دواء جديد لعلاج السرطان ما هو دواء فيتراكفي (Vitrakvi)؟

ما هو دواء فيتراكفي (Vitrakvi) الجديد لعلاج مرض السرطان؟ كيف يعمل دواء السرطان الجديد وما هي الآثار الجانبية المحتملة للدواء؟ هل سينتهي كابوس السرطان؟
دواء جديد لعلاج السرطان ما هو دواء فيتراكفي (Vitrakvi)؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أعلنت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية (The US Food and Drug Administration) -والتي تعتبر مرجعية عالمية هامة في تصريح أمان الأدوية الجديدة- موافقتها على طرح علاجين دوائيين جديدين للسرطان هما فيتراكفي (vitrakvi) الذي سنذكره في هذا المقال، ودواء كزوسباتا (Xospata) والذي تحدثنا عنه بالتفصيل في مقال آخر.

تمت الموافقة على هذا دواء فيتراكفي (Vitrakvi) واسمه العالمي هو (Larotrectinib) قبل الدواء الآخر (Xospata) بمدة يومين، ويعتبر فيتراكفي علاجاً كيميائياً للأورام التي تمتلك صفة وراثية محددة أو ما يدعى باسم الواسمات الحيوية (Biomarkers) وهي مواد كيميائية يمكن معايرة قيمتها بإجراء تحاليل واختبارات خاصة وتشير زيادة كل نوع منها على ورم من نمط وراثي ما أو إصابة بعامل ممرض محدد.
يذكر أن هذا الدواء قابل للاستخدام لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، كما صرحت إدارة الغذاء والدواء أن فيتراكفي هو ثاني علاج من هذا النوع يحصل على تصريح الاستخدام، يتميز هذا النوع من العلاج الكيميائي بكونه يهاجم الخلايا الورمية مستدلاً عليها بالواسم الحيوي الخاص بها بغض النظر عن مكان نشوء الورم من الجسم.
سوف يتم استخدام دواء فيتراكفي في علاج الأورام الصلبة التي تملك طفرة وراثية خاصة اسمها اندماج مورثة (NTRK) وبشكل خاص الأورام التي لم يحصل فيها طفرات مولدة للمقاومة على هذا الدواء، كما يشترط ألا يكون الورم منتقلاً إلى بؤر إضافية، وأن يكون الاستئصال الجراحي للورم غير ممكن أو عالي الخطورة، وأن يكون الورم مستعصياً على العلاجات التقليدية.
تعتبر الطفرات من النوع NTRK نادرة إلى حد ما ولكنها قد توجد في أنواع عديدة من السرطانات وهذا ما يعطي الدواء أهمية كبيرة بسبب الطيف الواسع من السرطانات التي يمنح الأمل بعلاجها مثل بعض أشكال سرطان الثدي وسرطان الغدد اللعابية وسرطانات الأنسجة الرخوة لدى الأطفال وسرطان الكولون وغيرها الكثير.
 

animate

الواسمات الحيوية (Biomarkers) هي جزيئات ومركبات كيميائية يشير وجودها إلى حدوث عمليات حيوية طبيعية أو غير طبيعية تجري في جسم الكائن الحي، لذلك فإن وجودها يمكن أن يكون علامة لإصابة خفية بمرض ما، قد تكون هذه الواسمات مرتبطة بالأورام وتدعى حينها بـ الواسمات الورمية (Tumor Markers)، كما يوجد حالات أخرى تفيد فيها الواسمات الحيوية مثل داء التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis)، الأمراض القلبية والتهاب الكبد والكثير من الأمراض الأخرى.


يمكن أن تكون الواسمات الحيوية كلاً مما يلي:
- بروتينات مميزة لا توجد في الحالة الطبيعية.
- طفرات وراثية أي تغيراً في الحمض النووي لعدد من الخلايا.
- نسخاً إضافية من مورثات (جينات) معينة في الخلايا الشاذة.
- مورثات ناقصة.


