سعيده لأني لم أضعف في لحظة انكسار

غلبت ضميري على سلامة ابني اشارككم قصتي لاني فخورة بها رغم القلق الذي اصابني خلال هذه التجربة ولم اكن اتخيل انني سأتحارب يوما بسبب انني اريد العدل لا الظلم، ولكني عرفت في النهاية انه كان اختبار خاصة ان عملي كان معتمد على ضميري فقط، بكلمة واحدة قد يدفع برئ حياته وبكلمة واحدة قد ينعم مذنب بالحياة ونعيمها، كنت اعمل كمديرة لمصلحة الطب النفسي، وبدأ الامر حينما جائتني قضية لرجل متهم بالتعدي على زوجته، ومحاميه يدعي بان موكله يعاني من انفصام شخصي هو الذي جعله يفقد اتزانه، مع العلم ان المتهم من عائلة ثرية ومعروفة بشكل ما، كان علي البت في الحالة وكان امامي 45 يوما فقط لكتابة التقرير الطبي، بدأت اواجه مشاكل كثيرة وضغوط نفسية لم اكن اتوقع انني سأكون فيها، فربما صادفت مشاكل كثيرة طوال عملي ولكنها لم تمتد الي بيتي يوماً، اما هذه القضية فالبفعل امتدت الي البيت وكادت ان تهدم بيتي وتعصف باستقرار اولادي، بدأت عندما اكتشفت في البداية ان واحدا من اللجنه المكونة لمساعدتي، تم عرض عليه رشوة مالية كبيرة، كانت هذه الخطوة هي تأكيدا لي ان الرجل واعي تماما بعكس ما يحاول ان يظهرة لنا ، ولكني فضلت اتخاذ كل الاجراءات بشكل سليم للتأكد 100% بعد مشاكل كثيرة تمكنت من استبعاد الطبيب، ومنعه من متابعة هذه الحالة، بعدها تم تقديم شكوي في ان شخصياً بانني غير امينة في كتابة التقرير بسبب قضية سابقة لاخي، كل عائلة فيها الصالح والطالح، ولكن المحامي هنا استخدم هذا الأمر ليجعلني ارضخ، او استبعادي من كتابة التقرير خاصة انه معروف عني انني اكتب كل كلمة بحق الله ولا اخالف ضميري، كانت كل هذه المناوشات كما كنت اعتقد، تهز ثقتي ولكني لم تغير راي تماما انني سأكتب تقريري بكل نزاهة بعد خضوع المتهم للملاحظة واتمامه المدة المقررة، كما ان خلال هذه الفترة استطاع المحامي ان يوصل لي أوراق من خلال ايضا بعد العاملون بعمل تحليل طبي قد اشتري ضمائرهم، ان المتهم قد اجري اشعه مقطعية على المخ مفادها بانها غير سليم ولكني كنت أنوي اعادة هذه الاشعه في واحدة من المستشفيات التابعة لنا او نتعامل معها، رزقني الله بولد وبنت هذه كل ما خرجت به من الحياة بعد وفاة والدهم، وكنت اربيهم تربيه حسنة، الابن يعمل في الخارج، وغالبا كان المحامي قد جمع معلومات كافية عني وعن ابني، بدء بعلاقاته في نصب شبكة على ابني في الخارج، وورطوه معهم في قضية، كبيرة وهنا اصبح مستقبل ابني كله مهدد، ليس مستقبله فقط بل حياته بأكملها مهددة وجائتني مكالمة من المحامي يشير بشكل غير مباشر أن كل ما حدث لابني بالخارج كان من تخطيطه هو، اصبت بصدمة كبيرة، وهنا خيرني انني لا مجال لي للفصال او المناقشة فأمامي وقت قصير لكتابة التقرير الطبي وفي المقابل سيساعد ابني بطريقته وجدت نفسي راضخة للأمر الواقع وموافقة على كل تعليماتهم، وهي الا اخبر احد او شخص تماما عما يجري انه من تدبيرهم، وجدتني بالفعل اسال نفسي ما قيمة حياتي وابني ليس فيها وما قيمة الشرف وهناك شخص وهو ابني سيفقد حياته او حريته بسببي، وبدات اقنع نفسي انني سأنقذ ابني مقابل حياة المتهم اي حياة مقابل حياة، دخلت في حالة نفسية سيئة جدا، كل من حولي لاحظ حالتي السيئة، كنت امتلك صديقا منذ ايام الكلية يعرفني جيدا، بدء يشعر بانني انوي القيام بشئ عكس ما كنت اناقشة في الحالة فهو طيبيب في نفس التخصص، وجدته يدعمني ويحاول ان يذكرني مبادئي حتي لا اخطأ وارتكب شئ اظل نادمة عليه طوال عمري مهما كان المقابل، فيجب ان اراعي الله في الامتحان والله ستولي امري، بعد صراع شديد مع النفس، قررت ان اخوض اخر محاولاتي، حاولت ان انشر واوصل في مكان عملي من بعض المقربين لي اني متعاطفة مع المريض على عكس ما كنت اقول واعلن فبدأت الاشاعات تظهر وتكثر علي وهنا بدء يعتقد انني سأقبل الرشوة بالفعل، وفي يوم الرشوة كنت قد نصبت له كمين وتم عمل قضية رشوة له، وبالتالي استطاعت المحكمة ان تتسلم المريض بعد تقرير اني سليم ولا يعاني من اي مرض نفسي، كنت سعيده انني لم اضعف في لحظة انكسار، ولم اخسر نفسي لانني كنت سأعيش طوال حياتي كارهة لنفسي، ومن لطف الله تعالي ان مشكلة ابني حلت بعدما اعترف اصدقاءة بانه ليس له سبب فيها وساق الله له من وقف بجوارة حتي استطاع ان يعود لحضني ولبلده مرة أخرى، رحزينة رغم اني حزينة في قرارة نفسي اني كنت على وشك مخالفة ضميري خوفاً من انسان وخوفاً على ابني، ولم اخف من الله القادر على حماية ابني وحمايتي، لا تخف من شيء أي شيء طالما أنك في طريقك الصحيح،