تغيرات جسد المرأة بعد الولادة

كيف يتغير جسدك بعد ولادة الطفل؟ هل تستمر التغيرات في جسم الأم بعد وضع الطفل كما هي خلال فترة الحمل؟ وطرق لاستعادة التوازن الهرموني بعد الولادة
تغيرات جسد المرأة بعد الولادة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تمر المرأة خلال تجربة الحمل بنطاق هائل من التغيرات، سواء الجسدية أو العقلية وهذه التغيرات فريدة لكل امرأة، ثم ولادة حياة جديدة في عملية خاصة مرهقة عاطفياً وجسدياً، مما يتطلب رعاية كافية أثناء وبعد الولادة، حيث يحدث عدد من التغيرات في الجسم بسبب تقلبات في المستويات الهرمونية، حيث يمكن أن تساعد المعرفة والوعي حول هذه الأمور؛ النساء على الاستعداد والإعداد بشكل مناسب للولادة والتغييرات المرتبطة بها.. فكيف يتغير جسدك بعد ولادة الطفل؟ 

تغييرات جسم الأم الشائعة بعد ولادة الطفل
فيما يلي قائمة بالتغييرات الجسدية ونمط الحياة عند المرأة بعد ولادة الطفل، والتي يمكن مواجهتها بشكل جيد مع الفهم والقبول والصبر الكافيين:

تغيرات الشعر بعد الولادة
سقوط الشعر المفاجئ بعد الولادة أمر شائع جداً وقد تستمر هذه المرحلة إلى سنة أو أقل، ويحدث ذلك بسبب الانخفاض المفاجئ في مستويات هرمون الأستروجين بعد الولادة، حيث تكون مستويات هذا الهرمون عالية خلال فترة الحمل ثم تعود تدريجياً إلى طبيعتها مع مرور الوقت، ويعود معدل نمو الشعر إلى حالته العادية التي كانت ما قبل الحمل.. هذه التغييرات طبيعية تماما وليس هناك ما يدعو للقلق، وفي الواقع سوف يتساقط شعر الوجه والجسم الذي ازداد بشكل ملحوظ خلال الحمل، ونذكر أن فترات تساقط الشعر تصل إلى الذروة خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى بعد الولادة، وتتناقص تدريجياً إلى وضعها الطبيعي حتى عام قريباً بعد ولادة الطفل.

تغيرات الثدي بعد الولادة
يُعرف الحليب الأول الذي يصنعه ثدي الأمهات بعد الولادة باسم "اللبأ"، هذا الحليب كريمي القوام غني بالأجسام المضادة، كما أنه ضروري للغاية ومهم للطفل لأنه يقوي جهاز المناعة ويحميه من العدوى، حيث يوجد اللبأ بكمية قليلة جداً، وخلال هذه الفترة (بعد الولادة مباشرة)، قد تكون الرضاعة غير مستقرّة حيث أن الثديين متورّمان أو منتفخان للغاية، وبمجرد أن يبدأ الحليب في الإنتاج؛ سيختفي الألم والتورم وتصبح الرضاعة الطبيعية أكثر راحة، ومن الشائع رؤية ترهل الثديين، وفي بعض الحالات قد تلاحظ الأمهات تسرب الحليب لعدة أسابيع، حتى بعد توقف الطفل عن مص الحليب.. وكلها أمور طبيعية.

التغيرات الهيكلية التي تصيب المهبل بعد الإنجاب
بسبب التمدد الشديد لمنطقة الحوض أثناء الحمل، تتراخى العضلات المهبلية وقد تشعرين أن هذه المنطقة تمددت، وقد لا تعود تماماً إلى ما كانت عليه سابقاً، حيث تميل المثانة والمستقيم والرحم إلى الانخفاض بعد المخاض، وهذا يستغرق بضعة أسابيع لعودتها إلى حالتها الطبيعية، كما تساعد تمارين كيجل في التعامل مع تغيرات الجسم بعد ولادة طفلك.

تغيرات الوزن بعد الولادة
في فترة ما بعد الولادة عندما يتغير شكل الجسم بعد الحمل؛ يبدأ فقدان الوزن الزائد المكتسب أثناء الحمل ببطء، حيث يبلغ عادة حوالي 11 كيلوغراماً، فيتخلص الجسم من كل الماء الإضافي المحتجز أثناء الحمل بالإضافة إلى الماء الإضافي المحتجز في الخلايا، وفي البداية تعاني الأم من التبول غير المعتاد والتعرق الغزير، حيث ستتم ملاحظة غالبية فقدان الوزن خلال الأسبوع الأول بعد الولادة؛ بسبب غياب السائل الأمنيوسي والمشيمة ووزن الطفل أيضاً، إذاً.. بعد الولادة يلاحظ فقدان الوزن المستمر والتدريجي.

