تعديل سلوك الطفل الأناني والتعامل مع أنانية الأبناء

كيف أتعامل مع طفلي الأناني! تعرفي إلى خطوات تعديل سلوك الطفل الأناني وكيفية التعامل مع أنانية الأطفال
تعديل سلوك الطفل الأناني والتعامل مع أنانية الأبناء

تعديل سلوك الطفل الأناني والتعامل مع أنانية الأبناء

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ليس من الغريب أن يبدي الطفل سلوكيات أنانية، فالطفل يكتسب الدوافع الأنانية قبل أن يعيد اكتساب وفهم معنى الإيثار ونكران الذات وقيم التعاون والمشاركة والعطاء وأهمية هذه القيم في حياة الإنسان، لكن في بعض الحالات قد تصبح أنانية الطفل صفة سلبية تؤدي لسلوكٍ غير مرغوب، وهنا لا بد أن يبدأ الأهل بتعديل سلوك الطفل الأناني.

عملية تعديل سلوك الطفل الأناني تحتاج لفهم صفة الأنانية وأسبابها عند الأطفال وتحديد التصرفات التي نعرف من خلالها أن الطفل أناني بشكل مفرط أو يحتاج لتدخل وأنانيته ليست الأنانية الطبيعية عند الإنسان، والطفل الأناني هو من وصل العمر الذي أصبح فيه يعي أهمية المشاركة والتعاون مع الآخرين ويدرك معنى العدالة والمساواة وأحقية غيره بمختلف الأشياء، ومع ذلك يبدي سلوكيات أنانية.

والطفل الذي يتصف بالأنانية يكون أكثر عناداً وتعنتاً من الأطفال الآخرين في مثل عمره للحصول على ما يريد، وهو يتصف بالطمع وربما الحسد أحياناً، وتقع رغباته الأنانية غالباً على أشياء مادية مثل الطعام أو الألعاب أو الألبسة والمصروف، وأمور معنوية مثل رغبته بالتفرد باهتمام الوالدين.

