قواعد التحفيز ودروس في حياة

ما هي العادات التي تغيّر حياتك للأفضل؟ وما هي قواعد الحياة التي تحافظ على اندفاعك لتحقيق الطموحات؟.. كيف تجعل من نفسك شخصاً أفضل؟
قواعد التحفيز ودروس في حياة

قواعد التحفيز ودروس في حياة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تقودنا عاداتنا لنكون أفضل أو أسوء، فطبائع الناس متشابهة إنما عاداتهم هي ما يميز بينهم، ثم أن أفضل عادات الحياة تحمل القدرة على زيادة رفاه عيشك وترفع قدرتك على الأداء الفعّال، فلا تدع العادات السيئة تعيق حياتك، وابدأ ببناء عادات جيدة لحياة أكثر سعادة وإنتاجية ورضا.. تابع معنا قراءة السطور التالية.

الحماس شائع و الالتزام أمر نادر الحدوث
أثبتت دراسة أن نسبة ما يقرب من 54٪ من الأشخاص الذين قرروا تغيير أساليب حيواتهم؛ يفشلون في جعل هذا التحوّل يدوم أكثر من ستة أشهر، حيث يتخذ الشخص العادي نفس القرار عشر مرات دون نجاح مدى الحياة، لأن معرفة ما يجب القيام به ليس قضية، لكن الالتزام هو المشكلة!.. والكثير منا يفتقر إلى الهياكل المناسبة لدعم التغيرات السلوكية التي يحتاجها تحقيق أهداف حياته.

الالتزام والإصرار والصبر؛ هذه هي أصعب المهارات التي ستضطر إلى تعلّم استخدامها وتحسينها بشكل يومي، فحول تشكيل سلوكيات جديدة ودائمة تحدث الفيلسوف الأمريكي وأحد رواد علم النفس الحديث وليم جيمس (William James): "ضع نفسك في ظروف تشجع على الطريقة الجديدة، ابتكر التزامات غير متوافقة مع القديم خذ تعهداً علنياً على نفسك إذا لزم الأمر، غلف قراراتك بكل ما يمكن أن يعطي بدايتك الجديدة زخماً يمنع إغراء الانهيار والاستسلام بعد مدة، كل يوم تأجيل يُضاف إلى انعدام فرص ا لتغيير في حياتك".. بالتالي إجراء تغييرات تحمل معنى ومغزى عميق في حياتك، يعتمد على قدرتك في وضع أهداف قابلة للتنفيذ حتى يصبح الأمر اعتيادياً.

animate

قضاء أول ساعات العمل على إنجاز أكثر المهام صعوبة
لا تبدأ نشاطك اليومي حتى تتأكد من تخطيط ما تود إنجازه، ففي كل يوم صباحاً حدد ما هي أكثر مهامك أهمية وقم بإنجازها، هذا ما يعطيك أجمل شعور للرضا.. ينتابك وأنت تقوم بإنجاز مهامك بشكل متتابع؛ مستخدماً فترة الصباح لتحقيق المهام الأعلى قيمة خلال يومك، كما عليك تجنب الأعمال المزدحمة غير المخططة، التي لا تضيف قيمة حقيقية إلى عملك أو رؤيتك أو هدفك على المدى الطويل.
فالأنشطة ذات القيمة المنخفضة، بما في ذلك الاستجابة لإشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، أو الرد على رسائل بريدك الإلكتروني؛ تبقيك مشغولًا وتوقفك عن إنجاز العمل الحقيقي، لذا اجعل الوقت مناسباً للعمل، عليك أن تولي اهتماماً مناسباً لما يهم بالفعل، حيث تظهر الأبحاث أن الأمر يستغرق في المتوسط أكثر من 23 دقيقة؛ لاستعادة تركيزك بالكامل بعد انقطاع مهما كان بسيطاً.

نفّذ مهمة واحدة تحمل الغاية 
نحن في عصر المقاطعات والإعاقات الرقمية، لا عجب أنك تواجه مشكلة الإلهاء بشكل مستمر، فإذا كنت مضطراً بالفعل إلى التركيز على أداء مهمة محددة؛ حدد الوقت الذي يتعين عليك إنفاقه لأدائها، كإضافة التاريخ والوقت المناسب لقوائم المهام الخاصة بك، كذلك أجبر نفسك على أداء المهمة في وقتها المحدد والمضي قدماً، حدد لنفسك مهمة واحدة في كل مرة ولا تتساهل أبداً مع موضوع المقاطعات، ولتحقق الغاية من هذه العادة (في إنجاز مهمة واحدة محددة الوقت والتاريخ)؛ جرب تقنية الطماطم (Pomodoro Technique)، بحيث تركز على مهمة واحدة لمدة 30 دقيقة، ثم تستريح 5 دقائق، بعدها انتقل إلى مهمة أخرى واستمر في ذلك.