تغيرات الجلد بعد الولادة
هناك الكثير من التغييرات في نمط حياتك، حيث لا يؤثر الإجهاد الناجم عن المسؤولية الجديدة لكونك أماً فقط على صحتك لكن على بشرتك أيضاً، حيث تضيف التقلبات الهرمونية هذا بطرق غير متوقعة، فقد تواجه بعض النساء تغيرات واضحة في الجلد خلال الأشهر التالية للولادة، من ناحية أخرى قد تظهر لدى بعض النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الجلد أثناء الحمل تحسناً بعد الولادة، فمعظم النساء يشتكين من (الكلف) وهي بقع مظلمة أو مناطق ذات بشرة داكنة (حول الشفتين والأنف وعلى الخدين والجبين)؛ تتلاشى هذه المناطق المظلمة ما دامت الأم تضمن حماية بشرتها من أشعة الشمس الضارة، كما أن علامات التمدد (في البطن والحوض والأرداف...) مؤكدة أثناء الحمل، حيث يمكن العناية بها باستخدام الزيوت والمستحضرات الخاصة، لكن لا تقلقي حيث تميل علامات التمدد إلى التلاشي مع مرور الوقت.

تغيرات منطقة البطن بعد الحمل والولادة
يبقى الرحم ما بعد الولادة متوعك جزئياً وثقيلاً نسبياً (يزن حوالي كيلوغرام) وتشعرين به كتلة صغيرة مستديرة في الجزء السفلي من البطن، في غضون 6 أسابيع تقريباً سينخفض وزنه إلى أوقية أو اثنتين ولن يكون واضحاً للعين بعدها، سوف يتلاشى الخط اللامع أو الخط القاتم الذي يظهر عند معظم النساء على البطن أثناء الحمل؛ في غضون أشهر قليلة، مع ذلك فإن علامات تمدد الحمل على البطن تستمر لفترة أطول من الزمن، حيث تطورت هذه العلامات كلما كان البطن يتغير ويكبر خلال الحمل (بشكل حاد وعلى مدى تسعة أشهر)، حيث كانت هذه الخطوط حمراء زاهية (زهرية) أثناء الحمل، تتحول في نهاية المطاف إلى اللون الفضي البراق، عموما سيكون لدى معظم النساء بعض الدهون المتبقية في البطن بعد الولادة، ويمكن لتمارين البطن أن تساعدك على استعادة شكل أكثر رشاقة.

المشاكل مع علمية إخراج الفضلات من الجسم
بسبب التمدد المفرط لعضلات المثانة، قد تعاني الأمهات الجدد من سلس البول (التبول اللاإرادي)، وهذا ينحسر فقط مع عودة عضلات المثانة إلى قوتها بعد الولادة، كما قد تعاني بعض الأمهات من البواسير من خلال ظهور الدم في البراز، أو حركات الأمعاء غير المريحة أو الإمساك، لذا فإن تغييرات نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الألياف، كذلك الحصول على نوم كاف؛ يساعد الأمهات الجدد على التعامل مع هذه المشكلات.

تغيرات الرغبة الجنسية
أحد التغيرات المزعج في مرحلة ما بعد الولادة، على الأرجح بالنسبة لكل من الوالدين هو الرغبة في تقليل الحميمية أو الاتصال الجنسي عند الأم، حيث يرتبط انخفاض الدافع الجنسي لدى الأمهات الجدد؛ بسبب رئيسي وهو الأستروجين أو الهرمون الأنثوي، الذي يصل إلى انخفاض مفاجئ في مرحلة ما بعد الولادة ويؤثر على عمل بقية الهرمونات، ثم تتطابق هذه تتطابق تدريجياً مع الوقت وبالتالي لا داعي للقلق، كما يساهم في سبب انخفاض الدافع الجنسي؛ الألم في المنطقة التناسلية وبشكل رئيسي الضغط، كذلك عدم القدرة على إدارة الوقت مع المسؤولية الجديدة والمستمرة للطفل.

الكآبة واكتئاب ما بعد الولادة
إن اكتئاب ما بعد الولادة أو الاكتئاب بعد الولادة أمر شائع إلى حد ما، لكن يتم التقليل من شأنه المشكلة أو تكون الأقل نقاش عادة، فالاكتئاب بعد الولادة هو في الأساس فترة انتقالية، يجب أن تتأكد الأمهات من أنهن يعطين أنفسهن الوقت، ويجب على الأسرة أن تضمن حصول الأم الجديدة على كل الدعم الذي تحتاجه، لأنه شائع إلى حد ما ولديه عوامل مسببة متعددة مثل:
1- تقلبات هرمونية: مثل متلازمة ما قبل الطمث (PMS)، حيث تعاني النساء من عدد من التغيرات الهرمونية حول ما بعد الولادة، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب.
2- تغييرات نمط الحياة: بعد الولادة تجد معظم النساء صعوبة في تخصيص وقت كاف لأنفسهن وشركائهن، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا والاكتئاب.
3- عدم الراحة: تحرم المسؤولية المتزايدة النساء من الوقت الضروري لقضاء وقت الفراغ والراحة.
4- ألم ما بعد الحمل: من الشائع أن تستمر النساء في الشعور بألم بعد الولادة، الأمر الذي قد يكون مزعجًا للغاية.

