أعراض وأسباب سرطان المثانة

ما هي العوامل المؤهبة للإصابة بسرطان المثانة؟ ما هي أعراض سرطان المثانة؟ وما الوسائل المستخدمة في علاج هذا السرطان؟
أعراض وأسباب سرطان المثانة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المثانة هي كيس عضلي مجوف موجود في منطقة الحوض، وظيفتها جمع البول المطروح بشكل مستمر من الكليتين فوقها، والاحتفاظ بهذا البول حتى وقت التبول، يصيب سرطان المثانة عدداً متزايداً من الأشخاص حول العالم ويبدو أن الرجال المسنين هم أكثر الفئات عرضة للإصابة.
في المقال التالي؛ سنتحدث عن الأعراض المنذرة بحدوث سرطان المثانة، والعوامل المؤهبة لحدوث هذا السرطان.
 

معلومات أساسية عن سرطان المثانة ومدى شيوعه
يعتبر سرطان المثانة واحداً من أكثر السرطانات شيوعاً، ويحدث عندما تنمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة بعملية تدعى التنشؤ الورمي (Neoplasia)، يمكن أن يحدث السرطان في جميع الأعراق والأعمار، لكنه معدلات إصابته ترتفع عند الذكور بشكل يفوق الإناث، كما أن احتمال حدوثه يزداد مع التقدم في السن.
غالباً ما ينشأ هذا السرطان على حساب خلايا الظهارة البولية (Urothelial Cells) التي تبطن جوف المثانة، كما أن هذه الخلايا تبطن أجزاء أخرى من الجهاز البولي مثل الأنابيب التي تنقل البول من الكليتين إلى المثانة (الحالبين) والأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم (الإحليل) ويمكن أن يحدث سرطان بولي مشابه في هذه الأنابيب، ولكن السرطان البولي في المثانة أشيع منه في تلك المناطق.
يُكشف 7 من كل 10 سرطانات مثانة في مرحلة مبكرة، وهذا يجعل علاج الورم ممكناً وناجحاً، ولكن حتى السرطان المبكر والصغير يمكن أن ينكس في المستقبل، لذلك يجب متابعة العلاج باختبارات متكررة تستمر عدة سنوات للتأكد من عدم عودة الورم.
 

animate

ما هي المشاكل المشاهدة لدى مريض سرطان المثانة؟
من الأعراض والعلامات المثيرة للشك بوجود سرطان المثانة نذكر:
- وجود الدم في البول:
يدعى هذا العرض في الوسط الطبي باسم البيلة الدموية (Hematuria) التي توصف بأنها غريبة الأطوار إذ يمكن أن تكون غزيرة أو خفيفة لا تكشف إلا بتحليل البول، قد يكون تبول الدم مستمراً في جميع مرات التبول أو متقطعاً، ليس من الضروري أن يكون البول أحمر اللون عند وجود الدم داخله، بل قد يكون بني اللون أو حتى أسود قاتماً أو لا يتغير لون البول أبداً لذلك يعتبر فحص البول تحت المجهر معياراً أساسياً لتشخيص البيلة الدموية.
- عسر التبول: أي الشعور بالألم عند التبول.
- إلحاح البول: أي الشعور بالرغبة المستمرة في التبول، وعدم الشعور بإفراغ المثانة بشكل كامل بعد التبول.
- الألم: قد يحدث هذا الألم في الحوض، أو في أسفل الظهر، ويشير إلى احتمال انتشار الورم خارج المثانة.

هذه الأعراض البولية ليست خاصة بسرطان المثانة إنما قد نشاهدها في مشاكل بولية أخرى مثل سرطان البروستات، الالتهابات البولية أو الحصيات البولية ، وتبقى زيارة الطبيب أمراً ضرورياً في حال ملاحظة وجود دم في البول أو تغير لونه إلى البني.
 