نعلم أن المادة الوراثية في كل خلية حية تعتبر مخزن التعليمات التي تستخدمها الخلية في تركيب البروتينات والإنزيمات وجميع الوظائف الحيوية فهي المخططات المرجعية لهذه الخلايا، وعندما يحدث خطأ في المادة الوراثية من حذف أو زيادة أو تبديل في ترتيب المورثات، ينعكس ذلك على الخلية الشاذة بأداء وظائف غير طبيعية أو إنتاج مركبات كيميائية لا تفرزها في الحالات الطبيعية، يمكن أن يتم استخدام هذه المركبات الشاذة التي لا تفرز في الحالة الطبيعية كواسمات حيوية (Biomarkers) تشير إلى أنماط معينة من الأمراض.


هناك طرق عديدة للكشف عن الواسمات الحيوية تبعاً للمكان الذي يتوقع أن نجدها فيه:
• في بعض الحالات مثل أورام الدم تنتج الخلايا المشوهة مركبات كيميائية شاذة يمكن معايرتها في تحليل الدم.
• في حالات أخرى يتم طرح الواسمات الحيوية في سوائل الجسم مثل البول أو اللعاب.
• يمكن أيضاً ملاحظة الواسمات الورمية عند تحليل البراز في بعض سرطانات الأنبوب الهضمي.
• هناك وسائل أكثر دقة لملاحظة الواسمات الحيوية وهي عن طريق معايرتها في عينات نسيجية أو تحليل الحمض النووي للخلايا المشبوه بها.
 

هذا الدواء الجديد فيتراكفي -على الرغم من محاسنه المذهلة- يحمل خطورة حدوث آثار جانبية مزعجة وبعضها قد يكون خطيراً كما قد يظهر في المستقبل آثار جانبية أخرى لم يتم توثيقها بعد.

ومن الآثار الجانبية المعروفة والشائعة (التي لوحظت لدى أكثر من 20% من المرضى):
- فقر الدم (42%).
- الغثيان (29%).
- الدوار (28%).
- السعال (26%).
- الإمساك (23%).
- الإسهال (22%).
 

إضافة إلى ذلك يمكن أن يختلط استخدام هذا الدواء بمضاعفات خطيرة وإن كانت نادرة الحدوث منها:
- السمية العصبية (Neurotoxicity):
نادراً ما تصل الأذية العصبية إلى مستويات شديدة ومهددة للحياة، كما يبدو أن معظم الإصابات العصبية (65% منها) تظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج أما الباقي فتتأخر حتى عامين أو أكثر، ومن الاضطرابات الشائعة لوحظ الهذيان واضطرابات في المشية والتوازن والذاكرة.
- السمية الكبدية (Hepatotoxicity): تقاس السمية الكبدية من خلال معايرة مواد كيميائية تدعى الخمائر الكبدية وهي إنزيمات توجد داخل خلايا الكبد في الحالة الطبيعية وترتفع مستوياتها في الدم عند تخريب خلايا الكبد وانطراح هذه الخمائر خارجها، يعتبر ارتفاع هذه الخمائر أمراً شائعاً يحدث لدى 45% من المرضى وهو غالباً ارتفاع غير مهم ولا يسبب مشاكل على المدى البعيد، ولكن مع ذلك يجب أن تتم مراقبة وظائف الكبد وإجراء تحليل الخمائر الكبدية كل أسبوعين في البداية للتأكد من عدم وجود خطورة لتطور قصور الكبد.
- السمية على الجنين (Fetal Toxicity): لم يتم اختبار هذه التأثيرات على الأجنة البشرية لأسباب أخلاقية واضحة، ولكن الاختبارات على فئران وأرانب التجارب أظهرت ارتفاع معدل حدوث التشوهات لدى الأجنة المعرضة لهذا الدواء، ولهذا يجب اتباع وسيلة فعالة لمنع الحمل لدى جميع النساء المتزوجات الخاضعات لدواء فيتراكفي، بالإضافة إلى إجراء إجهاض عند ضرورة إعطاء العلاج لسيدة حامل.
- السمية على الرضيع: مثله مثل سائر أشكال العلاج الكيميائي للأورام الخبيثة، والتي يجب أن تمتنع المريضة عن الإرضاع خلالها.

وفي الختام.. عالم البحث العلمي في مجال الأورام الخبيثة وعلاجها واسع ومتجدد كل يوم، وهذا ما يبشر في المستقبل بالمزيد من التقدم والسيطرة على الأورام الخبيثة لتحويل السرطان من كلمة مرعبة إلى معركة متكافئة وقابلة للربح لدى الغالبية العظمى من المرضى.