أهمية التعلّم مدى الحياة وتطوير الذات
التعليم الذاتي من أفضل الطرق لاكتساب المعرفة، حيث لا يهم إذا كنت تجلس في فصل دراسي جامعي أو في مقهى طالما أنك مهتم حقاً بما تدرسه.. (لا تتوقف)، وذلك للاستفادة القصوى من وقتك والحصول على أفضل تعليم يمكنك تقديمه لنفسك، لأن الذين يأخذون الوقت والمبادرة لمتابعة العلم بمفردهم، هم الوحيدون الذين يحصلون على تعليم حقيقي في هذا العالم، وإذا ألقيت نظرة على سيرة أي عالم أو رائد أعمال أو شخصية تاريخية معروفة على نطاق واسع، ستجد أن أهميتهم نتيجة التعليم الذاتي المستمر الذي يعطيك الإجابات على معظم تساؤلاتك.
ليس عليك أن تلتزم بساعات طويلة كل يوم للتعلم، فقط التزم بالوقت الذي تقرر أن تقضيه في التعليم الذاتي لأكثر الموضوعات إثارة للاهتمام بالنسبة لك والتي ترغب في معرفة المزيد عنها، فالهدف هو إيجاد أكبر عدد ممكن من مصادر الأفكار والمعرفة، لذا ابحث عن مدونات أو مواقع إلكترونية أو دورات مجانية عبر الإنترنت يمكنها توسيع أفقك المعرفي، كما يمكنك قراءة آراء الخبراء حول الموضوعات التي تهتم بها.

حل المشاكل بنظرة مختلفة
التفكيرُ من زاويا مختلفة لحلّ المشكلة والتفكير الجانبي الذي قد يحمل حلولاً رائعة؛ عادة مهمة لا بد أن تطورها لأنه "من الجنون أن نفعل الشيء نفسه تكراراً ونتوقع نتيجة مختلفة".. كما قال أينشتاين أليس كذلك!؟
ابتعد عن التفكير الأحادي (التفكير بالمشكلة خطوة بخطوة وتحليلها استناداً إلى الحقائق والأعراف؛ يعطي نتيجة واحدة)، وطور نهجاً جديداً لحل المشاكل في حياتك من خلال التفكير الجانبي والموّسع (كسر القواعد والقفز بين مسببات المشكلة والنظر في الاحتمالات؛ يعطي نتائج مختلفة).
لا تحبس كل طاقتك الذهنية في اتجاه واحد، لا تحصر تفكيرك بمسببات المشكلة، انظر إلى الموضوع بطريقة مختلفة وحاول أن تجد الحلّ، ليست هناك مشكلة لا حلّ لها.

قضاء خمس دقائق تأمل يومياً، يغير طريقة تفاعلك مع تفاصيل الأشياء
إذا كنت من الأشخاص الذين يشردون كثيراً أثناء أداء مهامهم اليومية، فاعلم أن ذلك من الإيجابيات إذ سيساعدك على ممارسة ناجحة للتأمل العقلي المتيّقظ (سنتحدث عنه في مقال منفصل)؛ بحيث تكون في حالة تأمل وتركيز في نفس الوقت الذي تدرك فيه كل ما يحدث حولك، ووفقا للبحوث فإن للتأمل العقلي المتيقظ بعض الآثار غير العادية على أدمغة أولئك الذين يمارسونه بانتظام، حيث يتم إعادة توجيه نشاط الدماغ في أجزائه القديمة والرجعية إلى أحدث جزء منطقي من الدماغ وقشرة الفص الأمامي، بما في ذلك الجهاز الحوفي (limbic system) (وهو نظام معقد للأعصاب والشبكات في الدماغ، يتضمن العديد من المناطق القريبة من حافة القشرة المعنية بالفطرة والمزاج؛ يتحكم في العواطف الأساسية كالخوف والسرور والغضب، كذلك يتحكم بالدوافع كالجوع والجنس والهيمنة).

تحقيق الهدوء اليومي لممارسة التأمل هو كل ما يحتاجه الأمر، ولا ينبغي إجبار نفسك على هذا النوع من التأمل بل عليك أن تعيش اللحظة الحالية في كل يوم، عندما تتوقف عن التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، وتنفتح على مصادر المعلومات الغنية التي تفتقدها، فستبتعد عن دوامة الهبوط وتكون مستعداً لحياة أكثر ثراء من الناحية المعنوية.

