كيف أقنع ابنتي أني لم أقصد التمييز بينها وبيت أخوتها وأني أحبها

لا تحبيهم سواسية و تحبي الذكور اكثر

عزيزتي يجب العدل بين الأولاد في العطية، والنظر إلى جميع الأبناء بعين الرضا التي لا تميز بين واحد وآخر؛ لأن تفضيل بعضهم على بعض يورث البغضاء والعداوة فيما بينهم، و انت الآن تعلمي انك وقعتي في هذا الخطأ و عليك ان تغمري ابنتك بالحنان ، و تلبي احتياجاتها ، و تعلمي خطوره التفضيل حتي تبتعدي عنه نهائياً .

بالطبع ما قمتي به و هو الاهتمام بالاولاد علي حساب الفتاه و اكثر منها ، هو السبب في كل ما تمر به ابنتك ، فالفتاه مثل الولد و لها نفس الحقوق في التربيه و في الاهتمام و الحب و الطعام ، علي العكس ابنتك كانت تحتاج منك الي الاهتمام الزائد لانها الفتاه الوحيده في المنزل و كان يجب ان تكون الصديقه بالنسبه لك . 

كان الله في عونك يا عزيزتي على التعامل مع ابنتك ففي النهايه المشكلة يجب ان تكون انتهت الان فهي اخبرتك بما يحدث وانت تمكنت من تفهم الامر ولم تكابري او تعامدي وها امر رائع فيمكنك ان تحلي المشكلة الان دون اي تعقيدات على الاطلاق ويمكنك ان تنهي الامر وتهتمي لابنتك وتعدلي بينها وبين ابناءك الاخرين

عليكي ان تعلمي ان الطريقة الوحيدة للتعامل مع الامر هي بان تتحدثي مع ابنتك وان توضحي لها مدى حبك لها وانه ان كان حدث منك خطا فهذا لا يعني انك لا تحبيها وانك ستحاولي ان تغيري الوضع لكن هي يجب ان تتحدث معك وان توضح لك ان كان هناك مشكلة لتتمكني من وضع حد لها 

لا تندمي علي مافات فالمهم هو اصلاح ما هو قادم ، و لتحسين العلاقة بينكما انصحك بطريق مباشر وغير مباشر، وأقصد بالطريق غير المباشر أن تضفي على البيت روح السعادة والتفاؤل والحب والدفء ، و ان تتقربي منها و ان تجعليها الصديقه بالنسبه لك ، فالفتاه الوحيده في البيت من المفروض ان تكون الاقرب للام ، و لكن لم يفت الاوان علي تصحيح هذا الامر .

كل ما تحتاجي إليه هو الصبر لاصلاح ما أُفسد في ابنتك و لا شك انها تحتاج إلى مزيد من الصبر و الحكمه في التعامل معها ، ولكن اعلمي أن مشوار الألف ميل بدايته خطوة واحدة فليكن عزمك قويا وهمتك عالية؛ لتجني ثمرة هذا الجهد الذي ستبذلينه لاستعادة أبنتك حتى تقر عيناك بها ، و اول خطوه هي الاعتذار لابنتك و عدم تكرار نفس الخطأ ، فاذا كانت ابنتك واثقه في عدم تكرارك نفس الافعال سوف تتقرب منك و تغير رأيها عنك .

يا عزيزتي التمييز مشكله كبيره ، فالطفل الذي يشعر بانه اقل من باقي اخوته يتعرض لمشاكل و عقل نفسيه كبيره ، فانقذي ابنتك من تلك الحاله و تقربي منها و شاركيها الاحاديث والتعبير عن رأيها بثقة، وطرحها للحلول وأساليب معالجة المشكلات ، ايضا التوقف عن التميز باي طريقه حتي في ابسط الامور مثل الطعام و الشراب 

كان لابد من ان لا تكرري نفس اخطاء اهلك في الماضي مع اولادك ، فالشخص الذي مر بهذه المشاكل لا يرغب في ان يمر اولاده بها ! و لكن بكل اسف انت اخطأتي و التفرقه بين اولادك ليست مشكله هينه و تخلق مشاكل نفسيه كبيره ، فكوني بجوار ابنتك و قدري موقفها و ساعديها في تغيير افكارها تجاهك. 

