أعراض نقص الفيتامين د عند الأطفال

أعراض نقص فيتامين د للطفل وعلامات نقص فيتامينD عند الطفل.. ما هي مخاطر نقص الفيتامين د على صحة الأطفال؟ إضافة إلى أهمية فيتامين دال وأهم مصادر فيتامين د
أعراض نقص الفيتامين د عند الأطفال

أعراض نقص الفيتامين د عند الأطفال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يشارك فيتامين د بشكل رئيسي في تنظيم استقلاب الكالسيوم والفوسفور في الجسم (يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور في نظامك الغذائي)، بالتالي في عمليات نمو العظام والتمعدن (صحة وقوة العظام وتطورها لدى الأطفال بشكل خاص)، في هذا المقال سنتحدث حول أكثر أعراض نقص الفيتامين د عند الطفل شيوعاً، ومخاطر إصابة الطفل بنقص فيتامين د في أي مرحلة من عمره.

علامات وأعراض انخفاض فيتامين د (نقص فيتامين د عند الطفل)
يعاني الكثير من الأشخاص من نقص فيتامين (د) لكن ليس لديهم أعراض؟ لكن بعض الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (د) يعانون بشكل واضح من آلام في العضلات والعظام، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض فيتامين (د) إلى عظام ناعمة، مما يسبب الكساح عند الأطفال وحالة تسمى هشاشة العظام لدى المراهقين والبالغين، (الكساح هو حالة طبية مرتبطة بمستويات منخفضة من فيتامين "د").
ويحدث الكساح فقط عندما ينمو الأطفال (إذا كان لدى الطفل عظام ناعمة بسبب فيتامين (د) المنخفض)؛ فيمكن للعظام الانحناء وأخذ شكل يسبب تقوس الساقين أو الركبتين، حيث يؤدي انخفاض فيتامين (د) إلى إضعاف العظام، خاصة الساقين التي تنحني تحت وطأة الجزء العلوي من جسم الطفل، بالإضافة إلى تغييرات أخرى، ويمكن أن يسبب انخفاض فيتامين (د) انخفاض الكالسيوم، مما قد يؤدي إلى تقلصات في العضلات عند الأطفال، بالتالي يمكن أن يسبب انخفاض الكالسيوم؛ نوبات تشنج القصبات (الرئتين) أو الربو، خاصة عند الأطفال الصغار جداً [1].

إذاً.. من أبرز أعراض نقص فيتامين "د" ضعف العظام والعضلات، مما يزيد من خطر حدوث كسور للبالغين الأكبر سناً، أما بالنسبة للأطفال فإن هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى تلين العظام الذي يعرف بالكساح، وبعد أن اكتشف العلماء في القرن العشرين ارتباط الكساح بنقص فيتامين "د"، عملوا على تدعيم الأطعمة بهذا النوع من الفيتامينات، حتى أصبحت تصفه بعض معاهد الصحة بـ"المرض النادر" [2].

في الخلاصة.. تشمل علامات وأعراض نقص فيتامين (د) لدى الأطفال [3] [4]:

- ألم العظام.

- تشوهات الأسنان.

- ضعف النمو.

- زيادة كسور العظام.

- تقلصات العضلات.

- قصر القامة.

- تشوهات الهيكل العظمي مثل الكساح.

- ليونة في رأس الطفل الرضيع، ومن الطبيعي أن يكون رأس الطفل لين عندما يولد حتى عمر عام واحد أو سنة أما في حال نقص فيتامين "د"؛ فإن رأس الطفل يبقى ليناً وعظامه غير قوية.

- نقص فيتامين د يؤدي لنقص الكالسيوم (حجر أساس بنية العظم) فتتشوه العظام (التقوس للساقين أو انحناء في الظهر أو عظم الصدر بارز بشكل غير طبيعي).

