هل يأتي الحب بعد الزواج؟ وهل الحب بعد الزواج أقوى؟

هل يمكن أن يأتي الحب بعد الزواج وهل يأتي الحب فجأة وهل الحب الذي يأتي بعد الزواج أقوى ما هي تحديات الزواج التقليدي أو الزواج من دون حب
هل يأتي الحب بعد الزواج؟ وهل الحب بعد الزواج أقوى؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نسمع عبارة الحب يأتي بعد الزواج أو الحب بعد الزواج يكون أقوى، لكن إذا حاولنا تحليل هذه العبارة الرائجة، هل يمكن أن نصل إلى نتيجة قطيعة إن كان الحب سيأتي بعد الزواج أم لا؟ وهل يمكن التكهّن بشكل مسبق بفرص ولادة الحب بعد الزواج؟.
في هذا المقال؛ نناقش وإياكم مقولة الحب يأتي بعد الزواج، ونحاول أن نجيب عن أسئلة مهمة عن الحب بعد الزواج مثل: هل الحب ضروري للزواج؟ هل يأتي الحب بعد الزواج؟ هل يكون الحب بعد الزواج أقوى؟ ما هي عيوب ومميزات الزواج من دون حب؟ وكيف يمكن خلق وتجديد الحب بعد الزواج؟.

السؤال المهم هنا؛ هل الحب هو جوهر الزواج وهل الحب ضروري قبل الزواج؟ ولماذا؟
من الصعب أن يعيش الإنسان حياته دون أن يختبر مشاعر الحب الحقيقية وأعراض الحب الجسدية والنفسية، تلك العملية المعقدة المتداخلة من المشاعر الجارفة والأعراض الجسدية التي لا يمكن كبحها أو كبتها، الشوق والغيرة، اللهفة والشغف، ضربات القلب السريعة والشعور بالخفة! والانجذاب الجنسي...إلخ، لكن ليس من الضروري أن يقوم كل من يشعر بهذه المشاعر بخطوات عملية تجاه الطرف الآخر، وليس من الضروري أن يكون الطرف الآخر هو شريك الحياة المناسب!
إن النظرية القائلة أن الحب ضروري للزواج حديثة العهد نسبياً، قبل قرنين من الزمن فقط لم يكن الحب شرطاً أو حتى مقدمة للزواج، بل كان الزواج رباطاً مقدساً بين رجل وامرأة لا علاقة للحب به، وإن حالفهما الحظ وأحب أحدهما الآخر يكون الحب كمكافأة لهما، لكن في العالم الحديث أصبح الحب أكثر أهمية وصار معظم الشباب يعتقدون أن الحب هو المقدمة الطبيعية واللازمة للزواج، وربما يكون هذا رد فعل جمعي على العالم المادي الذي نعيش به. [1]

يمكن القول إذاً أن الحب لا يمكن أن يكون هو وحده جوهر الزواج أو أساسه المتين، فالحب جزء من الحياة الزوجية المعقدة والروتينية والمليئة بالأعباء، كما أن الحب تجربة مؤقتة، بمعنى أن للحب مرحلة ذروة تنخفض بشكل أكيد سواء تزوج الشريكان أم لا، ومع انخفاض هذه الذروة وتراجع المشاعر القوية والجارفة بضع خطوات للوراء؛ هناك الكثير من الأمور الأخرى التي ستكون أهم من الحب بمفهومه الدرامي في العلاقة الزوجية.
هذا لا يعني بكل تأكيد أن الزواج التقليدي أفضل من الحب قبل الزواج، ولا يعني أن أحد أنماط الزواج محكوم عليه بالفشل! لأن العلاقة الزوجية مهما كانت الظروف التي تسبق الزواج هي كبصمة الإبهام، قد تتشابه لكنها لا تتكرر، فمهما كانت طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج هما المسؤولان عن نجاح أو فشل الزوج بغض النظر عن الحب قبل أم بعد.

