بكاء المرأة بعد الجنس وسبب حزن الزوجة بعد الجماع

أسباب حزن المرأة بعد ممارسة الجنس.. لماذا تبكي المرأة بعد ممارسة الجنس ؟ وهل بكاء الزوجة بعد العلاقة الحميمة يدل على كره الزوج؟
بكاء المرأة بعد الجنس وسبب حزن الزوجة بعد الجماع
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في حين قد تعلم أن البكاء بعد الجنس هو شيء أكيد، إلا أنه ليس هناك بحث دقيق لشرح سبب قيام بعض النساء بذلك ولماذا لا يبكي البعض الآخر، في مقالنا نناقش الأسباب التي تسبب حزن المرأة بعد ممارستها الجنس أو لحظة بلوغها النشوة الجنسية؛ حزن بترافق بالبكاء بحرقة في بعض الأحيان أيضاً، كما نعرّج خلال الحديث عن الأسباب على الحلول الممكنة، كي لا تعتقدي أن البكاء والحزن والدموع؛ سلوك شاذ كما تستطيعي التحدث عنه بأريحية.. لا سيما مع شريك حياتك المتفهم.

هل البكاء بعد ممارسة الجنس أمر عادي؟ و ما الذي تعنيه الاستجابة العاطفية للجنس؟
هل تتفاقم مشاعرك وحالتك العاطفية بعد الجماع، وإذا شعرتِ بالأمان والأريحية مع زوجك فهل تبكي أو تصرخي؟!.. في حين أن رد الفعل العاطفي نفسه يمكن أن يكون مخادعاً (بالنسبة لكِ ولشريكك)، إلا أن البكاء بعد ممارسة الجنس أمر شائع جداً، وقد وجدت دراسة في عام 2011؛ "أن نسبة 32.9٪ من النساء تعاني من أعراض (اضطراب الهوية بعد الجماع) في مرحلة ما من حياتهم"، وأظهرت أبحاث أخرى أنه من الشائع البكاء لدى الرجال بعد ممارسة الجنس أيضاً!.
يمكن حدوث الانزعاج بعد الجماع ويتضمن مشاعر الاكتئاب والحزن أو القلق والتهيج، كذلك العدوان بعد ممارسة الجنس؛ لكن هذه المشاعر تنطلق عادة عن طريق البكاء، مع ذلك هناك بعض الناس لديهم اندفاع لهرمون الحب (Oxytocin) في أجسامهم بعد هزة الجماع.
تقول مستشارة العلاقات ديبرا لاينو (Debra Laino): "إن الجهد البدني والعقلي الذي يبذله الزوجان يمكن أن يكون عاطفياً بشكل كبير لدرجة البكاء"، كما يمكن أن يجعلك الجنس تشعر بالضعف، وأن العلاقة الحميمة "تولد الكثير من المشاعر".
في حين أنه من الممكن أن يكون البكاء بعد ممارسة الجنس نوع من الإفراج عن المشاعر، يمكن في بعض الأحيان ربطه بحالة صحية عقلية، حيث وجدت دراسة حديثة عام 2017 أجريت على 1800 امرأة؛ صلة بين البكاء بعد الجنس والاكتئاب التالي للولادة، كما أن وجود تاريخ من الصدمة قد يلعب دوراً في هذا البكاء أيضاً، ومع ذلك يمكن لأي امرأة تجربة البكاء بعد ممارسة الجنس وفق الدراسة.

animate

لا يمكنك قمع نفسك عن البكاء بعد الجنس؛ فهو رد فعل صحي للغاية؛ فالبكاء.. مثل هزات الجماع، هو واحد من أفضل الطرق لإطلاق جميع المشاعر، ولا حرج في البكاء بعد ممارسة الجنس، لكن إذا لاحظت مشاعر الغضب أو الاستياء أو عدم الثقة أو الاكتئاب في دموعك؛ نصيحة.. تحدثي مع اختصاصي وطبيب علاج جنسي، فقد يكون البكاء لسبب لا تدركينه، كذلك إذا شعرتِ بالإحباط بعد ممارسة الجنس، أو كنتِ قلقة جداً بشأن الدموع أو وجدتها تسبب مشاكل في علاقتك مع الشريك.
ومن جهة ثانية يمكن ألا تقلقي بشأن ذلك لأن البكاء بعد ممارسة الجنس لا يعني بالضرورة أي شيء حول قوة علاقتك أو مدى جودة الجنس، ففي الحقيقة.. البكاء بعد الجنس يحدث في العلاقات العاطفية الوثيقة بين الزوجين.