- تأخر في تطور جسم الطفل ونموه الطبيعي، مثلاً لن يستطيع الرضيع الجلوس لوحده بعد تجاوزه عمر 6 أشهر، أو أنه لن يستطيع الزحف والمشي سيتأخر عن الطبيعي، كما يمكن أن تُلاحظ تورمات في أطراف الطفل، تقول خبيرة موقع حلوها أخصائية الأطفال ومستشارة رضاعة طبيعية الدكتورة سندس العجرم، من خلال ردها على تساؤل أحد صديقات الموقع: متى يبدأ الطفل بالجلوس؟ :"يبدأ الطفل بالجلوس بين عمر الشهر السادس أو الثامن أو التاسع، أما قبل الشهر التاسع من المفروض أن يجلس الطفل بدعم من والديه، كأن تضعي حوله وسائد أو يجلسه الأبوين على قدميهم، أما بعد الشهر التاسع؛ المفروض بدون دعم، وإذا تأخر يكون هذا بسبب نقص فيتامين دال، لذلك يفضل إجراء فحص فيتامين د".

- عضلات الطفل ضعيفة وممكن أن يعبر عن ألم في عظمه، قد تلاحظ ذلك إذا لم يستطع الطفل الرضيع مثلاً رفع رأسه أو التحكم بجسمه عند الزحف، ومن خلال مزاجه السيئ وبكائه المستمر تعبيراً عن إحساسه بألم عظامه وعضلاته، عندما يبذل مجهوداً جسدياً.

- تعرّق رأس الطفل بشكل غير طبيعي.
 

animate

أهم مصادر فيتامين د والحاجة اليومية للطفل من فيتامين د
ربما بات نقص فيتامين (د) اليوم؛ يُعرف بأنه وباء! فالسبب الرئيسي لنقص فيتامين (د) هو عدم تقدير أن التعرض لأشعة الشمس باعتدال، هو المصدر الرئيسي لفيتامين (د) لدى معظم البشر، وعدد قليل جداً من الأطعمة تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين (د)، بما في ذلك الأسماك الزيتية مثل: سمك السلمون والماكريل والرنجة وزيوت كبد الحوت وبعض الأسماك، بما في ذلك زيت كبد سمك القد.
غالباً ما تكون الأطعمة المدعمة بالفيتامين (د) غير كافية لتلبية متطلبات فيتامين (د) للطفل أو البالغ، حيث يتم تقوية الأغذية الأساسية مثل: الحليب وبعض منتجات العصير وبعض أنواع الخبز واللبن والأجبان بفيتامين د، كما قد تسبب هذه الأغذية فرطاً في الكالسيوم!

يؤدي نقص فيتامين (د) الحاد؛ إلى الكساح عند الأطفال، كما يؤدي إلى زيادة وتفاقم هشاشة العظام والكسور لدى البالغين، وارتبط نقص فيتامين (د) بزيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان الشائعة وأمراض المناعة الذاتية وارتفاع ضغط الدم والأمراض المعدية.

والمطلوب مستوى يومي من 25 هيدروكسي فيتامين د من خلال (75 نانومول / لتر، أو 30 نانوغرام / مل)، وذلك لتحقيق أقصى قدر من الآثار المفيدة للصحة من فيتامين د، وفي غياب التعرض الكافي للشمس، قد تكون هناك حاجة بين 800-1000 وحدة دولية يومياً على الأقل من مكملات فيتامين (D)، ولتحقيق الحاجة الفعلية 200 وحدة عند الأطفال والبالغين حتى عمر 50 عاماً، على افتراض أن لهم نفس الحاجة اليومية من فيتامين د [5].

شاهد بالفيديو ما تقوله خبيرة التغذية وفاء عايش عن نقص فيتامين د وطرق تعويضه لجميع أفراد الأسرة:

الأطفال المعرضون لخطر انخفاض فيتامين د ... قد تزيد مخاطر نقص فيتامين "د" عند الأطفال في الحالات التالية:

- البشرة السمراء والداكنة: حيث يعمل اللون الداكن للبشرة (الميلانين) كحماية طبيعية من أشعة الشمس ويزيد من الوقت الذي يحتاجه الطفل ذي البشرة الداكنة في الشمس لصنع فيتامين د بشكل طبيعي.

- عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس المفيدة: الأطفال الذين نادراً ما يتعرض جلدهم لأشعة الشمس، على سبيل المثال أولئك الذين يبقون في الداخل أو الذين يرتدون الكثير من الملابس.

- الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل الأوان، قد يتعرضون للإصابة بنقص الفيتامين د.

