صفات شخصية المدير أو التنفيذي وعيوبها

شخصية المدير ESTJ أو المشرف أو التنفيذي تعتبر شخصية مميزة ولها احترام لدى أغلب الناس في الحياة والعلاقات الاجتماعية، ويبحث الكثيرين عن صفات وطباع هذه الشخصية إما لمحاولة محاكاتها أو البحث عنها في محيطهم، في هذا المقال نقدم تعريف لشخصية المدير وما هي أبرز صفاتها وعيوبها وملامحها.
شخصية المدير ESTJ هي واحدة من أنماط الشخصيات الستة عشر في اختبار مايرز بريغز MBTI، تتميز أنها شخصية بارعة في تنظيم الناس والعمليات، وتفرض النظام أينما وُجدت، وتتخذ قرارات سريعة بناءً على معايير منطقية وقواعد واضحة، وتميل إلى القيادة بالأفعال والقرارات، وليس بالمشاعر، ولذلك تُسمى بشخصية بـالمدير (Executive) أو المشرف (Supervisor).
يميل أصحاب شخصية المدير أو المشرف ESTJ إلى التفكير المنطقي، والتنظيم، والاعتماد على الحقائق والتجارب، لديهم ميل فطري لإدارة الأمور بكفاءة وفقاً للقواعد والهياكل الموجودة، وغالباً ما يكونون قادة بالفطرة في البيئات التي تتطلب وضوح ونظام.
تتكون شخصية المدير أو المنظم أو المشرف من مزيج صفات إدراكية وشخصية يعطيها الاختصار ESTJ:
- (E) النمط الانبساطي Extraversion الذي يفضل التفاعل مع العالم الخارجي والناس، ويحصل على الطاقة من التفاعل الاجتماعي.
- (S) النمط الحسي الواقعي Sensing الذي يركز على المعلومات الحسية الملموسة والحالية بدلاً من التخمين أو النظريات.
- (T) النمط المفكر Thinking الذي يتخذ قرارات بناء على المنطق والتحليل الموضوعي أكثر من العواطف،
- (J) النمط الحاكم Judging الذي يفضل التنظيم، والحسم، والتخطيط المسبق بدلاً من العفوية أو المرونة.

- التنظيم والهيكلية: شخصية المشرف أو المدير ESTJ تفضل وجود نظام واضح، قواعد، وهياكل تنظيمية، وتميل إلى ترتيب الحياة والمهام بطريقة منطقية ومخططة، وتكره الفوضى أو الارتجال، يرى الكثير من الباحثين أن هذا السلوك ناتج عن التفضيل الأخير في نمطهم (Judging).
- الاعتماد على الحقائق والتجارب: يميل صاحب شخصية المشرف ESTJ إلى استخدام المعلومات الحسية الواقعية، ويُفضل الأدلة الملموسة والعملية على النظريات أو الافتراضات المجردة، يتعامل مع المواقف بناء على ما هو موجود فعلياً، وليس ما قد يكون ممكن نظرياً.
- الحسم واتخاذ القرار المنطقي: يفضّل صاحب شخصية المدير المشرف أو التنفيذي اتخاذ القرارات بناءً على التحليل المنطقي والمعايير الموضوعية، ويرى أن القرارات يجب أن تستند إلى ما هو صحيح وفعّال بدلاً مما هو عاطفي أو شخصي.
- القيادة والقدرة على التنظيم الاجتماعي: يتمتع صاحب شخصية المدير ESTJ بحس قوي بالمسؤولية والقيادة، غالباً ما يتولى مناصب قيادية بسبب قدرته على اتخاذ قرارات واضحة، وتحفيز الآخرين للالتزام بالمعايير، وتنفيذ الخطط بدقة.
- الولاء للتقاليد والمؤسسات: يُظهر الشخص من نمط ESTJ احترام عالي للسلطة، التقاليد، والبنى المؤسسية، ويميل إلى دعم الأنظمة الاجتماعية والتنظيمية المستقرة، ويشعر بالراحة عندما تكون هناك معايير واضحة يجب اتباعها.
