طرق تعليم الأطفال عن بعد ونصائح التعليم الإلكتروني

طرق التعليم عن بعد للأطفال والفرق بينه وبين التعليم المنزلي، نصائح التعليم عن بعد للأطفال، سلبيات التعليم الإلكتروني وإيجابيات التعليم عن بعد للأطفال
طرق تعليم الأطفال عن بعد ونصائح التعليم الإلكتروني
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

العام الدراسي الجديد يشهد تحوّلاً كبيراً في نظام التعليم بسبب اعتماد معظم الدول طريقة التعليم عن بعد للأطفال، وهناك الكثير من التحديات التي يواجهها جميع أطراف العملية التعليمية في تجربة التعليم الإلكتروني، حيث يتعامل المعلمون من نمط تعليمي جديد له مشاكله وتحدياته، كما يتحمّل الأطفال مسؤوليات جديدة ربما أكبر من عمرهم، والأهل بطبيعة الحال يعانون من مشكلات كثيرة في نظام التعليم عن بعد.
سنحاول في هذ المقال أن نحلل أكثر سلبيات وإيجابيات التعليم عن بعد للأطفال وأهم النصائح لتحقيق نتائج التعليم المدرسي عن بعد.

التعليم عن بعد Remote learning هو نمط التعليم الذي لا يتواجد فيه الطلاب والمعلمون في بيئة التعليم التقليدية أو الفصول الدراسية التقليدية، ويتم نقل المعلومات باستخدام وسائل التواصل الحديثة والتكنولوجيا.
هناك عدد كبير من أنظمة التعليم عن بعد التي تشمل التعليم الإلكتروني الكامل دون وجود أي تواصل حقيقي مع المؤسسة التعليمية، أو التعليم الهجين حيث يحضر الطالب إلى الفصول التقليدية في أيام محددة ويتابع التعليم عن بعد في باقي الأيام، كما تحدد المؤسسة التعليمية البنية التنظيمية للتعليم عن بعد من حيث عدد الوحدات الدراسية ووقت الدروس والواجبات وغيرها من التفاصيل. [1]

الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم المنزلي للأطفال

يجب أن يميّز الأهل بين نظام التعليم المنزلي Home Schooling وبين التعليم عن بعد الذي تتبعه المدارس بسبب ظروف وباء كورونا المستجد، فالتعليم المنزلي هو نظام تعليم مستقل عن منهج التعليم الرسمي في المدارس الحكومية والخاصة، يصممه الأهل بناء على متطلبات معينة.
فيما يكون التعليم المدرسي عن بعد خاضعاً لشروط المؤسسات التعليمية الرسمية في البلاد ويتبع المنهج التعليمي المعتمد، كما تكون المدرسة هي المسؤولة عن تحديد وقت الحضور للطالب ووقت انتهاء الحصص الدرسية ومتطلبات تجاوز الاختبارات وغيرها من تفاصيل النظام التعليمي، وسيكون الطالب ملزماً بحضور الدروس في وقت محدد وتسجيل الدخول إلى حسابه المدرسي على الانترنت في هذا الوقت.
اقرأ مقالنا عن سلبيات وإيجابيات التعليم المنزلي بالتفصيل من خلال النقر هنا.

animate

ستقوم مدرسة الطفل بتحديد خطة واضحة للتعليم عن بعد تتبع فيها مجموعة من الوسائل والطرق لعليم الأطفال عبر الإنترنت، وأهم طرق التعليم عن بعد للأطفال هي:

  • التعليم المباشر عن بعد: حيث يكون التواصل مباشر بين المعلم والتلاميذ عبر حصة دراسة عن بعد، يتفاعل فيها المعلم مع التلاميذ بشكل مباشر ويشرح لهم الدروس ويجيب عن أسألتهم، يشبه هذا الأسلوب التعليم التقليدية إلى حدٍّ ما، باستثناء استخدام الصفوف الإلكترونية بدلاً من الصفوف التقليدية.
  • الدروس المسجلة للتعليم الإلكتروني: وهي مصادر تعليمية مسجلة مسبقاً يقوم فيها المدرسون بشرح المعلومات والدروس، وتكون هذه الدروس المسجلة متوفرة على موقع المدرسة أو موقع وزارة التربية أو قناة يوتيوب مخصصة للمدرسة، بعض هذه الدروس يكون متاحاً بشكل دائم للطلاب وبعضها يتم رفعها في وقت محدد حسب سير الخطة التعليمية.
  • تطبيقات التعليم عن بعد: تحدد المدارس مجموعة من التطبيقات المستخدمة في تعليم الأطفال عن بعد، في معظم المدارس يتم استخدام تطبيقات مختلفة عن منصات التواصل الاجتماعي لضمان عدم تشتُّت الطالب والحفاظ على بيئة تعليمية أقرب إلى المدرسة، حيث يتم الاعتماد على تطبيقات مصممة خصيصاً للمدرسة، أو تطبيقات الاجتماعات مثل ZOOM، إضافة إلى التطبيقات التي تساعد الطلاب على تنظيم عملية التعليم عن بعد.
  • مشاريع الطلاب على الانترنت: من أساليب التعليم عن بعد للأطفال المشاريع الجماعية على الانترنت التي تشترك فيها مجموعة من الطلاب أو المشاريع الفردية التي يقوم كل طالب بأدائها على حدة، ويتم تقديم المشاريع في مواعيد محددة ومعايير واضحة.
  • الأنشطة والواجبات التقليدية: التعليم عن بعد لم يستثنِ الواجبات المنزلية التقليدية للطلاب، حيث حددت معظم المدارس آليات لتقديم الواجبات المنزلية المكتوبة بالطرق التقليدية والأنشطة اليدوية، وذلك بهدف تقليل الوقت الذي يقضيه الطالب خلف الشاشة، ومواظبته على مراجعة دروسه والتفاعل معها بالأنشطة الواقعية.
  1. فهم متطلبات التعليم عن بعد من مدرسة الطفل: حيث تعتبر المدرسة المسؤول الأول عن وضع الخطة التعليمية للطفل وتقديم الإرشادات والتوجيهات للأهل الذين يختبرون تجربة التعليم الإلكتروني لأول مرة، وهنا نعود لضرورة التمييز بين التعليم المنزلي المرن، وبين التعليم المدرسي عن بعد الخاضع لأنظمة أكثر تقييداً.
  2. فهم مشاعر الطفل وتقبّلها: ومساعدة الطفل على التأقلم مع ظروف التعليم عن بعد، وذلك من خلال المتابعة الدائمة والحثيثة للطفل والحوار معه عن مخاوفه ومشاعره، كما يجب على الأهل أن يكونوا حازمين مع الطفل خصوصاً في الأيام الأولى، ليستطيع الفصل بين وقت التعليم ووقت اللعب والترفيه مع وجود جميع الأنشطة في مكان واحد هو البيت. [2]
  3. تخصيص مكان الدراسة عن بعد: سواء كان لديك طفل واحد أو أكثر من طفل يجب أن يكون هناك ركن مخصّص للتعليم عن بعد، يتميز بالإضاءة والتهوية الجيدة والهدوء، كما يجب أن يتعلم الطفل عدم استخدام هذا الركن إلّا عند الدراسة وتلقي الدروس الإلكترونية.
  4. المتابعة اليوم لدراسة الطفل: في التعليم عن بعد قد تكون المتابعة اليومية أهم مما هي عليه في الدراسة التقليدية، وذلك أن الحوافز في التعليم الإلكتروني أقل، وفرص التشتت والتسامح أكبر، لذلك يجب أن تبقى على اتصال يومي مع تقدم طفلك الدراسي وتأقلمه مع الدراسة الإلكترونية.