- الرضاعة الطبيعية ونقص فيتامين د: لدى الأطفال الذين لديهم واحد أو أكثر من عوامل الخطر المذكورة أعلاه، فعلى الرغم أن حليب الأم أفضل أنواع الطعام للأطفال، لكنه لا يحتوي على الكثير من فيتامين (د)، وسيحصل الطفل على مخزونه الأولي من فيتامين (د) من والدته، لذلك فإنهم معرضون لخطر انخفاض فيتامين (د) إذا كان لدى الأمهات نقصاً في فيتامين (د) و / أو إذا كانت الأم داكنة البشرة أيضاً.

- سوء امتصاص الفيتامين د: الأطفال الذين يعانون من حالات تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للفيتامين (د) مثل: أمراض الكبد وأمراض الكلى ومشاكل امتصاص الطعام (مثل أمراض الاضطرابات الهضمية، وأمراض الأمعاء الالتهابية) والذين يتناولون بعض الأدوية (مثل بعض أدوية الصرع) [1].

بالضرورة.. خذ طفلك إلى الطبيب إذا أظهر أي أعراض انخفاض في فيتامين (د) أو انخفاض الكالسيوم، كما يجب إخضاع الأطفال المعرضين لخطر انخفاض فيتامين (د)؛ فحص الدم بعد ثلاثة أشهر من البدء في تناول المكملات الدوائية لفيتامين د، للتحقق من مستوى الفيتامين الصحي في أجسادهم.

 

المخاطر الصحية لنقص فيتامين "د" للطفل
قد يرتبط نقص فيتامين (د) أو كما هو معروف بفيتامين أشعة الشمس عند الطفل؛ بأمراض نفسية كالفصام والاكتئاب في مرحلة البلوغ، كما يرتبط نقص فيتامين "د" عند الطفل بالسلوك العدواني في مرحلة المراهقة، فهذا ما كشفته دراسة أمريكية وجدت أن  نقص فيتامين (د)، يمكن أن يؤدي في مرحلة الطفولة الوسطى إلى سلوك عدواني، بالإضافة إلى مزاج القلق والاكتئاب خلال مرحلة المراهقة، كما أكد الباحثون في هذه الدراسة؛ الحاجة إلى دراسات إضافية تنطوي على نتائج سلوكية عصبية في مجموعات بحثية أخرى، قد يكون فيها نقص فيتامين (د) مشكلة في الصحة العامة [6].

ويزداد القلق مؤخراً من ارتفاع معدل انتشار نقص الفيتامين (د)، كما أن تشخيص هذا النقص يزداد صعوبة لدى الأطفال بالذات، بالأخذ في عين الاعتبار طريقة قياس تركيز الفيتامين في الدم مقارنة مع تركيز هرمون الغدة الدرقية (PTH)، الذي يطلق عليه أيضاً باراثورمون أو باراثيرين، وهو هرمون تفرزه الدرقية مما ينظم الكالسيوم في الدم، من خلال آثاره على العظام والكلى والأمعاء [7]، لا بد من الإشارة إلى أنه يمكن استخدام مستويات فيتامين (د) للمساعدة في تشخيص أو مراقبة مشاكل أداء الغدة الدرقية، لأن PTH (هرمون الغدة الدرقية) ضروري لتنشيط فيتامين "د".

يتم فحص مستويات فيتامين (د) عند الطفل، إذا كانت حالة الكالسيوم منخفضة أو إذا كان المرضى يعانون من تشوهات العظام (الكساح)، وضعف العظام ونعومتها، أو في حال حدوث الكسور دون إصابة حقيقية قد تسببها في الحالة الطبيعية.
اقترحت العديد من الأبحاث تدخلات وقائية تهدف إلى تقليل نقص فيتامين (د) في سن الطفولة، مؤكدة الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تداخل فيتامين (د) وهرمون النمو، حيث لا تزال آلية التأثير الدقيقة بينهما غير معروفة [8].

