أسباب وأنواع ألم الرقبة وطرق علاج وجع الرقبة

ما هي أسباب ألم الرقبة؟ ما هي الأمراض المسببة لأوجاع الرقبة؟ التخلص من ألم الرقبة؟ وطرق الوقاية والعلاج لوجع الرقبة؟
أسباب وأنواع ألم الرقبة وطرق علاج وجع الرقبة

أسباب وأنواع ألم الرقبة وطرق علاج وجع الرقبة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر ألم الرقبة من الآلام الشائعة والمهمة التي تواجهنا يومياً. لما له من آثار تنعكس سلباً على حياتنا اليومية وأعمالنا، تحدد حركتنا وتمنعنا من متابعة مهامنا.
ينتج ألم الرقبة غالباً من مشاكل في العمود الفقري الرقبي أو نتيجة تشنج عضلات العنق إضافة إلى الإصابات التي تؤذي العضلات والأوتار في العنق.
سنستعرض في هذا المقال وبشكل مفصل أهم أسباب ألم الرقبة وكيفية التخلص منه، علاجه والإجراءات التي يجب علينا أن نتبعها لنتجنب حدوثه.
 

ما هي الأعضاء الموجودة في الرقبة والتي قد ينتج عنها الألم؟
تتألف الرقبة بشكل أساسي من العمود الرقبي والذي يتألف من سبع فقرات وهو جزء من العمود الفقري للإنسان، تحيط الأوتار والعضلات بهذا العمود من كل الجهات وترتبط معه بشكل وثيق وتتميز منطقة العنق بوجود عدد كبير من الأعصاب فيها وهي مسؤولة عن تعصيب معظم أجزاء الجسم بما فيها الأطراف الأربعة، هنا تكمن أهميتها الكبيرة وضرورة استقصاء أي ألم فيها بالإضافة إلى ترويتها الدموية الغزيرة مما يجعلها حساسة بشدة للرضوض والأذيات وبالتالي تسبب آلاماً شديدة.
 

animate

ما هي أعراض ألم الرقبة ومرافقاته؟
يشكو معظم المرضى من آلام شديدة في العنق (في القسم الخلفي من العنق غالباً أو في الجانبين) تترافق هذه الآلام مع تحدد وصعوبة في حركة الرقبة نحو الجانبين أو للأعلى والأسفل.
قد تمتد هذه الآلام نحو أحد الكتفين أو كليهما[1]، نحو الذراعين أو الطرفين السفليين، وأحياناً تترافق بإحساس خدر وتنميل في الأطراف الأربعة أو في أحدها وهنا يجب علينا مراجعة الطبيب على الفور لتقييم الأعصاب والأذية التي لحقت بها.
يترافق الألم أحياناً بقساوة وتيبس في العنق مع سماع أصوات طقطقة عند تحريك الرقبة أو الإحساس بالدوار والصداع.
يمكن ان يشكو المريض من إحساس موضعي بالحرارة في العنق إذا كان السبب رضياً ونتج عنه ردة فعل التهابية.
وقد ينتشر الألم في بعض الأحيان إلى العمود الفقري الظهري بشكل انعكاسي نتيجة تشنج العضلات المحيطة وتحدد حركتها.
 

ما هي أنواع ألم الرقبة وما هي أسباب كل منها؟
سنقوم بتقسيم ألم الرقبة إلى نوعين أساسيين لتسهيل التفريق بينهما ومعرفة أسباب كل منهما[2]:
- ألم الرقبة الحاد:
وهو الألم الذي ينتج غالباً عن رضوض أو أذيات وينتج عن ذلك تشنج في العضلات أو تمزق في الأوتار، يستمر هذا الألم أقل من أسبوعين ويزول بالعلاج المحافظ عادة (مثل الكمادات والأدوية المسكنة للألم).

- ألم الرقبة المزمن:
يكون ألم الرقبة مزمناً إذا تجاوز أسبوعين دون تحسن وتكرر عدة مرات ويكون سببه غالباً أذية في الفقرات الرقبية تسبب انضغاطاً في الجذور العصبية التي تخرج من بينها، قد تستمر هذه الآلام لشهور أو سنوات أحياناً وتحتاج لعلاج دوائي منتظم وفي بعض الأحيان لعلاج جراحي.

