فن الاستماع والإنصات ومهارات الاستماع الفعّال

كيف أكون مستمعًا جيدًا؟ مقال عن كيفية تعلم فن الاستماع والإنصات ومهارات الاستماع الجيد وإتيكيت الاستماع للآخرين وأهمية الإنصات الجيد وأنواع المستمعين
فن الاستماع والإنصات ومهارات الاستماع الفعّال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الصمت يُعلمك حسن الاستماع الذي يفتقده الكثيرون، حاول إتقانه ولن تفشل أبدًا في تحقيق ما تريد في أي وقت وفي أي موقف. هكذا ألقى الدكتور ابراهيم الفقي -رحمه الله- نظرته الإيجابية على الاستماع الحسن.
ونحن في هذا المقال عن فن الاستماع والإنصات سنشرح لكم مهارات الاستماع بالتعرف على الفرق بين الاستماع والإنصات والإصغاء، وأهمية الاستماع الجيد، وإتيكيت الاستماع، وأنواع المستمعين، ومعوقات الاستماع الجيد.

  • معنى الاستماع: يتكوَّن الاتصال اللفظي بين البشر من مرحلتين: الإرسال والاستقبال، والاستماع هو مرحلة تلقي الرسائل الصوتية وتحليلها، هو بذلك يتميَّز عن السمع بكون الأخير عملية جامدة من وصول الصوت إلى العقل، أما الاستماع فهو محاولة تحليل الصوت بشكل إرادي، مثال ذلك عندما نمشي في الشارع نسمع أصوات السيارات والباعة الجوالين والضجيج...إلخ، هذه عملية السمع، أما عندما نجلس في محاضرة فإننا نركز بشكل إرادي على صوت معين ونحاول فهمه، وهذه عملية الاستماع، بغض النظر عن قدرتنا على فهم هذه الرسائل وإدراكها.
  • معنى الإنصات والإصغاء: الفرق فعلياً بين كل من الإنصات والإصغاء وبين الاستماع هو فرق بالدرجة، درجة التركيز والانتباه والقهم، حيث يعتبر الاستماع هو مدخل الإنصات بمعنى التركيز أكثر على الرسائل الصوتية، ويعتبر الإصغاء هو التفاعل مع هذه الرسائل ذهنياً وعاطفياً وفهمها بحيث تصبح مؤثرة، فالمصغي هو أكثر المستمعين اهتماماً.
animate

نورد فوائد الاستماع الجيد كالآتي:

  • عن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافي والحضاري عبر الأجيال. فلولا عملية الاستماع والرواية والحفظ لضاع الكثير من التراث الإنساني.
  • الاستماع الجيد أساس إبداء الرأي الموضوعي الصحيح.
  • تعود أهمية الاستماع، لكونه الوسيلة التي يتصل بها الإنسان في مراحل حياته الأولى بالآخرين، فمن خلاله يكتسب الكثير من المفردات ويتلقى الأفكار والمفاهيم.
  • أشارت دراسات كثيرة إلى إمكانية تفوق تلميذ المرحلة الابتدائية في الدراسة وفقًا لتفوقه في مهارات الاستماع، وعندما يتعرف التلميذ على نمطه في الاستماع فإنه يستطيع أن يطور نفسه في الاستماع وفي فنون اللغة وفي عملية التعلم والتعليم وفي تحصيله الدراسي.
  • الاستماع أساس فنون اللغة في التعلم والتعليم معًا.
  • عن طريق الاستماع يستطيع المستمع أن يدرك ويفسر الكلام ويميز بين أفكاره الصحيحة والخاطئة.
  • يعتبر الاستماع الجيد خلال الحوار بين الزوجين من أساسيات نجاح العلاقة الزوجية.

والآن، ما هي مستلزمات أو شروط الاستماع الجيد؟

  • لابد من سلامة صحة الأذن.
  • لابد أن يكون الحديث يناسب قدرة المستمع العقلية واللغوية.
  • من الضروري التحدث بصوت واضح حتى يتمكن المستمع من سماع الحديث بنجاح.
  • يجب أن تكون طريقة إلقاء المتحدث جذابة حتى يجذب المستمع إليه.
  • لابد أن يكون المكان الذي يتم فيه الحديث خاليًا من الضوضاء.

