كيف أحمي نفسي من الابتزاز والتهديد وأواجه المبتز؟

كيف أحمي نفسي من شخص يبتزني ويهددني؟ تعرفي إلى أنواع الابتزاز والتهديد، عقوبة المبتز وكيف تتعاملين مع الابتزاز بالصور أو الرسائل والابتزاز الجنسي
كيف أحمي نفسي من الابتزاز والتهديد وأواجه المبتز؟

كيف أحمي نفسي من الابتزاز والتهديد وأواجه المبتز؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بعد أن أصبحت كافة جوانب حياتنا مرتبطةً بالأجهزة الالكترونية، وحيث أنّ هواتفنا وحواسيبنا المحمولة تحتوي الكثير من المعلومات الشخصية والصور الخاصة أصبحنا جميعاً معرضين لاختراق خصوصياتنا وسرقة بعض بياناتنا الشخصية من قبل أشخاصٍ سيئين. سواء تمّ الأمر بسبب عدم المعرفة الجيدة لجوانب الأمن المعلوماتي أو نتيجة ثغرة معينة أو مهما كانت الطريقة فمن الممكن أن تجدي نفسك وقد تحولتِ لضحية ابتزاز.
اليوم تُعاني الكثير من الفتيات اللواتي يتعرضن للابتزاز من الارتباك والخوف وهو ما قد يدفعهنّ إلى اتخاذ قراراتٍ خاطئة يمكن أن تزيد من سوء الموقف، ولكن كيف يجب أن يكون التصرف الصحيح وما هي أفضل طريقة لمواجهة الابتزاز؟

ينظر الكثيرون إلى الابتزاز على أنّه الحالة التي يقوم فيها شخصٌ ما بتهديد أحدهم بفعل شيء ما أو كشف معلوماتٍ سلبية عنه ما لم يمنحه المال أو بنفذ له طلبات معيّنة، ورغم أنّ هذا التعريف صحيح إلا أنّ التعريف القانوني للابتزاز هو "جريمة التهديد بالكشف عن معلومات ضارة عن شخصٍ ما لم يتم الحصول على أموال أو بعض المزايا الأخرى"، في بعض الأحيان يمكن أن يحاول المبتز الحصول على خدمات جنسية أو السيطرة على الضحية بشكلٍ ما.
يحدث الابتزاز عند التهديد بالكشف عن المعلومات المضرة أو المهينة للضحية وطلب تعويض بشكلٍ ما منها، وهنا من الضروري أن تلاحظي أنّ الجريمة تقع بمجرد قيام الجاني بالتهديد ولا يتطلب الأمر انتقال الأموال إليه حتى يُعتبر الأمر جريمةً. [1]

animate

من حيث طبيعة العلاقة التي تجمع بين المبتز والضحية يتم تقسيم الابتزاز إلى ابتزاز مباشرة وابتزاز وابتزاز إلكتروني، أما من حيث هدف الابتزاز فمن الممكن أن نقوم بتصنيف الابتزاز المادي ضمن ثلاثة أنواع أساسية: [2،3]

  1. الابتزاز المادي (المالي)

    في الابتزاز المادي يقوم الجاني بجمع معلومات عن الضحية أو يقوم باستغلال معرفته لمعلومات مهينة لها أو صورها سواء كانت ذات طابعٍ جنسي أو لا، وفي هذا النوع من الابتزاز يقوم التهديد على طلب الأموال من الضحية مقابل حذف المواد التي يمتلكها أو عدم إفشائه لها. في الحقيق يمكن أن يستغل بعض المبتزين ضحاياهم ويطلبون منهنّ الدفع بشكل متكرر مستغلين الخوف وقد يطلبون من الضحية دفع المال بطرقٍ يصعب فيها تعقبه ومعرفته من قبل الشرطة.

