مشاركة كلمات المرور مع الأزواج مؤشر ثقة أم نهاية الزواج؟

هل أعطي زوجي كلمة مرور الهاتف؟ زوجتي تطلب مني كلمة مرور حساب فيسبوك؟ هل يعني طلب كلمة المرور انعدام الثقة بين الأزواج؟ وكيف تؤثر مشاركة كلمات المرورعلى خصوصية الأزواج والمساحة الشخصية لهم؟
مشاركة كلمات المرور مع الأزواج مؤشر ثقة أم نهاية الزواج؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نستمع كثيراً عن وجود مشكلات بين الأزواج والمخطوبين سببها رغبة أحد الأطراف في معرفة كلمة المرور الخاصة بحساب الطرف الآخر على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما الطرف الآخر يرفض، يتبادلون اتهامات لا نهائية عن الشك وقلة الثقة وما إلى ذلك.
وفي المقابل ستجد أزواجاً لا يمانعون في تبادل تلك الكلمات مع بعضهم البعض، كعلامة على الثقة من ناحية، والتشابك والتداخل من ناحية أخرى، فهل هو حقاً مؤشر ودليل لقوة الحب، أم أنه مفتاح لباب ليس ورائه سوى المشكلات.

المساحة الشخصية لكل طرف.. قاعدة مهملة
حينما تزداد مدة العلاقة بين الشريكين، تصبح حياتهما أكثر تشابكاً وتداخلاً، فيتشاركون في مئات التفاصيل والقرارات اليومية، وأكثرها شخصية، وأعقدها وجوداً، فهما يعيشان في بيت واحد، بحياة واحدة، ولكن ما يجهله كثير من الأزواج أنه من الصحي لعلاقتهما ببعضهما واستمرار الحياة بينهما لوقت أطول، أن يحتفظ كل منهما بجزء شخصي بعيد عن الآخر.
ورغم قدسية ذلك الرباط الذي يجمع بين الأزواج، إلا أن اختفاء تلك المساحة أو تعامل أحدهما على أساس عدم وجودها، يخلّف ورائه العديد من المشاكل، فيعطي لذاته الحق في المراقبة، والتنصت، والأسئلة المتلاحقة، وممارسة الضغوطات، بدافع الحفاظ على قوة ذلك الرباط من الانفلات، لذلك فالقاعدة الأولى التي لابد أن ننطلق منها هي ضرورة أن يحتفظ كلا الطرفين بمساحته التي لا يضطر أن يخبر أحد عنها أو يتدخل أحد فيها، كعلاقتكما مع أصدقائكما، أو أسرار عائلتكما، وغيرها، وهي أحد قواعد السعادة الزوجية.

animate

في دراسة جديدة لـ "كاسبرسكي لاب" ، كشفت أن 70٪ من الأشخاص في العلاقات يشاركون أرقام التعريف الشخصية أو كلمات المرور أو تبادل بصمات الأصابع للوصول إلى أجهزة بعضهم البعض.
ويعتقد بعض الأطراف أن تلك الحياة المشتركة قد تبرر لكل منهم امتلاك الكلمات السرية لحساباته وأجهزة الطرف الآخر، بدعوى هذه المشتركات، فيظن الرجل أن حياة زوجته ملكه طالما باتت على ذمته، ومن حقه الاطلاع على جميع أسرارها، وربما تفعلها المرأة من منطلق الفضول الأنثوي والرغبة في مراقبة أفعال زوجها، والجزء الأسوأ يأتي عند رفض أحدهما لذلك الطلب، فيدخل الشك واتهامات عدم الثقة بينهما، ومن ثم يقود للتعاسة الزوجية.

في هذه الحالة يفرق الخبراء بين أنواع الأرقام السرية التي يمكن أن يتشاركها الأزواج، والتي لا يستحب مشاركتها، فربما يشترك الزوج بمواقع مدفوعة للأفلام والمسلسلات لمشاهدتها بشكل حصري مثل "نتفيلكس" على سبيل المثال، ففي هذه الحالة طالما أنه لا ضرر  من تبادل هذه الحسابات، فلا مانع بها.
أما تلك الأرقام التي تتيح دخوله للحسابات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا ينصح بمشاركتها إطلاقاً، مهما كان محتواها غير هام بالنسبة لك، فهو يقع ضمن أولويات مساحتك الشخصية، التي لا يجب أن تفرط بها على الإطلاق، بما فيهم حديثك معه أصدقائك وأقاربك، وأسرارهم لك، وربما حديثك عن شريكك بشكل ما حتى لو إيجابياً، وربما أسرار وتفاصيل عملك، وهو من أكبر أخطاء المتزوجين.
نوع آخر من الحسابات لا يمكن مشاركة أرقامها السرية، وهي أرقام البنوك والبطاقات الائتمانية، وما إلى ذلك، لأنها قد تضر في حالات الانفصال كما سنوضح في الجزء الخاص بالخسائر الناتجة عن مشاركة هذه الأشياء الخاصة.
 

ورغم أن الأزواج يتخذون من كلمات "الراحة" والثقة المتبادلة" مسوقاً لذلك الطلب، إلا أن خبراء العلاقات الأسرية والعاطفية يرون أن الأمر يقود العلاقة لمسارات غير صحية.

1-اختفاء الخصوصية
بمشاركتكما كلمات المرور أو الباسوورد لأكثر الأمور شخصية، فأنت بذلك تقضي على كل مساحة شخصية لك، مهما كانت أهميتها لك، فأسرارك أنت وأصدقائك وأقاربك، ومواقفكم معا، وذكرياتكم، ومزاحكم، ولحظاتكم السيئة صاروا محط أنظار آخر.

2-التأثير على علاقتك
هل ستشعر بالارتياح وأنت تعرف أن شريك صديقك يطلع على حديثك معه؟، بالطبع لا، هذا ما سيشعر به صديقك في حال إطلاع أحد آخر على حواركما، وأنت أيضاً ستجد ذاتك متحفظاً في ذكر بعض التفاصيل.

3-الانتهاك بات حقاً مكتسباً
إرساء القواعد من أهم خطوات السعادة والتفاهم بينكما، فإذا اتفقتما على أن كلمات المرور تقع ضمن المساحة الشخصية لكما، سيجعل الأمر سهلاً بينكما، ويجنبكما الكثير من المشكلات، ولكن بعدما تتبادلاها بالفعل، سيصبح أي تغيير لها، أو امتناع عن السماح للشريك باستخدام هذا الحق مرة أخرى، محلاً للشك لتفتح بابا من المشكلات أنتما في غنى عنه.

4-مشاكل بعد الانفصال
قد يبدو الأمر تشاؤمياً، ولكن قد تكون طريقة الانفصال بينكما ليست مثالية، فتكون تلك الحسابات والأرقام السرية وسيلة للانتقام، بدليل نتيجة توصلت إليها دراسة من "كاسبرسكي لاب" ، بأن 21٪ من الأشخاص اعترفوا بالتجسس على شريك سابق من خلال معرفتهم للأرقام السرية لحساباتهم، وقال 12% منهم إنهم كانوا يريدون مشاركة المعلومات الخاصة السابقة على الملأ بدافع الانتقام.
 
في النهاية، الثقة والأمان مطلوبان بينكما في علاقة وطيدة كالزواج، ومشاركة تفاصيل حياتكما معاً،  أمر هام لتوطيد أواصر الود بينكما، لكن احتفظ بمساحتك الشخصية، واحرص على أن يتمتع شريكك بالمساحة ذاتها، حتى لا يتسلل الملل والضجر والشعور بالتقييد إلى علاقتكما.