animate

إذا كنت تبحث عن إجابة سريعة فالإجابة؛ ربما يأتي الحب بعد الزواج، وربما لا!...
اتفقنا إذاً أن الحب ليس ضرورة قبل الزواج، وأن علاقة الحب مختلفة في جوهرها عن علاقة الزواج، لكننا اتفقنا أيضاً أن الشعور بالحب حاجة ماسة لمعظمنا، أن يكون محبوباً بالمعنى الرومانسي وأن يختبر بنفسه حبه الرومنسي لشريكه، فهل يمكن أن يستمر الزواج بدون حب؟ وهل يأتي الحب بعد الزواج؟
إذا كنت تبحث عن إجابة سريعة فالإجابة؛ ربما يأتي الحب بعد الزواج، وربما لا!... لكن الأهم هو التفاصيل، فالمتفق عليه أن الحب بشرارته الصاعقة والمؤقتة من الصعب أن نجده بعد الزواج، لكن الحب العميق الهادئ وهو الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج سواء كان الزواج تقليدياً أو قائماً على الحب "الرومانسي الدرامي" إن صح التعبير.
بل أن الزواج بعد قصة حب إن لم يكن الزوجان عارفين بطبيعة الحب وحقيقته سيواجهان انخفاض قوة الحب وبرود المشاعر التدريجي بكثير من القلق، لأنهما يبنيان قصوراً من الوهم قبل الزواج، فيما يكون الزواج واقعياً أكثر وصادماً في كثير من الأحيان ولكثير من العشاق... ويستطيع أزواج آخرون فهم الفرق بين مشاعر الحب القوية قصيرة الأجل.
وبين مشاعر الحب التي يتطلبها استمرار الزواج السعيد أو على الأقل المتوازن وغير الحزين، وسنتحدث في فقرة مستقلة عن بعض النصائح التي تساعد على إيجاد الحب بعد الزواج. [2]

تقول الخبيرة النفسية في موقع حلوها الدكتورة سراء الأنصاري في إجابتها عن سؤال (ما الأحسن الحب قبل الزواج أم الحب بعد الزواج؟): "الأمر يعتمد على نوعية الأشخاص وعلى المجتمع الصغير والكبير وعلى درجة الانفتاح وعلى تعريف الحب، هل الحب هو اللهفة والرغبة ومشاعر مبهمة وغرائز كما الكثير يتصور الحب! هذا الحب قد ينجح أو يفشل أو يصاب بالملل، أما الحب المبني على التفاهم وتشابه الآراء والأفكار والود والصدق والصداقة هو أفضل قبل الزواج ليضمن الاثنان التفاهم في حل المشكلات ومسؤولية الزواج، لكن إذا كانت ظروف المجتمع لا تسمح فالزواج بعد خطبة رسمية والتعرف جيداً على بعضهما ووجود التقارب والنوايا الحسنة والتفاهم يخلق زواجاً مستقراً وينمو الحب في بيئة مناسبة".

على الرغم أن السؤال بحد نفسه ليس جيداً، فقوة الحب وضعفه أمر بيد الزوجين، أحبا بعضهما قبل الزواج أم تزوجا زواجاً تقليدياً أم حتى لم يريا بعضهما قط قبل الزواج، الثابت الوحيد لدينا أن الحب الرومانسي قبل الزواج يفقد الكثير من ألقه وقوته وبشكل درامي متسارع مع تنامي مسؤوليات الشريكين وانخراطهما بالحياة العملية البعيدة عن توهمات العاشقين الوردية.
وفي حال استمر الحب بعد الزواج، أو تمكن الزوجان من إيجاد صيغة الحب بعد الزواج والتناغم، فإنه بلا شك أقوى وأمتن أشكال الحب، لأنه يقوم على التفاهم طويل الأجل، الاحترام العميق المتبادل، المحبة الصادقة العميقة، والمصير المشترك.