عندما تمارس وتطبق هذا النوع من التأمل فإن نظام عقلك سيتغير بشكل جوهري، فقط من خلال خمس دقائق يومية.. ستصبح أكثر تناغماً مع اللحظة وأقل تفاعلاً مع كل التفاصيل المزعجة التي تحدث خلال يومك.
في تلك الخمس دقائق لديك الفرصة لتحسين قراراتك وتوجهاتك الحياتية، كذلك الطريقة التي تتعامل بها مع جميع من حولك وكل ما يحيط بك، البعض سيختار الصباح لممارسة هذه الدقائق من التأمل اليقظ لكن ذلك غير مهم فاختر الوقت الذي يلائمك خلال اليوم، حيث يساعدك على تحديد ردودك واختياراتك ستكون محسوبة بدلاً من الخضوع لظروف الحياة.

دماغك يحتاج للقراءة كغذاء يومي
تعرف الفوائد الكثيرة التي تعطيها القراءة للدماغ، القراءة مثل التفكير والصلاة، مثل التحدث إلى صديق مقرّب والتعبير عن أفكارك، مثل الاستماع إلى أفكار الآخرين والاستمتاع بالموسيقى أو بمنظر جميل والمشي على الشاطئ.
ينْشُط دماغك من خلال الكتب؛ ينمو ويتغير ويصنع روابط جديدة وأنماط مختلفة، اعتمادًا على نوع المادة التي تقرأها، تزيد القراءة من اتصال الدماغ، تتغير أدمغتنا وتتطور بطرق رائعة عندما نقرأ.
تتأثر العديد من وظائف الدماغ بالقراءة، بما في ذلك العمليات البصرية والسمعية، كذلك الوعي الصوتي والطلاقة والفهم، ووفق دراسات حديثة فإن القراءة بخلاف مشاهدة أو الاستماع إلى وسائل الإعلام؛ تعطي الدماغ المزيد من الوقت للتأني والتفكير والتعامل بمنطق وتخيل السرد لدينا، كما يمكن أن تبطئ القراءة تراجع الإدراك (الخرف) وتحافظ على صحة العقل، هذا وتتطلب القراءة الصبر والاجتهاد والتصميم، بالتالي هي مثل أي مهارة لديك تحتاج الممارسة بانتظام وبشكل مستمر.

خذ استراحة واستعد طاقتك
كن فضولياً وبشكل فعلي حول الثقافات أو اللغات الأخرى أو كيف تجري الأشياء بطريقة مختلفة لدى الآخرين في هذا العالم، حيث يمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي كبير على أفكارك، إنها وسيلة لحماية وتعزيز معتقداتك وتصوراتك وآرائك، كما أنها الطريقة الوحيدة لحماية نفسك من التعنت خلف وجهة نظر محدودة، وذلك من خلال الافتتان بالأشياء التي تكتشفها من حولك أيضاً.
كما أنه من خلال امتلاكك لعقل منفتح وعندما تكون مفتقراً لتدفق الطاقة؛ ستكون قادراً أن تأخذ خطوة للوراء وتنظر لأنماط حياتك إذا كنتَ تحرز تقدماً أم لا، كذلك أن تعيد دراسة خطواتك وفي بعض الأحيان كل ما تحتاجه هو تغيير في البيئة أو الأسلوب أو الروتين أو النمط المعتاد، فاستعد لتغير عاداتك للأفضل.

ما هي قواعد الحياة التي تحافظ على الدوافع لتحقيق الطموحات؟
لتكتسب عادات جيدة تمارسها يوميا، يمكن أن تحدث فرقا حقيقياً في حياتك يمكنك أن تضيف القواعد التالية إلى يومياتك:

  • الحياة هي 10% مما يحدث معك و90% كيفية تفاعلك معه: هذا ما يعمل لأنه لجميع الناس، فنحن نواجه تحديات، لكننا جميعاً نمتلك الخيار للرد بطريقة إيجابية أو سلبية.
  • أعط أكثر مما تأخذ: إنها قاعدة بسيطة امنح أكثر (من وقتك أو نقودك أو مواهبك) مما تستهلكه أو تأخذه، هذا ما يخلق وفرة من الخبرات والصلات والثروة الإيجابية لديك.
  • الالتزام بالوعود: تلبية الوعود تبني سمعة جيدة للشخص، والمبالغة في تحقيق الوعود بل والإفراط فيها أهم بكثير من عدم تلبية توقعات الآخرين منك.
  • لست غنياً كفاية لشراء أشياء رخيصة: اعتادت جدتي على القول: "الفقير يكتسي مرتين"، حيث لا تدوم الأشياء الرخيصة، كما أنها مضيعة للمال والوقت.. فجودة الأشياء الغالية هي التي تدوم، وهذا تماماً ما ينطبق على السلوك، إذ من الأسهل إجراء المهام بشكل صحيح في المرة الأولى، بدلاً من إصلاح مهمة رديئة بأثر رجعي.
  • المحافظة على البساطة: من أهم قواعد الحياة أن تبتعد عن التعقيد وتتوخى البساطة قدر الإمكان، أن تتراجع في حال شعرت بالمبالغة في مشكلة ما لتبسط الأمور قدر الإمكان.
  • الفصل بين الشؤون الخاصة وبين العمل: من السهل جداً مزج الأعمال بالحياة الشخصية، لكنه يؤدي فقط إلى الأخطاء والصداع، مما يمكن أن يؤثر على جانبي حياتك العملية والشخصية بطريقة سيئة، بالتالي من الأفضل إبقاء هذه الأمور منفصلة تماماً من حيث التواصل والحضور الاجتماعي والمال والمهام اليومية.
  • إطاعة القاعدة الذهبية: لا يتعلق الأمر بما يمكنك الحصول عليه من الآخرين، لكن بما تقدمه لهم ومما يجعلك شخصاً لطيفاً للتعامل معهم، تمنى للآخرين ما تتمناه لنفسك سواء في عائلتك أو مع أصدقائك أو زملائك في العمل.
  • استمر بالتأثير واللعب والحلم: هذه الكلمات تذكرك بأهمية وزخم وقوة التحفيز لتحقيق كامل إمكاناتك، كما يشمل كل شيء من الاهتمام بصحتك وممارسة الرياضة، إلى البقاء مبتكراً وطموحاً من خلال إطلاق قوة عقلك.
  • اعمل لتعيش ولا تعش لتعمل: يمكنك الاستمرار في العمل لتحقيق مصالح العمل، لكنك لا تود أن تنظر مستقبلاً إلى ماضيك وتحمل ذكريات العمل المجهد فقط، أنت بالتأكيد تريد أن تنظر إلى العلاقات والحياة التي كنت جزءاً منها وكيف ساهمت في سعادتك ليس كيف كنت تنهي قائمة المهام في العمل.. والتي لا تنتهي أبداً.
  • افعل الأمور بشكل صحيح أو لا تقم بفعلها أبداً: إنه نهج يوجه جميع قراراتك، فإذا لم تعتقد أنك تستطيع أن تفعل ما ينبغي فعله بشكل أفضل من أي شخص آخر وأن تشعر بشغف قوي تجاهه؛ أرفض الفرصة إذاً.. إن الحياة قصيرة جداً بحيث لن تقضي وقتاً في القيام بأشياء لا تفخر بها ولا تستمتع بها ولا تضع التركيز الكامل عليها على مرّ السنين، هذا يعني رفضك للعديد من الفرص الجيدة، مما يعطيك الكثير من الفرص الرائعة.
  • النعمة عملة أقوى من الأموال: سواء كان ذلك في المجال الشخصي أو المهني، فإن الاستحسان والتأييد هدايا غير نقدية تبني علاقات طويلة الأجل ذات مغزى وتؤثر بشكل أكبر على العلاقات الإيجابية من تلك المرتبطة بشكل واضح بالمبلغ المالي، مما يُظهر أنك تهتم شخصياً، لكن الأمر ليس سهلاً أو حتى دائماً، لكنه شيء عليك أن تحاول مراعاته وشكر نعمته عليك.
  • تعلم ألا تشعر بالراحة عند التغيير: الكثير من مشاكلنا - سواء في الأعمال أو العلاقات أو الحياة اليومية - تأتي من التشبث بالماضي، ومن خلال الاستمتاع والسعادة بعدم شعورك بالارتياح خلال التغيير؛ تفتح قدرتك لرؤية الأشياء من منظور جديد.
  • فكر.. بما تحاول إنجازه: اسأل نفسك دوماً عما تحاول تحقيقه، في كل مرة تبدأ فيها عملاً أو تتعثر في مشروع وحتى في حياتك الشخصية؛ اسأل نفسك ما الذي تريد أن تنجزه، إنها طريقة للنظر بموضوعية إلى الأمور واتخاذ أفضل قرار.

في النهاية.. تستطيع الحياة من خلال دروسها القاسية تربية عاداتنا الإيجابية منها والسلبية، لكن الفرصة تتاح لنا على الدوام لتغيير أنفسنا نحو الأفضل، فكّر كم تغيرتَ الآن عما كنت عليه قبل عام واحد فقط!.. شاركنا من خلال التعليقات رأيك: كيف تحفزّ ذاتك على العمل بجد لتحقيق أهدافك؟ ما الذي يزعجك من عاداتك وهل حاولت تغيره؟ هل نجحت في ذلك؟ هل لديك قواعد تتبعها في حياتك الشخصية والمهنية؟ نحن بانتظار مشاركة تجربتك الرائعة.