تتمثل مكونات عملية الاستماع في أن لها بعدين رئيسيين مترابطين لا يمكن الفصل بينهما:

  1. البعد الفسيولوجي: ويتمثل هذا البعد في قدرة الأذن على الاستجابة للصوت وترجمته عن طريق الجهاز العصبي ثم تحويله إلى إشارات يفهمها المخ ويستوعبها.
  2. البعد العقلي: ويتكون من أربعة مكونات، كالآتي:
    • فهم الرموز الصوتية المنطوقة.
    • تفسير الكلام والتفاعل معه.
    • نقد الكلام وتقويمه.
    • ربط مضمون الكلام بالخبرات الشخصية.
  • الحفاظ على الهدوء لضمان الحصول على الرسالة بشكل واضح.
  • لا إرادياً نقوم بأداء حركات تثبت أننا نستمع مثل إيماء الرأس ومتابعة المتحدث بالعين، وأحياناً قد نقوم بهذه الحركات بشكل إرادي لنظهر اهتمامنا بالموضوع.
  • الحفاظ على اتصال مستمر مع المتحدث من خلال النظر.
  • استعادة التركيز من خلال تكرار الجمل التي يقولها المتحدث ذهنياً.
  • على الرغم من أهمية المشاركة والتفاعل بين المتحدث والمستمعين من خلال الأسئلة والتعليقات، إلا أن المقاطعة تعتبر عدواً شرساً للاستماع الفعَّال، لذلك استخدم ورقة وقلم وقم بتدوين ملاحظاتك حتى نهاية الحديث، او قم بحفظها ذهنياً لتطرحها في الوقت المناسب.
  • تأكد أنك تحصل على الرسالة بالشكل الذي يريده المرسل من خلال إعادة النقاط الأساسية والتأكُّد أنك فهمت الموضوع بشكل صحيح.

يمكن النظر إلى مهارات الاستماع من خلال محورين أساسيين، الأول هو ما يتعلق بوصول الرسالة بشكل سليم، والمحور الثاني هو المتعلق بتحليل الرسالة وفهمها، ويمكن تلخيص هذه المهارت في ست خطوات كالآتي:

  1. مهارات الاستماع واستقبال الرسالة:
    • القدرة على استقبال الصوت من الناحية الفيسيولوجية، فإذا كنت تعاني من مشاكل بالسمع يجب أن تقترب أكثر من المتحدث أو تستخدم سماعات تكبير الصوت، كذلك يجب على المتحدث أن يكون قادراً على إيصال صوته بشكل واضح ومفهوم ليضمن وصول أفكاره.
    • القدرة على التركيز واستعادة التركيز في حال فقده.
    • القدرة على فتح خط التواصل البصري واللفظي مع المتحدث.
  2. مهارات فهم وتحليل المعلومات
    • القدرة على استخراج الخطوط الرئيسية والعناوين العريضة.
    • القدرة على إعادة صياغة الأفكار بشكل مكثف.
    • القدرة على نقاش الرسالة والتأكد أنها وصلت بطريقة صحيحة.

أما عن أنماط المستمعين فهناك عشرات التصنيفات، يمكن تلخيصها بالأنماط التالية:

  • المستمع الجيد: وهو الذي يرغب بفهم ما يستمع إليه حقاً ويوظف حواسه وخبراته لتحليل الرسائل التي يستقبلها.
  • المستمع المتظاهر أو المزيف: وهو الذي يسمع دون أن يهتم بما يسمعه، ويكون شارداً بعيداً كل البعد عن فهم وتحليل الرسائل، لكنه قد يبدي بعض الحركات المزيفة التي تجعله يظهر وكأنه مهتم حقاً.
  • المستمع الانتقائي: عادةً ما يركِز المستمع الانتقائي على أشياء معينة بذاتها من مجمل الرسالة التي تصله، وهناك من يسمي هذا النوع من الاستماع بالأناني، لأنه يأخذ الأجزاءالمتوافقة معه من الرسالة ويهمل كل ما لا يتوافق مع آرائه.
  • المستمع المشاكس: هذا النوع من المستمعين يهدف إلى التشويش على المتحدث، بحيث تكون عملية الاستماع عملية صيد للأخطاء بقصد المماحكة والجدال.
  • وجود الاختلاف بين لغة ولهجة المستمع، و لغة ولهجة المتحدث.
  • قلة تركيز المستمع  في ما يقوله له المتحدث.
  • سطحية الحديث وتفاهته، وينعكس ذلك على انصراف الشخص عن الاستماع.
  • فقدان الهدف والشعور بعدم الفائدة، أو أن الحديث لا يضيف جديدًا.
  • الميل للانتقاد والسخرية.
  • ضعف الصوت نتيجة مشاكل تقنية أو عدم خبرة المتحدث أو وجود ضجيج.
  • عدم الصبر، فهو لا يهتم بالحديث بل يركز على مقاطعة المتحدث وقد ينصرف قبل نهاية الحديث.
  • التشويش، سواء كان مصدره الضوضاء والضجيج أو تدخل الحاضرين والمقاطعات أو أي شيء يمكن أن يؤثر على وصول الرسالة بشكل واضح، مثل خوف المتحدث وتوتره.
  • لن نخسر شيئًا إن استمعنا بعمق لمن يقابلنا الحديث، بل سنزداد وعيًا للأمور من خلال زوايا وجهات النظر المختلفة. استمع كما تحب أن يستمع لك الآخر.

المراجع