animate
  1. غرس الأفكار التشاركية: التشاركية هي عكس الأنانية، واعتياد الطفل على الأنشطة التي تحتاج لمشاركة وتوزيع أدوار ومسؤوليات وتوزيع موارد أو مكافئات، تغرس لدى الطفل أهمية العمل التشاركي وتبرز قيمتها على حساب الأفكار الأنانية، ويتحقق ذلك من خلال الألعاب الجماعية أو تنظيم الرحلات الجماعية أو المشاركة في الأعمال والقرارات المنزلية.
  2. تنمية الحس بالمسؤولية: عندما يتعلم الطفل تحمل المسؤولية يصبح لديه تقييم أدق أو تقدير أصح لقيمة الأشياء، كما يتعرف على حدوده وحدود الآخرين وواجباته وواجبات الآخرين، ويعرف أنه لا يصح أن يأخذ أحد مكانه أو حقوقه وبالتالي هو أيضاً لا يصح أن يأخذ مكان الآخرين أو حقوقهم.
  3. إبراز قيمة السلوك التعاوني: من خلال الحوار أو من خلال النمط التربوي المتبع أو من خلال الأمثلة، من الضروري أن يعرف الطفل قيمة التعاون ونتائجه، وتعلم سلوك التعاون بالنسبة للطفل، من شأنه تقليل الأفكار والسلوكيات الأنانية لديه.
  4. دمج الطفل في أنشطة جماعية: سواء الأنشطة المدرسية أو العائلية أو مع جماعات الأصدقاء أو الأطفال الأقرباء، عندما يندمج الطفل في نشاط جماعي سواء كان ترفيهي أو تعليمي أو خدمي، يتعلم من خلال هذه الأنشطة أن الآخرين لديهم حقوقهم وشخصياتهم ورغباتهم، ويجب أن يتنازل أحياناً عن بعض رغباته حتى يبقى مقبول من قبل الجماعة ويتنازلوا هم بدورهم عن بعض رغباتهم من أجل ارضائه، وهنا يتشكل لديه فهم أعمق للسلوك التعاوني، وقدرة أكبر على تقدير المواقف وفهم حدوده وحدود الآخرين.
  5. تقديم مكافآت معنوية: عندما يقوم الطفل بأفعال جيدة فيها أخلاق التعاون والإيثار والمشاركة، من الجيد مكافأته من خلال الإطراء وتوجيه الكلام الجمل والشكر له، حتى يشعر بأنه قام بفعل مرضي ومطلوب من قبل الجميع، وبالتالي يصبح لديه دافع لتكرار هذا النوع من السلوكيات.
  6. تقديم مكافآت المادية: أنانية الطفل غالباً ترتبط بأشياء ورغبات مادية مثل الأطعمة والألعاب والأموال، وحصول الطفل على مكافأة مادية عند قيامه بتصرف جيد وفيه إيثار وتقدير لرغبات الآخرين، لا يشعره بالخسارة فهو مقابل فعله الجيد حصل على مكافأة محببة لديه.
  7. قدم نماذج بطولية عن العطاء والمشاركة: النماذج البطولية مفيدة جداً في تربية وتوجيه سلوك الطفل، فقد يكون هذا البطل شخص من محيط الطفل أو شخصية في قصة أو مسلسل محبب لدى الطفل، وإذا تم الربط بين هذه الشخصية البطولية وبين أخلاق التعاون والإيثار ونكران الذات، فمن شأن ذلك أن يدفع الطفل لتقليد نموذجه البطولي المحبب في سلوكياته وأخلاقه وبالتالي يخفف قدر الامكان من أنانيته.
  1. البحث عن سبب الأنانية: قد يكون لمشكلة الأنانية عند الطفل جذر عاطفي أو نفسي، مثل شعوره بالنقص بأحد الجوانب في حياته المادية أو المعنوية، أو شعوره بعدم محبة الآخرين أو شعوره بالحرمان من شيء ما والغيرة من أقرانه لامتلاكهم هذا الشيء، والعديد من الأسباب الأخرى، والأفضل معرفة هذا السبب وتحديده فهو يساعد لحد بعيد في علاج مشكلة أنانية الطفل.
  2. اجعل من نفسك قدوة لطفلك: إذا كان في محيط الطفل وخاصة والديه أو اشقائه الأكبر أو الشخصيات التي يتعامل معها بشكل كبير سلوكيات وصفات أنانية، فمن المحتمل بشكل كبير أن يتعلم الطفل هذه السلوكيات منه، وهنا تبدو ضرورة أن يقدم محيط الطفل نموذج جيد ليقتدي له يتمتع بالإيثار والكرم والمشاركة.
  3. وضع حدود ثابتة لأنانية الطفل: بعض الأشياء لا يمكن قبول أنانية الطفل فيها، مثل التسبب بظلم أخوته أو القيام بسلوكيات غير مقبولة لتحقيق ما يريد، وفي هذه الحالة يجب وضع حدود ثابتة وعدم السماح بتجاوزها من قبل الطفل أو حتى الأهل ليصبح الطفل مع الوقت أكثر ليونة في تقبل هذه الحدود.
  4. تجنب القمع والاستفزاز: يجب أن يكون تعليم الطفل والتواصل معه لتعديل سلوكه الأناني قائم على الإيجابية في التواصل والحوار والتوجيه، وليس الاعتماد بشكل مبالغ فيه على العقوبات والقمع، فهذه الأمور قد تستفز الطفل وتجعله أكثر تعنتاً بأنانيته، أو قد تجعله يشعر بالوحدة والظلم وعدم محبة أهله له.
  5. استخدم التحفيز بدلاً من العقاب: التحفيز بشكل عام يعتبر أفضل في تعديل السلوك من طريقة العقاب، واستخدام التحفيز لأهداف جزئية مثل تنمية حس التعاون ومن ثم المشاركة ومن ثم الكرم وهكذا حتى بلوغ الهدف النهائي في التقليل من أنانية الطفل أو تجاوزها.
  6. إشاعة نمط الحياة التعاوني في المنزل: يتعلم الطفل معظم سلوكياته وطباعه بشكل غير مقصود من الأجواء التي يتربى بها، وتربيته في جو منزلي مفعم بالمشاركة والتعاون ونكران الذات وتقدير الآخر، يخفف إلى حد كبير اكتسابه لصفات الأنانية أو نموها لديه.
  7. حاول إشباع حاجاته الأساسية: أحياناً يكون السلوك الأناني ناتج عن شعور بالنقص لشيء ما أو الحرمان من شيء ما، ومن شأن إشباع حاجات الطفل الأساسية وعدم شعوره أن غيره لديه أشياء هو محروم منها، أن يجنبه تعلم الأنانية.
  1. وجود مشكلة نفسية سببت الأنانية: أحياناً تكون أنانية الطفل الزائدة ناتجة عن اضطراب أو مشكلة نفسية لديه مثل حالات الرغبة بالتملك والسيطرة والتكديس القهري أو اتصافه بالحسد أو الشخصية المعادية للمجتمع، وهنا يحتاج الأمر لعلاج نفسي ممنهج بإشراف مختصين ولا يكفي فقط تدخل الأهل.
  2. عدم تجاوب الطفل مع الوسائل المنزلية: إذا تم استخدام جميع الوسائل التربوية المعروفة وتنمية مشاعر التعاون والمشاركة والعطاء لدى الطفل والتقليل من سلوكه الأناني، يمكن البحث عن خطة علاجية ممنهجة من قبل شخص مختص ولديه خبرة ومعرفة في هذا النوع من المشاكل.
  3. تطور الأنانية لسلوكيات منحرفة: أحياناً يبالغ الطفل في سلوكياته ورغباته الأنانية إلى حدود مرفوضة لا يمكن التهاون معها مثل التحول إلى العدوانية أو السرقة أو التخريب، وهنا من الأفضل استشارة مختص نفسي خبير لوضع خطة تعديل سلوك.
  4. التسبب بإيذاء الآخرين: قد تؤدي أنانية الطفل أحياناً للتسبب بالأذى للآخرين وخاصة الأخوة مثلاً أو أفراد الأسرة، فإذا كان يوجد طفل آخر في المنزل فقد يشعر هذا الطفل بالظلم أو تمييز أهله لشقيقه أو يؤثر على شخصيته وتكوينه النفسي، أو قد يوجه الطفل الاناني غضبه وعدائيته نتيجة عدم تحقيق رغباته نحو أخوته الأصغر أو نحو أهله، وهذه من الحالات التي تحتاج لجلسات تعديل سلوك منهجية.
  5. تسبب الأنانية بمشاكل نفسية: أحياناً تصل الأنانية عند الطفل لحد قد تسبب له مشاكل نفسية مثل حالات عدم قدرة الطفل على تحمل أنه لم يحصل على ما يريد وابداء ردود فعل غير متوقعة بسبب ذلك مثل الانطواء والشعور بالظلم، أو يمكن أن تتحول إلى مشكلة نفسية مثل الصدمات العاطفية أو رفض أهله ونمو مشاعر كره تجاههم.

