ما هي أركان العمرة والفرق بين الأركان والواجبات

أركان العمرة الصحيحة وترتيبها والفرق بين أركان العمرة وواجباتها في المذاهب الأربعة
ما هي أركان العمرة والفرق بين الأركان والواجبات
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

العمرة من شعائر الدين الإسلامي، ولها من فضل وأجر عظيم للمعتمر، والعمرة تقوم على أركان وواجبات وسنن حتى تكتمل ويؤجر مؤديها، فما هي أركان العمرة وما حكم ترك أحد هذه الأركان وما الفرق بين أركان العمرة وواجباتها؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة.

العمرة في اللغة العربية تعني الزيارة، والعمرة في الإسلام هي زيارة بيت الله الحرام، والعمرة سنّةٌ مؤكّدةٌ، وواجبةٌ على المسلم باختلاف أهل العلم مرّةً واحدة في حياته إذا استطاع إليها سبيلاً، والفرق بين الحجِّ والعمرة أنّ الحجَّ فرضٌ باتفاق أهل العلم وهو من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً وله موعدٌ وميقات، وتزيد أركان الحج على العمرة بوقوف عرفة ورمي الجمرات.

animate

العمرة لها ثلاثة أركان متفقٌ عليها وهي الإحرام والطواف والسعي، وأضاف المذهب الشافعي ركنين للعمرة هما الحلق أو التقصير والترتيب في الأركان، حيث عدّت الشافعية الإخلال بترتيب أركان العمرة بمثابة التفريط بركنٍ من أركانها، والركن هو ما لا يقوم العمل أو العبادة إلا به، وللأركان أحكامٌ يتم بيانها في كل شعيرةٍ أو عبادةٍ على حدة.

