مفهوم التعليم التعاوني وطريقة تطبيقه في الفصول الدراسية

تعرف إلى أسلوب التعليم التعاوني وما هي وسائل وطرق التعليم التعاوني وأثره في العلمية التعليمية
مفهوم التعليم التعاوني وطريقة تطبيقه في الفصول الدراسية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يمثل أسلوب التعليم التعاوني واحداً من أفضل أساليب التعليم النشط وأكثرها فائدة، كما يعتبر جزءاً أساسياً من طريقة التعليم القائمة على الدماغ، والتي تستهدف بدورها فهم آلية عمل الدماغ لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من التعليم، فما هي وسائل التعليم التعاوني وكيفية تطبيقه في الفصول الدراسية.

التعليم التعاوني هو أسلوب يعتمد على تنظيم الطلاب في مجموعات صغيرة يعملون فيها معاً لتحقيق هدف مشترك أو تنفيذ مهمة معينة، ويعتمد التعليم التعاوني على توفير توفير بيئة تعليمية تشجع الطلاب على التفاعل والتعاون وتبادل المعرفة والخبرات والمهارات، كما أن هذا التعاون يمتد إلى مجموعات أوسع بين المدرسين أنفسهم وبين الطلاب وأسرهم، ومن أهم مبادئ التعليم التعاوني تشجيع الطلاب على النقاش المفتوح والتفكير النقدي وتقدير قيمة التعاون في حل المشكلات.

animate

كيف يكون التعلم التعاوني؟ مبدأ التعليم التعاوني يعتمد على فلسفة التعاون والتفاعل بين الطلاب وتشجيعهم على تحقيق الأهداف المشتركة بالتعاون، يمكن استخدام التعلم التعاوني في جميع المراحل العمرية والتعليمية، بدءًا من التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي والتدريب المهني، ومن أهم وسائل التعليم التعاوني:

  1. المناقشات الجماعية: المناقشة بين الطلاب بإشراف المعلم هي الأساس في تطبيق مبدأ التعليم التعاوني، حيث يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتحديد موضوع محدد لمناقشته، ويتم تبادل الآراء والأفكار والخبرات بين الأعضاء في كل مجموعة، ويطلب من المجموعة الخروج بنتيجة معينة يتوافق عليها جميع أفرادها، ثم يمكن تنظيم مناقشات بين المجموعات.
  2. المشاريع التعاونية: من وسائل التعليم التعاوني إعطاء الطلاب واجبات أو مشاريع جماعية تعاونية، سواء من خلال تقسيمهم إلى فرق أو باعتبارهم فرقة واحدة، وقد تكون هذه المشاريع واجباتٍ منزلية أو أنشطة لا صفية.
  3. الألعاب التعليمية التعاونية: الألعاب التعليمية تحفز مشاعر المنافسة والمتعة أثناء العملية التعليمية، ويمكن تطبيق مبدأ التعليم التعاوني في الألعاب التعليمية، حيث يتعاون الطلاب في إنجاز مهمة محددة في اللعبة، ويتم تبادل المعرفة والمهارات بين الأعضاء في كل مجموعة.
  4. الأنشطة الاجتماعية: من وسائل التعليم التعاوني تنظيم بعض الأنشطة الاجتماعية التي تحتاج إلى عمل جماعي وفي نفس الوقت تركّز على مبادئ التكافل الاجتماعي والتعاون، مثل مباردة زيارة دار المسنين أو مباردة تنظيف حديقة عامة أو غيرها من أنشطة الخدمة الاجتماعية.
  5. التعليم التعاوني في المنزل: يمتد التعليم التعاوني إلى المنزل من خلال تكليف الطلاب بمهام أو واجبات منزلية تتطلب تعاوناً بين أكثر من شخص، ليستعينوا بالوالدين أو الأخوة أو الأصدقاء.
  1. التنظيم الجيد: يحتاج أسلوب التعليم التعاوني إلى تنظيم جيد من قبل المعلم المشرف على المجموعات، ويجب أن يتمتع المعلم بشخصية قوية ومحبوبة تمكنه من السيطرة على مجموعات الطلاب بأسلوب مناسب كشرط أساسي من شروط التعليم التعاوني.
  2.  تحديد الأهداف ومعايير الأداء: يتطلب التعلّم التعاوني تحديداً مسبقاً للأهداف ومعاييرَ واضحة ودقيقة لقياس الأداء، على سبيل المثال لا بد أن يدرك المعلم والطلاب في نفس الوقت الهدف المراد الوصول إليه من التعاون، وكيفية تقييم النتائج بشكلٍ مفهوم وعادل.
  3. التوجيه والإرشاد: لتحقيق نتائج أفضل في التعليم التعاوني يجب توجيه الطلاب وإرشادهم في عملية التعلم وتوفير الدعم الفني المناسب لهم، بمعنى توفير أي معدات أو معلومات أو أفكار أو أساليب للقيام بالمهام التعليمية.
  4. الحوار والنقاش: يعتمد أسلوب التعليم التعاوني على تحفيز الحوار والنقاش بين الطلاب وتشجيعهم على تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات المختلفة، لذا يعتبر النقاش والحوار من الشروط الأساسية لنجاح العملية التعليمية التعاونية.
  5. توفير بيئة ملائمة: لا يمكن تطبيق التعليم التعاوني في بيئة غير ملائمة، على سبيل المثال يجب أن تتوفر مساحة مناسبة لتتمكن المجموعات من الانفصال عن بعضها براحة وحرية، ويجب أن يكون عدد الطلاب في الفصول مناسباً للتقسيم لمجموعات متوسطة يمكن السيطرة عليها.
  6. إظهار النتائج الإيجابية: يجب على المعلمين القائمين على التعليم التعاوني تشجيع الطلاب على الاستمرار والانخراط أكثر في أسلوب التعليم من خلال الشعور بشكل فعلي بالنتائج الإيجابية لهذا الأسلوب، وذلك عبر الملاحظة الجيدة لمشاكلهم والمسارعة لحلها، واستخدام أساليب الثواب والمكافأة.