يقصد هنا التعامل السريع في المواقف التي يبدي فيها الطفل سلوك أناني، فأحياناً قد لا يحتمل الموقف انتظار نتائج النهج التربوي على المدى الطويل وإنما يحتاج الموقف لإبداء رد فعل سريع على أنانية الطفل، وفي هذه الحالة يمكن اتباع عدة طرق منها:

  1. تقديم النصح والتوجيه: حتى لو لم يسمع الطفل ورفض الحديث أو قبول ما يقوله والديه، يجب أن يتم توجيه نصيحة للطفل بأنه يقوم بسلوك مرفوض وخاطئ وأن عليه تعديل سلوكه وتقبل العدالة، فهذا من شأنه أولاً التقليل من تعنته وضمان قبوله الحصول على ما يريد ولكن بأقل الشروط فقط ولا يبالغ في التحدي وطلب المزيد.
  2. رفض سلوكه الأناني: عدم تحقيق ما يريد بسهولة، فالرضوخ لأنانية الطفل دائماً، يؤدي لترسيخ فكرة في ذهنه أنه هذه الطريقة صحيحة وتضمن حصوله على ما يريد، ويدفعه ذلك لتكرار نفس هذه الطريقة مع كل موقف لا يحصل فيه على رغباته.
  3. المسايرة في بعض الحالات: الهدف ليس أذلال الطفل أو كسر شخصيته وإنما منع السلوك الأناني لديه، وعند مبالغته في التعنت مثل البكاء الشديد والتصرف بعدوانية أو استجداء التعاطف، يمكن تحقيق ما يريد على شروط معينة والطلب منه عدم تكرار ذلك وتوجيه اللوم له ليشعر أنه مخطئ وأن من حوله جميعاً يرفضون هذا السلوك لديه.
  4. الصبر على الطفل: لا يشترط أن يكون الطفل أناني دائماً ولكن في بعض الأحيان جميع الأطفال يبدون سلوكيات أنانية، وإذا كان ما يريده الطفل في هذا الموقف ليس فيه ضرر بأحد أو له آثار سلبية فلا ضير من الصبر عليه وتركه يفعل ما يريد في الموقف ذاته، وبعد مرور الموقف يمكن استخدام وسائل تقويم السلوك حتى لا يتكرر الموقف.
  5. معاقبة الطفل في بعض الحالات: حتى لا يعتاد الطفل على تكرار السلوكيات الأنانية قد تفيد معاقبته بما يناسب سلوكه، فيمكن مثلاً إذا تم تحقيق ما يريد معاقبته بمخاصمته من قبل أحد والديه حتى يشعر بخطئه، أو يمكن مثلاً حرمانه من شيء آخر بسيط لأنه تصرف بأنانية، مثل الامتناع على شراء لعبة كان موعود بها أو الذهاب في رحلة.

المراجع