أسباب شعور النساء بالحزن ثم البكاء بعد ممارسة الجنس 
قد تسألين: "ما هي مشكلتي؟" لكنكِ لست وحدك من تشعر بالحزن يا عزيزتي من ثم البكاء بعد ممارسة الجنس؛ حيث تعترف العديد من النساء بالحزن العميق بعد ممارسة الجنس، لكن إذا كان الأمر شائعاً، فلماذا لا نسمع أبداً عن شعور النساء بالحزن أو حتى البكاء بعد ممارسة الجنس؟
ربما إذا بدأتِ الحوار مع شريك حياتك أولاً ثم صديقاتك المقربات وتوّسعت دائرة التوعية حول هذا الموضوع؛ يمكنكِ أن تساهمي في وقف الصمت حول أجساد النساء والجنس... ونبدأ معك من الأسباب (العلمية) الأربعة الأكثر شيوعاً للشعور بالحزن بعد ممارسة الجنس لدى المرأة:

  1. قد يساهم اضطراب ما بعد الصدمة في حالة الحزن بعد الجنس: (اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة صحية عقلية ناجمة عن حدث مرعب؛ إما تجربة ذلك أو مشاهدته.. قد تشمل الأعراض: ذكريات الماضي والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة إلى أفكار لا يمكن السيطرة عليها حول الحدث)؛ لذا يمكن أن يتسبب اضطراب ما بعد الصدمة لدى بعض النساء؛ بحالة الحزن بعد ممارسة الجنس، لا سيما إذا كان قد تسبب باعتداء جنسي أو عنف جسدي.
    كما يمكن لذكريات الاعتداء على سيدة أن تهاجمها وتُغرقها أثناء ممارسة الجنس، مما يؤدي إلى محاولة مقومتها أو الهروب منها ولذا قد تنفجر في البكاء عند منتصف العملية الجنسية مع الشريك، ليس لأنها لا تريد أن تمارس الجنس، لكن لأن الفعل نفسه أثار ذكريات حدث مؤلم بالنسبة لها، هذا ونذكر أن استعادة الحياة الجنسية بعد الاعتداء الجنسي أمر صعب، لكنه ليس مستحيلاً إذا كان لديك الشريك الداعم، فلا تخافي أبداً من طلب المساعدة التي تحتاجيها لاستعادة إحساسك بجسدك.
  2. يمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الجماع.. اكتئاب ما بعد الجماع: تقول الاختصاصية النفسية الدكتورة راشيل نيدل (Rachel Needle): "إن دراسة في عام 2015؛ وجدت أن الأسباب وراء البكاء بعد الجماع متعددة العوامل"، لكن الدكتورة نيدل أشارت إلى أن العوامل النفسية هي أكبر المسببات، وتوضح: "هناك الكثير من الجهد العاطفي والعصبي أثناء ممارسة الجنس، لذا من المنطقي أن تكون النتيجة بالنسبة للبعض، مصحوبة بالبكاء أيضاً".
    ووفق الدراسة المذكورة أعلاه؛ فإن هناك نظرية أخرى عن اضطراب ما بعد الجنس (Post-coital Dysphoria) بمعنى.. (الشعور بالحزن أو القلق أو الإثارة أو العدوان بعد الجماع)، وهي أنه أثناء ممارسة الجنس تكون الرابطة قوية للغاية، لدرجة أنها قد تجعلكِ تشعرين بالحزن عندما ينتهي الأمر
    لكن لحسن الحظ قد لا تكون الدموع بالضرورة علامة على الحزن على الإطلاق، وتقول الدكتور نيدل: "غالباً ما تكون الدموع هي مجرد دموع، أو حتى تعبيراً عن الفرح والرضا".
    كما نذكر أن اضطراب ديسوفوريا (Dysphoria) ما بعد الجماع، لم يرتبط بعدم الرضا عن العلاقة، لذلك قد تكون دموعك عفوية، كرد فعل على ممارسة الجنس أو النشوة الجنسية، ومع ذلك هناك أوقات قد تحمل الدموع بعد الجنس معنى أكثر.
    على سبيل المثال قد تعاني بعض الناجيات من الاعتداء الجنسي من اضطراب ما بعد الجماع (Post-coital Dysphoria)، لكن حتى تجربة جيدة وطبيعية للجنس يمكن أن تُحدث هذا الاضطراب، كما أن ما يحدث هو في الواقع مخلفات هرمونية، حيث ينفجر جسمك خلال النشوة الجنسية بطوفان من الهرمونات بما في ذلك الإندورفين (Endorphins) والأوكسيتوسين (Oxytocin) والبرولاكتين (Prolactin)، وبعد أن تبلغي هزة الجماع تشعرين بالحزن.. لأن مستويات هرمون جسمك أصبحت منظّمة، فأنتِ لستِ غريبة لو بكيتي، حيث تواجهين لحظتها؛ تفاعلاً طبيعياً مع الحالة الكيميائية المتغيرة لجسمك، ونكرر.. أنتِ لستِ وحدك!
    حيث أظهرت دراسة أمريكية أن ما يصل إلى نسبة 50٪ من النساء سيعانين من اضطراب ما بعد الجماع مرة واحدة على الأقل في حياتهن، لكن إذا كان البكاء سبباً في مشكلة كبيرة ويعيق رضاكِ أو علاقاتك الجنسية، تحدثي إلى طبيبكِ أو معالج متخصص بالاضطرابات النفسية؛ إذا كنت تجدين نفسك في كثير من الأحيان ضحية مشاعر العار أو الشعور بالذنب أو الحزن بعد ممارسة الجنس.
    أو تحدثي إلى مستشار زواج إذا كنتِ تتعرضين لموجات من البكاء بسبب رغبات زوجك الجنسية، لاسيما إذا تضمنت هذه الرغبات؛ نواحي تتعارض مع فهمك لجسدك وطبيعة العلاقة الحميمة والزواج، أو كانت بعض طلبات زوجك مفاجئة بالنسبة لكِ!!
  3. الانفصال العاطفي عن الشريك؛ يسبب الحزن والبكاء بعد الجنس: "عندما ينقطع الحديث؛ ينبعث غياب الحب الجسدي.. كشبح.."، هذا سبب آخر شائع للشعور بالحزن بعد ممارسة الجنس هو أن تشعري بالانفصال عن شريكك عاطفياً، فلا تدعِ الصور النمطية الشائعة حول المرأة والجنس تخدعكِ من قبيل؛ "ليست كل امرأة بحاجة إلى أن تكون مرتبطة عاطفياً مع شريك حياتها من أجل الحصول على هزة الجماع، أو سيأتي الحب بعد الزواج!.." (على الرغم من حدوثه أحياناً) لكن بعض النساء يفعلون ذلك كواجب زوجي مثلاً!
    فعندما تمارسين علاقة جنسية مع زوجك وتجدين أنكِ غير متصلة عاطفياً معه، قد يؤدي ذلك إلى بعض الحزن أو الاكتئاب منخفض الدرجة، فالرجاء حددي أنه لا يوجد أي خطأ حول تواصلك العاطفي مع زوجك، لأن الجنس العرَضي أو كواجب مقدّس ومن حق الزوج فقط؛ ليس جيداً لصحتك النفسية والجسدية، لأن المطلوب أن تكوني سعيدة قبل وبعد ممارسة الجنس.
  4. الإحباط وخيبة الأمل قد تسبب البكاء بعد الجنس ويبدأ على شكل حزن: بالنسبة لمعظم ما يُقال عن النشوة الجنسية عند المرأة فإنه يصوّرها كأسطورة، هذا جنبا إلى جنب مع الصور النمطية الأخرى عن المرأة والجنس والتي تستمر حتى اليوم (ليس في مجتمعاتنا العربية بل في كل العالم المتحضر والنامي ككل!).. فآثار هذه الطريقة في التفكير خطيرة ومتفشية.
    حيث تمثل غالبية النساء هزات الجماع بشكل وهمي واحترافي!!! أو لا تبلغ المرأة النشوة الجنسية أبداً بل تكتفي بتلبية حاجات زوجها المقدسة فقط؛ لأنها عصبية جداً تريد أن تنتهي فحسب، أو لأنها تشعر بالحرج للتحدث مع شريكها حول أفضل السبل لتلبية احتياجاتها لبلوغ هزة الجماع