أركان العمرة عند الأئمة الأربعة بالترتيب

  1. ركن الإحرام: يقصد بالإحرام نية الدخول في النسك، حيث يبدأ الإحرام من الميقات وهو المكان المخصص للإحرام لكل معتمر حسب البلد القادم منه، وتبدأ التلبية بالإحرام، ولها العديد من المحظورات والشروط، ويعتبر الإحرام ركن عند جميع المذاهب عدا الحنفية التي اعتبرت الإحرام شرط للعمرة وليست ركناً.
  2. ركن الطواف: الطواف حول الكعبة المشرفة سبع أشواط كاملة بدءً من الحجر الأسود وانتهاءً به جاعلاً بيت الله الحرام على يساره هو الركن الذي اتفق عليه جميع الفقهاء، واعتبره المذهب الحنفي أنه الركن الوحيد للعمرة.
  3. ركن السعي: السعي بين الصفا والمروة سبع أشواط بدءً من الصفا وانتهاءً بالمروة، هو ركن من أركان العمرة باتفاق المذاهب عدا المذهب الحنفي الذي اعتبر السعي واجباً من واجبات العمرة وليس ركناً.
  4. ركن التقصير أو الحلق: تتفرد الشافعية بركن الحلق أو التقصير، حيث يعتبر عند باقي المذاهب من واجبات العمرة، واستدل الشافعية على ركنيّة الحلق أو التقصير بقول الله تعالى (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح آية 27، فمن كان أقرع أو برأسه جروح فقد اتفق الفقهاء على استحباب تمرير موس الحلاقة على الرأس دون أن يكون ذلك واجباً عليه.
  5. الترتيب بين الأركان: لا يعتبر الترتيب بين الأركان ركناً عند المذهب الحنفي والحنبلي والمالكي بل هو هيئة أو بمعنى كيفية أداء الأركان السابقة، ولكن المذهب الشافعي يعتبر الترتيب أحد أركان العمرة لأن حكم التفريط فيه كحكم التفريط ببقية الأركان.
  1. حكم من ترك الإحرام في العمرة: من ترك الإحرام ودخل مباشرة للطواف لم تنعقد عمرته أصلاً فهي أول ركن في العمرة ولا تقوم بدونه، وعند الحنفية لا تفسد العمرة لأن الإحرام عندهم شرط للعمرة وليس من أركانها.
  2. حكم من ترك الإحرام من الميقات: على من ترك الإحرام من الميقات أن يذبح شاة فيقوم بتوزيعها على فقراء الحرم فإذا لم يستطع فصوم عشر أيام 3 منهم في العمرة و7 عند رجوعه لبلاده، فالإحرام من الميقات من واجبات العمرة وليست ركناً.
  3. حكم من ترك نية الإحرام: نية الدخول في النسك يعتبر ركناً من أركان العمرة ويعتبر محل هذه النية القلب فلا يشترط التلفظ، بها ومن تركها لم تصح عمرته لا يعتبر النسك منعقداً حتى ولو قام بباقي أركان العمرة.
  4. من ترك الطواف في العمرة: من ترك الطواف حول الكعبة لم تنعقد عمرته ومن لم يكمل الأشواط السبعة في الطواف لم ينعقد طوافه، فالأشواط السبعة كاملة هي ركن الطواف فلا يتحلل المحرم من إحرامه حتى يطوف سبعة أشواط.
  5. حكم من ترك السعي: إن من ترك السعي بين الصفا والمروة أو ترك بعضه بأن لم يكمل الأشواط السبعة لا تتم عمرته ولا يتحلل من إحرامه حتى يقوم به كاملاً فيجب الإتيان به.
  6. حكم ترك القص أو التقصير في العمرة: من كان جاهلاً أنه لم يتحلل من إحرامه بـأن يحلق أو يقصر وجب عليه نزع المخيط من الثياب عنه وتجنب محظورات الإحرام إلى أن يقصر شعره حتى ولو كان قد عاد لبلده، فبذلك تتم العمرة ويعتبر ما ارتكبه من محظورات الإحرام في تلك المدة غير لازم عليه بشيء كونه جاهل به، فمن أتي شيء من محظورات الإحرام بخطأ أو جهل أو إكراه أو نسيان لا حرج عليه ولا يترتب عليه شيء.
  7. حكم من خالف ترتيب أركان العمرة: إن الإخلال في ترتيب أركان العمرة عند الشافعية يعني الإخلال بالعمرة ويجب أن يعيد المعتمر عمرته.

هناك فروق جوهرية بين أركان العمرة وواجباتها تتعلق بما تصح به العمرة وما لا تصح به:

  • الفرق بين الركن والواجب: الركن في العبادات هو ما لا تقوم العبادة إلا به فلا تتحقق من دونه، بينما الواجب هو ما أُمر به على سبيل الجزم فيثاب من قام به ويعاقب من تركه.
  • الفرق بين الركن والواجب وبين المستحب في العمرة: أركان العمرة وواجباتها لازمة للمعتمر ويجب عليه القيام بها كاملة حتى تحتسب له العمرة، بينما المستحبات هي سنة فهي أفعال قام بها النبي ﷺ تزيداً وتقرباً لله فليست واجبة على المعتمر فإن قام بها كان له الثواب عند الله ومن تركها ليس عليه شيء.
  • واجبات العمرة: واجبات العمرة تنحصر في التجرد من المخيط للرجال، الإحرام من الميقات، والحلق أو التقصير.
  • حكم ترك واجبات العمرة وأركانها: إن من ترك ركن من أركان العمرة لم تنعقد عمرته أصلاً ووجب عليه أن يعيدها كاملة أما من ترك واجباً من واجبات العمرة وجب عليه ذبح شاة لقول رسول الله ﷺ "مَن ترك نُسُكًا أو نسيَه فليُهرِقْ دمًا" عن عبد الله بن عباس، صحيح.
  • هل الحلق والتقصير في العمرة ركن أم واجب؟ إن الحلق أو التقصير هو ركن من أركان العمرة عند المذهب الشافعي فقط، وهو واجب عند المذهب الحنفي والحنبلي والمالكي حتى يتحلل المعتمر من إحرامه.

المراجع