الأسباب المؤدية إلى تشكل ونمو السرطان في المثانة
يحدث سرطان المثانة عندما تتكاثر الخلايا في المثانة وتنقسم بشكل سريع وغير منتظم بدلاً من دورة الحياة الطبيعية المكونة من تكاثر الخلايا وموتها بشكل مبرمج ومتناسق، تكون الخلايا الورمية شاذة ومشوهة وتنتشر دون التقيد بحدود عضو معين، ومن أسباب تكون سرطان المثانة:
- التدخين: بالإضافة إلى استهلاك التبغ بطرق أخرى مثل المضغ.
- المواد الكيميائية: يتم التعرض إلى كمية كبيرة من المواد المسرطنة عند العمل في الصناعات الكيميائية والصناعات البتروكيماوية مثل البلاستيك.
- التعرض للأشعة: مثل استخدام العناصر المشعة لأغراض علاجية عند مرضى السرطان، أو التعامل مع الأشعة في مكان العمل.
- تحريض بطانة المثانة بشكل مستمر: مثل وضع قسطرة بولية لفترة طويلة، أو بسبب حصيات المثانة أو الإصابة بديدان البلهارسيا التي تضع بيوضها ضمن جدار المثانة وتؤدي إلى التهاب مزمن مؤهب لحدوث التحول السرطاني.

تكون الأسباب غير واضحة في الكثير من الحالات، والعديد من المرضى لا يحملون أي عوامل مؤهبة.
 

الأنماط النسيجية لسرطان المثانة والفرق بينها
يمكن لعدة أنماط مختلفة من خلايا المثانة أن تتحول إلى سرطان، ويعتمد النمط النسيجي للورم على نوع الخلية التي نشأ السرطان على حسابها، كما أن أهمية هذا التصنيف تكمن في علاقته بتقرير الخطة العلاجية المناسبة، وتتضمن أنواع سرطان المثانة ما يلي:
- سرطانة البطانة البولية (Urothelial Carcinoma): أكثر أشكال سرطان المثانة شيوعاً بدون منازع، دعي هذا النوع في السابق باسم سرطانة الخلية الانتقالية (Transitional Cell Carcinoma)، وهو يحدث على حساب الخلايا المبطنة للمثانة، كما توجد هذه الخلايا في الحالبين والإحليل لذلك قد تنشأ سرطانات من النمط النسيجي ذاته في تلك المناطق,
- سرطانة الخلية الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma): يرتبط هذا الورم بوجود تحريض مزمن لخلايا المثانة بفعل جسم غريب غالباً (حصية بولية، بيوض البلهارسيا، قساطر بولية..) وهو نادر الحدوث بدون وجود عامل مؤهب.
- السرطانة الغدية (Adenocarcinoma): يحدث هذا السرطان على حساب الخلايا المخاطية في المثانة، وهو من الاشكال النادرة لهذا السرطان.
يمكن في بعض الحالات أن يكون السرطان مختلطاً، أي يحتوي على أكثر من نوع من الخلايا الورمية، وهنا يصبح علاجه أكثر تعقيداً ويحتاج إلى مشاركة عدد أكبر من التقنيات العلاجية.
 

عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان المثانة
هناك الكثير من العوامل التي تلعب دوراً في زيادة أو خفض احتمال إصابة الإنسان بسرطان المثانة خلال حياته، ومن عوامل الخطر نذكر:
- التدخين: يزداد احتمال حدوث السرطان بتدخين السجائر، السيجار أو الغليون لأنها تسبب تراكم المواد المسرطنة في البول، لأن الجسد يعالج المواد المسرطنة الموجودة في الدم ويطرحها مع البول.
- التقدم في السن: يمكن أن يحدث سرطان المثانة في أي عمر، ولكنه غير شائع أبداً تحت عمر الـ 40، ويزداد احتمال حدوثه بالتدريج مع تقدم العمر.
- العرق: العرق الأبيض يحمل خطورة وراثية عالية لتطوير سرطان المثانة مقارنة بالأعراق البشرية الأخرى.
- النوع: لأن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
- التهاب المثانة المزمن: يمكن تحريض التهاب مزمن في المثانة عند استعمال القسطرة البولية أو وجود الحصيات البولية أو طفيليات البلهارسيا كما ذكرنا، كما يمكن أن يحدث هذا الالتهاب لدى ضعيفي المناعة مثل مرضى الداء السكري أو الإيدز أو عند تعاطي الأدوية المثبطة للمناعة لمدة زمنية طويلة.
- القصة المرضية الشخصية والتاريخ العائلي: إذا تم تشخيص سرطان المثانة في فترة ما من حياة الشخص وعلاجه بشكل مناسب، يبقى هذا الشخص معرضاً لنكس الورم أو تطور ورم جديد، كما يزداد احتمال إصابة الفرد بالسرطان لدى وجود شخص مصاب بهذا السرطان من أقارب الدرجة الأولى، كما أن هنالك عدداً من الأمراض الوراثية العائلية التي تسبب أوراماً سرطانية متعددة مثل متلازمة لينش (Lynch Syndrome) التي تحدث فيها أورام في الكولون، الرحم، المبيض وبعض الأعضاء الأخرى.
 