نصائح للتعامل مع الحزن بعد العلاقة الحميمة

فإذا كنتِ تشعرين بالحزن بعد ممارسة الجنس ولم تحققي هزة الجماع؛ يمكن أن يكون حزنك بسبب الإحباط الجنسي وخيبة الأمل بشكل مباشر، لكن هناك حل سهل من خلال:

  1. ثقفي نفسك وتعلمي حول جسمك وما يحتاجه.
  2. إذا كنتي لا تعرفين ما الذي يجعل جسمك راضٍ جنسياً، فابحثي عن خياراتك من خلال الاستمناء (العادة السرية). 
  3. إذا كنتي تعرفين ما الذي يجعلك راضية جنسياً، قومي بمشاركة تلك المعلومات مع شريك حياتك.
  4. لا تعتذري أبداً أو تخجلي أو تعاني بصمت، عندما تطلبي من شريكك أن يساعدك في توفير ما يحتاجه جسمك.

في النهاية.. مهما كانت الحالة النفسية التي تجعلك تصارعين بينك وبين نفسك بعد ممارسة الجنس، لا تخافي من مناقشة الموضوع مع زوجك للوصول إلى حلّ، إذا لم يتفهم وضعك تحدثي مع طبيبك، إذا كان في الموضوع حرج لكِ تواصلي مع خبراء موقع حلّوها.
صدقيني لا توجد مشكلة لها علاقة بالعلاقة الزوجية ولا يكون لها حلّ؛ إن لم يكن جذري فعلى الأقل منطقي.. لذا شاركينا من خلال التعليقات، هل تعرفتي على سبب حالة الحزن والبكاء التي قد تصيبك بعد الجماع من خلال ما ذكرناه؟ هل جربتي أحد الحلول المطروحة ولم تنفع؟ نحن بانتظار مشاركتك، لا سيما إذا كان لديك حلّ مجرب واستطعتِ من خلاله إعادة التوازن إلى علاقتك الحميمة مع شريك حياتك بعيداً عن الحزن والدموع.. فالسعادة قرار.