  5. تشجيع الطفل على التواصل مع زملائه: باستخدام تطبيقات الاجتماعات نفسها التي يستخدمها لأخذ الدروس عن بعد، وحتى الأهل يمكنهم أن يتواصلوا مع أولياء الأمور للتنسيق فيما بينهم ومساعدة الطلاب على التواصل والحفاظ على بيئة اجتماعية قريبة من بيئة المدرسة قدر الممكن والمتاح.
    يلعب المعلمون أيضاً دوراً في الحفاظ على التواصل الاجتماعي بين الطلاب في التعليم عن بعد من خلال تحفيزهم على المشاركة في المشاريع والمشاركة في الدراسة وتعليم بعضهم، كما يمكن أن يدير المعلمون نقاشات مشتركة في غرفة الاستراحة الافتراضية. [3]
  6. الحفاظ على الأنشطة البدنية: الرياضة يجب أن تكون جزءاً من التعليم الإلكتروني للأطفال، تأكد أن يحصل أطفالك على حصتين من الرياضة والأنشطة البدنية على الأقل كل أسبوع، حتى إن لم توفر المدرسة صفوف الرياضة يمكنك الاستعانة بدروس الرياضة المتوفرة على الانترنت.
  7. تقييم تجربة التعليم عن بعد للأطفال بشكل دوري: وهذا دور المدرسة والأهل معاً، حيث يجب أن يراقب الأهل والمعلمون نشاط الطالب ومدى حماسه للتعليم عن بعد بشكل دوري من خلال مؤشرات واضحة ودقيقة، مثل التزام الطالب بالمواعيد، تطور المعرفة عند الطفل، طرحه للأسئلة والبحث عن الإجابات...إلخ.
    إذا كنت تعتقد أن طفلك يتراجع بسبب نظام التعليم عن بعد قم بالتواصل مع المدرسة لفهم أفضل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحفيز الطفل واستعادة مستواه الدراسي وشغفه بالتعليم.
  8. التعلم عن بعد تجربة مهمة للأطفال: فعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهّا الأهل والمعلمون والأطفال في تجربة التعليم الإلكتروني؛ إلّا أنها تجربة تساعد الطفل على الاقتراب أكثر من عالم المستقبل والتأقلم مع التكنولوجيا بشكل أفضل، كما أن هناك العديد من المهارات التي يكتسبها الطفل خلال التعليم عن بعد، سنتوقف معها في فقرة إيجابيات التعليم الإلكتروني للأطفال.
  • قلة التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم، ومشاكل المهارات الاجتماعية نتيجة غياب البيئة المدرسية التقليدية التي تعتبر من أهم مواطن تكوين المهارات الاجتماعية عند الطفل.
  • مشاكل الاتصال بالإنترنت وتأمين مستلزمات التعليم الإلكتروني للطفل مثل اللابتوب أو التابلت، خصوصاً مع وجود أكثر من طفل في البيت يحتاج لاستخدام هذه الأدوات، وتعتبر المشاكل التقنية واللوجستية من أكبر عوائق التعليم عن بعد للأطفال.
  • إلى الآن ما زال التعليم الإلكتروني أقل فاعلية من التعليم التقليدي ويعتقد أن النتائج لن تكون بنفس الجودة، يعود ذلك للمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الطفل نفسه في تحقيق جودة التعليم، وهذه المسؤولية أقل بكثير في التعليم التقليدي حيث تكون أكثر اتساقاً مع عمر الطفل. [4]
  • التعليم عن بعد للأطفال أقل تحفيزية، بسبب غياب التفاعل المباشر مع المعلمين والزملاء، وانخفاض فاعلية المنافسة التي يبتكرها المعلمون في الصفوف التقليدية، وشعور الطالب بالعزلة والملل.