  2. الابتزاز الجنسي

    يُعتبر من أهم وأخطر أنواع الابتزاز في الوقت الحالي، يحدث الابتزاز الجنسي عندما يمتلك المبتز صوراً أو مقاطع فيديو تخص الضحية فيستغل هذه المواد الجنسية بهدف تهديدها والاستفادة جنسياً منها بأشكالٍ مختلفة. يمكن أن تتنوع أشكال الابتزاز الجنسي كثيراً؛ وفقاً للمبتز ومستوى اضطرابه فقد يطلب من الضحية إرسال بعض الصور الشبيهة بالمحتوى الذي يمتلكه سلفاً أو تصوير مقاطع فيديو إباحية وقد يتمادى الأمر ليصل إلى طلب ممارسة الجنس معه أو مع أشخاصٍ معينين.
    في كثيرٍ من الحالات تجد الفتاة نفسها تقوم بما يطلبه المبتز وترسل إليه ما طلبه منها بدافع الخوف من الفضيحة، ولكن المشكلة في هذا التصرف أنّه سيدفع المجرم إلى التمادي أكثر وطلب المزيد أو استمراره في الابتزاز واستغلال الفتاة مستغلاً خوفها.

  3. الابتزاز لإجبار الضحية على خدمة المبتز

    حيث يكون الهدف من الابتزاز في هذه الحالة الحصول على امتيازات معينة من الضحية إذا كانت في منصب مرموق أو تتحكم ببعض الأعمال التي يحتاج المبتزّ إلى الوصول إليها وتسهيليها، وهذا النوع أكثر شيوعاً في عالم الأعمال والسياسة، لكن أي شخص يمكن أن يتعرض لهذا النوع من الابتزاز لتسريب معلومات عن مكان عمله أو تقديم تسهيلات مخالفة أو القيام بأعمال غير قانونية لصالح المبتز، وتحت هذه الفئة من الابتزاز يندرج أيضاً الابتزاز للحفاظ على الوضع الراهن، بمعنى ابتزاز الضحية لإجبارها على البقاء في علاقة مع المبتز مهما كان نوع هذه العلاقة.

المشكلة التي تتعرض لها الكثير من الفتيات هي عدم معرفة كيفية التعامل مع المبتز فما يحدث هو أنّهن يتصرفن بناءً على الخوف المحض: [4،5]

  1. لا تدفعي المال: الخطوة الأهم هي عدم الانصياع لطلبات المبتز لأنّ فعل ذلك سيجعله يشعر بأنّه في موضع قوة وبالتالي سيزيد الأمر سوءاً وقد يدفعه ذلك إلى زيادة مطالبه لاحقاً وطلب المزيد من المال.
  2. قومي بجمع الأدلة: احتفظي بسجلٍ يتضمن كافة الطرق التي تواصل فيها المبتز معك (مثل رقم الهاتف أو حساب الفيسبوك أو الإيميل) وأيضاً كافة المطالب والتهديدات التي قام بها المبتز (يفضل أن تقومي بطباعتها على الورق).
  3. قومي بإخطار شبكة التواصل الاجتماعي: في حال تواصل معك المبتز على إحدى شبكات التواصل مثل يوتيوب أو سكايب فمن الممكن أن تقومي بالإبلاغ عنه للدعم الخاص بهذه الشبكة.
  4. أوقفي التواصل مع المبتز: من المهم أن تمتنعي عن التواصل مع المبتز وتقومي بحظره وأن تطلبي من أصدقائكِ أن يقوموا بالشيء ذاته إن حاول التواصل معهم، سيكون من المفيد أيضاً أن تقومي بإغلاق حساباتك على شبكات التواصل بشكل مؤقت (لا يُفضل أن تقومي بحذفها لأنّها يمكن أن تكون دليلاً تحتاجه الشرطة أو السلطات المختصة).
  5. قومي بتأمين حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي: تتعرض الكثير من الفتيات للابتزاز نتيجة قدرة المبتز على الوصول إلى حساباتهن الشخصية ولذلك من الهام للغاية أن تقومي بتغيير كلمات المرور ومراجعة إعدادات الخصوصية وتغييرها لتحصلي على المزيد من الأمان.
  6. لا تشعري بالهلع: أنتِ بحاجة إلى التصرف بهدوء لذلك حاولي أن تحصلي على الدعم من أحد المقربين منك كأحد أفراد الأسرة أو محامي العائلة.
  7. لا ترسلي له صوراً: إضافةً لما سبق من الضروري ألا تنصاعي لطلباته الجنسية وألا تقومي بإرسال أية صورٍ إضافية أو مقاطع فيديو لأنّ هذا سيجعل الأمور أسوأ وحسب وسيزيد من المواد التي يكمن أن يستخدمها ضدّك في المستقبل ليضاعف مطالبه.
  8. لا تقابلي المبتز وحدكِ: مهما كان موقفك صعباً لا تقابلي المبتز وحيدةً أبداً، إذا اتخذت قرار مقابلة المبتز فيجب عليكِ الحصول على مساعدة من أشخاص موثوقين، والأفضل ألّا تقابلي المبتز أبداً.
  9. اطلبي استشارةً قانونية: اللجوء إلى محامي في مثل هذه الظروف سيكون مفيداً جداً، بل أن بعض جرائم الابتزاز تنتهي بمجرد شعور المبتز أنّ هناك شخص خبير يحاول الإيقاع به.
  10. اطلبي المساعدة من المقربين: لا تواجهي الابتزاز لوحدك واطلبي مساعدة الأهل والمقرّبين ممكن تثقين بهم، تأكّدي أن هناك أشخاص يعلمون ما يجري معك تماماً وكل تفاصيل الابتزاز الذي تتعرضين له.