- الواقعية والعملية: شخصية المدير شخصية عملية بطبيعتها، تركز على ما يمكن تحقيقه الآن وبشكل ملموس، ويرى العالم من منظور واقعي، ويضع أهداف قابلة للقياس والتنفيذ.
- الصراحة والوضوح في التعبير: يتحدث صاحب شخصية المدير ESTJ بصراحة ووضوح، ويعبّر عن آرائه بشكل مباشر، وغالباً ما يُتوقع منه أن يكون حاسم وغير متردد في مواقفه.
- الحزم والميل إلى الرقابة: يُظهر المدير مستوى عالٍ من الحزم في التعامل مع الآخرين، وغالباً ما يكون حازم في ضبط الأمور والتأكد من سيرها بالشكل الصحيح، ويمكن أن يُنظر إليه على أنه صارم أو متطلب.
- تقدير الإنجاز والعمل الجاد: يحترم نمط المدير الجهد والعمل والانضباط، ويقيس نفسه والآخرين بناءً على ما يُنجز من نتائج ملموسة، ويقدّر الالتزام بالمهام والوفاء بالمسؤوليات.
- الصرامة الزائدة: يميل صاحب شخصية المشرف ESTJ إلى التمسك بالقواعد والمعايير بشكل صارم، حتى في المواقف العاطفية أو الشخصية، وهذا يظهره على أنه متصلب أو غير متفهم لمشاعر الآخرين، خاصة إذا تعارضت مع منطقه أو رؤيته للأمور.
- نقص المرونة: يجد صاحب شخصية المدير صعوبة في التعامل مع التغيرات المفاجئة أو الأشخاص الذين يفضلون العمل بأسلوب غير تقليدي أو تلقائي، هذا قد يسبب توتر في العلاقات، خاصة مع أنماط أكثر مرونة أو عفوية.
- نقدية مفرطة: قد يكون المدير ناقد بشكل مفرط، خاصة إذا شعر أن الآخرين لا يلتزمون بالمعايير التي يراها ضرورية، هذا النقد يمكن أن يُؤخذ على أنه تقليل من شأن الطرف الآخر، خصوصاً في العلاقات العاطفية أو العائلية، ويعتبر من سلبيات هذا النمط وعيوبه.
- إهمال الجانب العاطفي: نظراً لاعتماده على التفكير وليس المشاعر، قد يُهمل الشخص من نمط المدير ESTJ مشاعر للآخرين، أو يتجاهل أهمية التعبير العاطفي، ما يخلق فجوة في العلاقات التي تتطلب حساسية ومراعاة وجدانية.
- الهيمنة في العلاقة: بسبب طبيعته القيادية وحبه للسيطرة على النظام، قد يسيطر هذا الشخص على العلاقة أو يتخذ قرارات دون التشاور الكافي مع الطرف الآخر، خاصة إذا شعر بأن رأيه هو الأكثر منطقية.
- صعوبة تقبّل النقد: على الرغم من ميله لنقد الآخرين، إلا أن الشخص من نمط المشرف ESTJ قد يجد صعوبة في تقبّل النقد الشخصي، خاصة إذا شعر أن النقد يستهدف سلوكه أو حكمه المنطقي.
- الحاجة المفرطة للسيطرة: يميل هذا الشخص إلى إدارة كل ما يخصه وأحياناً ما يخص غيره بطريقة منهجية، وقد يشعر بعدم الارتياح إذا لم يكن هو من يتحكم أو يخطط، ما قد يؤدي إلى مشاكل مع الشركاء الذين يفضلون الاستقلالية أو التشاركية.
- المدير التنفيذي ((CEO أو مدير عمليات: شخصية المدير ESTJ تسمى أيضاً التنفيذي وهي تميل بطبيعتها إلى القيادة التنظيمية، وإدارة الأشخاص والموارد بكفاءة، التفكير الخارجي (Te) يدفعه نحو اتخاذ قرارات منطقية سريعة، بينما الإحساس الداخلي (Si) يمنحه قدرة على استحضار الخبرات السابقة لبناء استراتيجيات فعالة، المناصب التنفيذية تتطلب وضوح، وحزم، وصرامة في التطبيق، وهي مواطن قوة لدى شخصية ESTJ.