  • التعليم عن بعد قد يؤثر على بعض مهارات الطفل مثل المهارات اللغوية والشفوية والاجتماعية كنتيجة طبيعية لغياب التفاعل المباشر.
  •  قد يواجه الأهل أيضاً صعوبات في فهم برامج وخطط التعليم عن بعد غير الاعتيادية، كما تواجه الأمهات العاملات مشكلة حقيقية في بقاء الأبناء في المنزل وحدهم في الوقت المدرسة.
  • حماية الأطفال والمجتمع من المرض: التعليم عن بعد إجراء طوارئ الهدف الأساسي منه هو حماية الأطفال من العدوى والحفاظ على التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الوباء، ولا يعتقد أن التعليم عن بعد سيستمر بشكله الحالي بعد السيطرة على الوباء، وإن كانت معظم المؤسسات التعليمية تتجه لتعزيز التعليم الإلكتروني لكن بصورة منظمة أكثر.
  • مهارات جديدة للطفل: حيث يكتسب الطفل مجموعة من المهارات الجديدة في تجربة التعليم عن بعد، على رأسها مهارات التعامل مع التكنولوجية الحديثة واستخدام البرامج والتطبيقات المتطورة، إضافة إلى مهارة إدارة وتنظيم الوقت بدافع داخلي، كما أن التعليم عن بعد يعتمد بشكل أساسي على الحوافز الذاتية ما يجعل الطفل أمام فرصة اكتساب مهارة تحفيز الذات التي سترافقه مدى الحياة.
  • تنمية الاستقلالية والاعتماد على الذات: يعتمد التعليم الإلكتروني بشكل كبير على الطالب، ويحتّم عليه أن يطوّر شعوره بالاستقلالية والاعتماد على الذات بشكل أوتوماتيكي ليتمكن من متابعة الدروس الإلكترونية وتنظيم حياته الدراسية، وعادة ما ينتظر الطالب حتى مرحلة الجامعة ليتمكن من تطوير هذه الملكات والمهارات.
  • تعزيز التواصل مع الأهل: قد يكون التعليم عن بعد فرصة أيضاً لتعزيز التواصل بين الطفل والأهل لأنه يحتاجهم بشكل أكبر في إدارة الدراسة وتنظيم الوقت، كما يتيح ذلك فرصة للأهل أن يكون على مقربة أكثر من طفلهم وتطوره الدراسي، وقضاء وقت أكبر معه.
  • التعليم عن بعد جيد لبعض الحالات: فقد يكون التعليم عن بعد أفضل بالنسبة لبعض الأطفال، على وجه الخصوص للأطفال الخجولين أو الذين يواجهون ضغوطات في الصفوف التقليدية مثل ضغط الأقران أو التشتت.
  • يتعلم الطفل التعليم عن بعد: في عصرنا الحالي نحتاج جميعاً إلى تطوير مهاراتنا بشكل مستمر، والخيار الأول للكبار الخضوع لدورات تدريبة على الانترنت أو مشاهدة المقاطع التعليمية أو حتى الحصول على شهادة جامعية من جامعات افتراضية، حيث تعتبر تجربة التعليم عن بعد للأطفال تجربة ثرية ومهمة تساعدهم في المستقبل على التعامل مع فرص تطوير الذات والحصول على المزيد من التعليم عبر منصات التعليم الإلكتروني، ليكونوا أكثر تأقلماً مع هذا النمط من التدريب والتعليم مقارنة بجيل التعليم التقليدي.

أخيراً... حتى الآن ما زال التعليم عن بعد للأطفال إجراءً طارئاً والتعامل معه يتخذ صفة الطوارئ أيضاً، لكن هذه المرحلة قد تكون تمهيداً لإجراءات أكثر استقراراً فيما يتعلق بسياسات التعليم الإلكتروني على مستوى العالم، وربما نشهد إقبالاً متزايداً على التعليم الإلكتروني في السنوات القليلة القادمة حتى بعد نهاية الظروف الاستثنائية.

المراجع