كيف أعالج جرح الخيانة بعد عطاء سبع سنوات؟

كيف أعالج جرح الخيانة بعد عطاء سبع سنوات؟ أنا رجل أعمال، عمري ٦٣ عامًا، وناجح بفضل الله أديت واجبي نحو أبنائي على أكمل وجه حتى سلكوا طريقهم، ثم بدأت أفكر في نفسي وتعويض ما فاتني لسنوات طويلة تعرفت على فتاة أصغر مني بخمسٍ وعشرين سنة، كانت قد تقدمت لوظيفة في مكتبي ولم يتم توظيفها كان عمرها ٣٠ عامًا، ولم يسبق لها الزواج كانت على قدرٍ متوسط من الجمال، وتعاني من زيادة ملحوظة في الوزن، وغير مهتمة بأناقتها أو مظهرها

حدث بيننا تواصل يومي، وانجذبت إليها بسبب اهتمامها بي، وخفة ظلها، وثقافتها اعتدت على وجودها في حياتي، وحكت لي عن معاناتها في الحياة من الوحدة والحرمان وقسوة الأهل، حتى تم الزواج، الذي استمر ٧ سنوات، رغم معارضة أبنائي ومن اليوم الأول، قررت أن أعوضها عن كل ما حرمت منه: أسكنتها في سكن فاخر، واستأجرت لها من يخدمها، وساعدتها على إنقاص وزنها بشكل مثالي، وعلاج شعرها وبشرتها، وأجرت عمليات تجميل ونحت للجسم صرفت عليها بسخاء، وعلمتها كيف تتأنق وتختار ملابسها، وكيف تتعامل مع الناس، وتهتم بصحتها ونظافتها، وتواظب على ممارسة الرياضة

علمتها كل شيء في الحياة كانت تجهله، وأحضرت لها أغلى الملابس والمجوهرات، حتى أصبحت تنافس الممثلات وعارضات الأزياء، وأصبحت مطمعًا للرجال لم أحرمها من شيء: حب، واهتمام، ودلال حتى العلاقة الزوجية، رغم كِبر سني، لم أُقصّر فيها، لأني أمارس الرياضة وأهتم بنفسي أحببتها بصدق، وكنت أثق بها وأعاملها كأنها ابنتي لكن كل هذا الحب والعطاء لم يقياني من خنجر الغدر والخيانة

طعنتني في ظهري وجرحتني جرح عمري كله، بعد أن اكتشفت علاقتها بأحد المدربين في النادي الرياضي الذي تذهب إليه، والذي أسدد اشتراكه سنويًا بنفسي وعندما حاصرتها بالشك والأسئلة، اعترفت لي بأنها ارتكبت جريمة الزنا، وأنها تعلقت بذلك الشاب لأنه وسيم، وقريب منها في العمر، ومفتول العضلات وقالت إنها لم تعش حياتها كما كانت تتمنى، وأن فارق السن بيني وبينها يمثل حاجزًا نفسيًا لا تستطيع أن تتقبله، وأن الحياة معي أصبحت مملة وروتينية، وطلبت مني أن أطلقها ولا أفكر بأنانية

لم أجد شيئًا أقوله لها، صفعتها على وجهها، ورميت عليها يمين الطلاق، ولسان حالي يقول: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا قررت أن تهجرني وأنا في هذا العمر، لأموت وحيدًا، بعد كل ما قدمته لها، مما لم تكن تحلم يومًا بامتلاكه وبعد أن هجرني أبنائي بسببها، ذهبت إلى النادي لمواجهة ذلك النذل، لكنه تهرّب كالفأر من مقابلتي، وتم طرده من عمله إكرامًا لي وعرفت بعد ذلك أنه خطبها، وما كان ليلتفت إليها لو رآها قبل زواجي منها لكن قدري أن يحصد هو ما زرعته أنا بجهد وإخلاصٍ على مدار ٧ سنوات

وها قد مرّ عام على غيابها، رفضت فيه كل محاولاتها للتواصل معي بحجة الاطمئنان أو تقديم اعتذارات واهية اسودّت الحياة في عيني، ولأول مرة أشعر بأعراض الشيخوخة قد اجتمعت علي تدهورت صحتي، وفقدت الرغبة في الحياة، وما كنت أتصور أن أصير يومًا بهذا الضعف واليأس وما عاد في العمر بقية لبدايات جديدة