فضل دعاء سيد الاستغفار وشرحه وتكرار سيد الاستغفار

لماذا سمي سيد الاستغفار؟ اقرأ قصة دعاء سيد الاستغفار ولماذا سمي بهذا الاسم وفضل تكرار دعاء سيد الاستغفار
فضل دعاء سيد الاستغفار وشرحه وتكرار سيد الاستغفار
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

دعاء سيد الاستغفار هو أفضل الأذكار والأدعية التي يحفظها ويرددها المسلم، وقيل في هذا الدعاء الكثير عن فضله وفوائده، فلماذا سمي سيّد الاستغفار وما معنى كلماته، وما هي فوائد وفضائل دعاء سيّد الاستغفار! أكمل القراءة لتعرف أكثر عن هذا الدعاء.

صيغة دعاء سيد الاستغفار الصحيحة "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ". عن شدّاد ابن أوس رضي الله عنه رواه البخاري في الصحيح.

animate

هل سيد الاستغفار حديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم؟

سميّ دعاء سيد الاستغفار بهذا الاسم لقول الرسول ﷺ من حديث شدّاد ابن أوس رضي الله عنه "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ..." إلى آخر الدعاء، وهو حديثٌ صحيح عن النبي الأكرم ﷺ رواه البخاري في صحيحه ورواه النسائي وابن حبّان والطبري وغيرهم من رواة الحديث.

سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: وقد حدّدَ النبي ﷺ بذلك أفضل الأذكار وصيغ الاستغفار والإنابة والتوبة، وسمّاه سيداً لأنه دعاءٌ جامعٌ فيه التَّوحيد والتوّبة والتوسّلُ والإقرارُ بالفضلِ والنِّعمة وطلبُ المغفرةِ عن الذَّنبِ والمعصية.

  • اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ: يبدأ دعاء سيد الاستغفار بالتوحيد والتسليم لله تعالى، وهي خير بداية، وشهادة أن لا إله إلّا الله تنوّر قلب الإنسان وتفتح له أبواب الأمل والرجاء.
  • خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ: خير الدعاء ما بدأ بالتوحيد والدلالة على الله تعالى، وقدّ سمّى النبي ﷺ هذا الدعاء بسيد الاستغفار لأنّه يبدأ بالشهادة ثم الضعة والخشوع للخالق عزّ وجلّ، وإقرارِ الضعيف لكامل القوّة، وقليل الحيلة لصحاب الحول والقدرة الكليّة.
  • وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ: الإيمان عهدٌ بين العبدِ وربِّه، مَن صان عهده له جزاءٌ ونصيبٌ في الدنيا والآخرة، وقول "مَا اسْتَطَعْتُ" هنا اعترافٌ من العبد بضعفه وحاجته لرحمة الله تعالى ولطفه في كل وقت، وهو ما يبدو جليّاً في تتمة الحديث والدعاء.
  • أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ: التعوّذُ والاستعاذة تعني الاستجارة والاعتصام، والقول هنا أنْ أستجير بك اللَّهُمَّ ربي من شرّ ما أفعل، فأنا على عهدك ما قدرت وما استطعت، فإذا وقعت في زللٍ أو خطأ أستجير بك وأعوذُ، ولا أدّعي عصمةً ولا أنكرُ فعلاً أعلم أن فيه شرّ، ولا أنكر معرفتي بالمعصية ولا أجمّلها، بل أستغفرك عليه.
  • أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ: ومعنى أبوء أعترف وأقرّ أو أرجع وأعود، وفي هذه الجملة من سيد الاستغفار يقرُّ العبد لربه بالنعمة ويعود إليه بها، ومن حكمة النبي ﷺ أن ذكر الاعتراف بالنّعمة بين اعترافين بالذنب، وأما الاعتراف الأول فاستعاذة من شرِّ الفعل، وأما الاعتراف الثاني فطلبٌ للمغفرة، وأوسطهما إقرارٌ بالنعمة، سبحان الله.
  • وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ: وهنا يعترف الداعي بذنوبه ويقرّ بها ويعود إلى الله تعالى بطلب المغفرة والمسامحة على كل ما اقترفه، فهو ما استطاع يسعى للوفاء بالعهد مع ربِّه، وإن فعلَ شرّاً استعاذ بالله الذي لا عاصم من الذنب سواه، وهو ﷻ صاحب النعمة والفضل والرحمة الواسعة.

