كيفية التعامل مع الأخ المتسلط وصفات الأخ المتحكم

صفات الأخ المتسلط وكيف تتعامل البنت أو الشاب مع الأخ المتسلط، ودور الأهل في تطوير شخصية الأخ المتسلط
كيفية التعامل مع الأخ المتسلط وصفات الأخ المتحكم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

البعض يخشون إخوتهم، وقد يصل بهم الشعور السلبي تجاههم إلى الكره وهو ما ليس مستحباً أن يكون بالأساس بين الإخوة، لكن بالفعل فإن الأخ المتسلط نموذج موجود في كثير من الأسر، والمسؤول الأول عن هذا الأمر هما الوالدان في التنشئة الأولى للأطفال والتعامل معهم منذ البداية، لكن للتسلط والتحكم والاستبداد دوافع، أياً كان ذاك الشخص الذي تصدر عنه، ومعرفتها قد تساعد في معالجة قضية تسلط الأخ. وفي المقال الآتي سنتعرف بالتفصيل على هذا النمط من العلاقات بين الأخوة وأسبابه ونتائجه.

توجد سمات شخصية في الأخ المتسلط تختلف من حالة إلى أخرى وتعتبر تلك فروقاً فردية؛ إلا أن هناك صفات عامة يمكن أن تنطبق على الأخ المتسلط مثل: [1]

  • يعتقد أنه دائماً على حق: وعلى هذا الأساس يعمد الأخ المتسلط إلى فرض رأيه على إخوته على أنه وحده الصحيح حتى ولو لم يكن كذلك بالفعل، كما يظن باستمرار أن لديه جميع الإجابات عن أي سؤال وينظر بشفقة واستهزاء إلى باقي أخوته لأنهم لا يستطيعون مجاراته في السيطرة.
  • متفرد برأيه: غالباً ما يفعل الأخ المتسلط ما يريده هو فقط ولا يأخذ رأي إخوته ولا أي أحد، وهو يقوم بالذي يريده بالطريقة التي يحبها هو وفي الوقت الذي يرغبه، وقد يكون مستعداً لإفشال أي مخطط جماعي عائلي لأسبابه الشخصية وعلى النحو الذي يناسبه.
  • لا يهتم بمشاعر أخوته: الأخ المتسلط يبحث عن إرضاء سيطرته على إخوته من دون الاهتمام بمشاعرهم أياً كانت تتضمن الإحباط أو الحزن أو الغضب أو الاكتئاب أو الفراغ أو أي شيء آخر سلبي مع تجاهل تلك المشاعر، حيث يطلب من إخوته مراراً امتصاص الحزن أو الغضب أو الاستياء والتغلب عليه من دون أن يقدم أي مساعدة لتجاوز الإحساس السلبي الذي ينتاب اخاً له.
  • سبب لإشعال المشاكل: قد يقوم الأخ المتسلط بتحريض أحد الشقاء ضد الآخر، أو أحد الوالدين على الأخر، أو يحرض الوالدين على إخوته، ليبقى هو في وضع السيطرة.
  • يحاول التحكّم بحياة أخوته بشتى الوسائل: يغلب على الأخ المسيطر التحكم في أمور كثيرة تخص إخوته كاختيار الأصدقاء ومواضيع كالدراسة والعلاقات الاجتماعية، والتصرفات في المنزل وخارجه، محاولاً فرض آرائه ونظرياته في هذا الخصوص.
animate

إن تم البحث خلف الدوافع التي تؤدي بالأخ المتسلط لأن يكون كذلك فيمكن الحديث عن عدد من تلك الدوافع النفسية التي قد لا تكون واضحة، من قبيل ما يلي: [2]

  • التربية الخاطئة: أسلوب التربية من الأسباب الأكثر شيوعاً لتسلط الأخ على أخوته، حيث يحظى الأخ الأكبر عادةً بالدلال والاهتمام أكثر من أخوته الأصغر سناً، كما أن التمييز بين الذكور والإناث في التربية قد يجعل الأخ الذكر متسلطاً ومتحكماً بأخواته الإناث وإن كن أكبر منه سناً وحتى مع وجود أبويه.
  • الغيرة من أخوته: ربما قد يكون غريباً أن الغيرة هي أحد تلك الدوافع، لكن الحقيقة تقول إن الغيرة هي من أبرز الدوافع ليكون الأخ متسلطاً ومتحكماً ومستبداً بأحد إخوته أو أخواته أو بهم جميعاً، وإن تبادر سؤال حول ماهية الشيء الذي يعتقد الأخ المتسلط أنه ينافس عليه إخوته حتى يغار منهم.
    فقد يكون كل شيء يتم فيه تصنيف أفضلية كل من الأشقاء فيه، وهو يريد أن يكون الأفضل والأهم وأن يثبت ذلك ولو عنوة وإن لم يكن كذلك، وقد يكون بالفعل هو الفضل في مجال ما كالرياضة أو العزف أو يحظى بثقة الوالدين في أمر ما، لكن ليس في كل المجالات.. وهذا بالنسبة له يدعو إلى القلق، ويشعر أن مكانته مهددة في الأسرة.
  • ضعف شخصيته خارج البيت: من الممكن أن يكون الأخ المتسلط غير قادر على إثبات شخصيته وقوتها خارج المنزل أو بين أقرانه أو مجتمعه الآخر، فيلجأ إلى فرض تلك الشخصية بتسلط وتحكم على إخوته.
  • شعوره بالظلم من أبويه: قد يعمد الأخ المتسلط إلى فرض آرائه وأحكامه وإرادته على إخوته لغيرته منهم أو من أحدهم كونهم يحظون بالأفضلية لدى الوالدين.
  • فشله في تحقيق ذاته: قد يكون دافع السيطرة لدى الأخ نابعاً من ضعف لديه أو فشل بمجال ما يسعى لتعويضه من خلال أن يكون مسيطراً، وعندما يستجيب أخوه لأوامره ولو من دون قناعة فهو يعوّض النقص ويشعر بالرضا ولو مؤقتاً.