في حال تعرضتِ إلى الابتزاز من شخص مجهول الهوية سيكون اتباع الخطوات السابقة ضرورياً ولكن مع محاولة استدراج الشخص المبتز لإعطاء معلومات يمكن أن تُشير إلى هويته وتُساعد على القبض عليه، تتضمن هذه المعلومات:

  • معرفة اسمه إن أمكن.
  • الاحتفاظ برقم هاتفه على الواتساب ومحاولة اكتشاف هويته.
  • أو معرفة رقم حسابه البنكي بحجة الانصياع للتحويل.

بالطبع في مثل هذه الحالات يُنصح باستشارة المحامي أو المنظمات المعنية بالتعامل مع الابتزاز للاستفادة من خبرتهم في التعامل بهذه الأمور. [6]

مهما كانت الدولة التي تقطنين فيها فمن الضروري ألا تستسلمي للمبتز وأن تلجئي للقانون من أجل إيقاف المبتز عند حده وتركه يواجه عقابه لتهديدكِ.
هناك طرقٌ مختلفة للتبليغ وقد تختلف الإجراءات القانونية لمواجهة المبتز من بلدٍ لآخر لكن يمكن في أي بلد التوجه إلى أقرب قسم للشرطة وتقديم بلاغ مباشر بتعرضكِ للابتزاز، وفي حالة تقديم البلاغ سيكون من المفيد أن تقومي بإرفاق الأرقام التي استخدمها المبتز للتواصل أو الحسابات مع تبيان الطلبات والتهديدات التي قام بها.

عقوبة التهديد والابتزاز

 يمكن أن تختلف عقوبة الابتزاز والتهديد طبقاً لقوانين الدولة التي وقع فيها الابتزاز، ففي القانون السعودي يمكن أن ينال من يقوم بجرم التهديد والابتزاز عقوبةً تتضمن السجن لمدة سنة مع غرامة قد تصل إلى نصف مليون ريال سعودي.
أما في الإمارات العربية المتحدة فينص القانون على أنّ العقوبة للتهديد والابتزاز الالكتروني تتضمن السجن لمدة لا تزيد عن السنتين مع غرامة تتراوح بين 250 ألف درهم وحتى 500 ألف درهم. [7،8]
اقرئي أكثر عن عقوبات الابتزاز الإلكتروني من خلال النقر هنا.

تتواجد في بعض الدول العربية بعض الطرق السريعة للإبلاغ عن جرائم الابتزاز الالكتروني والتهديد، مثل:

  • الإبلاغ غم الابتزاز في السعودية: الاتصال بالرقم التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية (1909).
  • التبليغ عن الابتزاز في الإمارات: استخدام تطبيقات مثل تطبيق "مجتمعي آمن" أو البريد الالكتروني مثل خدمة الأمين في دبي alameen@alameen.gov.ae، وخدمة أمان في أبو ظبي aman@adpolice.gov.ae، وخدمة نجيد في الشارقة najeed@shjpolice.gov.ae والتي تتيح السرية للمواطنين.
  • الإبلاغ عن الابتزاز في الكويت: من خلال التواصل مع الشرطة الإلكترونية في الكويت على الرقم 96525660142+، أو من خلال البريد الإلكتروني info@cybercrime.gov.kw، أو التوجه إلى أقرب مركز شرطة.
  • الإبلاغ عن الابتزاز في مصر: من خلال الاتصال على الرقم الساخن 108 للإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني، أو توجه لأقرب قسم شرطة وتنظيم محضر ابتزاز وتهديد.
  • الإبلاغ عن الابتزاز في الأردن: من خلال الاتصال بالرقم الموحّد لمديرية الأمن العام في الأردن 911، والاتصال من خارج الأردن بإضافة صفرين (00911).
  • الإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني في تونس: من خلال الاتصال على الرقم 197، أو التوجه إلى شرطة مكافحة الابتزاز الإلكتروني التونسية.