ملخص شرح سيد الاستغفار

أسماه النبي الكريم ﷺ سيد الاستغفار لأنَّ مَطلعه تَوحيدٌ لله تعالى وخضوعٌ وتسليمٌ له ﷻ، وأوسطهُ اعترافٌ بالنِّعمة والفَضلِ وإقرارين بالذَّنبِ وسوءِ الفعل، أولهما استعاذةٌ بالله من سيّء الأفعال، وثانيهما استغفارٌ عمّا تقدم منها، وآخره تَعلّقُ قلبِ المؤمنِ برحمةِ ربِّه وهو وَحدَهُ مَنْ يغفرُ الذَّنبَ.

قال الرسول الكريم ﷺ عن فضل دعاء سيد الاستغفار: "وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".
من فضل دعاء سيّد الاستغفار أنه بابٌ مفتوحٌ للتوبة يطرقه العبد ويجاب، وأخبرنا الرسول ﷺ أن سيد الاستغفار بابٌ من أبواب الجنَّة وهو من أذكار الصباح والمساء الصحيحة عن النبي ﷺ، وفي روايةٍ أخرى أنه قال "مَنْ قَالَ حِينَ يُصبِحُ أو حِينَ يُمسي -وذكر سيّد الاستغفار- فماَتَ مِنْ يَومِهِ أو مِنْ لَيلَتِهِ دَخلَ الجنَّةَ".

  • من أفضل الأذكار الصحيحة: سمّى النبي ﷺ دعاءَ "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.." باسم سيد الاستغفار وحدّد مواقيته بالصباح والمساء ليكون من أفضل وأجلّ الأذكار الصحيحة في السنّة النبوية الشريفة، لما فيه من توسّلٍ وتقرّبٍ من الله عزّ وجل.
  • طلب المغفرة من الله تعالى: من فضل هذا الدعاء أن الاستغفار في حديث سيّد الاستغفار لا يتضمن طلب المغفرة عن الذنوب فحسب، بل يبدأ بالإقرار والشهادة والاعتراف والإنابة، وإذا كان النبي الكريم ﷺ يستغفر الله في اليوم سبعين مرّةً كما روى عنه أبو هريرة، فما أحوجنا للاستغفار ولسنا بمعصومين!
  • تجديد العهد بين العبد وربّه: في سيّد الاستغفار إقرارٌ من العبد بعهده مع الله تعالى وتجديدٌ لهذا العهد، وطلبٌ ورجاءٌ أن يغفر الله ﷻ لعبده الزلات والسيئات التي يكرهها العبد لكره الله لها، ولكنه يفعلها لضعف نفسه.
  • التسليم لله تعالى: من فوائد سيّد الاستغفار أنّه يرسخ التسليم لله تعالى عند المسلم، فليس من معيذٍ من شرّ النفس والفعل إلّا الله ﷻ، وليس من غافرٍ للذنوب سواه سبحانه، والنعمة من عنده، والرحمة من عنده، والفرج لا يكون إلّا من عند الله سبحانه وتعالى.
  • الإقرار بالنِّعمة والامتنان: في سيد الاستغفار فائدةٌ عظيمةٌ وهي تذكير الإنسان بالنّعمة التي بين يديه، وقد وضع النبي ﷺ الإقرار بالنّعمة بين إقرارين بالذنب ليذكّر الناس بما منّ عليهم الله من نِعمه التي لا تحصى، فيتذكرونها قبل أن يقدموا على فعلٍ سيء، ويتذكرونها إن أغوتهم أنفسهم فتكون سبباً لاستحيائهم وإنابتهم إلى الله وطلب المغفرة، ومن نِعَمِهِ ﷻ أنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا هُو.
  • إراحة النفس والقلب: من فوائد تكرار دعاء سيد الاستغفار أنه لا يرتبط فقط بالطلب والرجاء، لكن لتكرار سيد الاستغفار فضلٌ في إراحة النفس وتطهير القلب، فكل جملةٍ من سيد الاستغفار فيها تسليمٌ لله وإقرارٌ بفضله ونعمته، ويقينٌ ينغرس عند الإنسان بأن الله سيغفر له إن هو تاب وأناب.
  • تجديد اليقين بالرحمة: تكرار سيّدِ الاستغفار يجدد يقين المؤمن بسعة رحمة الله وبفضله ونعمته، فمن كرّر سيد الاستغفار موقناً ومدركاً لمعناه ومآله، تجدد الإيمان برحمة الله في قلبه، سبحانه وهو أرحم الراحمين.
  • توكيل الأمر لله للخروج من المحنة: في تكرار سيّد الاستغفار توكّلٌ على الله لرفع البلاء والخروج من المحنة أو الأزمة، فعندما تضيق الدنيا بالمؤمن من يرفع عنه الغمّة إلّا الله ﷻ! وقال الشيخ ابن عثيمين: "الدَّاعي بصدقٍ وإخلاصٍ لا بدَّ أن يغنم، إمّا أن يستجيبَ الله تعالى لَهُ ما أرادَ، وإمّا أن يَدفعَ عَنهُ مِن السُّوء مَا هو أعظم".