الأخ المتسلط لا يفرق بين أخ أو أخت له فهو يفرض الأوامر يميناً وشمالاً، لكن لردعه عن الاستمرار في تحكمه يمكن للأخت أن تتعامل معه باتباع شيء مثل: [2،3]

  • التواصل المباشر مع الأخ المتحكم: يمكن للفتاة أن تتحدث إلى أخيها المتسلط بصدق وصراحة وإن كان الأمر مستبعداً بالنسبة إليها، لكن يجب أن تضع في حسبانها أن أخاها المتسلط لا يعرف ما تشعر به ولا يعلم أنه يزعجها بهذا القدر الكبير الذي تحس فيه، فقد يعتقد أن ما يتصرفه طبيعي وعادي ولا يدرك مدى إحباط شقيقته من جراء ما يقوم به.
  • التعبير عن شعورها: لا ينصح بأن تبين الأخت أنها منزعجة من السعادة التي تنتاب شقيقها لدى تحقيقه رغبته في السيطرة؛ وإنما يجب يعتمد الحديث مع الأخ المتسلط على عبارات واضحة تبين الأمر الذي سبب لها الإزعاج، وأن تطالب شقيقها المتحكم بما تريده هي وتعبر له بصراحة ووضوح رغبتها في أن يحترم رأيها ويتركها تتخذ قراراتها البسيطة من دون تحكم منه.
  • البحث في أسباب التسلط عن الأخ: يمكن أن تطلب الأخت من شقيقها المتسلط توضيحاً للسبب الذي يجعله يتصرف معها بهذا الشكل حتى إن تجاهل طلبها في البداية، لكن الإلحاح وجعله يشعر أنه ليس وحده من لديه شخصية يريد أن يعبر عنها، وإنما لها الحق في ذلك وهي لن تنصاع دائماً لتحكمه وتسلطه.
  • الاعتراف بالأمر عندما يكون على حق: ليس خاطئاً أن تبين الفتاة لأخيها المتسلط أنه في بعض الأحيان على حق وآراؤه سليمة وقابلة للتطبيق مع الإشارة إلى المرات التي أخطأ فيها ولم يكن مصيباً.
  • الاستعانة بالوالدين: أحياناً يكون الحل الوحيد هو اللجوء إلى الوالدين في النهاية لممارسة دورهما في الإرشاد والتوعية ووضع حد للتسلط بين الإخوة.

بالنسبة للأخ الشاب الذي يزعجه تسلط أخيه فقد يكون الأمر مهيناً لكونه يعتبره من أترابه، لكن من الممكن التعامل مع الأخ المتسلط من خلال ما يلي: [2]، [3]

