موضوع عن المساواة في التعليم وطرق تحقيقها

ما هي المساواة في التعليم؟ تعرف إلى أشكال المساواة في التعليم وأنواعها ووسائل تحقيق المساواة التعليمية
موضوع عن المساواة في التعليم وطرق تحقيقها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر المساوة في التعليم من التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومات والمجتمعات المعاصرة، وعلى الرغم من الحلول التي ظهرت في القرنين الآخيرين مثل التعليم الإلزامي وتوحيد المناهج، إلّا أن الفجوة في التعليم ما زالت قائمة بين الذكور والإناث وبين الأغنياء والفقراء في كثير من الدول والمناطق.

مبدأ المساواة في التعليم هو مفهوم يشير إلى ضرورة توفير فرص تعليمية متساوية للجميع، بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم أو خلفيتهم الاجتماعية أو الاقتصادية، ويعني هذا أن كل شخص يجب أن يتمتع بنفس الفرصة في الحصول على التعليم والاستفادة من نفس الفرص والموارد التعليمية بنفس القدر.

يقوم مبدأ المساواة في التعليم على فتح المجال أما الجميع للوصول إلى التعليم والحصول على الرعاية التعليمية المناسبة، على وجه الخصوص الأطفال الذين يعيشون في البيئات الفقيرة أو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تعتبر قضية المساواة بين الجنسين من أهم قضايا المساواة في التعليم، ويتعين على الحكومات والمجتمعات توفير بيئة تعليمية متساوية تشمل المناهج والمعلمين والموارد والتجهيزات المتاحة في المدارس.

animate
  1. المساواة في التعليم بين الجنسين: أحد أهم أوجه المساواة في حق التعليم هو المساواة في تعليم الأطفال أو الطلاب من الجنسين، حيث تمتلك الإناث نفس الحق الذي يمتلكه الذكور في الحصول على التعليم الأساسي وإكمال مراحل التعليم حتى التعليم العالي، ويتصل تأمين الحق بالتعليم للبنات بتقليص الفجوة في سوق العمل بين الذكور والإناث.
  2. المساواة في التعليم بين جميع الفئات الاجتماعية: يجب أن تتحقق المساواة التعليمية أيضاً بين الأطفال على اختلاف انتماءاتهم العرقية أو الاجتماعية أو الشريحة التي ينتموا إليها، فمن أهم أهداف المساواة في التعليم أن يحصل الطفل الفقير على تعليم بنفس جودة التعليم الذي يحصل عليه الطفل الذي ينتمي لعائلة ثرية، فأي طفل من المحتمل أن يكون لديه مستقبل جيد إذا تعلم بشكل جيد وبالتالي لا يجب أن يخسر هذه الفرصة ولا يجب أن يخسرها المجتمع.
  3. توفير التعليم الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة: ليس المقصود بالمساواة هنا أن نتجاهل وضع ذوي الاحتياجات الخاصة، وإلا كانت المساواة هي العائق أمام تعليمهم، وإنما يقصد بالمساواة افتتاح مدارس خاصة وتدريب معلمين على التعامل مع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وحتى وضع مناهج ومرافق في المدرسة تناسب حالتهم الجسدية أو النفسية أو العقلية.
  4. تعليم الأطفال من ضحايا الحروب والأزمات: يعاني الأطفال في بعض البلدان بسبب ظروف سياسية أو طبيعية تجبرهم على ترك مدارسهم أو حتى بيوتهم وبلدانهم، وعلى المؤسسات المعنية بهذه الحالات الاهتمام بتعليم الأطفال وعدم تركهم لتضيع عليهم الفرصة وسنين عمرهم دون تعليم، فيجب أن يحصلوا على حقوقهم في التعليم مهما كانت ظروفهم.
  5. المساواة في التعليم داخل الصف: حيث لا بد تتم المساواة في التعليم بين الطلاب في الصف الواحد، وألا يحدث أي تمييز بينهم بناء على علاقات شخصية أو انتماءات دينية أو اجتماعية أو عشائرية وغيرها من الأسباب التي قد تسبب التمييز في التعليم بين الطلاب، وتقع هذه المهمة عادةً على عاتق المعلمين والمدارس والإدارات المسؤولة عن التعليم والتربية.