سيد الاستغفار من أذكار الصباح والمساء لقول الرسول ﷺ "مَنْ قَالَ حِينَ يُصبِحُ أو حِينَ يُمسي..." وعلى ذلك يكون تكرار دعاء سيد الاستغفار كل صباحٍ وكلّ مساء ثلاث مرّات لأنَّ النبي ﷺ كان يعجبه أن يدعو ثلاث مراتٍ ويستغفر ثلاث مراتٍ كما روى عنه ابن مسعود، ولا ضير من الإكثار من سيد الاستغفار ودعاء اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، لكن لم يرد عن النبي المصطفى ﷺ عددٌ لتكرار سيد الاستغفار.
الشائع بين الناس تكرار سيد الاستغفار من مضاعفات مضروبةٍ بعشرة، فيتم تكراره 10 مرات أو 100 مرة أو 1000 مرة، وقيل تكرار سيد الاستغفار للرزق 40 مرة، والله أعلم. وكره أهل العلم سماع سيد الاستغفار بالتسجيل المكرّرِ لأنه يفقد العبد شروط الخشوع في الدعاء، واتفق أهل العلم أن الخشوع واليقين أجدى من التكرار، والتكرار خيرٌ لا بأس به إن اجتمع باليقين والخشوع، وقال ابن عثيمين: "تكرار الدُّعاء أمرٌ مطلوب، كلّما كرَّرَ الإنسان الدُّعاء كان ذلك أفضل".

  • "ربِّ اغفر لي وتُبْ عليَّ إنك أنتَ التوابُ الغفورُ" رواه عبد الله بن عمر عن الرسول ﷺ وقال "كان يقولها 100 مرة".
  • "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ" رواه نافع ابن جبير عن أبيه، وقال ﷺ: "مَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ، كَانَتْ كَفَّارَةً لَهُ"
  • "اللَّهُم لَكَ أسْلَمْتُ وبِكَ آمنْتُ، وعليكَ توَكَّلْتُ، وإلَيكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ. اللَّهمَّ أعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لا إلَه إلاَّ أنْتَ أنْ تُضِلَّنِي أنْت الْحيُّ الَّذي لاَ تمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يمُوتُونَ". عن ابن عباس رضي الله عنه متفقٌ عليه.
  • "اللهمَّ اغفِرْ لي خطيئَتي وجَهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني، اللهمَّ اغفرْ لي خطَئي وعَمْدي، وهَزْلي وجِدِّي، وكلُّ ذلك عندي، اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيء قديرٌ". رواه أبو موسى الأشعري وهو صحيح.
  • "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" من سورة البقرة الآية 286، وهي من الدعاء المستجاب.
  • "لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" وهو دعاء ذي النون من سورة الأنبياء آية 78، وقال الرسول ﷺ: "دعوة ذي النُّونِ إذْ دَعَا وهُو في بَطْنِ الحُوتِ: لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّه لَمْ يدعُ بها رَجلٌ مُسلمٌ في شَيءٍ قَطّ إلَّا استجابَ اللهُ لَهُ".
  • "اللَّهُمَّ إنّي أستغفركَ لكلِّ ذَنبٍ خَطوتُ إليهِ برِجلي، أو مَدَدتً إليه يَدي، أو تأمّلتُه ببصري، أو أصغيتُ إليه بأذني، أو نطَقَ بهِ لِساني، أو أتلفتُ فيهِ مَا رَزقتَني، اللَّهُمَّ إني أستغفِرُكَ مِن كلِّ سَيِّئةٍ ارتكبتها في بياضِ النَّهارِ وسَوادِ اللّيلِ، في ملأ وخلاء، وسرِّ وعَلانية، وأنتَ ناظرٌ إليَّ". ليس حديثاً وإنّما دعاءٌ مجهولُ السند ومشهور، ويصحُّ دعاءً ومناجاةً.

المراجع