  • المسايرة عندما يكون ذلك ممكناً: عندما يظهر تسلط الأخ على شقيقه من خلال بعض الأمور الصغيرة التي يمكن التغاضي عنها وعدم اعتبارها مشكلة كبيرة فالأفضل بالفعل عدم إيلاء تلك الأمور اهتماماً وانشغالاً عقلياً ونفسياً، وعدم إثارة الجدل حولها لأن الجدال في الأشياء الصغيرة يمكن أن يكون مرهقاً أكثر من الأمر المزعج نفسه.
  • التقرب أكثر من الأخ المتحكّم: قد تكون فكرة جيدة محاولة استقطاب الأخ المتسلط وإصلاح العلاقة معه وإشعاره بأنه ليس وحيداً وأنه يكون محقاً في بعض الأمور لكن في أمور أخرى يحتاج إلى مساعدة في الرأي واتخاذ القرار، ويمكن الوصول إلى هذا المستوى من الحديث والاتفاق بعد محاولة القيام بنشاط مشترك مع الأخ المتحكم، والبحث عن القواسم المشتركة بين الإخوة وتدعيمها حتى يحصل التقارب المطلوب بينهما.
  • التجاهل: عند عدم تجاوب الأخ المتحكم مع محاولات شقيقه للتقرب منه فيكون من الفضل للأخير تجاهله، لأن التجاهل غالباً ما يؤتي نتائج أفضل حتى يعلم أنه لم يعد يضايقك بتسلطه وأنه لم يعد يعنيه تصرفه المستبد ولا أقواله وليس مجبراً بالامتثال لطلباته، وسيعلم لاحقاً أنه لن يحصّل منه رد فعل على تسلطه، تجاهل سلوك الأخ المتسلط قد يجعله يعود لمعاملة أشقائه بلطف.
  • مناقشة الأمر معه: يمكن للأخ أن يتحدث إلى أخيه المتسلط بصراحة فربما هو لا يعلم أنه يتسبب له بكل هذا الإزعاج وإن لم يُجد ذلك نفعاً فيمكن الاستعانة بالوالدين أو أحدهما لوضع حد لهذا التسلط الذي لا يجب أن يكون صادراً عن الأخ لأخيه.
  • محاولة رسم حدود جديدة للعلاقة: ليس من الصحيح دائماً تبرير سلوك الأخ المتسلط لأن التبرير الدائم يقود بالنتيجة إلى التمادي، يجب العمل على وضع حد للتحكم غير المنطقي وغير المقبول، وخاصة إن كان الأخ المتسلط يبالغ في سطوته بأمور تخصه أو لا تخصه ويضيق على أخيه ولا يترك له مساحة شخصية يتصرف فيها، وهذا كله يتم القيام به بوضع التبريرات غير المنطقية جانباً.

بالطبع فإن سيطرة أحد الإخوة على باقي أشقائه سيؤدي إلى آثار غير مستحبة مثل: [4]

  • يؤدي تحكم الأخ المتسلط على إذكاء الصراع والرغبة بالصراع بين الإخوة، كما أنه قد يقود إخوته إلى أن يشعروا تجاهه مشاعر سلبية يمكن أن تؤدي إلى الكراهية.
  • قد يكمن تأثير الأخ المتسلط على حياة إخوته في زيادة الإحباط لديهم نتيجة عدم السماح لهم بالتعبير عن شخصياتهم والتالي ضعف الشخصية لديهم.
  • قد يؤدي تسلط أحد الإخوة إلى جعل إخوته يلجؤون إلى بديل عن وجود أخ كالبحث عن صديق يشاركهم الحديث عن مشكلاتهم، وهذا يؤثر على مفهوم علاقة الأخوّة.
  • تسلط الأخ قد يؤدي إلى الخلط فيما بين التنافس الشريف الطبيعي بين الإخوة لتحقيق الإنجازات التي تميز أحدهم عن الآخر بإيجابية وبين الغيرة السلبية التي تدمر العلاقة فيما بينهم.

بكل تأكيد فللأهل دور كبير في الشخصية المتسلطة لدى أحد الأبناء تجاه إخوته لأنهم هم أصحاب التأثير الكبير عليهم منذ الطفولة، وذلك من خلال: [5]

  • الدلال الزائد: من أخطاء الاهل في التربية منح أحد الأبناء دون غيره حقوقاً استثنائية، فشخصية الأخ المتسلط غالباً ما ترتكز على إعطائه كل ما يرغب به في طفولته المبكرة.
  • تفويض المسؤولية بشكل خاطئ: من خلال جعل أحد الأبناء يشعر بالمسؤولية حيال إخوته بطريقة خاطئة تمتد إلى التحكم بدل الاهتمام وإلى السيطرة بدل اللهفة والمحبة.
  • الإهمال من الوالدين: المعاملة العكسية التي تتضمن إهمال الأهل لأحد الأبناء فيعمل على محاولة إثبات شخصيته من خلال السيطرة والسلطة على إخوته والتحكم بهم.
  • الحياد السلبي: من أن العقاب أساء الأدب، وعندما يتصرف الأهل بحيادية تجاه مشاكل أبنائهم وتسلط أحدهم على الآخر يؤدي ذلك إلى تحكم القوي بالضعيف، سواء كان الأخ المتسلط هو الأكبر أو الأوسط أو حتى الأصغر، سيستغل قوة شخصيته أو قوته البدنية مع حياد أهله السلبي لفرض سيطرته على أخوته.

كلمة أخيرة.. الأخوة من أجمل العلاقات وأكثرها تأثيراً وضرورة وأهمية في الحياة والمجتمع، والأمور السلبية التي تظهر في هذه العلاقة يجب حلها والتعامل معها من قبل الوالدين أولاً وبمساعدة بعض المختصين إذا لم يتم الوصول على حلول بالطريقة السهلة المتضمنة الحوار وبعض الإجراءات، لكن بكل الأحوال يجب أن تكون السلطة الأبوية هي الأهم والأقدر في المنزل وهي التي تستطيع احتواء أي مشاكل بين الأبناء.

المراجع