هل الزواج بدون حب زواج فاشل؟
ربما يكون العيب الأكبر في الزواج من غير حب هو الرغبة بالحب الرومانسي لدى أحد الطرفين أو كليهما، فبحث الإنسان عن الحب قد يعميه عن الحب الحقيقي العميق، واعتقاد أحد الزوجين أو كليهما أن الحب لا يكون دون احمرار الوجنتين وتسارع دقات القلب ووتيرة التنفس؛ سيعمي عيونهما عن فرصة خلق الحب الهادئ العميق المبني على التفاهم والألفة والاحترام، لذلك تجد أن الزواج الذي يقوم على تعارف جاد وصريح في غياب المشاعر القوية لديه فرص نجاح أكبر من الزواج دون حب ودون تعارف، والزواج الذي يحصل في ذروة الحب قد يصطدم بالواقع وطبيعة تبدل المشاعر، وخير الأمور أن يكون بين الزوجين محبة ولديهما معرفة واقعية لمشاعرهما تساعدهما على استمرار الحب بعد الزواج وتناميه، وتطوره إلى الحب العميق.

وقد تكون أكبر ميزات الزواج التقليدي أو الزواج بدون حب هي قدرة الطرفين على التحكم بالتوقعات قبل الزواج؛ فالحب يعمي عيون العاشقين عن الكثير من الحقائق، ويجعلهم يغضون البصر ويتجاهلون الكثير من الأمور المهمة اعتقاداً منهم أن الحب كفيلٌ بحل كلِّ الأزمات، وهو ليس كذلك ولم يكن كذلك يوماً، الحب مكافأة وليس فانوساً سحرياً!
فالزواج من دون حب يمنح الشريكين فرصة ذهبية لدراسة التكافؤ بينهما وتخطيط حياتهما بشكل واقعي مسبق، أما حسن استغلال هذه الفرصة فهو أمر يتعلق بهما. [3]

تقول الأخصائية النفسية في موقع حلوها ميساء النحلاوي في إجابتها على سؤال حول الزواج بدون حب: "الحب يأتي مع حسن المعاملة والأخلاق الحميدة والعشرة، المهم هو التكافؤ من الناحية الاجتماعية، العلمية والمادية، فهذه هي النقاط التي تساهم في إنجاح أي زواج، الحياة فرص والذكي هو الذي يعرف متى تأتيه الفرصة الجيدة ويفوز بها".

إن الخلاصة الأهم في كل ما ذكرناه أن الزواج تجربة مختلفة تماماً عن الحب الرومانسي الدرامي، وكل القواعد التي تسير عليها العلاقات العاطفية في ذروتها تفقد قيمتها بعد أشهر من الزواج وفي أحسن الحالات بعد بضع سنوات، وتحل مكانها قواعد جديدة لتنظيم الحياة المشتركة الطويلة، وكل الخلافات بين الأحبة والعشاق تضمحل لتحل مكانها خلافات جديدة أكثر جدية وأهمية وواقعية، لذلك فإن خلق حالة من الحب بعد الزواج ليس بالأمر الصعب، وإن لم نتمكن من الوصول إلى شرارة الحب سريعة الزواج، لكننا سنحصل على ما هو أهم، الحب العميق والمتين.

وإليكم أهم النصائح والأفكار لخلق الحب بعد الزواج:

  • التكافؤ أهم من الحب في الزواج
    التكافؤ بين الأزواج لا يعني أن يكونا نسخة عن بعضهما، بل أن يمتلكا الحد الأدنى من التقارب في مجالات الحياة المختلفة ما يسمح لهما بفهم بعضهما بالشكل الأمثل، فالفجوات الثقافية والمادية بين الزوجين إن لم تتم إدارتها بالشكل الأمثل قد تقتل أقوى علاقات الحب في التاريخ، وعلى الجانب الآخر فإن التكافؤ الذي يحقق التناغم في العلاقة الزوجية من شأنه أن يخلق الحب بعد الزواج ويحافظ على استمراره، اقرأ مقالنا عن تحقيق التكافؤ بين الزوجين.
  • الاحترام المتبادل في العلاقة الزوجية
    مهما كانت طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، لا يمكن أن يكون الزواج ناجحاً في غياب الاحترام المتبادل، إن احترام الطرف الآخر ومطالبته باحترامنا هو القاعدة الأساسية لخلق الاستقرار في الزواج، وفيما يتساهل الحب المتقد مع شرط الاحترام تحت ضغط العاطفة؛ لا يمكن للزواج أن يقوم دون احترام متبادل، وكل محاولات إيجاد الحب بعد الزواج ستبوء بالفشل ما لم يكن الاحترام هو القاعدة الأساسية للزوجين.
  • تخلى عن التصورات المسبقة عن الحب والزواج
    للأسف كثير منا يقع ضحية الصورة النمطية والتصورات المسبقة عن الحب والزواج، ما يجعلنا ندفع العلاقة لتكون موافقة للنمط وللصورة التي نرسمها في أذهاننا، وأول ما يجب القيام به في رحلة إيجاد الحب بعد الزواج هو التخلي عن الصورة النمطية للحب وللزواج ولعلاقة الزوجين التقليدية، والبحث عن حبنا الخاص وزواجنا الخاص وعلاقتنا الفريدة مع شريك الحياة، ذلك سيفتح بصيرتنا على الكثير من المميزات والعيوب الغائبة تحت وطأة الصورة النمطية.
  • الحوار الدائم بين الزوجين
    تكلَّم حتَّى أسمعك؛ كيف يمكن أن نجد الحب والدفء والطمأنينة في العلاقة الزوجية إن كانت صامتة؟! تبادل الحوار بين الزوجين حول الأمور العادية والأمور الشخصية وحول علاقتهما وكيف ينظران إليها وما يطمحان إليه؛ كل ذلك لا غنى عنه في تحقيق الزواج الناجح، اقرأ مقالنا عن أهمية الحوار بين الزوجين.
  • التركيز على القواسم المشتركة
    لا يوجد في هذا العالم شخصان دون قواسم مشتركة، المجرم والقاضي تجمعهما قاعة المحكمة في وقت ما! لذلك يجب أن يبحث الزوجان عمَّا يجمعهما أكثر مما يفرِّق بينهما، هل فكرت يوماً أن تشارك زوجتك التسوّق دون نكد؟، هل جربتِ يوماً أن تسألي زوجكِ عن كيفية تنظيم تصفيات كرة القدم ومعنى دوري الـ16؟ هل فكرتما بقراءة كتاب معاً، أو إعداد الطعام سوياً؟.... هناك عشرات الأشياء التي يمكن أن تتحول ببساطة إلى أسباب للسعادة.
  • انسى أنك تزوجت دون حب!
    أعتقد أن واحداً من التحديات الكبرى أمام الزواج من دون حب هو بقاء الفكرة عالقة برأس أحد الزوجين أو كليهما (لم أتزوج البنت التي أحبها، تزوجنا زواجاً تقليدياً، كنت أتمنى أن أعيش قصة حب قبل الزواج...إلخ)، كل هذه الأفكار والرغبات مشروعة، لكن نحن هنا الآن متزوجان، وما دامت فكرة حب المسلسلات الرومانسية تسيطر علينا لن نجد معنى الحب بعد الزواج.
  • اجعل الأبناء جزءاً من الحب بعد الزواج
    أزعم أنني وزوجتي استطعنا الحفاظ على علاقة الحب التي جمعتنا قبل الزوج، وكان الإنجاب بعد ست سنوات تحدياً كبيراً في العلاقة، فوجود طفل في الأسرة هو ما يجعلها أسرة، ونحن حتى الآن نحاول أن نعيد ترتيب حياتنا وعلاقتنا بوجود طفلتنا الوحيدة، وأعتقد أن إدماج الأطفال في علاقة الحب بين الأبوين هو السبيل للحفاظ على الحب بعد الزواج والإنجاب، فالأطفال ليسوا فقط قاسماً مشتركاً جديداً بين الزوجين، بل أيضاً مصدر جديد نستمد منه شغفنا ببعضنا.

أخيراً... الحب يمكن أن يأتي في أي وقت، الحب ممكن أن يأتي بعد الزواج، ويمكن أن يموت بعد الزواج، ويمكن أن يستمر إلى الأبد مع تغير طبيعته ومفاهيمه، كل ذلك متعلق بإرادة الزوجين وقدرتهما على فهم مشاعرهما الشخصية وفهم بعضهما.

المراجع