هل يستطيع الزوج نسيان خيانة زوجته ومسامحتها! مع د. خليفة المحرزي

animate

لا شكّ أن الخيانة الزوجية خطيئةٌ كبرى سواء كان الزوج ضحيتها أم الزوجة، لكن ولاعتبارات اجتماعية بالدرجة الأولى قد يصحّ القول أن قدرة المرأة على التعامل مع تعرضها للخيانة وإدارة الموقف بجوانبه العاطفية والأسرية والاجتماعية، أكبر بكثير من قدرة الرجل على ذلك في معظم الحالات!

شاهد رأي الدكتور خليفة المحرزي مستشار العلاقات الأسرية بالفرق في تأثير ووقع الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة، ولماذا يكون أثر الخيانة أعمق وأوسع على الرجل ما يجعله أقل قدرةً على المسامحة والتجاوز!


هل يستطيع الزوج نسيان خيانة زوجته

لا يستطيع الزوج نسيان خيانة زوجته، قد تختلف قدرة الرجال على التعامل مع ألم التعرض للخيانة الزوجية وإدارة الموقف، لكن في كل الحالات لا يتمكن الرجل من تجاهل أو نسيان جرح الخيانة الذي يتعدى الألم العاطفي إلى كونه طعنةً في الكبرياء وتشويهاً لثقة الرجل بنفسه وبالآخرين وتهديداً خطيراً للصورة الاجتماعية.

وحتى عندما يسامح الرجل زوجته على الخيانة ظاهرياً، فهو لن يتمكن بسهولة من السيطرة على مشاعره المختلطة بين الشكّ والحزن والغضب حتى والرغبة بالانتقام! لأن الرجل يتعامل مع المرأة في العلاقة أنه الأوحد في حياتها كما يقول الدكتور خليفة المحرزي.

هل هذا يعني أن المرأة تتألم من الخيانة بقدرٍ أقل من الرجل! في الحقيقة لا، المرأة أيضاً لا تستطيع نسيان تعرضها للخيانة بسهولة، وحتى إن تظاهرت بالتسامح لن تتمكن من تجاهل مشاعر الحزن والشك والغضب المستديمة، لكن الفرق يكمن في الصورة الاجتماعية للرجل الذي خانته زوجته مقارنةً بالمرأة التي خانها زوجها، والافتراض المسبق أن خيانة الرجل للمرأة تكاد تكون شرّاً لا بُدَّ منه، أما خيانة المرأة للرجل فهي الجريمة التي لا يجب أن تمرّ بغير عقاب.


هل يمكن أن يستمر الزواج بعد خيانة الزوجة لزوجها

نعم يمكن أن يستمر الزواج بعد خيانة الزوجة لزوجها، فهذا الأمر نسبي ويختلف من رجلٍ لآخر وتتحكم فيها مجموعة كبيرة من العوامل، منها شخصية الرجل نفسه وطبيعة العلاقة التي جمعته بزوجته، ومدى شعوره بالمسؤولية عن تورط زوجته بالخيانة، ووجود أطفالٍ بينهما، وغيرها الكثير من الاعتبارات التي قد تدفع بعض الرجال للاستمرار في الزواج.

لكن وفي أغلب الحالات لن يتسمر الزواج بعد الخيانة بصورة طبيعية، لن يكون الزوج هو نفسه الرجل الذي كان قبل تعرضه للخيانة، وقد يستمر الزواج صورياً فقط دون أي علاقة زوجية حقيقية، كما قد يستعمل الرجل استمرار الزواج كطريقة للثأر لكبريائه ومعاقبة زوجته.

والمشكلة الحقيقية تكمن في قدرة الرجل على إيقاف التفكير باحتمالات تكرار الخيانة، قدرته على كبح الشكّ بزوجته، والتخلص من التفكير أن من تخون مرّةً قد تخون مرةً ثانية، وإليك المفاجأة: من يخون مرّةً غالباً سيخون مرّةً ثانية، سواء الرجل أو المرأة.


كيف تستعيد الزوجة ثقة زوجها بعد الخيانة!

  • أول وأهم خطوة التخلص تماماً من أي علاقاتٍ مشبوهة أو مثيرةٍ للشك، سواء كان هذا الشكّ في محلّه أم مجرد هاجسٍ خلقته الخيانة عند الزوج، ويجب على الزوجة أن تكون مستعدةً للتضحية بأي علاقةٍ تجدد الشكّ في قلب زوجها.
  • استعادة ثقة الزوج بزوجته بعد الخيانة تتطلب وقتاً طويلاً نسبياً، ولذلك يجب أن تتحلى الزوجة التي تورطت في خطيئة الخيانة بالصبر، لأن ثمن هذه الخطيئة قد تدفعه بالتقسيط وبفوائد مرتفعة ولمدة طويلة!
  • ستحتاج الزوجة لتقديم الكثير من التنازلات، قد تحتاج لخفض معايير "الخصوصية" فتسمح لزوجها بمراقبتها بشكلٍ مباشر، وتفتيش هاتفها، وتتبع تحركاتها، لا شكّ أن هذه الحياة ليست هي الحياة الزوجية المثالية، لكنها الحياة الزوجية التي تتلو الخيانة!
  • معالجة جذور الخيانة الزوجية من أهم الخطوات لاستعادة ثقة الزوج بزوجته، وذلك من خلال المصارحة والتفكير المنطقي والموضوعي بالدوافع التي جعلت الزوجة تخون زوجها، ومحاولة التعامل مع هذه الدوافع ومنعها من التأثير مجدداً.
  • يجب أن تتقبّل الزوجة مشاعر زوجها وتتفهمها، وألّا تطلب منه أن يكون متسامحاً بطريقة غير منطقية مع خيانتها له، وألّا تعتقد أن الذكريات التي جمعتهما كافية لجعله ينسى ويسامح، بل المستقبل هو ما قد يجعله أكثر قدرةً على التسامح.
  • من أهم العوامل التي تؤثر على الزوج عند ما يتعرض للخيانة الزوجية هو مدى اتساع دائرة العارفين بهذه الخيانة، لذلك يجب أن يتجنب الزوجان افتضاح الأمر على نطاقٍ واسع، وأن يتعاملا مع أي محاولةٍ للابتزاز، فإذا كانت فضحية الخيانة محصورةً بين الزوج والزوجة واحتمال انتشارها ضعيف، ذلك يساعد في تخفيف الأمر على الرجل.

فيديوهات ذات صلة