أسباب ألم الرقبة الحاد
- الأذيات الميكانيكية (الرضوض) في الرقبة:

تعد الأذيات الميكانيكية والرضوض أشيع الأسباب لألم الرقبة الحاد وهي تصيب مختلف التراكيب التشريحية الموجودة في العنق حسب شدتها.
معظم الإصابات تتركز في عضلات الرقبة وتسبب تشنجاً فيها مما يؤدي في النهاية إلى يبوسة وقساوة في العنق مع آلام شديدة عند التحريك في أي اتجاه.
أما الإصابات الأشد فقد تصل إلى الأوتار مسببة آلاماً أشد وتستمر لفترة أطول.
وفي حال كان الرض عنيفاً جداً فقد يؤذي العمود الفقري الرقبي مسبباً انزلاقاً في إحدى الفقرات أو كسراً فيه مما يؤدي لانضغاط الأعصاب الموجودة ضمن العمود الفقري مسببة آلاماً حادة شديدة ستصبح مزمنة في حال إهمالها وعدم علاجها مباشرة.
أشيع الأذيات المسببة لألم الرقبة الحاد هي تلك الناجمة عن الحركات السريعة والخاطئة أو نتيجة النوم بوضعية خاطئة، أما الرضوض الشديدة فغالبا ما يكون سببها السقوط أو حوادث السيارات التي تكون مسؤولة بشكل رئيسي عن كسور فقرات الرقبة.

- الأمراض الالتهابية:
وتعتبر من الأسباب النادرة لآلام العنق ولكنها لا يجب أن تغيب عن البال في كل ألم رقبة حديث العهد.
يعتبر التهاب السحايا من أشيع الأسباب الالتهابية لآلام العنق، بل ويعد ألم الرقبة من العلامات المشخصة لالتهاب السحايا حيث تسمى هذه العلامة باسم (صلابة النقرة) حيث يشكو المريض من تيبس وألم شديد في العنق يتحرض عند محاولة تحريك الرقبة للأمام والأسفل ينتشر على شكل ألم حارق إلى كامل العمود الفقري وقد يصل إلى الطرفين السفليين ويكون هذا الألم نتيجة تخريش السحايا الموجودة في العمود الفقري.
يترافق هذا الألم عادة بارتفاع شديد في درجة الحرارة مع صداع وميل للنوم وفي بعض الأحيان تخليط ذهني.
من الأسباب الالتهابية الأخرى لآلام الرقبة هي أمراض المفاصل والتي تعد بشكل رئيسي من أسباب الألم المزمن و لكنها تسبب أحياناً هجمات حادة تستمر لفترة و تزول، نذكر منها التهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزم)، التهاب الفقار اللاصق وغيرها من الأمراض المفصلية وغالبا ما يترافق ألم الرقبة هنا بآلام في مفاصل أخرى في الجسم.

أسباب ألم الرقبة المزمن
- الديسك الرقبي:

أو كما يسمى بفتق النواة اللبية، ينجم بشكل أساسي عن انزلاق أحد الفقرات عن المحور الطبيعي لها وضغطها بذلك على الغضاريف الموجودة بين الأقراص الفقرية وعلى الحبل الشوكي والأعصاب بالنهاية مسببة آلاماً رقبية شديدة تنتشر نحو الذراعين والقدمين في بعض الأحيان.
ينتج ذلك الانزلاق عن الأذيات الرضية المزمنة (كبعض الأعمال التي تتطلب وضعية خاطئة وغير مريحة للعنق أثناء العمل واستمرار ذلك لفترات طويلة يومياً) وفي بعض الأحيان عن الأذيات الحادة كحوادث السيارات.

- المناقير العظمية:
وهي نتوءات عظمية تنمو في نهايات الفقرات الرقبية مع التقدم في العمر نتيجة حصول تنكس في الفقرات.
تسبب هذه المناقير آلاماً رقبية نتيجة حصول انضغاطات عصبية أو نتيجة احتكاكها بأوتار العضلات المجاورة.
تصيب هذه الحالة الكبار في السن عادةً، وفي حالات نادرة أعمار الشباب في حال وجود مرض التهابي مرافق كالروماتيزم.

- الروماتيزم وأمراض المفاصل الأخرى:
وهي أمراض جهازية تصيب المفاصل بشكل عام وقد تصيب الفقرات الرقبية في بعض الحالات مسببة آلاماً ويبوسة في العنق يكون أشدها في الصباح وتخف مع تقدم النهار.
تترافق كما ذكرنا سابقا بآلام مفصلية معممة أو منتقلة من مفصل لآخر.
تكون هذه الآلام مزمنة بشكل رئيسي تغيب لفترات ثم تعود على شكل هجمات حادة.

- الأورام:
تعد الأورام من الأسباب النادرة لآلام الرقبة ولكنها موجودة، غالباّ ما نتجه اليها بعد نفي الأسباب الأخرى أو في حال وجود أعراض أخرى ترجح وجود الورم.
أهم الأورام التي تسبب آلام العنق هي أورام النخاع الشوكي التي غالباً ما تكتشف عند الأطفال والصغار في السن، وهي تسبب انضغاطاً عصبياً ينجم عنه آلام شديدة وخدر في أقسام مختلفة من الجسم.
من الأورام الأخرى المسببة للآلام الرقبية والظهرية نذكر الورم النقوي العديد، وهو ورم له الكثير من الأعراض يتظاهر عادة بآلام في العمود الفقري الرقبي والظهري ناجم عن انهدامات فقرية عند الكبار في السن غالباً.
 