المشكلة التي تُواجه العديد من الفتيات اللواتي يتعرضن للابتزاز هي التصرف لوحدهنّ دون اللجوء للأهل، هذا يمكن أن يقود إلى اتخاذ بعض القرارات الخاطئة وخاصة عندما تكون الفتاة التي تتعرض للابتزاز قاصراً لم تصل لسن البلوغ بعد، والسبب الذي يدفع الكثير من الفتيات لعدم التبليغ هو الخوف من ردود فعل الأهل ولهذا من الأفضل عند التعرض للابتزاز أن تقومي باختيار شخصٍ مقربٍ منكِ لإخباره بالأمر.
في كثير من الأحيان يوصي الخبراء بطلب مساعدة الأهل حيث يجب أن يكون الأهل أصدقاء لأبنائهم وخاصة المراهقين منهم، ولكن لا يجب إهمال سلامة حياة الضحية ففي حال كانت الضحية تخشى فقدان حياتها في حال معرفة الأهل سيكون من الأفضل اللجوء للجهات المختصة وأحد المعارف الذين تثق بهم الضحية.

إن حماية خصوصيتك وخصوصية أفراد عائلتك تعتبر من الأمور بالغة الأهمية، فعندما يتعلم الصغار كيفية حماية الخصوصية ويتجنبون التعامل مع الأشخاص غير الموثوقين يمكن أن تقل احتمالية تعرضهم للابتزاز بشكل كبير، وبما أنّ معظم حالات الابتزاز تحدث نتيجة اختراق الأجهزة أو اختراق الخصوصية فإنّ أفضل طريقة لحماية نفسك من الابتزاز والمبتزين تتضمن القيام بالتالي: [9،10]

  1. قومي بتغطية الكاميرات (الكمبيوتر والجهاز اللوحي والموبايل) عندما لا تكون قيد الاستخدام فهذا سيجعلها غير ذات فائدة في حال تمكن أحد المخترقين من تشغيلها دون علمك.
  2. تجنبي إرسال الصور الشخصية الخاصة أو المحرجة أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي كما يفضل عدم تخزينها على الهواتف أيضاً.
  3. لا تقومي بإرسال الصور الشخصية، أو على الأقل تأكدي من عدم إظهار تفاصيل شخصية في خلفية الصورة قد تشير إليكِ.
  4. تجنبي قبول طلبات الصداقة العشوائية على وسائل التواصل الاجتماعي.
  5. تجنبي الضغط على الروابط التي تصلك وخاصة تلك التي تقود إلى مواقع مجهولة لأنها قد تؤدي إلى اختراق الحساب ووصول المخترق لمعلوماتك الشخصية، وتجنبي الضغط على الروابط والمرفقات التي تصل في رسائل البريد الالكتروني.
  6. احرصي على انتقاء كلمات سر فريدة لكل حساب تمتلكينه وتجنب استخدام كلمات يسهل تخمينها كالكلمات التي تتضمن اسمكِ أو تاريخ ميلادك.
  7. تجنبي الاتصال على شبكات الانترنت المفتوحة في الأماكن العامة.

في الختام من الضروري أن تتذكري دوماً أنّ القانون سيكون إلى جانبك ويدافع عنكِ إن كنتِ ضحية الابتزاز فلا يجب أن تخافي من المبتز أو تنصاعي له، أما بالنسبة للأهل فمن الضروري أن يتذكروا دوماً أنّ أطفالهم معرضون للخطأ دوماً وأنّ من واجب عائلاتهم أن تُساندهم وتحميهم مهما كانت الظروف.

المراجع