اختي الكريمه حتي و اذا كانت ابنتك تبالغ في رده فعلها و في افكارها تجاهك ، فهي الآن تمر بمرحله حساسه فهي في آخر مرحله في الثانويه و هي مرحله تحديد مصير و يجب عليك الوقوف بجوارها و التعامل معها بحكمه و صبر و اغمارها بالحب و الحنان حتي تتخطاها و سوف تكون اكثر وعي فيما بعد . 

يا عزيزتي نصحيتي لك هي ان تجعلي ابنتك هي الصديقه بالنسبه لك ، حاولي التقرب منها و التحدث معها بصوره اكبر ، ايضا حاولي اخذ نصائحها و افكارها و عززي ثقتها بنفسها ، فما حدث معها ليس هين و لا يجب عليك التراجع عن تصحيح هذا الخطأ ، فانت امامك فرصه و الفرص لا تتكرر مرتين. 

من الجيد انه حدثت تلك المواجه بينك و بين ابنتك ، حتي تعرفي الاخطاء التي وقعتي فيها طوال حياتك و اذا لم تكن ابنتك صريحه معك كنت سوف تقعي في نفس الاخطاء طوال حياتك ، و لذلك عليك استغلال الفرصه و عليك التقرب من ابنتك و التعامل معها علي انها الاقرب لك و تعويض ما حدث في الماضي 

يا عزيزتي بالطبع ما قمت به طوال حياتك مع ابنتك كان تصرف غير سليم و يدل علي التفرقه بين الاولاد و البنات بالفعل و ابنتك معها حق ، و لكن انت في النهايه عرفتي خطأك و يجب عليك اصلاحه و يجب عليك العمل علي التقرب من ابنتك و علي تقويه علاقتك بها و بالطبع التوقف عن تلك التصرفات . 

نتيجة تربيتك على ان الولد يتم معاملته بشكل افضل من والدتك فانت بشكل لا ارادي عاملة ابنتك علر انها اقل من اخوتها الذكور وهذا ما لم تدركية لانك عاملة ابنتك افضل قليلا من ما كانت تعاملك والدتك لكن هذا لم يكن كاف لتصلي للعدل بسن الاخوة في المعاملة بل كان هناك تفرقة ايضا

الوضع فعلا معقد فكيف لم تدركي انك تظلميها بهذا الشكل ان كنت انت نفسك تعرضتي للظلم من والدتك فهذا كان يجب ان يكون اول شيى تلاحظية وتعملي عليه لكن ما يهم الان هو ان تنقذي ما يمكن انقاذة وان تبدئي في الاهتمام لابنتك ومعاملتها مثل اخوتها تماما ولا تفرقي بينهم في اي شيئ

حبك لابنتك واضح والتفكير في الامر يجب ان يكون عن طريق توخيكي الحذر في التعامل معها فلا يجب ان تتسرعي في الامر بل كوني هادئة وحاولي ان تتحكمي في تصرفاتك لكي تتمكني من الانصاف في المعاملة بين الخوة جميعا لانه من الممكن ان تحاولي ان ترضي ابنتك فتظلمي اخوتها الذكور لهذا حاولي ان تعدلي بين الجميع 

قنعي ابنتك بالفعل فالقول لا فائدة منه فابدئي في ملاحظة تصرفاتك وتوخي الحذر في التفرقة بينها وبين اخوتها لكن لا تظلمي اخوتها في محاولتك ارضاءها فكوني عادلة وستتمكني من جعلها تفهم ان الامر ليس تفرقه بل كان خطا منك وتم تداركة وانها ان مانت تحدثت في الماضي لكانت المشكلة حلت بشكل اسرع

انت اعنيت من التفرقة في السابق ومن الجيد انك لا ترغبي في تكرار التجربة مع ابنتك فهذا امر رائع ووعيك لتلك النقطة ورغبتك في التغيير هي امر فعلا يستحق التقدير والاحترام لهذا كان الله في عونك يا ابنتي واعانك على التخلص من اثر والدتك لتتمكني من حل مشكلتك مع ابنتك

كان الله في عونك يا ابنتي الغاليه على التعامل مع تلك الحاله التي تمري بهذا فما يحدث الان لا معنى له على الاطلاق ولا داع له من الاساس فيجب ان تعلمي ان ابنتك تحبك وانك تحبيها لهذا لا داع لكل خذا وحاولي ان تتقربي منها اكثر وان تبحثي عن راحتها وستتمكني من حل المشكلة