- ضابط في القوات المسلحة أو الشرطة: هذه الوظائف تعتمد على الانضباط، والتسلسل الهرمي، وتنفيذ الأوامر ضمن نظام واضح، وهي بيئة طبيعية لشخصية المدير ESTJ الذي يزدهر في الهياكل الرسمية ويملك قدرة عالية على فرض النظام، كما أن إحساسه بالمسؤولية والولاء للمؤسسة يجعله منسجم تماماً مع الأدوار الأمنية والعسكرية.
- مدير مدرسة أو مسؤول تربوي: في المجال التربوي يحتاج الأمر إلى من يضبط العملية التعليمية بوضوح وينفذ السياسات التعليمية بفعالية، والشخص من نمط ESTJ يجمع بين القيادة والتنظيم، ويستطيع توفير بيئة تعليمية مستقرة ومُنظمة تدعم الأداء الأكاديمي.
- المحاسب أو المراجع المالي: نظراً لاعتماد الشخص من نمط المشرف ESTJ على البيانات الدقيقة وحسّه العالي بالتفاصيل والالتزام بالقوانين، فإن المحاسبة تمثل مجال يتوافق مع قدرته على التعامل مع الأرقام واللوائح بدقة عالية.
- موظف حكومي في الإدارات التنظيمية: الوظائف الحكومية التي تتطلب تنفيذ السياسات، مراقبة الامتثال، أو وضع الأنظمة، تتماشى مع ميل شخصية ESTJ إلى العمل في بيئة مؤسساتية ذات بنية ثابتة ومسؤوليات واضحة.
- مدير موارد بشرية: رغم أن شخصية ESTJ ليس عاطفي بطبعه، إلا أنه بارع في تطبيق السياسات المتعلقة بالأداء، الانضباط، والتطوير الإداري، ويمكنه إدارة الموظفين بعدالة وكفاءة، ووضع أنظمة تقييم وتحفيز واضحة.
- رجل أعمال في مجال منظم (مثل الامتيازات أو التوريد): إذا اختار العمل الحر، ينجح الشخص من نمط ESTJ أكثر في الأعمال التي تعتمد على النماذج المكررة والقابلة للقياس، وليس في المجالات ذات الطابع الإبداعي العالي، يمتلك الكفاءة في إدارة الأنظمة والعمليات، ما يجعله ناجح في الأعمال ذات المعايير والإجراءات الثابتة.

شخصية المدير (ESTJ) في الحب والعلاقات العاطفية تُظهر التزام وجدية وتنظيم عالي حتى في الجانب العاطفي، فمن منظور نفسي تحليلي، يتم الاعتماد في توصيف هذه الشخصية على الوظائف المعرفية التي تشكّل بنيته الإدراكية والسلوكية، التفكير الخارجي (Extraverted Thinking - Te) بوصفها الوظيفة الأساسية، تليها الإحساس الداخلي (Introverted Sensing - Si) كوظيفة مساعدة، وهاتان الوظيفتان تلعبان دور رئيسي في تشكيل توجهاته العاطفية وسلوكه في العلاقات.
فعندما يدخل صاحب شخصية المشرف ESTJ في علاقة عاطفية، فإنه عادة ما يتعامل معها بجدية واضحة وهدف مباشر، لا يرى الحب كمجرد تجربة عاطفية، بل كمسؤولية والتزام طويل الأمد ينبغي أن يُبنى على أسس واقعية ومنطقية، ويُظهر الاهتمام عبر توفير الاستقرار، الدعم العملي، والانخراط في تنظيم تفاصيل الحياة اليومية مع الطرف الآخر، غالباً ما يُنظر إليه كشريك يعتمد عليه، ويمنح أمان عاطفي من خلال وضوحه وصراحته ووفائه بالوعود.