توجد العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من تطبيق مبدأ التعليم التعاوني في العملية التعليمية، ومن بين هذه الفوائد:

  1. تحفيز الطلاب على التفاعل والتعاون: يساعد مبدأ التعليم التعاوني على تحفيز الطلاب على التفاعل والتعاون مع بعضهم البعض في عملية التعلم، ويساعد على تحسين العلاقات الاجتماعية بين الطلاب، وتطبيق مبدأ المشاركة والمنافسة معاً في تلقين المعلومة للطلاب.
  2. تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات: من فوائد التعليم التعاوني أنه على تنمية مهارات الطلاب في التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث يتم تبادل الآراء والأفكار والخبرات بين الأعضاء في كل مجموعة، وكل من الطلاب يعرف طريقة تفكير الآخر والطرق التي يستخدمها في علاج المشكلات وتحليلها.
  3. تحسين أداء الطلاب: يفيد أيضاً التعليم التعاوني في تحسين أداء الطلاب الأكاديمي، حيث يتم توفير بيئة تعليمية تشجع الاستفادة من خبرات بعضهم البعض وتبادل المعرفة، وهي تعتبر من الطرق التعليمية الحديثة في تحسين أداء الطلاب والتي أثبتت جدارتها في أكثر من مجال.
  4. تحسين مهارات التواصل: من الفوائد غير المباشرة لمبدأ التعليم التعاوني أن يعمل على تنمية مهارات التواصل لدى الطلاب، حيث يتم تشجيعهم على التحدث والاستماع والتفاعل بشكل فعال خلال عملية التعلم، بالإضافة لقدرتهم على بناء علاقات صداقة تقوم على مشاركة بعض الأفكار والامكانيات.
  5. تعزيز الثقة بالنفس: يعزز مبدأ التعليم التعاوني الثقة بالنفس لدى الطلاب، حيث يتم تحفيزهم على المشاركة والتعاون وتحقيق الأهداف المشتركة، وهو يلاحظ أن غيره يخطأ كما هو وأنه يوجد من يساعده ويدعمه ومشرف يرشده حتى يصبح بمستوى زملائه.
  6. تعزيز الانتماء والاندماج: يشعر الطالب في مجموعات التعليم التعاوني بالانتماء لهذه المجموعة والاندماج مع أعضائها، وذلك ينمي لديه مهارات التواصل والقدرة على الانخراط في العمل الجماعي والمشاركة في أفكاره وأراءه.
  1. التباين في المستوى الأكاديمي: في كثير من الأحيان هناك تباين في المستوى الأكاديمي بين الطلاب في المجموعات الدراسية، وقد يؤدي هذا إلى صعوبة في التفاعل والتعاون بينهم، وعلى الرغم من فائدة ذلك المحتملة للطلاب الأقل حظاً من الذكاء والتحصيل الدراسي، لكن ذلك قد يسبب شعوراً سلبياً للطلاب المتفوقين وقد يؤثر بشكل كبير على أداء المجموعة كاملةً.
  2. الاعتماد الزائد على الآخرين: يؤدي أسلوب التعليم التعاوني أحياناً إلى الاعتماد الزائد على الآخرين، حيث يمكن لبعض الطلاب الاعتماد على أعضاء المجموعة الأقوياء في بعض المواضيع، وبالتالي لا يتم تطوير مهاراتهم الأكاديمية بشكل كافٍ، وهذا يعتبر من العيوب الخطيرة لطريقة التعليم التعاوني.
  3. الصعوبة في إدارة المجموعات: وهي من الصعوبات التي تقع على عاتق المعلم أو المدرّس، فيمكن أن يواجه المعلمون صعوبة في إدارة المجموعات الدراسية التي تعتمد على مبدأ التعليم التعاوني، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في التحكم بالعملية التعليمية والمتابعة الفعالة لأداء الطلاب.
  4. الصعوبة في تقييم الأداء الفردي: يتم في التعليم التعاوني تقييم أداء المجموعة ككل ولكن يمكن أن يواجه المعلمون صعوبة في تقييم الأداء الفردي للطلاب في مجموعات دراسية تعتمد على مبدأ التعليم التعاوني، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم القدرة على تحديد الأداء الفردي لكل طالب.
  5. الحاجة لبيئة مخصصة: قد لا تحتوي بعض المدارس أو المراكز التعليمية على أماكن مناسبة أو ظروف مناسبة لتحقيق شروط التعليم التعاوني، ولا شك أن تنفيذ التعليم التعاوني في هذه البيئات ستكون آثاره السلبية أكثر بكثير من الإيجابية.

المراجع