ألم الظهر بعد الحمل والولادة
الحمل هو فترة طويلة من الإجهاد غير العادية والمفرطة على البطن وكذلك عضلات الظهر، حيث تأخذ عضلات البطن الممتدة بعض الوقت لاستعادة مرونتها الطبيعية وشكلها، ويؤدي حمل وزن الطفل الإضافي للضغط على عضلات الظهر، بالتالي إلى ألم في الظهر حتى تستعيد العضلات مرونتها الطبيعية بعد الولادة، كما يمكن أن تؤدي ظروف الولادة أو ما بعد الولادة السيئة؛ إلى الشعور بالألم وتزيد الأمر سوءاً.

بعد الآلام
يتقلص الرحم إلى حجمه الأصلي بعد الولادة، وهذه الانقباضات العرضية والمفاجئة تؤدي إلى نوبات من الألم تسمى "بعد الآلام"، كما أن هذه التقلصات مماثلة لتقلصات المخاض في بعض الأحيان أو تكون خفيفة إلى حد ما، كذلك أكثر تواتراً أثناء الرضاعة الطبيعية، بسبب هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin)، الذي يتم إطلاقه من الغدة النخامية أثناء الرضاعة الطبيعية، والذي بدوره يتسبب في تقلص الرحم.

نزيف غير طبيعي بعد الولادة
اللوشية (Lochia) (الإفرازات المهبلية بعد الولادة التي تحتوي على الدم والمخاط وأنسجة من بطانة الرحم) وهي السائل غير الطبيعي من المهبل الشائع بعد الولادة، قد تحتوي في البداية على الدم وتظهر سميكة وتشبه دم الحي، ينخفّض السائل مع مرور الأيام ويصبح لونه خفيفاً وينحسر في غضون حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع، كما قد يستمر نزوله بشكل متقطع أو "عرضي" حتى بعد فترة من أربعة إلى ستة أسابيع من ولادة الطفل.
 

animate

طرق بسيطة لاستعادة التوازن الهرموني بعد الولادة
سنتحدث في مقال لاحق حول أهم طرق العناية بالذات؛ للأمهات بعد ولادة الطفل.. لكن نظراً لتأثير الهرمونات على تغيرات جسم المرأة بعد ولادة الطفل، سنقدم لك تالياً نصائح سريعة تساعدك على استعادة التوازن الهرموني بعد الولادة:
1- تجنبي التدخين والمشروبات الغنية بالكافيين.
2- تناولي مكملات الفيتامينات والمعادن خاصة المغنسيوم؛ يومياً بعد ولادة طفلك.
3- تجنبي استهلاك منتجات الصويا بعد الولادة.
4- ركزي على تناول صفار البيض الغني بفيتامينات (B12-B6).
5- تأكدي من الحصول على بعض أشعة الشمس والاسترخاء لبعض الوقت.
6- مارسي بعض التمارين الرياضية الخفيفة بعد استشارة الطبيب ومتابعته.
7- زيدي كمية الألياف النباتية في غذائك اليومي.
8- تجنبي الكربوهيدرات مثل: الخبز الأبيض والمعكرونة والأرز والحلويات..
9- لا تستخدمي موانع الحمل الهرمونية (الحبوب) بعد الولادة.
10- حاولي ممارسة اليوغا.
11- تناولي الشاي الأخضر.
12- خذي كفايتك من النوم.

في الختام.. تعاني النساء عادة من تغيرات جسدية معينة بعد الولادة، وقد تكون مؤلمة إذا لم تتم معالجتها بطريقة طبية صحيحة، حيث يمكن ملاحظة التغييرات على الشعر والجلد ووزن الجسم والثدي والأعضاء التناسلية والبطن وتغيير عادات التبول وخروج الفضلات، ومن الأهمية بمكان معرفة أن هذه التغيرات طبيعية جداً، كما أنه من المحتم أن يعود الجسم إلى طبيعته خلال فترة من أربعة إلى ستة أسابيع بعد الولادة ومن دون تدخلات أو مساعدة طبية، كما نذكرك عزيزتي أن نمط الحياة الصحي مع اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام مع اليوغا أو تمارين الجيجل؛ يمكن أن يساعد عادة في التعامل مع هذه التغيرات في الجسم بعد الولادة وبشكل فعّال وحاسم، شاركونا من خلال التعليقات رأيكم حول ما طرحناه في مقالنا.