المدرسة أو أحد المدرسيين أو كرهه وعدم استيعابه للمناهج التعليمية، سوف يؤدي لتراجعه في المستوى الدراسي والتعليمي.
    • ظروف الحمل والولادة: وما يحدث خلالها من ظروف تؤثر على صحة الطفل العقلية والجسدية.

أكثر ما يشغل الأسر التي لديها طفل يعاني من محدودية الذكاء أو التأخر العقلي، هي الأساليب التربوية والخطوات العلاجية التي من خلالها يمكنهم مساعدة طفلهم على تجاوز ضعف قدراته وذكائه، وتحقيق نتائج أفضل سواء في تحصيله الدراسي أو مستواه العقلي والإدراكي، ويمكن ذكر بعض هذه الخطوات:

  1. الانتباه لصحة الأم أثناء الحمل: فكل ما تتعرض له الأم أثناء حملها سواءً مرض أو صدمات نفسية وعاطفية أو ظروف صعبة واستثنائية سوف ينعكس غالباً في أثره بطريقة أو بأخرى على صحة جنينها الجسدية أو العقلية أو النفسية.
  2. إجراء الفحوصات المناسبة عند الإقدام على الزواج أو إنجاب طفل: في كثير من الأحيان والحالات يكون السبب في إصابة المولود بمرض أو تشوه أو ضعف في أحد خواصه، هو عدم التوافق بين الخصائص الجسمية والكيميائية للزوجين أو وجود عوامل وراثية مشتركة خاصة في زواج الأقارب، وهذا ما يدفع ثمنه طفلهما سواءً في ضعف قدراته الجسدية أو العقلية أو النفسية.
  3. تشميل الطفل في برامج تدريبية وعلمية تهدف لتطوير ذكائه وقدراته: مثل بعض برامج وخطط المؤسسات الصحية والتعليمية أو الرعاية الاجتماعية أو حتى المسابقات والأهداف الإبداعية، وعرضه على الأطباء المختصين في الحالات المرضية.
  4. زيادة ثقة الطفل بنفسه وتنمية قدراته ومهاراته: فمن خلال تعليم الطفل مهارات التفكير وتجاوز المشكلات والمواقف، بالإضافة لتنمية قدرة خاصة لديه سوف يشعر بأنه يستطيع أن يجاري الآخرين وربما أفضل منهم نظراً لامتلاكه قدرة أو موهبة خاصة، وهذا سوف يزيد ثقته بنفسه ويشكل دافعاً وحافزاً لديه لتطوير قدراته والسعي للنجاح وتحقيق نتائج أفضل في مهامه.
  5. التشجيع والتحفيز باستمرار على التعلم وتطوير المعارف: في بعض الحالات قد لا يكون السبب في ضعف ومحدودية الذكاء مرض أو اضطراب عقلي أو نفسي، وإنما لأسباب أخرى قد تتعلق بظروف الطفل البيئية والاجتماعية، وفي هذه الحالة فالطفل لا يحتاج أكثر من التحفيز والتشجيع والشعور أنه قادر على النجاح والتقدم في قدراته وتطوير خبراته ومعارفه.
  6. تحسين الظروف البيئية والسكنية التي سوف يعيش فيها الطفل: وذلك بهدف تهيئة ظروف مناسبة وأكثر قدرة على مساعدة الطفل لتركيز انتباهه وتنظيم أفكاره ومجالاً أفضل للقيام بمهامه وتحقيق أهدافه.
  7. وضع برامج بشكل دوري من قبل إدارة المدرسة لتقييم قدرات الأطفال: وبالتالي العمل على تقسيم التلاميذ إلى مجموعات وإعطاء كل منها ما يناسبه من دروس لتطوير قدراته العقلية والتعليمية.
  8. التغذية الجيدة والعناية بصحة الطفل العقلية والجسدية: العقل السليم بالجسم السليم وانطلاقاً من هذه المقولة المشهورة يمكن استنتاج ضرورة العناية بحاجات الطفل الصحية أو الغذائية، بهدف تحقيق جسم أقوى وسليم صحياً، يساعد في تنمية القدرات العقلية لدى الطفل.

عندما يكون الطفل ضعيفاً في ذكائه ومحدود القدرات والمهارات ويعاني من صعوبات على مستوى التعلم سواء في دراسته أو حتى في مجالات الحياة المتنوعة، فإن هذا الضعف في القدرات سوف يعود عليه أو على أسرته بنتائج سيئة قد تؤثر على حياته اليومية أو حتى على شخصيته ونصيبه المستقبلي، ولذلك من الأفضل الكشف المبكر على مستوى ذكاء الطفل وقدراته والعمل على تطويره وزيادة مهاراته ومعارفه.