مع ذلك، قد لا يكون المدير ESTJ بارع في التعبير اللفظي عن مشاعره أو في فهم الإشارات العاطفية الدقيقة، نظراً لاعتماده على التفكير المنطقي، فإنه قد يُهمّش أهمية التعبير العاطفي الوجداني، ويفترض أن الالتزام والمسؤولية كافيان لإثبات الحب، هذه النزعة قد تؤدي إلى سوء فهم مع شركاء أكثر حساسية أو من أصحاب الوظائف العاطفية المتقدمة، حيث يُنظر إلى أسلوب الشخص التنفيذي ESTJ على أنه جاف أو غير متفاعل عاطفياً.
باختصار يمكن القول إن صاحب شخصية التنفيذي ESTJ هو شريك ملتزم، عملي، ومخلص، لكنه يحتاج إلى تطوير وعيه بالجانب العاطفي من العلاقات، والتدرّب على الانفتاح الوجداني والتواصل الحساس، فبينما توفر شخصيته بنية قوية للعلاقة، فإن إدخال بعض الليونة والاحتواء العاطفي يعزز جودة هذه العلاقات ويُسهِم في توازنها.
شخصية المدير (ESTJ) لدى الأنثى تتميز بصفات قوية من التنظيم والمنهجية في الاداء، والوعي الاجتماعي والانخراط في الأدوار التقليدية أو القيادية من جهة أخرى، وفقاً لنظرية الأنماط النفسية (Myers-Briggs Type Indicator)، فإن الأنثى من نمط ESTJ تتشكل شخصيتها حول الوظائف المعرفية، التفكير الخارجي (Te) كوظيفة مهيمنة، والإحساس الداخلي (Si) كوظيفة مساعدة، وهذا ينعكس بوضوح على سلوكها في الحياة اليومية، وعلاقاتها، وتطلعاتها المهنية.
المرأة من المديرة غالباً ما تكون واضحة، وعملية، ومنظمة للغاية، تتعامل مع الواقع كما هو وتفضل الاستناد إلى الحقائق والأدلة بدلاً من المشاعر أو الحدس المجرد، وتمتلك قدرة عالية على اتخاذ القرارات بسرعة، وتفضل أن تكون في موقع المسؤولية لتوجيه الأمور وتحقيق النظام، هذا النمط من التفكير يجعلها بارعة في القيادة، سواء في بيئة العمل أو في محيطها العائلي والاجتماعي، ترى في المسؤولية قيمة أساسية، وتؤمن بأن الإنجاز يتطلب التخطيط والانضباط، لا التردد أو العشوائية.
اجتماعياً تبدو الأنثى من نمط ESTJ واثقة من نفسها، حازمة، ومباشرة في تواصلها، قد لا تكون شديدة الحساسية لمشاعر الآخرين، لكنها ليست باردة أو غير مبالية، بل ترى أن الحب والدعم يُقدّمان من خلال الالتزام، والفعل، وتحقيق الأمان والاستقرار للطرف الآخر، وفي العلاقات غالباً ما تتحمّل مسؤوليات كثيرة، وتحرص على أن تسير الأمور وفق قواعد واضحة، لكنها قد تواجه صعوبات في التفاعل مع أنماط أكثر عاطفية أو غير منظمة، ما يتطلب منها تطوير مهارات الإصغاء العاطفي والمرونة التفاعلية.
على المستوى الشخصي، يمكن أن تكون الأم من نمط المشرف ESTJ صارمة لكنها عادلة، منظمة لكنها حنونة بطريقتها الخاصة، وهي تُظهر حبها من خلال توفير بيئة آمنة ومنضبطة لأبنائها، تهتم بتحقيق التوازن بين التقاليد والانضباط، وبين الأداء العملي للحياة اليومية، وتحرص على أن تكون قدوة في العمل الجاد وتحمل المسؤولية.
في المجمل فإن شخصية المشرف ESTJ لدى الأنثى تُجسّد نموذج متوازن من القيادة، والكفاءة، والاستقلالية، هي شخصية واقعية، موجّهة نحو الإنجاز، وتبحث دوماً عن الفعالية والوضوح، ومع تطوير الجوانب العاطفية والتواصلية، تصبح أكثر قدرة على بناء علاقات شخصية ومهنية ناجحة ومستقرة.