ما هي الخيارات العلاجية المستخدمة في سرطان المثانة؟
يعتمد اختيار الخطة العلاجية المستخدمة في سرطان المثانة على العديد من العوامل، مثل النمط النسيجي للورم (بعض الأورام تستجيب على الأشعة بشكل جيد، بينما تستجيب أنواع أخرى على العلاج الكيميائي بشكل أفضل وهكذا)، درجة نمو الورم، والمناطق التي انتشر إليها خارج المثانة، إضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض، وتشمل التدابير العلاجية المستخدمة ما يلي:
- العلاج الجراحي: لاستئصال النسيج الورمي مع هامش أمان كافٍ في حال كان ذلك ممكناً، أو استئصال أكبر قدر ممكن من النسيج الورمي في حال لم يكن استئصاله الكامل ممكناً.
- العلاج الكيماوي داخل المثانة: لعلاج الأورام المحصورة في المثانة، والمعرضة لعودة الانتشار بعد العلاج أو التطور إلى درجة أعلى من الخطورة.
- إعادة بناء المثانة: من أجل تأمين بديل يقوم بجمع البول وطرحه بعد استئصال المثانة.
- العلاج الكيميائي لكامل الجسم (العلاج الكيميائي الجهازي): وهو يزيد احتمال الوصول إلى الشفاء التام بعد استئصال المثانة جراحياً، أو يستخدم كعلاج أساسي بدل الجراحة في حال لم يكن الخيار الجراحي مطروحاً (الورم منتشر داخل الجسم).
- العلاج الشعاعي: لتخريب الخلايا الورمية، يمكن أن يكون علاجاً داعماً للجراحة أو علاجاً مستقلاً.
- العلاج المناعي: لتحريض الجهاز المناعي للمريض على مهاجمة الخلايا الورمية في المثانة فقط أو في جميع أنحاء الجسم.
يمكن تطبيق كل من العلاجات السابقة بأكثر من طريقة تبعاً لحالة كل مريض، كما تكون الخطة العلاجية عادة معتمدة على أكثر من علاج لتحقيق أعلى احتمال نجاح ممكن، والوقاية من عودة الورم مرة أخرى.
 

خطوات مفيدة لتجنب الإصابة بسرطان المثانة
لا يوجد طريقة مضمونة للوقاية من سرطان المثانة بشكل مضمون ومؤكد، ولكن اتخاذ بعض الخطوات البسيطة يفيد في تقليل احتمال الإصابة بهذا السرطان إلى حد كبير ومنها:
- تجنب التدخين: لأن الإقلاع عن التدخين يعني الابتعاد عن العوامل المسرطنة الموجودة في التبغ ومنعها من التراكم داخل المثانة، كما يعتبر الإقلاع عن التدخين هو الخطوة الأكثر أهمية في سبيل الوقاية من مجمل أنواع السرطان.
- احذر من المواد الكيميائية: حاول اتباع إجراءات الوقاية والأمان، والتقيد بها إلى أبعد حد في حال كان عملك يتضمن التعامل اليومي مع المواد الكيميائية التي تحمل خطر تشكيل السرطان.
- تناول الخضار والفواكه: حاول اعتماد نظام غذائي يشمل أنواعاً مختلفة من الخضروات والفواكه، فهي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة تفيد في الوقاية من السرطانات بشكل عام.=

وفي الختام.. نجد أن سرطان المثانة ورم شائع وخطر، لذلك يجب علينا القيام بما يمكن فعله للوقاية من هذا السرطان إلى أكبر قدر ممكن، ويمكن ذلك عبر اتباع بعض القواعد الصحية مثل الابتعاد عن التدخين السلبي أو الإيجابي، واتخاذ تدابير الوقاية والسلامة لدى العمل في الصناعات الكيميائية، كما أن هذه الإجراءات أساسية في الوقاية من مختلف أشكال السرطانات والأمراض المزمنة والخطرة.