كما كشفت دراسة أمريكية جديدة أن الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين (د) قد يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق في مرحلة الطفولة، وفق هذه الدراسة ومقارنةً بالأطفال المولودين بمستويات كافية من فيتامين (د)، فإن الأطفال المولودين بمستويات منخفضة لديهم خطر أعلى بنسبة 60٪ لارتفاع ضغط الدم الانقباضي عندما يصبحون في سن 6 إلى 18 عاماً، كما أن الأطفال الذين يعانون من مستويات منخفضة باستمرار من فيتامين (د) حتى مرحلة الطفولة المبكرة؛ لديهم ضعف خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي بين سن 3 و 18.
وتثير نتائج هذه الدراسة احتمال (ويبقى مجرد احتمال حتى يُثبت بالدليل العلمي)؛ أن يكون فحص وعلاج نقص فيتامين (د)، مع تناول مكملات خلال فترة الحمل ومرحلة الطفولة المبكرة، طريقة فعالة لخفض ضغط الدم المرتفع في وقت لاحق من الحياة [9].

مع كل هذه المعلومات التي تفيد القارئ في معرفة المزيد عن مخاطر وعلامات نقص الفيتامين "د" عند الطفل، لكن عليك أن تتذكر أنها ليست بديلاً عن التشخيص الطبي المتخصص.. كما عليك أن تتذكر:
1- فيتامين (د) مهم لصحة العظام والعضلات.

2- يتكون معظم فيتامين (د) في الجلد عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس، فمن الصعب الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) من الطعام وحده.

3- الأطفال الذين يعانون من بشرة داكنة، والتي نادراً ما تتعرض بشرتهم لأشعة الشمس أو الذين يعانون من بعض الحالات الطبية، معرضون لخطر انخفاض فيتامين د أو نقص فيتامين أشعة الشمس.

4- يحتاج الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (د) إلى تناول مكملات فيتامين (د)، والأهم يحتاجون قضاء وقتٍ كافٍ في الخارج، كذلك إلى الحصول على ما يكفي من الكالسيوم في نظامهم الغذائي.

5- الكثير من فيتامين (د) يمكن أيضا أن يسبب مشاكل.

في النهاية.. فيتامين (د) مهم للغاية لدرجة أن جسمك يصنعه بنفسه، ولكن فقط بعد تعرض الجلد لأشعة الشمس الكافية وفي الوقت المناسب وفقاً للمنطقة الجغرافية التي تعيش فيها، فاعمل على دفع طفلك للعب خارجاً أو التنزه بشكل يومي والخروج من المنزل وعدم التشبث بجهازه اللوحي أو الموبايل، بالإضافة إلى العناية بتقديم الأغذية الصحية التي تحتوي على الفيتامين د بشكل طبيعي، أخيراً.. شاركنا رأيك بالتعليق على هذا المقال.
 

[1] مقال "فيتامين د" منشور على موقع rch.org.au، تمت المراجعة في 17/11/2019
[2] مقال "أبرز مخاطر نقص فيتامين (د) ومصادر الحصول عليه" منشور على موقع cnn.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[3] مقال Maura Keller "نقص فيتامين د في الأطفال" منشور على موقع todaysdietitian.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[4] مقال باسنت نوار "أعراض نقص فيتامين د" منشورة في مدونة a3raad.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[5] مقال Michael F Holick، Tai C Chen سنة 2008 "نقص فيتامين د، مشكلة عالمية لها عواقب صحية"، منشور على موقع academic.oup.com، تمت المراجعة في 17/11/2109
[6] دراسة Sonia L Robinson وآخرين 2019 "ارتباط نقص فيتامين د عند الطفل بمشكلات سلوكية في مرحلة المراهقة" منشورة على موقع academic.oup.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[7] دراسة Agustina Alonso & Laura Mantecón 2019 "نقص فيتامين د للأطفال.. صعوبة التشخيص" منشورة على موقع nature.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[8] مراجعة علمية من قبل Susanna Esposito وآخرين سنة 2019 "العلاقة بين فيتامين د وهرمون النمو لدى الأطفال" منشورة على موقع biomedcentral.com، تمت المراجعة في 17/11/2019
[9] دراسة Dr. Guoying Wang وآخرين سنة 2019 " انخفاض فيتامين (د) عند الرضع يتوقع مشاكل ضغط الدم وهم أكبر سناً" منشورة على موقع heart.org، تمت المراجعة في 17/11/2019