يمكن تصنيف أنواع المساواة في التعليم بين الأطفال بناء على عدة أسس ترتبط بما قد يحصل عليه طالب دون طالب آخر، ومن هذه الأنواع:

  1. المساواة بفرص التعليم: كل الطلاب مهما اختلف جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم أو بلدهم وثقافتهم وحالتهم الخاصة، يجب أن يحصلوا على فرص متساوية في التعليم، فلا يجب أن تكون الفرص المتاحة للتعليم أما الذكر أكثر أو أسهل منها للأنثى، كما يجب أن يستطيع ابن الريف الحصول على فرص متساوية في التعليم مع ابن المدينة.
  2. المساواة في الوصول إلى التعليم: يتعين على الحكومات والمجتمعات توفير وصول متساوٍ للجميع إلى المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث يجب التغلب على الحواجز والعوائق التي تجعل الوصول إلى التعليم صعباً أو غير ممكن، مثل الجغرافيا أو الإعاقة أو الفقر أو الجنس.
  3. المساواة في جودة التعليم: ولو أن الأمر قد يبدو صعب التطبيق على أرض الواقع، نظراً لوجود ظروف ومتغيرات عديدة تتحكم بجودة التعليم ومن الصعب السيطرة عليها، إلا أنه على الأقل من ناحية تأمين المدارس وتوحيد المناهج وفرص الوصول للتعليم يجب أن تكون متوفرة قدر المستطاع، فجودة التعليم عملية بالغة التعقيد.
  4. المساواة في التعليم العالي: من أنواع المساواة في التعليم أيضاً المساواة في فرص الوصول للتعليم العالي، وذلك من خلال تأمين المقاعد الدراسية في الكليات المختلفة بما يتناسب مع عدد الطلاب، إضافة إلى إتاحة فرص متساوية قدر الإمكان أمام طلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية.
  5. المساواة في التعليم الرقمي: يزاد بشكل متتابع ومتسارع دخول تكنولوجيا المعلومات إلى المؤسسات والمناهج التعليمية، ويجب على الحكومات والمؤسسات المعنية بشؤون التعليم مثل وزارات التربية والتعليم في البلدان المختلفة توفير المناهج والبرامج والأدوات التي تدعم حصول الجميع على فرصة التعليم الرقمي.

تحقيق المساواة في التعليم يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والأفراد، ويمكن تحقيق المساواة في التعليم من خلال بعض الإجراءات، ومنها:

  1. زيادة الإنفاق على التعليم: حيث تحتاج الحكومات ومؤسساتها التعليمية إلى زيادة الإنفاق على التعليم وتخصيص ميزانيات كافية لتوفير فرص التعليم المتساوية للجميع، ويتجلى ذلك في الإنفاق على بناء المدارس والجامعات في جميع المدن والمناطق، بالإضافة إلى تأمين مستلزمات التعليم في كل المدارس وتوفير الكوادر الإدارية والتدريسية المدربة والمؤهلة لتسيير العملية التعليمية.
  2. توفير الإمكانيات اللازمة: أيضاً يجب أن تتوفر الإمكانات الضرورية للعملية التعليمية، مثل المعلمين والمدارس المتنوعة الاختصاصات، ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، ووسائل وأدوات التعليم وخصوصاً التعليم الرقمي.
  3. تشجيع المساواة بين الجنسين: لا تتم المساواة بين الجنسين في فرص التعليم فقط في إتاحة هذه الفرصة، وإنما يجب أيضاً التشجيع على هذه المساواة وتوعية الأهل والمجتمع بضرورة تعليم الإناث وتشجيعهن على إكمال التعليم الجامعي والحصول على درجات علمية تضمن مستقبلهن في مهن جيدة ومحترمة.
  4. تطبيق قوانين التعليم الإلزامي والحد الأدنى: قد يكون التقصير في التعليم ناتج عن حرمان الطلاب من التعليم بشكل متعمد مثل حرمان الإناث من التعليم لأسباب اجتماعية، أو حرمان الذكور من منطلق أن تعلم مهنة معينة أفضل من تعليمهم أو الحرمان نتيجة الفقر وغيرها من الأسباب، ويجب على المؤسسات التعليمية تشجيع المجتمع المحلي على إرسال أطفالهم للمدارس من خلال حملات التوعية وتحديد حد أدنى للتعليم الإلزامي مع سن القوانين والعقوبات الملائمة للأهالي المخالفين.
  5. محاربة ظاهرة التسرب المدرسي: التسرب المدرسي لأي سبب كان هو من أوجه عدم المساواة في التعليم، فالبعض قد يخرج الإناث من المدارس لأسباب الزواج أو عدم الشعور بالأمان، وقد يخرج الذكور من المدارس للبحث عن عمل، ويجب محاربة هذه الظاهر حتى يحصل جميع الأطفال على فرص متساوية في التعليم.
  6. توفير فرص التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة: يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مدارس خاصة وكوادر خاصة مدربة ومؤهلة للتعامل مع هذه الحالات، وفي إطار عملية المساواة في التعليم يجب توفير كل ما يلزم لتلقي ذوي الاحتياجات الخاصة فرصهم في التعليم في كل مراحله.
  7. البيئة التعليمية المناسبة: البيئة التعليمية تشمل جميع النواحي التي تسهل العملية التعليمية على الطلاب وأهاليهم من مدارس قريبة وآمنة ومجانية أو بأسعار مناسبة لأهالي المنطقة الموجودة فيها، وصفوف صحية من ناحية التهوية والإضاءة واستيعاب عدد الطلاب، والشعور بالأمان النفسي، وكل هذه الأمور توفر بيئة تعليمية مناسبة تحقق المساواة في التعليم.

قد يؤدي عدم تحقيق المساواة في التعليم إلى العديد من الآثار السلبية على المستوى الفردي والاجتماعي والاقتصادي، ومن بين هذه الآثار:

  • انتشار الجهل: يعتبر الجهل عدو التنمية في جميع المجتمعات، والتفاوت أو التمييز في التعليم من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الجهل والتخلف في المجتمع، وخصوصاً التمييز في التعليم بين الذكور والإناث، فالإناث اللواتي يتم حرمانهن من التعليم سيصبحن أمّهات في المستقبل، وتقع على عاتقهم مسؤولية التربية والتنشئة للجيل الجديد.
  • زيادة معدلات الفقر: يؤدي عدم تحقيق المساواة في التعليم إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يتعرض الفئات المهمشة والفقيرة لعدم الحصول على فرص التعليم المتساوية، مما يؤثر على فرصهم في الحصول على فرص عمل وتحسين مستواهم المعيشي.
  • زيادة معدلات الجريمة: يرتبط العمل الإجرامي في أي بلد عادةً بمستويات التعليم في هذا البلد، حيث يعاني الأشخاص الذين لا يحصلون على فرص التعليم المناسبة من التمييز والتهميش وقلة فرص العمل المناسبة، مما يجعلهم يلجؤون إلى الجريمة كوسيلة للعيش.
  • ضعف التنمية الاقتصادية: يفيد التعليم في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية في المجتمعات، من خلال استثمار الشباب المتعلم والمؤهل في مختلف المشاريع التنموية والاقتصادية، وإتاحة الفرص لهؤلاء الشباب للإبداع والابتكار في تنمية مجتمعاتهم، وعدم حصول المساواة في التعليم قد يؤدي لضعف هذه التنمية.
  • زيادة الفروقات بين أبناء المجتمع: عدم المساواة في التعليم يمهد لحدوث فجوة ثقافية وفكرية بين أبناء المجتمع الواحد، فعدم تعليم الفتيات مثلاً يسبب حصر التعليم في أيدي الذكور وبالتالي حدوث فجوة تعليمية بين النساء والرجال في المستقبل.

المراجع