ما هي الوسائل التشخيصية التي نستخدمها لمعرفة أسباب ألم الرقبة؟
• الصورة البسيطة للفقرات الرقبية:

نقوم بإجراء صورة للعمود الفقري الرقبي بالوضعين الأمامي الخلفي والجانبي حيث يظهر في هذه الصورة وجود كسور في الفقرات أو انزلاقات فقرية (ديسك) وفي بعض الأحيان يمكننا ملاحظة استقامة تشنجية في العمود الفقري ناجمة عن تشنج العضلات المحيطة به.

• الرنين المغناطيسي للعمود الفقري الرقبي:
وهو إجراء لاحق نقوم به بعد الصورة البسيطة في حال لم تقدم لنا المعلومات الكافية.
حيث يمكننا من تقييم وجود انزلاقات فقرية خلفية (ديسك خلفي) قد يكون من الصعب ملاحظته على الصورة البسيطة كما يمكننا من تشخيص أورام النخاع الشوكي والفقرات.

• وسائل تشخيصية أخرى:
هنالك بعض الوسائل التشخيصية الأخرى نلجأ إليها في حال فشل الطرق الشعاعية التقليدية أو الشك بمرض محدد، نذكر منها بزل السائل الدماغي الشوكي مثلاً لتشخيص التهاب السحايا، أو يمكن إجراء رحلان البروتينات الذي يساعد في تشخيص الورم النقوي العديد، كما يعتبر إيكو العنق مفيداً في تقييم ضخامات العقد اللمفية والتي قد تكون سبباً في آلام الرقبة.
 

ماهي علامات خطورة آلام الرقبة؟ ومتى يجب علينا مراجعة الطبيب؟
غالباً ما يكون ألم الرقبة عرضاً سليماً يزول عفوياً بالراحة وتناول المسكنات ولكن في بعض الحالات يجب ألّا نهمله ونراجع الطبيب فوراً:
1- استمرار الألم أكثر من أسبوعين دون تحسن.
2- انتشار الألم نحو الذراعين والقدمين والعمود الفقري.
3- ترافق الألم مع إحساس بالخدر والتنميل في الأطراف.
4- ترافق الألم بارتفاع في درجة الحرارة وأعراض جهازية أخرى مثل التعب العام ونقص الوزن.
 

كيف يمكننا معالجة آلام الرقبة والتخلص منها؟
كما ذكرنا سابقا فإن ألم الرقبة غالباً ما يكون سليماّ ويتم علاجه بالراحة وتثبيت الرقبة بوضعية صحيحة عن طرق جهاز مخصص بالإضافة إلى استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الفموية والموضعية (مراهم كالفولتارين) ويكون ذلك بعد نفي الأسباب الخطيرة وإثبات السبب التشنجي للألم أو في حالات الديسك الخفيفة.
في بعض الحالات قد نلجأ للعلاج الجراحي في حالات الكسور الفقرية، حالات الديسك الشديدة، المناقير العظمية الكبيرة والأورام النخاعية حيث يتم تثبيت الفقرات واستئصال المناقير العظمية المسببة للألم.

ما هي أساليب الوقاية من ألم الرقبة؟
تعتمد الوقاية بشكل رئيسي على تجنب الوضعيات الخاطئة للرقبة وخاصة أثناء العمل المكتبي أو أمام شاشة الحاسوب لفترات طويلة، بالإضافة لذلك يجب علينا الابتعاد عن الوضعيات الخاطئة أثناء النوم وخاصة النوم على وسادات عالية، كما يجب علينا تجنب التعرض للهواء البارد بشكل مفاجئ حيث يسبب ذلك تشنجاً في عضلات الرقبة وبالتالي ألماً شديداً.
وبذلك نرى أن ألم الرقبة يعد من الآلام الشائعة والمزعجة جداً في نفس الوقت لما له من تأثير على أعمالنا وحياتنا اليومية وعلى صحتنا النفسية على حد سواء ولكنه في الوقت ذاته سهل العلاج والوقاية في حال التزمنا بالشروط والأساليب التي ذكرناها في هذا المقال.
 

[1] مقال "آلام الرقبة " منشور في versusarthritis.org، تمت مراجعته في 8/7/2019.
[2] مقال "أعراض واسباب آلام الرقبة " منشور في mayoclinic.org، تمت مراجعته في 8/7/2019.
• Davidsons Principles and Practice(2014) 22Ed