كيف يمكنني استعادته دون التنازل عن كرامتي

انا فتاة لبنانية، اتنقل بين لبنان والسعودية حيث يعمل أبي.تخرجت من الجامعة منذ اقل من سنة ولا زلت ابحث عن عمل. املأ وقت فراغي بالقراءة ومواقع التواصل. منذ فترة دخلت الى إحدى المجموعات التي تتحدث بالسياسة، بدعوة من أحد اقربائي. لم يكن لي في السابق اي خبرة سياسية، فوالدي لا يكترث لها. تعرفت في المجموعة غلى ناس كثر، أحدهم شاب من سني، وكنت أشعر ان الجميع يحترمه ويحترم آراءه بشكل كبير. تعرفت عليه افتراضيا في البداية، ثم التقيت به مرة او مرتين في نادي خريجي الجامعة. كلما عرفته اكثر، كلما زاد اعجابي به. كان أشبه بالموسوعات السياسية والتاريخية والقانونية ، رغم انه خريج هندسة ويعمل بها. اكتشفت مع الوقت انه يساري. دخلنا في عدة نقاشات، لكن لم اكن استطيع ان أجاريه لأن فارق المعرفة والخبرة السياسية كان واضحا. زادت معرفتنا، وكنت معجبة بشخصيته جدا، وكذلك الكثير من زميلاتي. كنت أشعر انه دائما يعطيني فرصة اكبر للنقاش، حتى بدا واضحا انه يعاملني بتميز عن الآخرين، ولنقل الأخريات. ثم صرنا نتقابل وكبر الإعجاب بيننا. طبعا، لم اكن افعل اي شيء مرفوض اجتماعيا او بالسر. على العكس، اخبرت امي وهي بدورها اخبرت ابي اني اتقابل مع شخص ما. لم يكن من الصعب على ابي ان يسأل عنه، وكل الناس شكرت بأخلاقه وسلوكه. وبينما بدأت تأخذ علاقتنا منحى جديا، اذ انه هو ايضا اخبر اهله عني، وعرفني على شقيقتيه (الكبرى متزوجة والصغيرة في الجامعة). وكانت امه دائما تقول عني اني خطيبة ابنها امام الناس. بمناسبة ترشح احد اقربائنا للإنتخابات النيابية القادمة، شعرت ان من واجبي ومصلحتنا ان ينجح، لكن صديقي، او خطيبي المستقبلي، كان ضده كليا، بل ويتهكم عليه بشكل دائم. دخلنا بعدة نقاشات، لا أنكر انها كانت تنتهي لصالحه، لكنني في كل مرة كنت احاول من جديد. آخر مرة، كنت منزلة بوست لصالح قريبي المرشح، فأخذ بالتهكم عليه بشكل احسست انه مهين، بل شعرت انه يتعمد أقناع الناس بعدم انتخابه وكان لتهكمه صدى عند كثيرين، يرددون عباراته، فشعرت بغضب شديد وكأنه يتهكم علي شخصيا لأنني انا صاحبة البوست. تهجمت على صديقي بطريقة شخصية على المجموعة، وقلت فيه كلام مؤذ وفي اهله، وانه فقير وانتهازي وانه يعرفني لأن والدي ميسور الخ... لأجد منه بعد قليل رسالة من جملة واحدة يرد بها انه أسف لأنه عرفني وأنه ينسحب من حياتي. وفعلا، اقفل كل وسائل التواصل بيننا، وعمل لي "بلوك" على كل الوسائل حتى على جواله. حين اعدت قراءة ما كتبت، شعرت بالخجل ولا أدري كيف كتبت ما كتبته، لكن هذا ما حصل... بابتعاده عني اشعر بفراغ كبير، ولا يفارق تفكيري ابدا. حاولت الاتصال به لأعتذر، لكن كل وسائل التواصل مغلقة من قبله. افكر احيانا بالاتصال به عن طريق صديق مشترك لكنني أخاف ان أحرج نفسي خاصة اذا لم يقبل ان يعود إلي. كيف أستعيده دون التنازل عن كرامتي.